المحرر موضوع: على زوعا أن يصافح الأحزاب القوميه ويتعاون مع الأحزاب الوطنيه والأقليميه  (زيارة 1442 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Aprem

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 270
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لا يستطيع أحدآ ـ حتى لو كان في الجهه المعارضه لزوعا ـ أن ينكر ما قام به زوعا من منجزات ومشاريع في نضاله السري والعلني منذ تأسيسه وإلى اليوم . ففي نضاله السري إستطاع بكل السبل العسيره أن ينظم خلاياه السريه في المدن والقصبات والقرى التي كانت تحكم بيد من حديد من قبل السلطـه البعثيه , حتى وإن كانت الخلايا صغيره وذات نشاط محدود , إلا أنها كانت تؤدي قسطها من الواجب القومي , وفي نفس الوقت كانت معرضه للخطر الرهيب من لدن السلطه الحاكمه , التي لم تكن ترحم من يعارضها أو يطالبها بحق مشروع , وأن إعتقال أعضاء الزوعا وإعدام ثلاثه من أقطابه عام 1984 وإستمرارية قافلة شهدائه دومآ يؤكـد ذلك. كما إستطاع زوعا رغم قلة عدد أعضائه وكوادره ومقاتليه أن ينظم إلى المعارضه في الشمال ويثبت وجودنا القومي الآشوري الكلداني ويحصل على الإعتراف بذلك من قبل الحزبين الكرديين الرئيسيين الحزب الديمقراطي الكردستاني , والإتحاد الوطني الكردستاني معلنآ الكفاح المسلح معهما ومع بقية الأحزاب الوطنيه المعارضه في الشمال, ولست أعني بالوجود القومي الآشوري بأن وجودنا القومي كان منعدمآ في الشمال بصورة خاصه وفي العراق بصورة عامه ولكن لم تكن الأحزاب الكرديه تعترف بوجودنا القومي بالرغم من معرفتها حقيقة أصالتنا القوميه والوطنيه في العراق  وأن ما أقوله فهو صحيحآ لأننا في الحركه الكرديه عام 1974 لم يكن لدينا تنظيم قومي سياسي فكلنا أعضاء في الحزب الديمقراطي الكردستاني . ولا زلت أنا أفتخر بذلك لأنني كنت أعمل في الحزب وأخدم أمتي كإنسان آشوري وأعبر عن رأيي الشخصي والقومي وكانت لنا قوه عسكريه مؤلفه من فوج واحد (أربع سرايا)  يطلق عليها قوة الشهيد هرمز . وكان آمرها الأخ أيشايا أيشو الموجود حاليآ في أميريكا , وكانت لدينا منظمه حزبيه باسم منظمة الشهيد هرمز في ألقوش ولكن مسؤولها لم يكن آشوريآ أو كلدانيآ بل كان المرحوم حسن نرمو درويش ثم نادر الشيخ مرزا , وكنت أنا عضوآ فيها بالتزكيه وكانت لدينا أيضآ لجنة تنظيميه يطلق عليها ( اللجنه العليا لشؤون المسيحيين في العراق) كان يديرها المرحوم كيوركيس مالك جكو . وكان الأخ يوناذم كنا معنا آنذاك, . وهذا ما حدا بي أن اقول بأن الزوعا إستطاع تشكيل حزب أو حركه قوميه في الشمال وإثبات وجودنا القومي هناك.

على كافة الأحزاب الوطنيه والقوميه المعارضه للسلطه في بغداد ومن ضمنها الحركه الديمقراطيه الآشوريه أن لا تنسى بأن الحركه التحرريه الكرديه في الشمال كانت لها ملجآ منذ عام 1961 ويجب علينا أن لا ننكر ذلك . وهناك من يقول بأننا ـ أي الأحزاب المعارضه ـ قد ساعدنا الأكراد في حركتهم ضد السلطه المركزيه في بغداد , أقول نعم . ولكن الحركه الكرديه عندما أعلنت الكفاح المسلح كانت لوحدها. فعلى سبيل المثال ماذا كان يحل بالحزب الشيوعي العراقي بعد ثورة 8 شباط 1963 المشؤومه  عندما اُعلنت ضده التصفيه الشرسه من قبل السلطه وأجندة الحرس اللاقومي الذين زرعوا الهلع في قلوب الناس وراحوا يدخلون المؤسسات والدوائر الحكوميه  والمدارس والبيوت برشاشاتهم بحثآ عن الشيوعيين. وما شاهدته بعيني عام 1963 كنت في الخامسه عشره من عمري عندما دخل الحرس اللاقومي برشاشاتهم مدرسة ثانوية تلكيف وإعتقلوا وضربوا بصوره عشوائيه بعض الطلاب بحجة إنتمائهم إلى الحزب الشيوعي العراقي وأعدموا أمام أعين الآباء والأمهات سبعة اشخاص في ساحة تلكيف أمام المركز. بعد أن جمعوا أهل تلكيف عنوة ليصفقوا ويهتفوا إبتهاجآ بإعدام أبنائهم .

ألم تكن الحركه الكرديه في الشمال آنذاك ملاذآ آمنآ له!   إننا لا ننكر نضال الحزب الشيوعي الطويل والمرير وشهدائه الكثيرين الذين رووا ارض العراق بدمائهم وإن طريق الشهاده كانت دائمآ نصب عينيه , ولكن إذا وجد ملاذآ أمنآ سيحتمي به.

