المحرر موضوع: ( من وحي المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي ) قراءة في أزمة ما تبقى من الأحزاب الشيوعية وإشكالية إنضاج يسار عراقي جديد..!  (زيارة 1073 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Muhsin Sabit

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 79
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
( من وحي المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي العراقي ) قراءة في أزمة ما تبقى من الأحزاب الشيوعية وإشكالية إنضاج يسار عراقي جديد..!
محسن الجيلاوي
عقد الحزب الشيوعي العراقي مؤتمره الثامن وأقول من كل قلبي مبروك على ما يسميه( إنجازات) تنظيمية ولكن السؤال الأهم ما الذي تقدمه أو قدمته هذه الإنجازات إن صحت على صعيد تفعيل اليسار وتفعيل الحياة الفكرية العراقية في زمن المحاصصات الطائفية والقومية والعشائرية...نحن نعرف أن الحزب الأهم في تاريخ الحركة الشيوعية العالمية عقد أكثر من 25 مؤتمرا لكن مؤتمر واحد أقترب من الحياة ومشبع بالنقاش الحر والديمقراطي( بخرها) جميعا وقدم وطنا عظيما مثل روسيا(الاتحاد السوفيتي سابقا) وطن لينين وأكتوبر على طريق آخر كليا...كنت أتسائل بدل الصور عن العلنية والشفافية وهذا شيء جميل أن نرى قائدا جديدا ونظاما داخليا جديدا موشحا (بالعملياتية) في تحديد الفترات الجهنمية للحفاظ على المركز فقد تخلص الحزب من السكرتير السابق في ظل قاعدة حيوية وكما يبدو أن الأخ حميد مجيد يسير على ذات الطريق في ظل قاعدة حالية نعرف ماهية تفسير الحزب لها وشكل ماضيها الذي يراه موسوم بالضعف وفق مفاهيم الصمود والتضحية المثالية في المنعطفات الحادة حيث الناجون قلة كتب لها أن تصنع تاريخا ووضعا بطوليا على حساب دماء وتضحيات (الغلابة) لكن هناك دوما لعب حقيقي على شدة الحاجة أو عدمها ولكن الأهم هو وجود غزارة في الأجساد المستعدة للشهادة، واليوم يسيل اللعاب على صناديق اقتراع إن بقت بعد رحيل الحامي والمهندس وحتما ( جماعته ) تحتاج لكل صوت قد توصل البعض إلى حواف السلطة وهي هشة بكل المعايير حيث الاحتلال واللصوص الذين ينهبون بلدا بلا خجل وبلا حياء يشاركهم الحزب الشيوعي شاء ام أبى في ما يسمى بالعملية السياسية....كنا نريد أن نعرف ماهية الأقلية وما هو مشروعها داخل الحزب وخصوصا في ظل انقسام مجتمعي وسياسي بسبب الاحتلال والطائفية والنعرات القومية..؟ ما مدى انعكاس ذلك على الحزب كصورة تعبر عن مجتمع يشهد صراعا حاد على وحول كل شيء من لقمة الخبز والأمن والأمل في العودة إلى البيت بأجسام غير مبتورة أو ضائعة وسط الخراب وتشظي الأجساد وصولا إلى ذلك الطموح المشروع لصورة وطن بهية تحيطه الكرامة وتقوده طبقة سياسية نظيفة ممكن أن ترعى شؤونه بوطنية وبمساواة حقيقية وليس شعارات..؟ يضاف إلى ذلك ماهية إشكالية وانعكاس تعاون أول حزب شيوعي في بلد عربي مع المحتل سياسيا...؟؟ كنا نريد على الأقل أن توجد بعض المحاور علنية ومعمقة النقاش على موقع اليسار وشروط وحدته كما فعلا سلام عادل وفهد أليس ذلك تاريخا يريده الحزب لوحده؟ لقد كانوا أكثر نضجا ووعيا بتقوية الحزب من خلال لم شمل ما يشابهه فكريا وسياسيا في إطار تنظيمي واحد، واليوم العراق يشهد تعدد كبير في الإطارات والتنظيمات الشيوعية ( بعضها أخذ يتفوق على الحزب جماهيريا وأداءا وشبابا )وعلى صعيد اليسار عموما رغم أن الجميع في ضعف حقيقي وعداوات بعضهم البعض هي أكثر وأشد عمقا من عداواتهم حتى لجلاديهم وقتلتهم في ماضي معروف وحاضر ماثل...رغم أنني أطمح كمواطن عراقي بانتقال هؤلاء جميعا إلى يسار منفتح ومتطور يقترب من مفاهيم الاشتراكية الديمقراطية الحقيقية فكرا وسلوكا وتنظيما وعلاقات فهذه الأحزاب في مساهماتها في تحقيق مجتمعات ديمقراطية ومزدهرة اقتصادا وحقوقا إنسانية تحولت من (خائنة) إلى ملاذات لحياة سعيدة للآلاف من الشيوعيين والديمقراطيين الهاربين من بطش الدكتاتوريات وفي أغلب الأحيان تم التهريب لهم لغيرهم من البشر من أوطان( الاشتراكية العلمية) التي لم تكن لا اشتراكية ولا علمية بامتياز حيث الفساد والنهب وعدم احترام الناس وحقوقهم...