المحرر موضوع: مسعى إنساني لبداية قد تكون أكثر قوة  (زيارة 900 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل samir latif kallow

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 50554
    • MSN مسنجر - samirlati8f@live.dk
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مسعى إنساني لبداية قد تكون أكثر قوة 



GMT 18:30:00 2007 الجمعة 13 يوليو
 قصي صالح الدرويش
 
 

--------------------------------------------------------------------------------
 


قصي صالح الدرويش من باريس: طغت صورة سيسيليا ساركوزي على المشهد السياسي الفرنسي بعد زيارتها المفاجئة إلى طرابلس ولقائها بالممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني، قبل اجتماعها مرتين مع العقيد معمر القذافي وابنته عائشة، كما التقت بالأطفال المصابين وعائلاتهم في بنغازي التي تبعد ألف كيلومتر عن طرابلس.

الزيارة غير الرسمية تبدو إنسانية الغرض، إنقاذ الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني من حكم الإعدام الذي قضت به المحاكم الليبية بسبب إصابة 450 طفلا ليبيا بفيروس الإيدز بعد عمليات نقل دم مصاب، نقل متعمد وفقا للادعاء الليبي. هذه الزيارة التي لم يحدد قصر الإيليزيه طبيعتها والتي تعد أول نشاط عام لسيدة فرنسا الأولى أثارت امتعاض بعض المسؤولين الأوروبيين لأنهم علموا بهذه الزيارة عبر وسائل الإعلام ولم تحاول باريس إدراجها في إطار الجهود الديبلوماسية الأوروبية الجارية لإنقاذ الممرضات والطبيب.

زيارة رأى فيها هؤلاء المسؤولين محاولة من الرئيس الفرنسي لشد الغطاء إلى جهته في اللحظة الأخيرة، ضمن منظور تسوية محتملة للأزمة التي تسعى أوروبا لحلها منذ سنوات والتي شاركت فيها بريطانيا بشكل فعال وأكثر من مرة، خاصة إبان زيارة طوني بلير الاستثنائية إلى ليبيا مؤخرا. ويشير هؤلاء إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتحرك فيها رئيس فرنسا الجديد بمعزل عن شركائه الأوروبيين. إلا أن أوساط القصر الرئاسي أشارت إلى اطلاع وزير الخارجية برنار كوشنير على هذه المهمة وإلى أن السيدة الأولى ذهبت إلى طرابلس كأم وربة عائلة في المقام الأول.

في كل الحالات أعربت باريس اليوم، بعد عودة سيسيليا، عن تفاؤل معقول بشأن مصير الممرضات وفقا لتصريح كلود جيان سكرتير عام الإيليزيه الذي رافق السيدة ساركوزي في رحلتها الليبية.

توقيت هذه الزيارة جاء غداة تثبيت حكم الإعدام على الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني. حكم أصبح بيد المجلس القضائي الأعلى الذي قد يلغيه بعد إبرام اتفاق بشأن تعويض عائلات الأطفال المصابين، أو بالأحرى بين يدي العقيد القذافي الذي قد يقرر العفو. وتشير مختلف الدلائل إلى أن العقيد القذافي سيعفو عن المحكومين بعد تسوية القضايا المتعلقة بالتعويضات وعلاج الأطفال المصابين، خاصة بعد إعلان أهالي الضحايا استعدادهم لمنح هذا العفو في حال طلبه القذافي. وتبدو القيادة الليبية راضية عن إدارتها لمسار الأحداث، سواء على مستوى الدفاع عن حق المرضى المصابين، أو على مستوى قدرتها على إرضاء مختلف الأطراف الدولية التي التمست العفو عن المحكومين. وعلى هذه المستوى تمثل زيارة السيدة ساركوزي وزنا إضافيا.

لكن توقيت هذه الزيارة جاء أيضا غداة إعلان الولايات المتحدة عن تعيين سفير لها في ليبيا، تعيين ترافق مع طلب الرئيس بوش التدخل من أجل الحصول على العفو. عفو يحسن صورة طرابلس ويفتح أبوابها. وفي هذا الاتجاه  تتطلع القيادة الفرنسية إلى تحسين العلاقات الاقتصادية مع ليبيا في وقت تتنافس فيه الشركات الأميركية والبريطانية والايطالية على صفقات مهمة في ليبيا. ولا شك أن فرنسا تأمل بدورها أن تجد مكانا لها في هذا البلد، بعد تأخرها خلال السنوات الماضية.

إقرأ أيضا

دور جديد مفاجئ لسيدة فرنسا الأولى
 
 بغض النظر عن الزيارة ونتائجها، لا بد من التوقف عند التحرك الأول للسيدة ساركوزي التي اختارت الابتعاد عن الأضواء منذ فوز زوجها بالرئاسة ولم تظهر سوى في مناسبات قليلة. ساركوزي الذي تحدث مرارا عن زوجته وأهمية دورها في حياته كان قد أشار إلى أنها تأخذ وقتها في التفكير لتحديد دورها المقبل وبصمتها الخاصة كسيدة أولى، فهل اختارت أن يكون المجال الإنساني والخيري ميدان عملها كما يريد 62% من الفرنسيين الذين أجابوا على استطلاع للرأي مقابل 15% أرادوا لها أن تكون مستشارة سياسية لزوجها.

