المحرر موضوع: إرهاب خلف الحجاب  (زيارة 1063 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد لحدو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 88
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إرهاب خلف الحجاب
« في: 04:23 16/07/2007 »
إرهاب خلف الحجاب

12تموز 2007
سعيد لحدو

مولانا عبد العزيز… وما أدراك ما مولانا عبد العزيز..؟؟
إنه إمام المسجد الأحمر إياه في باكستان. حارس الشريعة, ومنفذ أوامر الله على الأرض. ذاك الذي هدد الحكومة الباكستانية والعالم الكافر بالويل والثبور وعظائم الأمور. مجنداً لتنفيذ تهديده المئات من الانتحاريين الشباب من طلبة مدرسته الشرعية, ممن تم الضحك على لحاهم الغضة وزُج بهم في مدارس التطرف الأعمى ليدمروا أنفسهم وكل ما تطاله شظايا الحقد والكراهية العمياء. لكن هذا المولانا عبد العزيز, النسخة الباكستانية لطالبان والقاعدة, نأى بنفسه عن الزج في هكذا أتون فمن يستطيع أن يبيعه الماء وهو زعيم حارة السقايين – بحسب المثل المصري, وانتهز أو ل سانحة فتخفى خلف حجاب امرأة, التي أمره الله ألا يتشبه بها. واندس بين جمع النساء الهاربات, التي نهاه الله عن الاختلاط بهن إلا بالحلال, لينجو بنفسه. زاهداً في "الجهاد والاستشهاد" الذي هو بحسب آرائه التي يدرسها لتلاميذه, فرض عين على كل مسلم. مستغنياً عن كل ما ينتظر "الشهيد في سبيل الله" من جنائن وارفة وحوريات عين وملذات دائمة لا تنتهي, ولسان حاله يقول: ما لي ووجع الرأس هذا. حورية في اليد أفضل من أربعين في الجنة. ولم يشأ أن يطـوِّل باله بالثبات خلف مبادئه التي طالما لقنها لتلاميذه, وقود الحرب الجهادية, فأوقعه حظه العاثر من حيث لا يدري بطول قامة, تلك التي طالما تباهى بها, ففضحته عند أول حاجز للجيش الباكستاني.
ولأن هذا المولانا كان متعجلاً في كل شيء إلا في جهاد النفس, نفسه, فلا أرى إلا تفسيراً واحداً لتريثه بإرسال انتحارييه المجاهدين إياهم الذين هدد بهم, ربما بسبب ازدحام مداخل الجنة بقوافل "الاستشهاديين" الذين وصلوا للتو من العراق وأفغانستان.. ومؤخراً من لندن. !!!! ممن نهلوا علومهم الاستشهادية من المنابع ذاتها وعلى أيدي أمثال مولانا عبد العزيز من مشايخ التطرف, الذين يجيدون تلقين أفكارهم المتطرفة لأجيال الشباب المتحمس, في حين ينأون بأنفسهم وأبنائهم عن القيام بما أفنوا أعمارهم بالدعوة إليه من "الجهاد في سبيل الله" وكأن ما يعنيهم ويعني أبناءهم من كل ذلك هو الجانب النظري فقط . أما التطبيق العملي فهو من نصيب الآخرين, وفرض عين عليهم.
ولقد ابتلينا في بلداننا بالكثير الكثير من هذه النماذج من دعاة العنف والقتل لكل من خالف مولانا بفكرة أو بمبدأ, حتى لو كان مسلماً ورعاً. والويل ثم الويل لمن خالفه في الدين. وهم كثر. ولنا من أحداث الاعتداء على الآمنين المسالمين من المسيحيين وكنائسهم ممن لم يحملوا قط سلاحاً في وجه أحد ولم يناصروا فريقاً ضد آخر من الميليشيات المتصارعة في العراق وما يجري ضدهم من خطف وقتل وطلب جزية أو إجبارهم على اعتناق الإسلام, خير مثال على أننا عدنا بالإنسانية خمسة عشر قرناً إلى الوراء. وذلك بهمة أولئك المشايخ وأتباعهم المتزايدين يوماً بعد يومٍ, حتى باتت هذه الأفكار المغرقة في التخلف والهمجية موضة دارجة في منطقتنا تحت عنوان الصحوة الإسلامية. وباتوا يصدرون منها كبضاعة رائجة إلى آخر أصقاع الدنيا نماذج لا تقل وحشية وتخلفاً ودموية, لتقتل أناساً أبرياء, وكيفما اتفق. تارة في شوارع العراق وأخرى في لندن أو مدريد أو نيويورك أو عمان أو المغرب أو الجزائر أو أي مكان آخر يوجد فيه أناس لا تعجب أولئك الظلاميين طريقةُ حياتهم. وتظل قناعات أولئك "الجهاديين" : (جهاد في سبيل الله على الأرض, ومغانم في الآخرة).
فإذا كانت هذه هي النماذج المعبرة عن "الصحوة الإسلامية", فكيف ستكون عليه نماذج الوجه الآخر؟؟ وأي أعمال جهنمية بعد ستقدم عليها؟؟
لا شك أن الإسلام مر بمراحل تاريخية ناصعة مشرقة, شهد خلالها الناس مساحات واسعة من التسامح وحسن المعاملة, حتى وهم على النقيض من قيمه ومبادئه. وتلك هي الفترات التي تم فيها بناء حضارة حقيقية, وأحرز تقدم كبير في مجال العلوم والمعارف خدمت البشرية أيما خدمة. تلك هي المرتكزات التي يمكن أن يبنى عليها مستقبل شعوب المنطقة عموماً, إسلامية وغير إسلامية. وعلى أساس تلك القيم والمبادئ يجب أن يبنى مجتمع قادر على التعامل والتعاطي مع كل متغيرات الحياة ومستجدات الواقع. وهذه ليست فقط مهمة العلمانيين والليبراليين وأبناء الديانات الأخرى, وإنما هي وبالدرجة الأولى مهمة المتنورين من المسلمين, رجال دين وعامة على السواء. وهم مدعوون جميعاً لاحتلال مكانهم في الساحة الاجتماعية, للنضال من أجل التطور والتقدم وتنقية الإسلام من هذه الشوائب المسيئة إليه وتشويه صورته قبل غيره. وذلك عوضاً عن إخلاء الساحة لأمثال أولئك الظلاميين من دعاة الجهل والتخلف والتعصب الأعمى المقيت. والذين لم يقدموا لمجتمعاتهم وللإنسانية إلا المزيد من إراقة الدماء, والمعاناة والجهل والتخلف. ولن يفيد تبرير أعمالهم تلك تحت أي سبب أو ظرف أو مسمى تخفيفي. لا بل يشجعهم على المضي أبعد في جرائمهم وأعمالهم الشيطانية التي لا تقيم أي وزن للحياة الإنسانية التي , ومهما كان الاعتقاد الذي تحمله, يجب أن تظل أسمى ما نعمل من أجله.