لقد بات واضحا أن هذا المؤتمر كسواه من المؤتمرات السابقة قدم لنا وضعا جليا باستمرار الإنشاد إلى الماضي والابتعاد عن حاجات الناس اليومية كشكل لازال هو اللاعب والمؤثر الوحيد( بعد كثرة التصفيات التاريخية لأي معارضة والنظر إلى الأقلية كجريمة وخلو الحزب من مؤهلات قيادية ترنوا وتعمل وتشجع الجديد ) في منهج وسياسة وطريقة تفكير الحزب وبالتالي ما يجعله مكبلا وبعيدا عن الحياة وعن المؤثرات التي تعصف بالعالم وبعيد عن طموحات الشبيبة العراقية التي ترنوا للحداثة وللتقدم وتطمح إلى إطار يساري فعال( الغائب عراقيا ) كما في كل الدنيا يبتعد عن ماضي وتراث كان الخاسر الأكبر فيه الإنسان كقيمة عليا حيث غياب الحرية ومعها ضحالة التنظيرات التي ناقشت العمليات الاجتماعية والاقتصاد والنظرة إلى العالم بفوقية شعاراتية وبأيدلوجيات تحولت إلى ما يشبه الدين في مصادرة أي فكر حر وديمقراطي والترقيع هنا لا يمكن أن ينتصر على حقائق عاشتها الشعوب والأمثلة كثيرة وصلدة لن تنفع الذين يحاولون تجيير الأشياء كونها خطأ في التطبيق ذلك هو الهروب الحقيقي والمبتسر لكل الأفكار التي لفظتها الحياة لهذا لم أجد أي شيوعي يدير ظهره للغرب الإمبريالي لكي يطير إلى جنة الفردوس الشيوعية في فيتنام أو كوبا أو الصين أو كوريا وسابقا عشرات من البلدان التي حطمت شعوبها الأصنام السوداء التي حطت من كرامة البشر وقد كان لتماهي البعث( كحزب مؤدلج أيضا ) واستفادته من تجربة الأحزاب الشيوعية الحاكمة آنذاك في قمع الأقليات وإقامة جبهات الحزب القائد وتغيير هويات الناس وتاليه القيادة وقمع أي فكر معارض وتحطيم آليات السوق ومعها أي نمو اقتصادي وتقديم ثروات البلد ونهبها وتقديمها كهدايا لزعيق الشعارات الأهوج لمن هب ودب ووضع الحزب فوق الأمة وقدراتها وثقافتها وآدابها وجعل الحياة تسير وفق رغبات صفوة تفكر وتلعب بمصير شعب بكاملة، لقد قدم البعث في سائر منهجه التطبيقي حتى في شكل القمع ونظام السجون وتهجير الناس وتغيير الطابع الديموغرافي للبلد شكلا مشابها للتطبيقات الشيوعية المقبورة ولا أعتقد أن ذلك عصيا على النخب والشبيبة العراقية أن تقرأ هذه المقارنات وبالتالي ستجعل أي مواطن محب لبلده وشعبة في موضع تساؤل كبير عن مصداقية الحركة في واقع عراقي هو متلقي لهكذا فكر ( ليس عيبا أن نستفيد من أي فكر إنساني ) ولكن النجاح ووجود نموذج مثال يعطي مصداقية ومؤشر على أن مسعانا نبيل وقابل للتحقق بشكل كبير لا أن نجد في المقارنات وفي النظرة إلى الماضي القريب فقط معاول الحرية ومشاعلها التي حطمت كل النماذج التي خدعت الناس فكرا وسلوكا..وإذا أردنا نحكم على السلوك العملي فها هو يقدم لنا المؤشرات التالية التي تنم على العقلية التلوتارية التي شغلت الأحزاب الشيوعية مجتمعة إلا في الحالات التي خرجت من هذه العباءة السوداء لتشكل فكرا واتجاها جديدا منتميا ومتصالحا مع العالم في فهم مجتمع العدالة والمساواة والحرية ومفاهيم الصراع الطبقي والسوق ودكتاتورية البرولتاريا والمركزية الديمقراطية والدور القيادي للحزب وما شابه ذلك من الترهات التي حكمت عليها الشعوب بأنها بغيضة ومفقرة لأمم عظيمة:-
ملاحظات تطبيقية عن التجديد في الحزب:-
1- الحفاظ على الاسم هو مشاركة مع الأحزاب المجهرية في العالم التي تحن لماضي تولى وليس لها من تأثير في العالم، تغيير الاسم كما أثبتت الأحزاب الأخرى الأكثر عمقا وتاريخا وتنظيرا على انه تخلي فكري عن المسلمات النظرية التي أثبتت الحياة فشلها كما فعل ( البلغاري والهنغاري والجيكي...مثلا )..أي أن تغيير الاسم يعني موضوعيا تطابق مع الجوهر، عكسه كل الأحزاب التي لازالت مشدودة للماضي ومتمسكة بهذا الاسم هي أحزاب تقترب في مفاهيمها وسلوكها إلى معاداة الحرية والديمقراطية ومؤسساتها بشكل صارخ، مثال ذلك الحزب الشيوعي الروسي حليف صدام التاريخي والنموذج القومجي لروسيا اليوم ومعه أحزاب صغيرة أصبحت هامشية حقا مثال تندر لشعوبها...!
