المحرر موضوع: تقسيم العراق بين الكبار يلغي حقوق الصغار  (زيارة 1066 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Adwar_younan_merza

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
تقسيم العراق بين الكبار يلغي حقوق الصغار
ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل

 
  اليوم و انا اقرأ في الأنترنيت الكثير من المقالات التي تدافع عن وحدة العراق شعبا وارضا وتقف ضد اي محاولة لتقسيمه سواء كانت بحسن نية او بسوءها , فلكل من كتب يدافع عن وحدة العراق وسلامة ابناءه كل التقدير و الثناء , وانا هنا اضيف ملاحظة و همسة في آذان اخوتي و اساتذتي قادة و رؤساء الأمم و الطوائف كافة الى جانب مسيحيوا العراق بكافة مذاهبهم والعريقي الحضارة ... ان ينتبهوا لكل مشروع يسعى لتقسيم العراق ... دققوا في النوايا !
كما الفت النظر الى ان خطورة تقسيم العراق ستنعكس على الأمم جميعا لا محال حيث في العراق امم  و شعوب لها مقومات قومية خاصة يعتزون بها و منها الأمة المسيحية و التي تتألف من عدة مذاهب ينتمون الى كنائس متعددة تجمعهم لغة واحدة و تأريخ مشترك و عادات و تقاليد مشتركة و بهذه المقومات ياتي تصنيف شعبها بانه { شعب قومي } و له حق التمتع بالأستقلال و كامل الحقوق القومية و قد اعتمدت تسميته  بالأشوري ثم  الكلدو آشوري واخيرا { الشعب الكلداني الأشوري السرياني } باعتبارهم يملكون مقومات واحدة قاسمها المشترك الدين و الأرض و العادات وكل تلك التغييرات في مسميات شعبنا هي لقطع الطريق امام المتصيدين في المياه العكرة بالرغم من مشروعية التسمية الأشورية تأريخيا و جيوسياسيا !
اليس تقسيم العراق هو الطريق  لتقسيم هذه الأمة ايضا ؟ ثم اليس وحدة العراق هي وحدة الشعوب التي تعيش على ارض العراق , لذلك ارى ان دعم او تأييد هذا المشروع فانه سينعكس على سلامة وحقوق بقية الأمم ! اما فيما يتعلق بالأمة المسيحية وابناءها.. احفاد  اشور و بابل و الذين مازالوا متمسكين بارض اجدادهم العراق  حيث ما زالت  خطوات اقدامهم مطبوعة على حجارته , هذا القوم كان وما زال يتسم شعبه بالشجاعة و الشهامة التي يعتز بها و يتفاخر بها بأعتبارها إرثاً شرعيا مقدساً تمسك بها منذ نشأت حضارته على ارض العراق والتي ما زالت علومها نورا يهتدي اليها العالم و لحد هذا اليوم !
فبالرغم مما اصاب هذه الأمة العريقة من تقسيم كنسي مذهبي يجهل الكثير اسبابه , لكنها بقيت امة  متمسكة بوحدة العراق و بوحدتها , لقد انجبت هذه الأمة العديد من الأبطال الشجعان الذين يتوسمون بالشهامة و سمو الأخلاق والذين ضحوا باموالهم وبأرواحهم  في سبيل العراق و في سبيل الأرتقاء بشعبهم , هؤلاء الشجعان لم يكن في حسبانهم انهم يمثلون مذهبا محددا او طائفة بعينها كما يحدث اليوم في سلوك قادة العراق الحاليين , انما كان همهم و توجههم من اجل كل الأمة بمختلف مذاهبها .
و كأمثلة على ذلك اذكر منهم مالك خوشابا و مالك ياقو و آغا بطرس و هرمز رسام و آخرين رحمهم الله حيث  وقفوا بكل شجاعة ضد  الأضطهاد و القتل و التشريد الذي عصف بالأمة على ايدي { البعض } من الأنظمة الأستعمارية الكبرى التي تدعي الديمقراطية و حقوق الأنسان اضافة للظلم الذي قام به البعض من العرب و الأكراد و الأتراك .
وطبعا هناك العديد من امثالهم في هذا اليوم من سياسيين و رؤساء منظمات المجتمع المدني بكل انتماءاتهم المذهبية الذين يقفون بكل حزم ضد مشاريع التقسيم و المنادين بوحدة الأمة , و معهم بعض الرجال الأطهار الأجلاء الكرماء رؤساء كنائس طوائفنا المحترمين , كل هؤلاء في اعتقادي الراسخ كانوا و ما زالوا  شجعان يدافعون عن وحدة العراق و يسعون لوحدة الأمة , جميعهم يسعى لتأمين سلامة الأمة , جميعهم يبحث عن سبيل يوصله لحماية حقوق الأمة , جميعهم يحاول ان يزرع الحب و السعادة بين عموم ابناءها ,

 لكن القاسم المشترك الغائب الحاضر لعنواننا القومي الجميل والذي يتباها الجميع بالأنتماء اليه و الدفاع عنه فانه ما زال يتعرض الى هزات و رجات و احيانا تغييرات او اضافات قد تفقده توازنه و تمنعه من الأستقرار , فقد حاول بعض من الأخوة والأصدقاء قبل الأعداء مهاجمته بل و محاربته لأنه كما يبدو كان في الأمس يمثل عنوان النور والسلام والقوة وأحد الأعمدة التي اتكأ عليها قادة و ابناء الأمة عبر تأريخها الأشوري البابلي المتداخل و المتواصل  فاعتبروه المنتفعون و الحاقدون اليوم تحدياً لنواياهم الشريرة كما يبدو , و يبدوا انهم تناسوا ان هذه الأمة قد تعرضت الى ابشع انواع الظلم و التشريد , نعم الظلاميون و الأعداء قهروا وقتلوا شعبنا بل و قسموه و شردوه !
أما اليوم وبعد التخلص من النظام الدكتاتوري فقد آن الأوان لنهيئ انفسنا و روحنا الجديدة  للوقوف مع الشجعان الداعين لوحدة الأمة ضمن وحدة العراق اينما ظهرت دعوتهم النبيلة داخل الوطن او خارجه , وحيث اننا اليوم نرى الحماس وروح الشجاعة والمسؤولية في وجوه وعيون بعض من قادتنا المخلصين الى جانب القادة السياسيين العرب و الأكراد و التركمان و البعض الأخر من رجال الدين مسلمين و مسيحيين و كل الأديان الأخرى المبجلين الكرام من خلال خطاباتهم و لقاءاتهم الداعية لوحدة العراق و الرافضة لكل اشكال التقسيم , فاننا نهيب و ندعوا شعبنا المسيحي بكل مذاهبه الكنسية  لدعم هذا التوجه الشريف , و العمل الجاد لفضح نوايا البعض القليل من الساعين لتمزيق العراق اولا ثم لتمزيقنا ثانيا ,  كما نعلن تأييدنا لأي موقف سياسي يختاره القادة السياسيين الممثلين لكل المذاهب دون استثناء ..  وهل هناك احلى و اجمل من صورة تجمعنا كما فعل السيد المسيح في عشائه الرباني .

تحية لدعاة وحدة العراق و تحية لدعاة وحدة امتنا و السلامة لأبناء العراق .[/size]