المحرر موضوع: إلى أين تسير القافلة بلبنان  (زيارة 641 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل محمد علي محيي الدين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 637
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إلى أين تسير القافلة بلبنان
   محمد علي محيي الدين
 كلما أستعرض لبنان ومصايفها،والشوير ومرابعها،وزحلة ومباهجها،والحمرا وجنائنها،وليالي لبنان الصاخبة بكل ما ييحي الموتى وهي رميم،وما آل إليه أمرها الآن بفضل الأخوة الأعداء ممن أحالوا أيامها الجميلة الى كوابيس مرعبة،تترقرق الدموع في عيني،ويعصر الأسى قلبي،فللبنان في القلوب منازل ومنازل،شربنا من نبعها الصافي مختلف الثقافات العالمية،ونهلنا من لياليها أحلا أيام العمر،وأجمل ساعاته،وهاهي تنعب في سمائها الغربان السوداء،بفضل القوى الضالة المضلة،التي اتخذت من الدين لباسا يخفي سوءتها،فأساءت أكثر مما أحسنت إليه،فالبارحة أمل الله،وبعدها حزب الله،واليوم فتح الإسلام،وغدا جند الرب،أو أبابيل الرحمة، أو طوفان الملائكة، وما الى ذلك من أسماء اتخذت الأديان السماوية  قنابل لقتل الأبرياء والمساكين،وتدمير المدن الأهلة بالسكان،لا لشيء إلا لإرضاء نزعات شيطانية تستمد من أئمة السوء وفقهاء الإرهاب مبادئها،فبالأمس كان لحسن نصر الله جولته التي دمرت البنى التحتية للبنان العزيزة،وأضرت بالاقتصاد اللبناني لإرضاء قوى خارجية،تحاول فرض وجودها على العالم والجلوس بين الكبار،وتحلم ببناء إمبراطورية لا تغرب عنها الشمس لتحقيق طموحاتها في التسلط والاستعباد،وأخذ دور الشاه المقبور لتكون العصا الأميركية في الخليج   والمنطقة العربية،وقبلها الحرب اللبنانية الضروس التي أماتت الزرع والضرع،وأعادت لبنان عشرات السنين الى الوراء لتحقيق طموحات مريضة لأشخاص اتخذوا الطائفة والدين والمذهب طريقا للهيمنة على السلطة وبسط النفوذ،واليوم جاءنا النصر بفتح الإسلام التي لا أدري من أي ماخور خرجت لتعيث في الأرض فسادا،وتحيل مساكن الفقراء المنبوذين الى خرائب،وهي تحاول بعصيها المتآكلة  القيام بفتوحاتها الربانية،والامتداد التدريجي لاحتلال العالم،وتطبيق أحلامها المريضة في بناء دولة سلفية تحكم بعقليات القرون البائدة التي عفي عليها الزمن،فقد قام الفاتحين الجدد بإغواء الصبية والشداة للسير وراء أحلامهم المريضة،وقد أعترف شاب سعودي يبلغ الثانية والعشرين من عمره،باعتقاده أنه يقاتل  الأسرائليين في جنين،فقد صور له هؤلاء الدجالين أنه يقاتل إسرائيل،فيما أشارت مصادر أستخباراتية مطلعة أن استبسال مقاتلي فتح الإسلام في القتال،ليس ناجما عن صلابتهم  أو تدريبهم أو تفانيهم العقائدي وأيمانهم بمبادئ الإسلام،بقدر ما هو نتيجة لتعاطي المخدرات التي يعيش في خيالها المقاتلون من أجل الفتح وهم يحلمون بالجنان الفيحاء،والحور العين والولدان الذين كأنهم اللؤلوء المكنون،وأنهار الخمر التي يسبح فيها المؤمنون،وهم يحتسون الخمور المعتقة لآلاف السنين،والقصور الفخمة ذات الحدائق والمسابح والمتنزهات.
  لقد أحال هؤلاء الأجلاف مخيم نهر البارد الى خرائب وأطلال محترقة ينعب فيها البوم والغراب،والجيش اللبناني يسيطر على أكثر من ثلاثة أرباع المخيم الفلسطيني،فيما تواصل المدفعية والدبابات  وطائرات الهليكوبتر قصف مواقعهم ومن يجاورهم من الناس الأبرياء،فالقتال كما تشير الأنباء يدور في مساحات ضيقة من المخيم القديم هي كل ما بقي لهؤلاء المقاتلين الأبطال!! الذي يصلح لقتال العصابات وحرب الشوارع،لما فيه من الأزقة الضيقة التي لا تسمح بمرور الآليات،والأنفاق الكثيرة التي يختبئ فيها المقاتلون،في الوقت الذي قام به هؤلاء الأشاوس بزرع الألغام والمتفجرات في أبواب المنازل التي تنفجر لدى فتحها، والقطط الميتة ،أو الكلاب والجثث البشرية المفخخة ،مما أدى الى حدوث خسائر في صفوف المدنيين من سكان المخيم الذين أجبرتهم الظروف على البقاء في منازلهم، وإلحاق خسائر بالقوات اللبنانية وهم يحاولون نقل الجثث التي تنفجر بمجرد لمسها،في مخالفة صريحة لتعاليم السماء التي توجب احترام الميت.