2-قدم الحزب برنامجا فضفاضا يشبه برامج أي حزب حاكم وهو برنامج إنشائي طموح حقا على المستوى البعيد ( حيث النعيم المُرتجى ) ولكن في وضع عراقي ماثل كنا نريد برنامجا مرحليا يناقش قضايا الاحتلال وسبل تحرير البلد وسبل معالجة الإرهاب والجريمة والعنف وتبديد ونهب ثروات البلد وسبل التصدي للقوى الرجعية في تأجيج الطائفية واستخدام الدين سياسيا والفساد ونظرة الحزب للنزعات القومية المتطرفة والموقف المتخلف من المرأة ..., لكن كما يبدو هناك ذكاء تعودنا عليه في وضع برنامج سهل ومقبول وكل طرف له علاقة بالحزب من الاحتلال إلى سائر هذه الطبقة السياسية ستجد انه مناسب ومنسجم معها طالما انه يركز على قادم الأحلام الواسعة والإنشائية والتي بالتأكيد يريدها العراقي لكن قبل ذلك يجب حل المشكل الماثلة اليوم والتي تحتاج إلى حزب جرئ يناقش أسبابها وهي بالتأكيد نتاج طرفي معادلة أصبحت واضحة ألا وهي الاحتلال وطبقة سياسية رجعية وعفنة تقود الحكم معه وبرضاه وليس خافيا أن الحزب داخل هذه الشبكة ولا يريد أن يزعج أحدا..وجولة حميد مجيد بعد المؤتمر والتهاني المتبادلة على سائر أحزاب السلطة تقدم تصورا مأسويا عن ضعف اليسار في فضحها بل نراه هنا في مسعى أكبر لكسب ودها... في كل وثائق المؤتمر( والتي هي استنساخ للوثائق قديمة ) هناك سطحية وعدم تناول عميق لمشاكل الاحتلال أو الطائفية أو النزعة القومية وحتى الفقر وهو أحدى مفردات أي حزب يساري والذي يطحن ملايين العراقيين بشكل لا سابق له طحنا والذي أصبح مثال تجاوزنا به أفريقيا الجائعة واخرها فضيحة ملجأ الأيتام لم يقترب الحزب في برامجه إلى وسائل ملموسة للدفاع عن الناس حيث لا غاز ولا كهرباء ولا ماء ولا تشغيل في وضع أقلية دخلت البلد كجراد شرس لتنهب كل شيء، وأكرر كل شيء، ولم يضع النقاط فوق الحروف عن الذين يستغلون السلطة بشكل قذر حيث الفضائح كل يوم..كنت أتصور أن حزب عمالي عراقي يعقد مؤتمرة في نفس الأيام التي يتحرك بها عمال النفط في البصرة عليه أن يوجه تحية تضامن إلى هؤلاء الأبطال الذين يرفضون نهب ثروة البلد ويتحدون بصدورهم وبرزق عوائلهم إجراءات السلطة ومحاولاتها ببيع ثروات البلد إلى الشركات الأجنبية كان على المؤتمر أن يشكل وفدا يكون بينهم ومعهم في مطالبهم وإضرابهم المشروع، بل وجدنا العكس إلا وهو الصمت المطبق سواء في الموقف المعلن أو في صحافة الحزب عن شكل حقيقي وفعال للتضامن وهو يشكل منهجا واضحا للتراخي أمام السلطة التي يساهمون بها حيث وجه رئيس الوزراء تهديدا واضحا إلى عمال النفط..!
