المحرر موضوع: العرب اشعلوا النار في العراق والايرانيون زادوها شعيلا جميع الفرق العراقية احرقت العراق  (زيارة 1210 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل TOMA SHAMANI

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 200
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
العرب اشعلوا النار في العراق والايرانيون زادوها شعيلا  جميع الفرق العراقية احرقت العراق                                                       
التشنج السني الشيعي ليس جديدا ايقظه اللعين عبد السلام عارف   العمائم السود والبيض تحكم العالم الاسلامي  انه عصر التشرذم الحضاري، صدام بين الحداثة والجهالة 
                   

هذه كلمة تذكير ليعرفها من لا يعرف ولا يتذكر الماضي القريب ومن لايريد ان يعرف ومن الذين يدعون العلم بشؤون العراق وهم اجهل الجهال. التشاحن السني الشيعي ليس جديدا فقد عرف منذ عهدي الراشدين والامويين، وفي العهد الملكي كان قائما تحت اللحاف والذي ايقضه حقا رئيس الابالسة اللعين عبد اللاسلام عارف، العهد الملكي ورثه من ماض حدث قبل 14 قرنا ثم عهد الحجاج وازداد حدة في عهود السلجقة والتبويه. في العهد الملكي احتل اهل الموصل الحكومة وكانت لهم الخارجية ورئاسات الوزارات والوزارات الحساسة وكان الجنرالات كلهم من اهل السنة وكان الضابط الشيعي يحال على التعاقد كلما وصل حدا قدره تاج اي اربعة نجوم وليس في تاريخ العراق جنرال عراقي شيعي. والمعروف عن المصلاوي انه كان شرسا في معاملتة للمسيحيين فاذا امتطى القطار فانه يختيار المسيحي ويصيح به (قوم نصغاني) فيحتل مقعدين وينام ثم يبدأ بالشخير، حتى اذا وصل القطار تكريت صعد التكارتة فيوقضون المصلاوي بعنيف قائلين له (قوم لك) فيبلعها المصلاوي العريق، وينزوي على مقعد واحد قائلا للتكريتي (الله بالخير).                                                                                                                     

صعقت والله يوم قال استاذ كنت في محاورة معة، واصفا عبد الكريم قاسم باسوأ ما يوصف من عبارات في وقت كان العراقيون ولايزالون يكننون المحبة له، هذه الشتيمة تحرق قلوب العراقيين، فقد كان عبد الكريم قاسم عراقيا بحق لاسني ولا شيعي ولا مسيحي ولا صابئى بل كان سنيا شيعيا مسيحيا صابئيا وقد دخل قلوب العراقيين في وقت بدأ عبد الناصر حث القوميين على القتل وكانت قنبلته في العراق عبد اللاسلام عارف. ثم مالبث ان انشق عبد اللاسلام عارف من معاشقة عبد الناصر وكان السبب الكبير لهذاهو كون عبد اللاسلام سلفيا طائفيا خلق الطائفية في العراق بعد نيام وعبد الناصر رب قومية عربية ومحتكرها. 

محن العراق بدأت من الداخل في فترة عبد الكريم قاسم المشرقة، في عهده كان اهل العراق في توافق تام بين مللهم  ونحلهم. كان كل عراقي شريف مع عبد الكريم قاسم دما ولحما وفكرا وقلبا. لكن عبد اللاسلام عارف لعنه الله بدأ بخلق الازمات الطائفية، ففي خطبة عشوائية مجنونة ذكر اول ما ذكر (لا ميخا ولا ججو بعد اليوم) ويعني المسيحيين لان المسيحيين من نتاج الاستعمار والخيانة وكانوا في جيش الليفي البريطاني في وقت كان اكثر الليفي من البو محمد في العمارة  واهل تكريت. وللشيطان عبد اللاسلام مقولة سادت العراق (اقتله برصاصة باثني عشر فلس وتخلص منه) هذا ما قاله في احدى خطبة الشيطانية. كان عبد الكريم قاسم مسامحا وله مقولة (عفى الله عما سلف) على عكس ما كان عليه عبد اللاسلام، اذ كان طائفيا لعينا على عكس  اخيه عارف الذي  حاول راب الصدوع التي احدثها اخيه باشراك مسيحي في وزارته كما كان صاحب قلب عراقي صادق. الا انه اطيح به في انقلاب ناصري لم يدم الا بضع سنين حتى اطاح بهم الانقلاب الصدامي.  وكان عبد الناصر محرق العراق محرض الانقلاب في نطاق احلامه الارجوانية من المحيط الى الخليج. وكان قبل ذلك (احمد سعيد) الصوت الناصري القبيح  محرض القوميين خاصة خلال فيما عرف بتمرد الشواف وكان في اصله خيانة ضد العراق، وكان القبيح احمد سعيد يعوي باعلى صوته (اقتل ياأخي في العراق اقتل يا أخي ان لم تقتل قتلوك) فسالت الدماء في الموصل. قبل ذلك حدث الانهيار الناصري السوري حيث قام الضباط السوريون بطرد الضباط المصريين من سوريا حيث ضربوهم ببساطيلهم على جحورهم وكانت طردة الى الابد بسبب فنطازية الضباط المصريين. 

