المحرر موضوع: مدمنون على دبحنا  (زيارة 851 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abdalla_maroki

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 13
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مدمنون على دبحنا
« في: 00:55 05/07/2007 »
                         مدمنون على ذبحنا

بموت الكهنة يتذكر المهاجرون موتانا يصدرون بيانات التنديد  يطلبون الرحمة والشفقة يصلون من اجلنا ليل ونهار وبانتهاء مراسم الأربعين ينسون شعبنا  يرزح تحت الاحتلال والبطش وسيف الإسلام نذبح في كل شبرا  من ارض العراق لا  لشيء  إلا لأننا  أشوريون نقدم الشهيد تلو الشهيد  ولا يتذكرنا احد  لا يمضي يوما و إلا ويسقط شهيدا لنا في ارض العراق لا قيمة إنسانية له في  وسائل الإعلان وبين أهل العمائم المقدسة  نعم  نحزن لسقوط الشهيد إن كان رجل دين ولكن نحزن أيضا وبحرقة على سقوط شهيد لنا يؤدي خدمة قومية لا تظلموا الشعب أكثر مما هو مظلوم سيوف الإرهاب على رؤوسنا والجزية ملاذ امن  وخطف واغتصاب النساء هواية قديمة عادت تمارس من جديد . 
نقاط الضعف فيهم هي تلك ,علينا أن نبحث في الوسائل والسبل لا نريد القداديس و القرابين على أرواحنا ونحن أحياء يكفي فخرا       لكم هذه الأيام إنكم  صدرتم لنا خلافاتكم المذهبية التي نسيناها منذ عهود عمن تنبشون عن أسماء عوائكم ولكنكم اخترتم ارض الله الواسعة وأوطان كثيرة ولغات متعددة . 
عن أثار أجدادكم لا تخافوا عظام وجماجم لا تحصى حديثة وقديمة  سوف تفتخرون بها وتتسامرون في لياليكم, وعلى شاشاتكم الكريمة ترون جثث أقاربكم .... ارحمونا يرحمكم من في السماء..... لم يعد الشعب بحاجة إلى مواعظكم  دعو أهل الوطن يتفقوا على ما تبقى لنا  أن يتفقوا عليه ويتضامنوا  حول المصير  لأنكم في النهاية لن تجدوا أثرا لمقابرنا .... جدودكم .... فأين جدودنا؟ نقتل في هذه الأيام صمتا والصمت لا يمكن إسكاته !و صمتا لا يسبر غوره سوى القاتل ....دعو أمهاتنا الثكلى تتكلم واصمتوا انتم.... اليوم نكنس من ارض الوطن ماذا نقول لكم عودوا يا أولاد إلى دياركم أنهم يقتلوننا بالتسلسل  لا تخافوا لأنهم اليوم ينبشون القبور يلاحقوننا على الأجداد ...العظام ... جماجم على أسماء المدن  لا يحترمون أمواتنا ماذا نقول لكم مكانكم محفوظ إننا نقايضكم بحق الأرض والسماء مقابل ماذا تركتم الأرض و الأهل والوطن لتشمتوا بنا  لتفرحوا على أحزاننا أم لترسلوا لنا مئة ليرة وتعتقدون أنكم تنقذون شعبا من الهلاك .
حاضرنا غائب ومستقبلنا تحفة أثرية  ستبحثون عنا كإبرة بين أكوام القش بين ربوعنا نجهش بالبكاء على فيض أمل أو فيض من آلم  لم نعد نعرف؟ 
يريدون منا أن نترك أوطاننا, يذبحوننا أمام أطفالنا  انه نظام أهل الذمة يقتلوننا ولا يدعون الأمهات الثكلى  تتكلم لا نعرف أي نشيد ننشد للمساء للشهداء للوطن  .
أكلتنا العروبة منذ عقود وها هو الإسلام يتركنا نشيخ  نصبح انتيكا نتفرج على أنفسنا وعلى عجائب الزمان وهم أكلتهم التراخوما والوحيدون الذين تبصر عيونهم هم أطفالهم وأولئك سوف يتعلمون قريبا دبحنا كالنعاج وبحزب الدستور كله بحسب الدستور ويصلون على رؤوسنا بالروح بالدم إننا بعيونهم العمياء رجسا للشيطان جيل وقح أمرنا شورى بينهم  لديهم جلادين فوق الدستور فلا خوف على أولادنا فالدستور هو الجلاد  يعتبروننا بضاعة مستوردة لا نتفق وتقاليدهم سنظل على هامش الحياة ... نبحث عن جيل جديد ... لن نقطع الأمل فهو البديل ولكن هل من بديل .
هل تظل ذاكرة الشعب عذراء من جيل إلى جيل  حتى ولو لم يبق مغتصب عبر الزمن  الغاصب . أصبحنا لقمة سائغة ... آكلة لحوم البشر العصريين في العراق يلتهموننا بالشوكة والسكين , هل قيض لهذا الشعب المبتلي أن يعود على التجربة من أولها  هل ينسى وطنه ؟  لا , لا ينسى وطنه فالوطن لا ينسى ولا يحمل على الظهر في حقيبة حتى ينسى في محطة أو يلقى على الظهر تعبا ليس الوطن كالنفس إنما الوطن كالتنفس وحال الوطن كحال إنسان الوطن لا يختار إنسانيته بل يولد إنسانا . باقون نحصي الدقائق  والساعات والأيام والسنين في هذا الزمن الضائع علينا خلع جلد الضحية و نحمل البندقية لنحفظ الأبرياء والآباء والأجداد  ثمنا لحريتنا ونخفف العبء  , لقد ارخص الإرهاب نفوسنا حتى أصبحنا نشعر بان استمرار حياتنا في الوطن خيانة لأننا لم نعد نجد من يحمينا , وأوطاننا ضاقت بنا وأصبحنا عبئا على المجتمع فقط بطون الأرض لنا حرام علينا إن ندفن بكرامة... نستعيد الماضي لا لكي نفتح جراحات بل كي لا تذهب التجربة هباء ولا تعود الذاكرة عذراء أشبه بذاكرة طفل إذ لم نر الحاضر لا نستطيع إن نرى المستقبل إن أمرا واحد يقلقنا هو أن ننتظر الانفجار قيام الساعة , أن ننتظر ساعة لا يعود فيها الحال محتملا يصبح الماضي البشع أمرا جميلا فيحتمل الاسوء منه  حتى إذا مضى يصبح هو أيضا أمرا  جميلا  فهذه الأيام لا نموت بشلل الأطفال والوباء فكل يوم نرسل لهم كشفا بشهدائنا نعلمهم أننا نموت بالذبح والرصاص .   


عبد الله ماروكي