نقاط من النظام الداخلي تتعارض مع دستور البلاد ومع وضع أي حزب يدعي الديمقراطية
* ملاحظة كل فقرة بين قوسين مقتبسة نصا من النظام الداخلي
- (وحدة الحزب السياسية والتنظيمية، ووحدة المنطلقات الفكرية المبنية على الاسس الديمقراطية وعلى حرية الرأي والتنافس والتفاعل المتبادل بينها والاتفاق عليها، والتي تجد تعبيرها في وحدة الارادة والعمل.) نفس شكل المركزية الديمقراطية ولكن بشكل ملتوي.
- قرارات مؤتمرات الحزب وقيادته ملزمة لجميع اعضاء الحزب وهيئاته ومنظماته) لماذا علي مثلا أن أكون ملزما بسياسة الحزب في تعاونه مع الاحتلال أو في نظرته إلى المادة 140 أو في سياسته التحالفيه...تلك فقرة تتعارض مع قواعد أي حزب ديمقراطي...!
- ب- القرارات التي تتخذها كونفرنسات منظمات وهيئات الحزب المختلفة ملزمة لأعضائها وللمنظمات التي تقودها. وكل هيئة مسؤولة عن نشاطاتها وقراراتها ونتائج تنفيذها، أمام كونفرنس منظمتها وأمام الهيئة التي تليها وتقدم تقارير دورية عنها.) الفقرة تأكيد للسابقة هناك خوف من أي تعددية فكرية داخل الحزب..!
-
5-( الاستقلالية الذاتية للمنظمات والهيئات الحزبية في بحث واقرار المسائل المتعلقة بحياتها الداخلية ونشاطها في تطبيق سياسة الحزب المقرة وتحديد مواقفها بشأن القضايا المحلية، وحق الهيئات القيادية في تعديل او نقض او ايقاف قرارات المنظمات والهيئات القاعدية، في حالة تعارضها مع سياسة الحزب ومواقفه العامة وبرنامجه ونظامه الداخلي، على ان تقوم بتبيان الاسباب الموجبة لذلك.) لا أعرف لماذا سيف الهيئات القيادة( بالرفض والإلغاء والنقض) مسلط على الأدنى ونحن نعرف أن في الكثير من المنعطفات السياسية كانت أكثر نضجا من القيادة كونها الأقرب إلى الناس والحياة..شكل قهري في تطبيق المركزية المقيتة..!
-( المختصين والشخصيات الحزبية ممن تسميهم اللجنة المركزية كأعضاء للمؤتمر على ان تحظى هذه التسمية بمصادقة المؤتمر، وان لا تتجاوز نسبتهم الـ 10% من المندوبين المنتخبين. ويعتبر مراقباً كل من لا تجري مصادقة المؤتمر عليه منهم.) لا أعرف أي ديمقراطية تعطي لهبة السماء اللجنة المركزية هذا الحق بإيصال نسبة بهذا القدر كمندوبين تلك هي من مهازل (الفذلكات الديمقراطية )فلو حسبنا مضافا لهم كما في الفقرة ج (ج-أعضاء اللجنة المركزية للحزب، واعضاء اللجنتين المركزية والرقابة للحزب الشيوعي الكردستاني – العراق ) فهذا يعني أن أكثر من ثلث المندوبين معروفين سلفا، فيا ترى أي سياسية بديلة أو دماء جديدة قد تكون مختلفة ولو قليلا مع القيادي السائد أن تتقدم إلى الإمام...؟ ذلك سؤال مهم وعريض اطرحه أمام أي منصف في هذا الحزب..ولدي ملاحظة لماذا للحزب الشيوعي الكردستاني لجنة رقابة والحزب عموما لا..؟ شيء غير مفهوم إطلاقا..!
- كل المؤتمرات الاستثنائية والكونفرسات تتحدد وتقر من الهيئات العليا لماذا ليس للقواعد الحزبية حق الطلب عبر تصويت ديمقراطي أيضا الدعوة إلى عقد مثل هكذا فعاليات تنظيمية في المنعطفات السياسية الحادة لوضعها أمام مسؤولياتها وتدريبها على أن تكون مبادرة أيضا ومراقبة بنفس الوقت..هل حدث هذا مثلا عند الدخول في مجلس الحكم، أليس ذلك منعطفا كبيرا ؟؟؟؟
-لم يحدد الحزب فترات المسؤولية لسائر الهيئات التنظيمية وشكل ونسبة التجديد فيها، فلا نعرف ماهية المدة التي يشغلها سكرتير الحزب أو عضو المكتب السياسي أو اللجنة المركزية ونسبة التجديد في هذه الهيئات كلها أشياء مبهمة تتيح للبعض الهيمنة على الحزب إلى اخر الدهر..حيث لا توجد تقاليد تنظيمية متعارف عليها تحول عدم الاستئثار بالمركز بل العكس هو السائد..؟!
