المحرر موضوع: زوبعة في فنجان  (زيارة 870 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مهند البشي

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5832
    • مشاهدة الملف الشخصي
زوبعة في فنجان
« في: 14:37 24/06/2007 »
زوبعة في الفنجان
هاهي صرخة مدوية احدثها الاطفال في دار للايتام وذوي الاحتياجات الخاصة في بغداد لينظر العالم الى ماآلت الامور اليه وهذه الصرخة احدثت ردت فعل في الاوساط المحلية والعالمية حيث كشفت معانات هؤلاء الاطفال الذين لاحول لهم ولاقوة وليس لديهم احد سوى الله ومن بعده هذه الدار التي وضعوا فيها ليلقوا العناية المرجوة بعد ان ضاقت الدنيا بهم .
في هذه الدار التي هي دار الرحمة اولا والحنان ثانيا ( وهذا اسمها كذلك ) والعطف ثالثا . نرى حدوث العكس فيها حيث تركوا واهملوا وجوعوا وعروا من ثيابهم وربطوا الى اسرتهم كأنهم حيوانات متوحشة او ذئاب بشرية .
لقد خلت الرحمة من قلوب القائمين على هذه الدار ( وهل اجبرهم احد على القيام بهذه المهمة كان لهم ان يكونوا باي وظيفة اخرى ) .
لااحد يختار هذه المهنة مالم يكن في قلبه رحمة وشفقة وعطف ويوجد في قلبه حب حقيقي لممارسة دور الابوة والامومة .
كيف استطاعوا ان يفعلوا ذلك بهؤلاء الاطفال . وحتى ونحن بهذه الظروف الصعبة والخطرة هناك حديقة للحيوان يوجد فيها عاملون يعتنون بالحيوانات ويطعمونها . اليس البشر افضل خلق الله واليس هؤلاء حرموا من ابسط الاشياء واهمها وهي العائلة (الوالدين خصوصا ) وكذلك حرموا من بعض الحواس الا يستحقون جل الاهتمام والرعاية والعناية لكي يعوضوا عن النقص الذي لديهم .
ولكن مما زاد الطين بله مثلما يقولون وبعد الكشف عن هذه الجريمة المروعة ورؤية المنظر المرعب الذي يصعب تصديقه عند رؤية هؤلاء الاطفال وهم في منظر ارعب الجميع ابتداء من الجنود المقتحمين للدار الذين هم معتادين على رؤيا ابشع الصور الى ابسط انسان ( اطفال عراة وعظامهم بارزة عن اجسادهم وهم يزحفون ولايستطيعون الوقوف من شدة الجوع والاعياء وكان قسم منهم مربوط الى سريره لمدة طويلة والبعض اعتدي عليه جسديا ) .
اتت ردود فعل كثيرة تشجب وتستنكر واخرى تطالب بالتحقيق واخرى ترمي الاتهامات و...................الخ وكان اهمها ردت فعل المسؤول الكبير ( الذي تقع الدار تحت مسؤليته ) الذي يجب ان يكون على اطلاع على كل كبيرة وصغيرة في دائرته وكل شاردة وواردة ولكن يبدو غير ذلك من ردة فعله العنيفة على الذي حصل وبدء يرمي الكرة الى ملعب اخر ويبعد نفسه عن اي تقصير الايعرف ان الاعتراف بالحق فضيلة واليكم ماقاله :
 ان الدار هي ليست للايتام بل لذوي الاحتياجات الخاصة أولا .
وهل ذوي الاحتياجات الخاصة يختلفون عن الايتام بالعكس وضعهم اصعب حيث لايستطيعون ان يدبروا امورهم الضرورية ويحتاجون للمساعدة في كل شيء وان الايتام الاصحاء يمكن ان يساعدوا انفسهم .
قال ثانيا ان هؤلاء الاطفال هم خطرون ويصعب السيطرة عليهم لذلك هم مربوطين الى اسرتهم .
ثالثا هم عراة لان الجو حار ولايوجد كهرباء .
ورابعا قال ان عظامهم بارزة ويمكن رؤيتها لانهم لايأكلون ( يعملون اضراب عن الطعام ).
خامسا يقول كيف تقتحم القوات الامريكية الدار بعد منتصف الليل ولماذا لم تقتحمه في النهار ( حتى كانوا يدبرون امورهم زين ) وان القوات الامريكية هم قوات احتلال وفبركوا الخبر لصالحهم ليظهروا بالمظهر الحسن ( العملية تمت بعلم الحكومة  مسبقا وان القوات العراقية هي التي قامت بلاقتحام مع وجود مستشارين امريكيين معهم وان السيد رئيس الوزراء امر قبل ان يظهر التقرير على الفضائيات بان يلقى القبض على العاملين في هذه الدار وبدون ان يعرف السبب وقتها احد ما ) .
اليس من المفروض ان يعلم السيد المسؤول الاول عن هذه الاخبار قبل وسائل الاعلام وان يتلافى الحرج الذي وضع نفسه فيه امام العالم اجمع ( كيف مسؤول عن دائرة كبيرة ولايعلم ماذا يحصل في بعض منها ). كيف لم يعلم باسباب قرار القاء القبض على العاملين في الدارواخلائه ونقل الاطفال ال24 الى احدى المستشفيات في بغداد قبل الكشف عن الموضوع اذا كان متابع لشؤون دائرته لوكان كذلك لعرف الموضوع وعالجه بعيدا العصبية المفرطة وكان عرف اين هي الحقيقة . ثم اين مؤتمره الصحفي الذي سمعنا عنه ولم نراه على المحطات المعروفة والتي لها قاعدة كبيرة من المشاهدين في العالم لعله كان لبعض وسائل الاعلام( المحادية فقط ) والتي يثق بها هو شخصيا هنيئا له لانه علم بكل شيء من وسائل الاعلام عن مايجري في دائرته ( اقدم الشكر لها بالنيابه ) .
ماذا نقول وهم يجعلون الاطفال اداة سياسية ليطلقوا دعايتهم الوطنية . اتقوا الله وابعدوا الاطفال عن كل ما يحصل ليس المهم من وجد الاطفال هكذا او ان الحكاية حسب الاقوال مفربكة نقول اين انتم من هؤلاء الاطفال وكل الاطفال  ولماذا لم نسمع احدا يوما يذكرهم اويدافع عنهم ويرحمهم ويشفق عليهم بكلمة طيبة .
نقول يجب ان نستفاد مما حصل وبعيدا عن الاتهامات بين هذا الطرف وذاك وونتبه الى قضية الاطفال ومشاكلهم  (وكنت قد نوهت الى مشكلة الطفولة في العراق في مقال سابق" الى الجميع _اسمعوا صوتي" ونقلت صرخة الطفل العراقي من خلاله ) ونتلافى الذي حصل ونبدء من الآن وان لاندخل في جدال ليس له نهاية وفي الاخر نبتعد عن القضية والضحية هم الاطفال وتصبح مشكلتهم زوبعة في فنجان ويطويها النسيان .
ملاحظة:
يجب ان لانسكت عن اي امر يخص الطفولة وان تبقى اقلامنا تكتب حتى وان لم يوجد الاالبعض من  يقرأ يكفي ان نبدأ . وسوف تزداد الاقلام ويزداد القراء وسنسمع في يوم ما صوتنا الى كل الارجاء ( ارحموا الطفولة ) وهذه صرختنا الآن من الاعماق .

           مهند عمانوئيل بشي
           23-6-2007