اتذكر يوما كنت جالسا في المقهى البرازيلي في بغداد واذا بصوت الخطيب اللعين عبد الوهاب الاعظمي في جامع الارفلي يعوي (يا عملاء الفاتيكان) وكان يقصد بهذا المسيحيين، سكت المسيحيون لسلميتهم تحت شعار (لا حول لنا ولا قوة) لانهم اظعف الظعفاء، ولكن الموجة امتدت واصبحت سجالا كلاميا متبادلا بين مكروفونات جوامع الكاظمية والكرادة الشرقية والاعظمية ولم تقف الا بجهود الخيرين. المعروف ان اللعين الامام عبد الوهاب الاعظمي كان موظفا في دائرة الاوقاف التي كانت تحت سيطرة عبد اللاسلام. واتذكر في عهد عبد الكريم قاسم  كانت الفعاليات المضادة للشيوعيين قائمة فاشيع بان القرآن قد مزق في الكاظمية، وكانت محاولة دنيئة ضد عبد الكريم قاسم. اما عبد اللاسلام خلال دورات خطبه الخسيسة وتنافسه مع التيار القومي، امتطى في يوم هليكوبتر وعندما كانت فوق القرنة سقطت فاحترقت فنفق ميتا موت ابليس وكان ذلك بدسائس قوميوا عبد الناصر  فتخلص منه العراق بيد ان آثاره لاتزال محفوظة في ذاكرة المتطرفين من كلا الجانبين.

  في العهد الصدامي اللعين بقيت المشاعر السنية الشيعية تحت اللحف بسبب شراسة صدام وكانت الاستخبارات على اشدها وكانت مسيطرة على ائمة المساجد السنية والشيعية وكان الخلاف السني الشيعي يشتعل في الكثير من متطرفي الاثنين ولكنه كان تحت الستر. فكانت خطب الجمعة مراقبة من الشمال حتى الفاو. فان تكلم امام باكثر مما ينبغي له، اختفى. كان ائمة الاوقاف يخافون الطرد والا اصبحوا شحاذين لان ثقافاتهم هي اللاثقافة. اما الائمة الشيعة فكانوا الاكثر مراقبة ومن ابرز الامثلة (آل الصدر) الذي قتلهم صدام بالجملة وابقي على مقتدى الصدر جنرال جيش المهدي بطل الاحداث الآن. اثر مقتل والد واخوان الصدر، لزم المقتدى المرعون الصمت فلم تخرج منه كلمة من فمه او من دبره، حتى قيل انه كان يتجسس على عائلته. قرأت مرة على الانترنيت ان اخوانه كانوا يكرهونه لرعونته، وانتم الآن تقرأون علامات الرعونة من عينينه اللتين تبدوان عيني غوريللا، وهو القائل لاتلعبوا كرة القدم فاي عقرب هو. والصدر يفوق عدي وقصي شمبنزة وهو الآن صاحب كلمة املائية في عراق اليوم.