- جميع مواد النظام الداخلي عامة ولا تتحدث عن الإجراءات التنظيمية المحددة في تداول المسؤولية ذلك خوف كان يرعب القيادة دوما عند مناقشتنا لهم بذلك...!
- لا أعرف شكل وجود الحزب الشيوعي الكردستاني تنظيميا داخل حزب أممي يجب أن تكون معايير الأممية والوطنية مرتسمة في سلوكه الفكري والتنظيمي..فالحزب الشيوعي الكردستاني أصبح عمليا فصيل قومي تابع وله أجندة معروفة تتعارض تماما في الكثير من أوجهها مع معايير بناء وطن جديد على أسس جديدة سداها المواطنة المتساوية، أجد أن التخلي عن هذا الحزب وثقل ارتباطاته المعروفة لو تحققت ستعطي دفعا لانطلاق الحزب نحو رحاب مناقشة القضايا العراقية بحرية أكبر وبفهم واعي أفضل وممكن أن تعطيه فرصة أكبر للتغيير وللعب دور وطني هام وبالتأكيد زيادة جماهيريته حتى في كوردستان نفسها، فالحزب الشيوعي الكردستاني ومن خلال تجربة عقد قضيتها في كوردستان يمارس في أساليبه وطرق عمله ما هو متخلف في طرق وأساليب عمل الأحزاب القومية الكردية لهذا تجد الجماهير أن أرادت أن تتحزب فالأفضل أن تذهب للأصل كما ان الحزب تحول عمليا الى فصيل تابع للحزبين الكبيرين، وعمليا فرعه في السليمانية ( جلالي - كومله ) ( وفي بهدنان ( الحزب الديمقراطي ) والحزب بعد 91 تحول إلى تنظيم هامشي شكلي يعيش ( ومعه الحزب للأسف ) على المساعدات المالية للأحزاب الكردستانية لهذا لم يعد باستطاعته المحافظة على استقلالية حقيقية في تبني مواقف سياسية مختلفة وجريئة، ولعلمي ان هذا الحزب لم يحصل على أكثر من مئة صوت في محافظة دهوك، كذلك حصوله على نسبة في أعلى هيئة قيادية للحزب مباشرة وترشيح فردي لا تتناسب اطلاقا مع حضوره وحجمه على الأرض وكذلك مع أي معايير ديمقراطية..!
- النظام الداخلي لا يعطي لا للأقلية ولا للرأي المخالف مساحة للحرية وللتعبير عن نفسه سواء في الأطر التنظيمية أو في واقع وصحافة الحزب لهذا نجدها فقيرة وتردد فقط اتجاه حزبي يحتكر الحقيقة ومعه يصادر الحزب كمؤسسة تعكس واقع مجتمع ما..!
- مالية الحزب وهي التي أفسدت كثيرا من قيادي الحزب ومنظماته لازالت وفق النظام الداخلي مبهمة جدا فالجميع يعرف أن الحزب يستلم مساعدات مالية من الحزبين الكرديين ومن غيرهم وهذا باعتراف قيادية على شبكات التلفزيون يا ترى كقارئ وكمواطن أين أجد تصنيف هذه المساعدات وفق ضوابط النظام الداخلي المتعلقة بالحصول على مالية للحزب..؟حيث جاء ( 1ـ تتكون مالية الحزب من اشتراكات، وتبرعات اعضاء الحزب ومؤازريه، ومن مردود صحافة الحزب ومطبوعاته، ومن نشاطاته المختلفة المكرسة لزيادة مصادر ماليته.) وبالتالي هل تم جرد هذه المعونات وحجمها أمام أعضاء المؤتمر..؟ تلك من المحرمات التي كان الحزب وبعض من الذين يسيطرون على موارده من مناقشتها مما جعلته في كثير من الأحيان يخضع لشروط هذه المساعدات والتي أخذت تؤثر في رسم سياسته بشكل واضح ومستقل وخصوصا بعد انهيار مصدر التمويل الأساسي سابقا ( البلدان الاشتراكية )، وهذه السرية والإبهام هي التي مهدت للإفساد وسرقة أموال الحزب التي أصبحت إمبراطوريات مالية شخصية للبعض المعروف بحيث طغى على الحزب كإمكانيات ونشاط سياسي... !

