لنحتفل جميعا
" البارزاني"
رئيسا لاقليم كوردستان
لاول مرة في تاريخ الشعب الكوردي المعاصر يعتلي سدة الحكم في كوردستان رئيسا منتخبا عبر نواب الشعب في برلمان منتخب يكون اعضائه نسيج التعددي الثقافي للمجتمع الكوردستاني البديع وبذلك يبدا عصرا جديدا بخطوة مباركة تاريخية الى الامام لبناء المجتمع المدني الكوردستاني وتلك الخطوة التاريخية مهمة جدا ورائدة في منطقة اعتلى فيها القادة على سدة الحكم عن طريق الانقلابات العسكرية او سطوة الاحزاب السياسية الشمولية السلطوية وبات الديمقراطية في العديد من دول المنطقة مجرد حبر على ورق يتجاوزها القائد حين يشاء ناصبا نفسه بنفسه على سدة الحكم متكئا على مساندة القوة العسكرية والجيش ودباباته وقوى الامن والاستخبارات.
ان التجربة الديمقراطية الكوردستانية السلمية رغم حداثتها بالمقارنة مع دول الجوار خطوة على المسار الصحيح وخاصة بعد زوال النظام الفاشي العنصري من ارض وسماء العراق والى الابد وان ترسيخ مبادئ هذه التجربة الفريدة والجديدة في حياة المنطقة وشعوبها لجديرة بالمؤازرة وتقديم وتسهيل كافة سبل الدعم والعون في سبيل ارساء تقاليد مسار بناء المجتمع المتحضر المدني بعيدا عن حراب العسكر والمغامرين وليسدد الرحمن تعالى عز وجل خطى قادة اليوم لتامين الرفاهية والوئام والتاخي بين ابناء الوطن. تلك اشارة واضحة الى ان المسار والممارسة الديمقراطية الذي امن به الاحزاب والقوى السياسية الكوردستانية الوطنية لا تزال تضع نصب اعين قادتها المستقبل الديمقراطي. وجميع القوى السياسية مصممة على المسير في درب الحرية وارساء دعائم دولة الحق والعدل والقانون. ان اختيار احد ابناء كوردستان البررة ومن تلك العائلة العملاقة التي شاركت عبر السنين في النضال الوطني التحرري الكوردي لخطوة رائعة وبالاتجاه الصحيح وقد تم بواسطة القنوات الديمقراطية والقانونية وعبر المجلس الوطني الكوردستاني و بمؤازرة ومشاركة فعلية من قبل جميع القوى الوطنية الكوردستانية والعراقية الاخرى وعلى راسها الاتحاد الوطني الكوردستاني . اقول ان تلك الروح العالية نابع من اروم واصول النبيلة لهذا الشعب بالاعترافهم بالمعروف والامانة والصدق لمن قدم التضحيات تلو التضحيات في سبيل اعلاء كلمة "كوردستان" وتحقيق حلم امة عانت ما عانت تحت سواد افكار سلطوية استعمارية اتت على كوردستان بالويلات من تهجير وتطهير عرقي ومصادرة الحريات الانسانية الاساسية واستخدام كافة اساليب البطش من اسلحة دمار شامل الى غاز الخردل على طول المسار التاريخي للحركة التحررية الكوردية. ان الاختيار الحكيم وبالتوافق مع جميع مكونات الحركة الوطنية الكوردية على ترشيح السيد مسعود البارزاني رئيسا لاقليم كوردستان لنابع من قدرة وكفائة هذا القائد الكوردي وتاريخه النضالي الطويل بعد تسنمه لمهمة دفة قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني خلال فترة تاريخية حرجة القت اتفاقية الجزائر المشؤمة بظلالها الداجية على مجمل مسار الحركة التحررية الكوردية.
ان العلم الكوردستاني سيرفرف عاليا على ربوع كوردستان وان روح الحرية والاستقلال ستبقى خالدة في بطون افئدة هذه الامة ولنتذكر اليوم جميعا شهدائنا الابرار في طريق اعلاء كلمة كوردستان. هنيئا لنا جميعا وليكون العراق نموذجا طيبا للتعايش والوئام والسلام بين القوميات والثقافات المتعددة بعيدا عن تلك الافكار العنصرية القومية السلبية الفاشية المتقوقعة على نفسها والرافضة الى وجود الاخر المختلف ولتزدهر ربى كوردستان وجبالها ولتتحول الى جنينة عامرة بشتى انواع والالوان الورود والرياحين ومرة اخرى تحية الى قائد المسيرة الكوردية المعاصرة الاخ مسعود البارزاني ولنعلنها امام الملئ والعالم يوما وطنيا نحتفل فيها بالنصر يوم الثاني عشر من حزيران من كل عام.
تحية الى ارواح شهداء درب الحرية والاستقلال من قوات البيشمركة الابطال , تحية لروح قائد الامة الخالد البارزاني مصطفى , تحية لبناة المجتمع المدني الكوردستاني الجديد , تحية لرجال دولة العراق الاتحادي الجديد وهنيئا لنا بقائدنا ورائد مسيرتنا الجديدة.
الدكتور توفيق آلتونجي
السويد
http://altonchi.blogspot.com/20050612