الكثير من اساتذة الجامعة العرب حتى هنا في تورونتو يفلسفون التشاحن السني الشيعي وفقا لاراداتهم (كان لم يكن بين الحجون الى الصفا انيس ولم سيمر بمكة سامر) تناسوا ما فعلة اللعين صدام الذي يتوجونه الآن اماما، اثر اندحاره الشنيع من الكويت وما فعله في الشيعة حيث ارسل صهره حسين الى النجف فحاصر الثائرين في حضرة الحسين بالدبابات والمدافع فخاطب مرقد الحسين قائلا انت الحسين وانا حسين ثم اطلق صواريخه دون ان يرعى اي عرف او اعتبار انساني لحماية المراقد المقدسة، هل كان ذلك تسامحا سني شيعي، وفوق ذلك لم يوبخه احد من جماعات الازهر قائلين له انه كفر والحاد. وقبل ذلك بقرن قام سعوديوا ماقبل النفط، عندما كانوا ياكلون لحوم الجرذان ويشربون ابوال البعران بهجمة على النجف مدفوعين بكتابات ابن تيمية الذي يوصي بعدم اقامة الاضرحة للاولياء، فسلبوا ما كان هناك من اسلاب بعد ان قشطوا الذهب من القبب ثم اخذوه راجعين غانمين الى السعودية باسم الله. هذه الوقائع لا يذكرها هنا اصحاب الثرثرة في تورونتو والعالم المتحجر هناك.   

في العهد الصدامي كنت اسمع باذني مقولة (شكو عليكم، ميشيل عفلق منكم، شبلي العيسمي منكم، طارق عزيز منكم) يقصدون الميسيحيين. صدام كان قد ملأ قصوره بالخدم المسيحيين، وليس ذلك بسبب فضيلة حبه لاحد ولا  بسبب عيونهم الزرق ولكنه يعرف دسائس التاريخ، ان المسيحي العراقي اخلص الخلق لعراقيته منذ القدم ولان خادم طعام صدام المسيحي لا يسمم صحن صدام بالسم من خلال فتوى او تحشيش طائفي. اضف الى ذلك ان الكثير من الخلفاء كانوا يستوزرون اطباء ومثقفين مسيحيين بسب عدم اعتيادهم القتل، لكنهم، عانوا ماعانوا من قبل من قتل وتشريد وسبي نسائهم خاصة في عهد الخليفة المؤمن بالله عمر بن عبد العزيز الاموي وفي عهد الفاطميين بمصر الذين جعلوا المسيحيين يركبون الحمير ركوبا مقلوبا وهي مقابلة عجز الحمار بدلا من الرأس. اما الخليفة عمر بن الخطاب فقد كان شرسا على المسلمين قبل اعتناقة الاسلام، لكنه في وقت تال بدأت عصبيته على من يسمونهم بالذميين الذي يدفعون الجزية صاغرين, في عهده اعطاهم عهدا اي عهد  فيما عرف بـ (عهد عمر) ليس في دفع الجزية فقط، بل في عراقتهم اذ لايجوز للمسيحي لبس ثياب المسلم ولا يمتطي حصانا ولا يحمل سيفا ولا ولا وكتب العهد في شكل على ان المسيحيين طلبوه بانفسهم في الصيغة التي سجل فيها، فنال به صفة العادل الذي قالت عنه الاوراق المفبرقة انه قال قولته الشهيرة (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا). وهذا تسجيل سجله تلفزيون الجزيرة في ذلك العهد. وفوق ذلك اجلى المسيحيين واليهود من ارضهم في الجزيرة العربية والقاهم شمالا. وما اتصوره فعدما سيرفع علم لا اله الا الله على قصر بكنهام والقصر الابيض كما يأملون سيصدر من غير شك اول قانون اسمه (عهد عمر) ليدفع فيه الانكليز والامريكيين الجزية لاصحاب العمائم السود والبيض وهم صاغرون.

اما ماخلفة العثامنة لنا لا يعد ولا يحكى وان كان العراقيون جميعا قد عانوا منه، الا ان المسيحيين واليهود نالهم ضعف ما ناله المسلمون واكثر، عندما كنت في البصرة صغيرا كنت اروح ماشيا في الشوارع حيث ارى رقعا تقول (مسافرخانة خاصة للمسلمين) او (حمام خاصة للمسلمين) وكثيرا ما اصاحب والدي في بعض المقاهي وعندما نشرب الماء فاذا بالساقي يقوم بشطرف الطاسة بعد الشرب. وهذا ماكان يحدث لي في بعض المقاهي في الحلة حتى الخمسينات ايضا.