 والمفاجئ للجيش اللبناني أن مقاتلي فتح  الإسلام يمتلكون أحدث الأسلحة الهجومية والدفاعية،كالقناصات بعيدة المدى،وعثرت القوات اللبنانية  على أكداس من الأسلحة والعتاد الحديث مما  أستعمله المقاتلون ممن شاركوا في القتال داخل العراق سنة2006،فيما تشير تقارير أمريكية أن الكثيرين منهم ممن شاركوا في القتال داخل العراق مع الجماعات المسلحة،ومعظمهم من جنسيات  عربية الى جانب أقلية فلسطينية،وهم مجموعات من الحشاشين ومتعاطي المخدرات،حيث عثر الجيش اللبناني على كميات من المخدرات مخبأة في تمور معلبة،في المواقع القتالية لمقاتلي فتح الإسلام.
 وقد أثبتت التحقيقات مع الأسرى منهم،أنهم جاؤا لمقاتلة الأمريكان والجنود الأجانب،وتفجير الجسور والمباني في بيروت،ويعتقد المحققون أن فتح الإسلام تنظيم عسكري تستخدمه سوريا لنشر الفوضى والدمار في لبنان،فيما يعمل بعض خطباء المساجد كوسيط بين هذه العناصر وقوى الأمن اللبنانية،ولدى الكثير من الجهات علم بتواجدهم وتحركاتهم منذ العام الماضي،ويقول الشيخ بلال بارودي خطيب مسجد السلام،أنه علم بتحركاتهم من شباب لبنانيين حاولوا أشراكهم معهم،مما أثار قلقي،فقابلت شاكر العبسي وأثنين من مساعديه،وقالوا أنهم يعملون ضد الأمريكان واليهود والصليبين  في القوات الدولية،ويدعمون قضية السنة ،ويدافعون عنهم حتى لا يحل بهم ما حل بإخوانهم في العراق،يقول البارودي قلت لهم أن السنة شمال لبنان هم الأسياد وتحركاتكم تضر بالمسلمين أكثر من غيرهم،لذلك لا نحتاج الى مساعدتكم لنا.فيما تشير التقارير الى حدوث خسائر هائلة في صفوف مقاتلي فتح الإسلام  تقدر بأكثر من (400) قتيل بعد أن أنظم الى جانبهم بعض الفلسطينيين من سكان نهر البارد.
  ولنا أن نتساءل ما فائدة  الإسلام والمسلمين من هذه التحركات المشبوهة التي أدت الى هذه المذابح والخسائر في الأرواح والممتلكات،وهل يرتضي الإسلام لقادته أن يكونوا أدوات للقتل والدمار، أن الهيئات الدينية المتواجدة على الساحة اللبنانية،يجب عليها أن تتخذ مواقف واضحة من هؤلاء،والسعي للحد من نفوذهم بإظهار الحقائق،وعدم دعمهم وإسنادهم عملا بالقول المأثور أنصر أخاك ظالما أو مظلوما،فالظالم وأن ارتدى كل عمائم الأرض،أو طيلسانات العالم ،هو ظالم وعلى رجال الأديان اتخاذ المواقف الصلبة اتجاه كل من يحمل السلاح،أو يدعوا الى القتل،وعدم اتخاذ الأديان سترا لأهداف سياسية وتوسعية لحكام لا تربطهم بالأديان وشيجة أو رابطة،وأن زج الدين في الصراع السياسي سيؤدي الى الحط من المكانة الاجتماعية للعاملين في السلك الديني،فالأديان لله والأوطان للجميع،والأديان تدعوا للتسامح والرحمة والعطف والرأفة،ولا تدعو الى القتل والدمار،وعلى القوامين  بأمورها الكف عن التدخل في الشؤون السياسية،وإلا سيأتي  اليوم الذي يضيعون فيه الطريقين،فلا هم رجال دين ولا رجال سياسة،وينطبق عليهم المثل العراقي(خنكر،لا نثيه ولا ذكر)ونحن نربأ بهم أن يكونوا بهذا المكان،فلهم مكانهم المعتبر في النفوس ،الذي سيتلاشى بسبب تصرفات بعضهم ممن انزلقوا في منزلق خطير سيوصلهم الى الهاوية