المحرر موضوع: حوار بين حضارة الحيوان وتخلف الإنسان !  (زيارة 4768 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل mouafaq

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 261
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حوار بين حضارة الحيوان وتخلف الإنسان !

عبدالاحد مرقس

قبل أيام وبينما كنت اتابع الاخبار من خلال أحد المواقع الالكترونية على شبكة الانترنت، شد انتباهي خبران طريفان:
الخبر الأول: قطة تتبنى ستة كتاكيت (افراخ الدجاجة) بعد موت الدجاجة الأم.
الخبر الثاني: لبوة (أنثى الاسد)، تتبنى غزالاً حديث الولادة بعد فقدان أمها.
وقد توقفت عن القراءة ومتابعة الاخبار، وسرحت مع تفسير هذين الخبرين، لما لهما من مغزى عظيم لحب الحياة والعيش المشترك في هذه الطبيعة...وقد دار هذا الحوار بيني وبين تلك الحيوانات.
الحوار الأول مع القطة.
سؤال: أنت قطة من غير جنس الدجاج، فلماذا ترغبين بتبني هذه الكتاكيت (فراخ الدجاجة)؟
جواب: عندما نظرت اليهم، رأيت في عيونهم الحب والبراءة، لأنهم أطفال صغار والحياة بانتظارهم حتى يكبروا ويعطوا نتاجاً لديمومة هذه الحياة.
الحوار الثاني مع اللبوة
سؤال: أنتم معشر الاسود، ملوك الحيوانات، والغابة، هكذا يطلق عليكم. تصطادون الكثير من الحيوانات لتكون فريستكم وتشبعون بطونكم بها ومنها الغزال، وخاصة حديثة الولادة، لأن لحمهم طري وسهل الأكل. أليس صعباً ومحرجاً لك أن يعيش هذا الغزال الى جانبك.
جواب: ليس هناك أية صعوبة أو إحراج، أن نتعايش مع الآخرين إذا أدركنا حقيقة واحدة، وهي أن جميع الكائنات، التي تعيش على هذه الارض، مرجعها واحد، وهو الله سبحانه وتعالى، وخلقنا جميعاً من أجل ان نعيش مع بعضنا البعض، وان يسود الوئام، والحب بيننا.

بعد أن انتهى حواري مع القطة واللبوة، واذا التفكير ينتقل بي الى بلدي الحبيب، العراق، وما يجري على أرضه الآن، من قتل وتدمير وخراب وتهجير قسري لأبناء الديانات الآخرى من غير المسلمين، من قبل بعض الكيانات والجماعات الإسلامية المتطرفة وخاصة ضد المسيحيين العراقيين أصحاب الأرض الحقيقيين وتاريخ يمتد الى 7000 سنة في بلاد الرافدين، والذين اصبحوا اليوم مهددين في بيوتهم وبلدهم وأخذت هذه الكيانات والجماعات التي تسمى بالاسلاميين المتطرفين، تطالبهم باعتناق الإسلام وترك دينهم، أو دفع الجزية أو ترك ديارهم من دون أن يأخذوا اي شيء من ممتلكاتهم سوى الملابس التي يرتدونها، أو القتل.
وصل الأمر الى بعض أئمة المساجد أن ينادوا علناً وبأعلى أصواتهم من خلال مآذن الجوامع في بعض أحياء بغداد: على جميع المسيحيين أن يحضروا الى الجامع ايام الجمعة ويشهروا إسلامهم، أو يتركوا ديارهم أو يتعهدون بدفع الجزية شهرياً أو أن يواجهوا مصير القتل.
كل هذا يحدث على مرآى ومسمع الحكومة العراقية، وجميع المراجع الدينية الإسلامية، شيعية كانت أم سنية وكذلك جميع الكيانات السياسية الإسلامية المعتدلة والوطنية والليبرالية كما تسمي نفسها.
هذه الأحزاب والكيانات التي تشكلت منها الحكومة العراقية الحالية، وهنا لا ننس ايضاً ما يتعرض له أخوتنا المسيحيين الاقباط في مصر وكذلك ظهور تنظيم فتح والاسلام في لبنان بقيادة المدعو هادي العبسي، الذي في رده على سؤال إن كان تنظيمهم له علاقة مع تنظيم القاعدة، يجيب: ليس بيننا اية علاقة ولكن شيء واحد مشترك يجمعنا، هو مقاتلة الكفار، والمقصود به المسيحيين واليهود.
مثل هذه التنظيمات وهذه الأفكار المسمومة، تعود بنا  الى 1450 سنة الى الوراء. في أي عصر نعيش الآن ؟؟ أهو عصر الفتوحات والغزوات، أم عصر التمدن والتطور والحضارة والرقي، ومحبة الأنسان لأخيه الإنسان؟! لذا يجب على كافة الأخوة السادة من المسلمين المعنيين، مؤسسات ومراجع دينية، والحكومة العراقية، أيقاف هذه الأعمال الهمجية المخلة بحق الإنسانية والدين وتقع على الحكومة العراقية كل المسؤولية، وحسب القوانين والمواثيق الدولية وأن تكون جديرة بمهامها وحماية الشعب العراقي بكل أطيافه وأثنياته واديانه، واذكّر هنا السادة المعنيين بحادثتين: الأولى ألرسوم الكاريكاريتورية والتي صدرت في إحدى الصحف الدنماركية، والثاني، حديث قداسة البابا بندكتس السادس عشر، امام جمع من الطلبة في إحدى الجامعات أثناء زيارته الى ألمانيا.
في هاتين الحادثتين قامت الدنيا ولم تقعد من جميع الأطراف والشعوب الإسلامية، من المراجع والمؤسسات الدينية، ورجال السياسة والدولة، وخرجت المظاهرات في الدول العربية والإسلامية والغربية، وأحرقت السيارات، وأعتدي على مباني السفارات وقوطعت المنتوجات الدنماركية...كل هذا والرسم الكاريكاتوري لشخص عربي، لم يحدد الرسام شخصيته وهويته في الرسم، أما حديث قداسة البابا فكان منسوباً الى أحد القياصرة أثناء حديثه مع رجل مسلم من العصور الوسطى، من المفروض أن يكون مثقفاً، ووفق مصادر تاريخية موثقة، أي أن الحديث لم يكن أصلاً صادراً أو معبراً عن رأي الحبر الأعظم.
السؤال الآن: ماهو حجم هاتين الحادثتين، مقارنة بالذي يجري للمسيحيين على أرض العراق، أرض الآباء والأجداد، وبعض الدول العربية والإسلامية أيضاً؟
قال السيد المسيح له المجد: لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، بل خافوا من الذي يستطيع ان يهلك الروح والجسد معاً. وكما قال المزمّر في سفر المزامير: إن كان الله معنا، فمن يكون علينا؟!