أعود إلى صلب الموضوع وأقول بعد حرب الكويت وحضر سيطرة السلطه على الشمال ثم سقوط النظام في بغداد تنفست أحزابنا الوطنيه والقوميه  الصعداء ومن ضمنها الحركه الديمقراطيه الآشوريه. فقامت الحركه بإنشاء وتنفيذ مشاريع إجتماعيه وثقافيه وتربويه قدر إمكانيتها في الشمال بصورة خاصة , وعندما أقول الحركه لا  اُشير هذا الشخص أو ذاك لأن هناك أشخاصآ عملوا وجاهدوا في وضع الللبنات الاساسيه للزوعا وللمشاريع ولكنهم الآن خارج الحركه لهذا السبب أو ذاك. فعندما أثني على زوعا أثني عليهم أيظآ.
بعد سقوط النظام ظهر وجود أحزاب قوميه آشوريه أو كلدانيه في الوطن ومن هذه الأحزاب من كان تأسيسها قبل الحركه بسنين كثيره ولكنها لم تساهم في الساحه العراقيه في نضالها السياسي أو العسكري. أو قسم منها لم يكن لها وجودآ على أرض الوطن وإن كان لها وجود فمحدود جدآ وربما وجودها كان مقتصرآ على  الدعايه والإعلان فقط , ولكن علينا أن ننسى دور هذه الأحزاب في النشاط الثقافي والتربوي وزرع الوعي القومي بين أبناء أمتنا في المهجر  بصورة خاصه . واليوم وبعد سقوط النظام كثرت أحزابنا القوميه من كل حدب وصوب ولكن ذلك أمرآ طبيعيآ يحدث في كل أمة , وليس هناك تنظيم مهما كان دوره الريادي والقيادي يستطيع أن يحتوي الأمه بكل مكوناتها الفكريه والعقائديه ولا يستطيع أي تنظيم أو حزب لوحده قيادة الشعب مهما كانت قاعدته الشعبيه واسعه , فلا بد من وجود أحزاب أخرى تتعاون معه أو تتعاون فيما بينها لقيادة الشعب وإلا ستنطبق علينا دكتاتورية الحزب الواحد كما كان حزب البعث. فإذا كان أي حزب يرغب في قيادة الأمه لوحده فلماذا يلوم البعث ؟

هناك نقطة هامه أود أن أقولها وأوضحها لأحزابنا القوميه وفي مقدمتهم زوعا, بخصوص الاشخاص المنتمين إلى الأحزاب الأقليميه أو الوطنيه , فهذه المسأله هي مسأله قناعه أو إختيار , إننا نأمل أن ينظم أبنائنا إلى أحزابنا القوميه ولكننا لا نستطيع منعهم من الإنضمام الى الأحزاب الأخرى . فهناك من هو في الحزب الشيوعي وهناك من هو في الحزب الديمقراطي الكردستاني وهناك من هو في الإتحاد الوطني الكردستاني. المهم لدينا هو أن لا ننكر قوميتنا كآشوريين أو كلدان ونعمل في مجال تنظيمنا من أجل مصلحة أمتنا ووطننا وعلينا أن لا ننظر بعين الريبه والإستياء إلى من ليس في تنظيماتنا القوميه. وهناك من يعمل من أجل مصلحته الشخصيه في أحزابنا القوميه وهناك من يعمل من أجل مصلحة أبناء أمته وهو في الأحزاب الأخرى . إننا نأمل من الجميع عربآ وأكرادآ وآشوريين وكلدان وتركمان وأيزيديين وكل مكونات وطننا بغض النظر عن إنتماءاتنا السياسيه والدينيه والعرقيه أن نعمل من أجل مصلحة الوطن لنحمي أبنائه من الهجمه الإرهابيه الشرسه . فالإرهابي لا تهمه مصلحة الوطن بقدر ما تهمه مصلحته الشخصيه أو عقيدته النتنه فالذي لا يحن على نفسه ويفجرها بحجة الدين أو العقيده  ماذا يمنعه ان يفجر الآخرين؟ علينا أن نقف صفآ واحدآ للدفاع عن أمتنا وطننا.
 
اليوم ـ ونحن في هذه الضروف العصيبه التي يمر بها شعبنا بصورة خاصه ووطننا بصورة عامه . والهجمه الشرسه التي نتعرض لها علينا كأحزاب سياسيه ومؤسسات دينيه وإجتماعيه التعاون والتلاحم فيما بيننا لنستطيع قيادة هذه الأمه والدفاع عنها وايصالها شاطئ البر والأمان , وعلينا أيضآ أن لا نتقوقع بل نمد يدنا إلى الأحزاب الوطنيه والأقليميه ونتعاون معها أقليميآ ووطنيآ لبناء مستقبلنا.

نصلي ونبتهل دائمآ إلى الله عز وجل أن يحمي وطننا وأبنائه - آميــن .

المعذره  لضعف تعبيرنا وأسلوبنا الأدبي وشكرآ.

 
الأب : ابريم أوراها بثيو
ولنكتون ـ نيوزيلنده