و يرد ساركوزي بناء صورة جديدة لفرنسا العجوز وتقاليدها ورئيسها، كما يريد القطيعة مع الصورة التقليدية، فهل تسعى زوجته إلى قطيعة مماثلة بالنسبة لدور السيدة الأولى. أكثر من ذلك، أعلنت القناة التلفزيونية الأولى أن سيسيليا ستعطيها أول لقاء صحافي يوم السبت الموافق للعيد الوطني الفرنسي. وتتردد شائعة قوية مفادها أن الرئيس ساركوزي الذي لا يحب الحديث الإرغامي المحدد بتواريخ معينة قد يفسح المجال أمام زوجته لتجري المقابلة التلفزيونية التقليدية عوضا عنه يوم العيد الوطني. وإذا تم ذلك سيكون التغيير أكثر من كبير بالنسبة للسيدة التي بقيت في الظل طيلة الفترة الماضية. وضمن هذا المنظور تبدو زيارة سيسيليا إلى ليبيا محملة بالمعاني، إذ قد تكون بداية التزام شخصي يحدد دورها ومكانها في قصر الإيليزية.

يشار إلى أن للسيدة ساركوزي مكتب في الرئاسة ولديها ملحق صحافي ومدير مكتب ومستشار للشؤون الدبلوماسية

السيدة ساركوزي تثير فضول الإعلام

وتثير سيسيليا ساركوزي اهتمام المصورين والصحافيين نظرا لأناقتها وجمالها، حيث تركزت عليها عدسات المصورين أثناء العشاء الذي جمع رؤساء قمة الثمانية وزوجاتهم.

سيسيليا البالغة خمسين عاما من أصول رومانية غجرية يهودية، تعلمت في المدارس الكاثوليكية قبل أن تبدأ دراسة للحقوق لم تكملها. وخلال دراستها عملت كعارضة لأحد بيوت الأزياء قبل أن تصبح ملحقة صحافية لنائب في مجلس الشيوخ. سبق لها الزواج عام 1984 من نجم المنوعات التلفزيونية جاك مارتان، والمثير أن عقد القران تم في ضاحية نويي الراقية برعاية رئيس البلدية فيها آنذاك نيكولا ساركوزي الذي أغرم بالعروس. بعد إنجابها لابنتين من جاك مارتان حصلت على الطلاق وفي نفس الوقت حصل ساركوزي على الطلاق من زواجه الأول الذي أسفر عن ابن، ليتزوجان في عام 1996 وينجبان طفلا في العاشرة من عمره الآن. 

شائعات كثيرة تناولت سيسيليا المعروفة بتمسكها بحريتها واستقلاليتها، إذ يذكر الجميع قرارها الوقوف إلى جانب الهيئات والجمعيات العاملة في الحقل الإنساني إثر استلام زوجها حقيبة وزارة الداخلية عام 2002. عندها سرت شائعات عن عدم انسجامها مع سياسة ساركوزي الأمنية.

في أيلول 2004 نقل عنها قولها أنها فخورة لأن ليس في عروقها "نقطة دم فرنسية" جملة حاول اليمين المتطرف استخدامها في الحملة الانتخابية الا ان الحزب وجد أن ساركوزي هو مرشح المهاجرين بسبب أصوله البولونية.

لكن الشائعات الأكبر طالت حياتها الشخصية، فمنذ ربيع 2005 وفي خضم حملة الاستفتاء الفرنسي على الدستور الأوروبي غابت سيسيليا عن الأنظار وبدأت الصحف البلجيكية والسويسرية تنشر أنها في نيويورك مع صديق جديد لها، إلى أن نشرت مجلة باري ماتش صورا لها مع صديقها الذي يعمل في حقل الإعلانات. وخلال الانتخابات الرئاسية لم تكن إلى جانب زوجها أثناء الإدلاء بصوته، بل ذهبت بعض الشائعات إلى القول بأنها لم تقم بواجبها الانتخابي. ساركوزي لجأ إلى القضاء ضد وسائل الإعلام التي تتطاول على حياته الشخصية وحصل على نصر جزئي.

وفي بداية العام الماضي أعلن مقرب من عائلة ساركوزي أن سيسيليا عادت إلى عش الزوجية، حيث تابعها الفرنسيون إلى جانب زوجها ليلة فوزه بالانتخابات الرئاسية.

العام الماضي أعاقت ضغوط قوية قادها ساركوزي نشر كتاب وضعته صحافية في مجلة "جالا" بعنوان "سيسيليا ساركوزي بين القلب والعقل"، إلى أن تم تحويله إلى رواية نشرتها دار فايار قبل أشهر. وتتحدث الرواية عن سيليا كوردييه التي تترك زوجها رجل السياسة النافذ لرجل آخر.

وفي مقابلة لها مع صحيفة نيويورك تايمز وردا على سؤال عن تصورها لمستقبلها قالت السيدة ساركوزي إنها ترى نفسها بعد عشر سنوات في نيويورك تمارس رياضة الجري في سنترال بارك.

 
 

 http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politics/2007/7/247652.htm
مرحبا بك في منتديات



www.ankawa.com