المحرر موضوع: محمود المشهداني والاختبار الصعب  (زيارة 777 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Dr Talib Alrammahi

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 9
    • مشاهدة الملف الشخصي
محمود المشهداني والاختبار الصعب

الدكتور طالب الرماحي

في كل يوم تتكشف الكثير من المثالب والأخطاء بل وحتى الكوارث التي ح المشهداني: دعابة مقرفة

 
اقت وتحيق بالشعب العراقي المظلوم  نتيجة للأخطاء التاريخية للعملية السياسية في العراق بعد سقوط النظام البعثي الصدامي ، وإذا أردنا أن نحصى تلك الأخطاء فهي كثيرة إلا أن أبرزها الفراغ السياسي الذي أتاح لأطراف معينة أن تكون وصية على الشعب ا لعراقي  وتضع له أدوات سياسية ، ولاعتبارات فئوية أو ( نسب ) أن تدفع بالكثيرين الى واجهة المشهد السياسي . كما أن المحاصصة قد  فتحت الأبواب على مصاريعها لتسلق الكثير من البعثيين والمجرمين وأصحاب السوابق من أعداء الشعب ( من النظام السابق ) الى مواقع حساسة كان لهم وما يزال دور كبير في تعثر العملية الديمقراطية وسفك الدماء الطاهرة من أبناء العراق لتحالفهم بشكل مباشر أوغير مبار بالعصابات الإرهابية البعثية وكما نراه واضحا من مواقف العليان والمطلك والدايني والهاشمي والمشهداني وغيرهما . أما فيما يخص الطرف الشيعي  فإن الأخطاء في العملية السياسية قد هيأت فرصة تاريخية لكثير من الإنتهازيين والوصوليين ممن لايمتلكون أي قدر من الوعي السياسي ولا التاريخ النظالي ضد النظام السابق أن يصلوا الى
الوزير السوداني :عصي عن اللقاء
 
البرلمان وآخرين تقلدوا الكثير من المناصب السياسية وأصبحوا (بقدرة قادر) وزراء ووكلاء ومستشارين ، وهاهم وما زالوا يمارسون أدوارا سلبية ( مقيتة ) أهونها أنك لن تستطيع أن تلتقيه بل وتراه بل وأكثر من ذلك ليس في وسعك أن تعرف رقم تلفونه . لقد شارك هؤلاء بشكل فعال في خلق حالة بائسة كالتي نعيشها ، وهكذا نرى أن حاضر العراق ومستقبله يتحكم به الكثيرون ممن امتهنوا القتل سنوات طويلة أو ممن يعملون لمصالحهم الذاتية الضيقة أو لمصلحة التجمعات التي ينتسبون إليها واضعين مصلحة الأمة والوطن في مهب الريح.

وحكاية محمود المشهداني هي من الحكايات التي تعكس جانبا من الكارثة التي يعيشها أبناء الشعب العراقي ، فهذا الرجل سبق وأن اعترف أنه كان يترأس مجموعة قتالية ( يدعي أنها كانت تقاتل الأمريكان ) قبل أن تختاره جبهة التوافق ليكون مرشحها الى رئاسة البرلمان العراقي ، المشهداني صاحب المزاج المتشنج والألفاظ النابية والطبيعة النزقة والدعابة المقرفة التي ورثها من مدرسة حزب البعث ، عندما تصدَّر البرلمان لم تفارقه مشاعر كونه  سنيا وعليه أن يقاتل من أجل التسنن ، كما أن من واجبه أن يخفف الضغط عن حزب البعث ، ولذلك كان يترصد كل كلمة تصدر عن أي برلماني يذكر حزب البعث بسوء ليفند ذلك وليرد بكلمات قاسية تعيد الكفة لصالح الحزب المقبور ، ولطالما سمعناه ورأيناه مرات عديدة وهو يدافع باستماتة عن مشعان الجبوري والدايني وأمثالهما من رموز حزب البعث .

مما يدعو الى الفخر أن بعض المخلصيين من البرلمانيين وهم قلة قد وقفوا بشجاعة أمام ممارسات وتخرصات المشهداني وألقمه حجرا مرات كثيرة ، لكن الذي يؤسف له أن الكثيرين من برلمانيينا في الائتلاف جعلوا المشهداني يتمادى في غيِّه من خلال المهادنة والتغاضي أو التغافل حرصا على العملية السياسية كما يدعي البعض أو حبا بالعافية وتفادي الإصتدام بالتيار البعثي الصدامي القوي المتنامي داخل البرلمان والحكومة كما يرى البعض الآخر إلا أن ممارسات المشهداني الأخيرة والسماح لحمايته بالاعتداء على أحد البرلمانيين أخرجت الأمر عن المألوف المحتمل مما حدا بأعضاء البرلمان أن يقرروا إخراجه دستوريا .

الذي يدركه الجميع أن جبهة التوافق ليست على مايرام مع المشهداني وخاصة أنه استخف بهم كثيرا وازداد استخفافه بهم بعد أن ( صفع ) حسين الفلوجي في ساعة غضب ، لكن الذي رأيناه أن جناحي خلف العليان وصالح المطلك من أجنحة التوافق الثلاثة قد أصيبا بالهستيريا بعد طرد المشهداني ، وأعلنا تجميد عضويتهما في البرلمان وأصيبا بإسهال إعلامي نتن من على شاشة الشرقية والجزيرة وغيرهما وطفقا يهددان ويتوعدان خصومهما بالويل والثبور إذا لم يسمح للمشهداني أن يتربع مرة أخرى على كرسي رئاسة البرلمان ، بل أن البعثي الصدامي المعروف خلف العليان استغل الحادث ليصب جام غضبه على الشيعة وينعتها بالأغلبية الديكتاتورية ، ناسيا أو متناسيا أنه كان ينتمي الى أقلية ديكتاتورية كان يقودها سيده صدام المقبور . إن موقف جبهة التوافق هذا ليس حبا بالمشهداني وأنما هو عملية اقتناص لحدث يريدون من خلاله تكدير الأجواء السياسية على الشعب العراقي وإضافة عقدة أخرى الى العقد التي يعاني منها المشهد السياسي نتيجة لغياب الأمن ونتيجة لمواقف أعداء العراق وأعداء الديمقراطية السلبي .

إن الإئتلاف الشيعي اليوم أمام اختبار صعب أزاء جماهيره ، وأن تلك الجماهير تنظر الى  مايحصل بين ثلاثي العليان المطلك المشهداني وبين أعضاء الائتلاف الشيعي على أنه عملية لي أذرع بين الطرفين ، وأن أي تنازل من قبل الائتلاف أمام ضغوط العليان والمطلك سوف لن يغفرها الشعب العراقي بل سوف تكون حلقة من سلسلة الحلقات التخاذلية التي سوف تؤدي بلا أدنى شك الى نسف الإئتلاف وضياع مصداقيته بشكل تام في الوجدان العراقي.

-----

 www.thenewiraq.com