المحرر موضوع: حكومتنا العراقية هي حكومة الطرشان  (زيارة 1027 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2495
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


                                     حكومتنا العراقية هي حكومة الطرشان
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
12/7/2007

العراق، هذا البلد الكبير الذي يرجع اصله الى اور واريدو وسومر وبابل ووركاء، اولى التجمعات البشرية المتحضرة في تاريخ الانسانية قبل سبعة الاف سنة.
العراق ذلك الوطن الذي يعوم فوق بحر من الذهب الاسود كما يصفها الاقتصاديون. ولكن اهله يعيشون في الفقر منذ عقود وعقود.
العراق مهد اعرق حضارات الانسانية بدءا من  االحضارات السومرية والاكدية والبابلية والكلدانية والاشورية والعربية  اليوم يعيش مجتمعه في ارذل قيم وويقوم بافضع الاعمال الارهابية  وذلك بسبب انتشار سرطان القتل الطائفي المتعمد  بين سكانه.

العراق الذي انعم الله على سكانه بارض زراعية خصبة ومناخ جيد
 واثنان من اكبر انهار العالم وخمس انهار صغيرة بحيث تكفي لعيش اكثر من خمسين مليون نسمة وشعبه جائع  اكثر من شعب اي بلد اخر في العالم.

العراق بلد  القوميات والاديان والشعوب المختلفة يرجع تاريخها الى عمق تاريخ تحضر الانسانية ، فلا يوجد بقعة من اراضيه الا لتجد هناك ذكر لحادث ما  وقع فيها في  كتب التاريخ .

هذا البلد الجميل، الذي اغناه الله بكثير من النعم والحسنات يبدو قد حلت عليه لعنة الفراعنة، العراق هذا البلد الذي صورت فيه جنة عدن وشجرة الحياة وغيرها من الرموز الدينية في تاريخ القديم للانسانية ، يعيش زمن الانحطاط والتخلف والجهل والظلم ، فيه تم تشريع اول شريعة وقانون انساني على يد ملكه الخالد حمورابي  اليوم يعيش  زمن اللا قانون زمن شريعة الغابة  ، منذ سقوط الدولة العباسية وسيطرة المماليك والمغول والتتر، منذ زمن همجية هولاكو وجده جنكيزخان في العراق ينتقل من نظام سيء الى اسوء.
العراق الذي وصف في القرن الماضي ببلد الثورات والانقلابات السياسية لعدد الحكومات والثورات التي توالت على السلطة فيه ، اليوم يعيش اسوء فترة في تاريخ  وجوده. فبعد تحريره من حكم الدكتاتور صدام حسين، تحول  من دولة  الطاغية  الى دولة الارهاب وقطاع الطرق والاحزاب الدينية المتزمته والمسترزقين على الفدية او الغنيمة!!

لم يعد في العراق اليوم من يفتخر بعراقيته  ووطنه  بقدر ما يفتخر بطائفته او بمذهبه او بدينه او بقومه او بحزبه او بالاحرى بعصابته . الكثير من السياسين العراقيين اليوم  رداءهم اجنبي وغريب ، الكثير منهم يعملون في ارض اجدادهم  كموظفين لدى دول الجوار ، يعملون لاجل مصلحة هذه الدول او الاجنبي كانهم رعاة عند اقطاعي وهم صاحب الحقل والقطيع!!

لم يعد في السلطة التنفيذية العراقية  الا القليل من يعمل لاجل العراق ، فكل واحد له طموحه الشخصي او يعمل لاجل طائفته او حزبه ، البعض منهم يفكر متى تأتيه الفرصة كي  يسرق كمية كبيرة من المال من وزارته او دائرته ويهرب الى الخارج، من يصدق بأن عضو برلماني  حصل على اصوات اكثر من 45 الف ناخب اي يمثل ما يقارب 150 الف نسمة من مختلف الاعمار،  فجأة يقرر الانضمام الى الارهاب وقتل الابرياء بحجة القضاء على الكفار من اخوته العراقيين او بحجة طرد المحتلين .
او ان لغة الحوار في المجلس الوطني تصل التهديد بالقندرة!!

اذا كان لا بد من وضع وصف للعراق وحكومته الان، فانا اظن افضل وصف له هو انها  حكومة الطرشان لانه لم يعد هناك من يسمع الام الشعب، شكاوي الناس ، حاجة الارامل والامهات والشيوخ، بكاء الايتام ،  ليس هناك من يحاور الاخر ويتفهم معه لكي يدفع عجلة الحياة  نحو الاستقرار والسلم والامان  فاللغة الوحيدة المستخدمة هناك هي لغة السلاح  والتهديد والطائفية . لان كل الاتفاقات والمؤتمرات التي اقيمت عن العراق في الداخل والخارج هي اتفاقات بين الطرشان لا غير، لانه منذ التاسع في نيسان 2003 و لحد الان، العراق في التراجع الى الوراء ولم يتحقق اي شيء من امال شعبه الذي انتظر ليلا طوله 35 سنة لحين بزوغ خيوط الفجر ونيل حريته.