الحديث يطول عن الشحن السني الشيعي واذا كان الشحن السني الشيعي قائما وجها لوجه بينهم، فان المسيحيين واليهود يلاقون شحنا ثنائيا من السنة والشيعة متحدا. كان المصلاوي سيد العراق ثم جاء التكريتي سيدا اولا في الدولة في الجيش والداخلية والاستخبارات وفي الافضليات وكان ابناء تكريت ينالون الشهادات المزورة وعلى رأسهم صدام الذي نال الحقوق دون ان يستمع محاظرة واحدة في كلية الحقوق ثم اصبح جنرالا وكان يضع خططا عسكرية في الحرب العراقية الايرانية، يضع خطط القتال فان نجحت فهو العسكري الظليع وان فشلت اعدم عشرة من الضباط لانهم لم ينفذوا الخطة جيدا، وكان قد وضع من زوج ابنته خريج الصف السادس وزيرا للدفاع. واتذكر واحدا من اصدقائي كان ضابطا في الجيش وكان سنيا ثم تخلص من وظيفته اذ ترك الجيش، قال لي (ان عبد الزهرة ممنوع من دخول القصر الجمهوري)، هذا ما كان يقال تحت الحجب. ومن يقرأ اسماء رؤساء الوزراء وزراء الدفاع والسفراء يجد 99.99%  منهم من السنة ولم يصل شيعي مرتبة جنرال ولا رئيس جمهورية اليس هذا شحنا سنيا شيعيا لا يستطع احد قولة، لكن النار ضلت تحت الرماد حتى جاء الطاعون الكبيرالاخير. الصدام الدامي بين السني والشيع تتشارك في خلفة كل الاطراف السنية الشيعية ثم التخلف العربي المشحون بالسنية شيعية يضاف لها العقول المتحجرة من المثقفين الآن. تصوروا ان الحرب العراقية الايرانية الطاحنة دفع بها الاستعمار. واذا كان الاستعمار المؤجج لها فهل العالم السني الشيعي غبيا بحيث يشعله لهم الاستعمار. الهلال الخصيب اخذوا يسمونه الهلال الشيعي بسبب تدخل ايران بلد التطرف فيه. الحرب العراقية التي دامت 8 سنوات قاسيات انقسم فيها العالم الاسلامي الى طرفين سني يسانده العالم السني وطرف شيعي يسانده العالم الشيعي.                                                                                                                     

اما الانحدار الاخير الذي قتل العراق روحا وجسدا فسببه كل الاطراف العراقية وعلى راسها العمائم السود  والبيض. تبدأ المرحلة الاولى بسقوط صدام فكان صقعة للسنية بعد ان كانوا يحتكرون حكم البلاد، صعقة لم يستطيعوا بلعها لان البلاد كانت موروثة لهم من العصور المتهرئة بثأثيرات انحدار عصور العثمنة والفتاوي، حتى حل اللادنيون بالتطرف السني والدولارات السعودية المنفوطة وشوارع القاهرة الملتهبة السايكوباثية يؤججها الكتاب الثرثارون (كالبكيري) وهو من سلالة (احمد سعيد) وفي هذا الزمن بقيت مقالات (البكيري) الملتهبة تستنسخها صحيفات باليات هنا في تورونتو واكثرالعالم العربي كما يؤججهم القادة السنة العراقيين والعرب وصحون التفزيونات حتى حل وقت الانتخابات، فاستيقظ السنة من الصرع الذي اصابهم ولكنهم استيقظوا متأخرين. اما الشيعة وبسبب الحرية الكبيرة فقد اصابتهم فرحة مجنونة وبدأوا بحركة ديناميكية تنطلق من العمائم السوداء فاسسوا الجيوش ودوائر الاستخبارات ووزارات الدفاع والانتقامات ونهب المتاحف ولم يعد في دوائر الدولة كرسيا لم يسرق حتى براميل النفايات النووية سرقوها وغسلوها في ماء دجلة واخذوا يشربون الماء منها، ولم الحركة اللعينة هذه تقتصر على العمائم السوداء بل هبطت من الاعالي جيوش العمائم البيضاء ودولارات بنوك السعودية النفطية ومحرضات بن لادن والظواهري وفتاوي القرضاوي واصحاب العقول المصنوعة بخيوط الحرير حملة الدكتورات من جامعات ام القرى والقصيم، اضافة الى حملات صحون الجزيرة والمرسلات النقالة وشوارع القاهرة من اصحاب التنوير والهجرة بالاظافة الى احزاب الله ومقاتلوا الله الذين يفجرون الاسواق والاساتذة والاطباء ورجال العلم اما رجال الفقه والتفسير فهؤلاء محصنون بجيوش الله. 

