باذخٌ إحتفاءُ الموت بنا
مأهولاً بالغياب
كظل ٍ أهالوا عليه تراب الفجيعةِ لكنّهم ما وأدوه ..
ضالعٌ في الرّحيل إليكِ
مثخناً بالمنافي
أضمر في وحشة المرايا
وابلاً من حنين ٍ
يروم التخفّيَ عن أعين ٍ
لمحض الشتيمةِ ؛
أجهشَتْ بالسّؤالْ
أين من أورق الحلم فيها
واجتباها الرجاء ؟
أين من توّجْتَها سيّدةً للبنفسج ِ
نافذةً للضّياء ؟
أنضو عن القلب غبار غباواتهم
وأكمل نحوكِ سيري ..
هجَسْتُ ؛ سأضرم فيكَ الأمل
أيّها الجسدُ-المقبرة
لكنّه الموج يغمرني
وآحتشاد الأفول
أعارتني البلاد شحوبَها
صفعتْني وأشاحتْ بوجهها عنّي ؛
لِمَ عدتَ بهذا الوقت المتأخر من المنفى
أكيما ترى آنكسار الظلال ، وموت الفصول ؟
وها أنا ذا ...
كعشبٍ ميّتٍ لا يأبهُ لمرآه أحد
تلتهمني في المحطات ، ذاهلةً ، سجائري
قلتُ ؛ لأصعدَ سيناءَ
علّي أرى الله خلف أستار خيبتنا
ألوذُ بموسى وعيسى
وأقبّلُ كفّ محمّد
آلوطنُ آليُذبحُ هذا كان ملاذاً
فلماذا أضحى للموتِ ملاذْ ؟
هَمَمْتُ لأصعدَ ..
كانَ الأطفالُ معي
وكانتْ أمّي خلفَ الليل وخلفي
ومدينتنا لبستْ أجملَ حلّتها
وأتتْ ، حاسرةَ الأدمع ، تحبو
كنّا صوبَ اللّه نهمُّ بسيناءَ وموسى
وها أبهَمَ غيمٌ من أقصى آلجسْر ِ
ورأيتُ الأطفالَ يغورونَ بقاع النّهر ِ
فآنحسَرَ اللّه وموسى
لم يبقَ سوى جثثاً تطفو
على شاطىء حلم ٍ يموت
وسواداً يعانقُ ، باكياً ، سوادَه
أيّها الله ..
سحقاً لصمتكَ
لمْ يعُد ثمّةَ ما نفرحُ من أجله
في هذا الوطن المفخّخ بالهاوية