الوثيقة الفكرية
وهي وثيقة ضعيفة حقا ولم تتعدى كونها قراءة شيوعية كلاسيكية إنشائية مكررة قرأناها كثيرا جوهرها تبرير أسباب الفشل وجعل الممارسة عنصر وحيد لانهيار ما يسمى البلدان الاشتراكية..لم نجد تحليلا نظريا عميقا للفكر الذي صنف البشر والعمليات الاجتماعية والنشاط الاقتصادي وفق نظرة قسرية فوقية ضاع وتحطم تحتها كل وازع وحراك لحرية الناس فكرا وثقافة ونشاط اقتصادي وهي نظرة اختزالية في مناقشة بديل الرأسمالية المفترض شيوعيا..إن العالم في عصر ثورة الاتصالات والتطور الهائل للتكنلوجيا ولثورة الفضاء القادمة قد تجاوز هذه التحليلات التي حنطت شعوب كثيرة ومؤثرة يوما ما وجعلتها خارج التاريخ في المساهمة النشطة في التطور الحاصل..سنعود لمناقشة هذه الوثيقة بتحليل أكبر في مساهمة أخرى...!

ما الذي حدث بعد انتهاء المؤتمر
 - استلم الحزب برقيات من أحزاب عبارة عن دكاكين في الحياة السياسية لبلدانها مثل الحزب الشيوعي البريطاني والأمريكي والنرويجي والألماني والدنمركي والايرلندي وبوهيما والفنلندي والاسترالي... وهي أحزاب لتجمعات هامشية ومعزولة في الحياة السياسة لبلدانها شبيهة بتجمعات لا أهمية لها من نازية ومتطرفة ومشعوذة كما أن أحزاب حركة التحرر الوطني العربية يبدو قاطعت الحزب كليا والسبب معروف..وهذا دليل على فقر وعزلة الحركات التي لا ترى فيها شعوبها أحزاب مستقبل وكذلك عزلة الحزب عن محيطه المعروف سابقا... كنت أطمح شخصيا أن يخرج الحزب من دائرة هذه العلاقات الشكلية والمتهرئة إلى رحاب حركة يسارية عبر برنامج ونظام داخلي وفعاليات فكرية ومواقع صحفية والكترونية متطورة تسودها روحية فن الاختلاف الديمقراطي والنقاش العميق، محاطة بإبهار حقيقي في فهم الرأي والرأي الآخر والتقدم على سائر الحركة السياسية بمبادرات تنقل الحزب وفكره من مواقع الأزمة إلى مواقع مبادرة ونشطة في الإصغاء وتشجيع الثنائيات الفكرية والتعددية في التناول الحزبي بروح من الشفافية سترى فيها الأجيال الخارجة للسياسة ولعالم ثورة الاتصال والتقارب الشديد في رؤية العالم شيء متميز ومفهوم يتجاوب حضاريا مع كل ديمقراطيات العالم الناجحة بشكل أوسع وحقيقي وواضح وبهذا تجد فيه ممثلا حقيقا ليسار ديمقراطي عراقي حقيقي حقا لا تتخوف سائر الحركات الاشتراكية الديمقراطية وكل حزب ديمقراطي سواء كان من تيار الوسط او اليمين وأي حركة أو منظمة اجتماعية ديمقراطية من إقامة أوسع العلاقات معه...لم يعد ينطلي على الناس الحديث عن موسكو وعن إنجازات شيوعية الخرافات في كوريا أو الصين ففي ضغطة واحدة ( كلك ) تجد العالم أمامك فسيحا ورحبا وغنيا بالمعلومات والحقائق والصور والأرقام والوثائق..فالتزوير لم يعد له هامش كبير في التأثير بعقلية الناس..فمن محاسن العالم الجديد وتقنياته انها أعطت فسحة كبيرة لاستقلالية الإنسان في فهم الظواهر وتحليلها وبالتالي اختيار موقعه وفعله على ضوئها, وهنا أستغرب على وجود بعض قيادي الحزب في الدول الرأسمالية ( الديمقراطية ) ولكن عندما يديرون وجوهم نحو العراق، نحو حزب عراقي نراهم خوفا وحرصا على مواقعهم ( فالديمقراطية هزازة للمراكز حقا ) يضعون خلف ظهورهم كل الحقائق التي يعطيها هذا العالم..لم يعد ظني الإيجابي كونهم معزولون عن هذه المجتمعات ولا يستفيدون من المعطيات التي فيها قد يكون السبب لكن بعد تجربة يبدو أن المكر السياسي وراء ذلك، فهناك كثير من يريد استمرار سياسة التدجين لأنها الوحيدة القادرة على جعل وجود قواعد مستلبة وخاضعة أمرا ممكنا وبالتالي كل هذا هو الذي أدخل مجتمعنا في مأزق حقيقي بسب مأزق القوى السياسية وقياداتها بالذات التي خضعت هي أيضا لشروط ومفاهيم الدكتاتور سواء كان كبيرا أو عكسه، المهم العقلية والجوهر المتماثل …!