كل الذي حدث الآن هو ما حدث من ما قبل في التاريخ العريق ثم مجيء عبد اللاسلام الارعن حينما اجج الحقد الدفين الموروث بمهاجمة المسيحيين من المايكروفونات المشدودة عل منائر الجوامع متهمينهم بالعمالة  والعمل للاستعمار في عهد عبد اللاسلام. اما الآن فان التاريخ يعيد نفسه في عهد الطاعون الكبير في العراق  فبدأوا بتفجير الكنائس في الموصل، موصل المعروفة بالاساءات للمسيحيين منذ العهد العثماني وما قبله منذ العهد العمراوي. اذ كان للمصلاوي في عهد غير بعيد الحق في تنشيف يديه بزبون المسيحي زكان مفروض عليهم. وفي هذا العصر بالذات لايزال الحقد الموروث القائما اذ اول ماتلقاه المسيحيين من المصلاويين  في نهاية العهد الصدامي هو تفجير الكنائس بعد سرقتها كما اصاب التفجير كنائسا في بغداد، هذه هي الظاهرة الواقعة التي تبدأ بالمسيحيين عادة لتؤدي الى انفجارات الحقد الدفين منذ الخلاف على الخلافة اثر العهد الراشدي بين السني والشيعي والآن بعد 14 قرنا استيقظ الطاعون الموروث، فجرى تفجير مرقد الامام علي الهادي ومرقد الامامين العسكريين وهم من ائمة الشيعة في مدينة سامراء وبعدها هاجم الشيعة اكثر من مئة مسجد للسنة في انحاء متفرقة من العراق وتعرض ائمة ومؤذني المساجد في عدد من انحاء من العراق لعمليات اغتيال وخطف واطلاق نار صواريخ (ار بي جي) على عدد من هذه الجوامع. سبقت هذه  تفجيرات اخرى لمراقد اسلامية عراقية كمراقد الشيخ عبدالقادر الكيلاني وابو حنيفة وقبة الامام علي في  سلسلة لم تنتهي بعد من احراق الجوامع والحسينيات العراقية، وسجلت كل هذه الحوادث الاجرامية على انها من فعل مجهول، حيث ان الشرطة العراقية اما متحيزة او لاحول ولاقوة لها، كل ذلك بتحريض من الامريكيين اللعناء وهي حجج معدة سلفا متحجرة حتى في العقول النيرة، ولو كان هناك ذرة من العقل لقال الشيعة والسنة شكرا خلصتمونا من صدام ولنبدأ بداية جديدة، ولكن كيف تقنع المرعون الصدر ومتتبعي ابن تيمية. وفوق ذلك حدث تفجير كبير في كافتريا البرلمان في قلب المنطقة الخضراء، وفجروا في مدينة الصدر انتقاما الجوامع والحسينيات وقتل رجال دين. وخطفوا العشرات من الشرطة والجنود وقتلوهم، وعثروا على مئات الجثث مرمية في الطرقات  مقتولين بالطرق الوحشية، انه ارث الصحراء، اما التهجير القسري للسنة والشيعة فقائم على قدم وساق دون ان يجلسوا ليقولوا كفى ولكن ذلك لن يحدث مادام الفرس الجدد والعرب يصبون النفط.