- من المماسي أن الحزب حصل على مباركة السفير الصيني والحزب الشيوعي الفيتنامي وكان على الحزب أن يرفض هذه العلاقة مع أحزاب دكتاتورية وكلا الحزبين وخصوصا الأول أكبر مُصدر للأطفال في العالم إلى الغرب ( الرأسمالي ) والحزب الذي يقود دوله تعتبر العمالة فيه هي الأرخص في العالم حيث يستفيد منها أعداء الطبقة العاملة ( الرأسماليون الأشرار على حد تعبير الشعار النشيد الذي رددناه طويلا...!)

جلال الطالباني من قاتل للشيوعيين إلى المناضل الكبير
شخصيا لا أطلب من الحزب عدم ممارسته البروتوكولات السياسية والمجاملات المطلوبة وأن يكون أول شخص تزوره قيادة الحزب ( القديمة- الجديدة) فهذا قد يكون شيء مفهوم ولكن الرسالة التي يوصف بها جلال بالمناضل الكبير والتغني بنضالاتنا المشتركة في كوردستان ابان النضال ضد الدكتاتورية فهذا رياء كبير، كان على الحزب أن يكون حياديا ويختار مفردات لبقة ودقيقة احتراما لمشاعرنا ومشاعر ذوي شهدائنا. فنحن جميعا لم نستطع تغاضي أو نسيان الأبرز في هذه العلاقة هو الدم..الدم الغالي الغزير لعشرات من الشيوعيين وإذا كان هناك من تنازلات ومسح ماض قبيح السؤال مقابل ماذا ؟ هل قدمتم لنا وطنا معافى؟ هل قدمتم للعراقي رغيف خبز كريم، امن، كرامة..ففي ظل هذه المحاصصات أتيتم على اخر ما تبقى في هذا الوطن العميق بالحضارة والتاريخ لتأكلوه بالمجاملات والسرقات والقتل وتحريض الناس ضد بعضها وقيادة فقراء العراق من التعس إلى الأتعس..هل كان المؤتمر وأعضاءه على  علم واحاطة بالجرائم التي ارتكبت باسم الوطن والنضال واخر صفحات هذه السيرة الكريمة هي بشتآشان…وإذ كان هناك من تسويات تحت الطاولة لماذا لا تعلن ..؟ صدقوني أي خلاف سيفجر كل ( المدفون ) وسييجعل المعلومة أم (الفلوس) اليوم على لسان كل الناس غدا رغم أن الرائحة وصلت حتى القطب..فالتقاعدات وبيوت لعجائز الحزب لن تجعل من دمائنا ماءا..!

خاتمة
وهذه الخاتمة موجهة لأصدقائي ورفاقي الذين أحبهم وهم كُثر الذين يواصلون العمل داخل الحزب أو خارجه ولكن على مقربة منه والذين أحترم خياراتهم النبيلة والذين عشت معهم سنوات مرة وجميلة معا( وليس لأولئك النفر الذين لا يعرفون سوى الكره والكراهية سلوكا وفهما للعالم والذين ينظرون لكل شيء مختلف وفق منطلق حاقد وحيد وهو دليل على فقرهم اجتماعيا وأخلاقيا وأحيانا على ماضيهم المعطوب من كل النواحي، الذين يشكلون بالنسبة لي ولغيري عثة في جسد هذا الكيان ) ان ما كتبته أعلاه لا يتعدى كونه رأي آخر أصبح عاديا في أعراف هذا العالم الذي يشجع الاختلاف ويحرص على اغناءه وليس تلك السياسة المداحة والأحادية والتي تشجع ( الساكتون وخوش رفيق هادئ ) بالإضافة إلى التلاعب بحياة الناس ( مثال بشتاشان والجبهة ) ففي هذه المجازر فُقدت أفضل قاعدة وكوادر كان لها أن تكون يوميا مصدر اغناء للوضع القيادي الفقير حاليا، فالحزب اليوم يفتقر كاريزما قيادات التي هي مطلوبة اليوم في عصر الإعلام الحر والمفتوح حتى الأحزاب الرجعية أنتجت ذلك، لقد أدهشتني تقدير الطاقم القديم للقيادة في صور واشاده وهم الذين بسياستهم وأخطائهم جرى المر والحنظل بحياة الناس ومسيرتهم، فالحزب الذي لا يرعى وبصرامة الضوابط الأخلاقية والسياسية في حياة أعضاءه لا يمكنه أبدا أن يحظى بثقة الناس، لقد كنت ولازلت أحترم العزيز ( أبو داود ) الذي أعرفه من بلغاريا وكردستان لاحقا وكنت سعيدا باختياره سكرتيرا للحزب رغم معرفتي كشخص كنت في مواقع قريبة من القيادة كيف تم رسم هذا الخيار لكن رغم كل شيء فالأخ حميد مجيد يتميز عن القيادة السابقة بروح أخلاقية وشفافية واجب احترامها وكنت أتمنى أن يدخل التاريخ كقيادي جرئ في العمل على تغيير الحزب عميقا وان يكون فعله مصدر الهام ليسار عراقي متنور لكن كما يبدو ان عقلية القيادة السابقة قد أتت ثمارها بتواصل نفس الأداء والمضمون والشخصيات حيث الفقر الفكري والسياسي وحتى الاجتماعي، على الحزب أن يعود إلى الناس والى تجمعاتهم لا أن يلتقي أعضاءه بعضهم بعضا لكي يطربوا على برقيات من اتحاد الطلبة والمرأة والشبيبة والأنصار لاحقا، مديح النفس هو جزء من خاصية الإفلاس والتي لا نريدها أو نتمناها لأي منظمة يسارية، سؤالي أين هي منظمة السويد( التي يوجد فيها حسب علم أحد الأصدقاء ستة من أعضاء اللجنة المركزية ) من وضع العراقيين الذين يتدفقون لها بالآلاف فلا يكفي ما يسمى الحفلات( الجماهيرية) التي يحضرها أهل البيت وحواشيهم.. السؤال أين الناس...؟ . طرق باب كل إنسان عراقي هي صورة عن الجدية للتقرب منهم وتلمس احتياجاتهم والمساهمة في وضع الحلول لمشاكلهم ميدانيا لا العيش بفوقية الحزب فوق الجماهير تلك أغاني غربت وشاخت، مثالكم قادة حزب حاكم ( الاشتراكي السويدي ) الذين يقفون في زاوية كل شارع وتجمع للحديث للناس …عليَّ أن أقول كمواطن عراقي مستقل انني احترم خيار أي حركة سياسية بالحياة والعمل وعلي أن أدافع مع الناس عن هذه الحرية، فالحزب الشيوعي الذي عشت داخله سنوات طويلة من عمري وبسببه قدمت عائلتي تضحيات كبيرة له أفضلية لا يمكن لأي احد تجاوزها عندما انتمى إليه مئات الآلاف من العراقيين البسطاء بلا تعقيد نظري لكونه يحمل فكرة العدالة كشعار وهذا وحده يعتبر من السفر المجيد لهذا الحزب التاريخي والذي لعب أدوار هامة في حياة الناس فرادى وشعب وبفعل مهارات الناس الذين انتموا له حفر عميقا في تفاصيل المشهد العراقي ثقافة وفنا وفكرا.... في عالم اليوم لا يكفي هذا، هناك أيضا تنامي للخبرة وللوعي الجماعي وللتعليم والقدرة على الاتصال بالعالم وتعدد مصادر الحصول على المعلومة، لم يعد الحزب مصدر كل شيء.. الجميع يحتاج إلى ( المواكحة ) إن صح التعبير للانتقال بالناس وتطلعاتهم وحياتهم نحو الأفضل إذا كان المسعى في خدمتهم حقا بقلب المعادلة وجعل مادتها الأساسية( الناس ) فوق أي حركة سياسية فالأخيرة جاءت في خدمة الأولى وأي لعب بهذه المعادلة عبث حقيقي وهنا لا يكفي أن نكون( خوش ولد وطيبون) وليس تغيير العالم فقط بل تفسيره بعمق وكل هذه التداخلات تحتاج فكرا قداحا وهاجا قادر أن يردم فراغ الحياة السياسية العراقية التي جعلت ووضعت الناس في ضياع حقيقي في تلمس طريق المستقبل الذي يحتاج إلى شكل جديد وفضاء سياسي جديد قادر على إلحاق الهزيمة بغدر هذه الطبقة السياسية التي تبدو انها( ضيعتنا وضاعت ) ولكن ألم ضياع الأول ليس بنفس مستوى ضياع الثاني نهاز الفرص ومدمر الأوطان حبا بالمال والجاه والسلطة، والتاريخ لا يرحم..!