بدأ اجبار المسيحيين على ترك منازلهم وحلالهم وممتلكاتهم لكي لا ينالوا القتل تحت اناشيد الله. بعدها اصبح بعده التشريد والقتل على الاسماء مفتوحا بين الشيعي والسني وكان اكبر نصيب من السلخ وقطع الرقاب من يحمل اسم عمر او عبد الحسين. ولو كان الامر بيدي لمنحت المرعون الصدر جائزة نوبل على الجهالة والاجرام وآخرون من المثقفين واساتذة الجامعات هنا الذين يرون ان الحكام العرب والاستعمار هو السبب دون ان يفهموا ان الناس عندنا ورثاء القتل والسبي. انها الهمجية والبربرة مدفوعة من الاستعمار دون ان يدركوا بانفسهم اننا همج باكثر عنفا من هولاكو وجنكيز خان والا فكيف يحدث هذا القتل. وبالتالي يتفق السني والشيعي على اتهام الامريكيين على ان انهم المحرضون وهذا ما يقوله العرب ويطبلون به في صحفهم ويشمل هذا الصحف العربية التي تصدر في كندا واوربا فيزيدون النار الدفين في كندا وفوق ذلك فقد خلقوا ما يسمونه الاسلاموفوبيا هنا وهي من خيال الذين يحملون الفوبيات الاصيلة في دمائهم الموروثة. ليت هولاكا جديدا او جنكيزا جديدا او حجاجا جديدا او صداما جديدا يأتينا ليعلق المرعون الصدر واصحاب العمائم السود والبيض كما علقوا الحلاج على جسر بغداد.                                                                                                         

يقول بعض من تحدثت معهم من الاساتذة هنا ان المثقفين العرب يلامون لانهم هم السبب، وهم يفضلون مجيء الطالبنيين واصحاب شعار السيوف متبجحين بان في ايران 4 من رؤساء وزاراتها احياء يرزقون، انه التهافت دون ان يرى العمائم السود وورائهم جيوش من اصحاب السيوف يحرسونهم انى راحوا او جائوا. الواقع ان المثقفين الحقيقيين الذي يراهم هذا المثقف لا يستطيعون فتح افواههم اذ يتجنبون شق افواههم بالسكاكين كما حدث لنجيب محفوظ. ان اكثر المثقفين هنا حملوا في ادمغتهم الثقافات المجمدة بعبارات عفى عليها الزمن والكثير منهم من ينتمي الى البنلادية او الصدرية بقرارة ارواحهم وافكارهم. وهم ممن ينشدون الفتاوي في حل مشاكلهم الحديثة ومشددون بعقولهم بعبارات مجمدة كالاستعمار والعمالة والمؤامرة وكانهم يتقدمون الى الخلف. نحن دائما في الطريق الصحيح واننا الفاهمون واصحاب الحضارات واصحاب الانساب والاحساب استلمنا الحضارة من مورثات نقية ولو صحونا من عليائتنا لوجدنا اننا سلالات نساء سبين وبعن في اسواق النخاسة او ورثة بيوت الحريم. اما الآخرون كاهل كندا فهم  اباحيون، المرأة عندهم مومس وهم ابناء فواحش ولا يعرفون العفة كذابون وليس لديهم شيء اسمه العائلة. وهنا في تورونتو صحيفة تتلقى شهريا عشرين الف دولار متبنية مذهبا وعندما تتصفح صفحاتها تتصورها صادرة في الكوفة. وهناك خطباء في مساجد كندية سنية او شيعية ينبهون روادهم في ايام الجمع ان لا تنشروا اعلاناتكم في هذه الجريدة اوتلك لانها ضد المذهب او انها تنشر ما تنهى عنه الفتاوي فلا تجد الصحف الصادرة هنا من بد الا الانصياع للاوامر السماوية. وفي كندا ايضا صحف تنشر ما يهم الشارع القاهري السايكوباثي من هوايات طائشة والجريدة القاهرية حينما تنشر مقالها الناري للشارع هناك في عدد واحد فان الصحفي الشريف هنا ينشر المقال في ثلاثة اعداد وفي عناوين نارية معادة ثلاث مرات. هذه في كندا فكيف الامر في الصحف الصادرة القاهرة والخرطوم والسعودية.   

سمعت قول قائل يلهجة حماسية ان المستعمرين الانكليز تركوا البلدان في اوطأ حالة وانظر اليهم اليوم انهم في اعلى الاعالي ومن هذه الامثال الهند، الذي اود ان اقوله للقائل الكريم كنت انا في احدى كليات الهند دارسا فيها العلم زمن الانتقال من ما يسمى بالاستعمار القذر، كنت في  كلكتا في الهند شهر الاستقلال وعندما تركوها،  كانت الهند مليئة بالمعاهد العلمية وكان فيها ما لا يقل عن 100 جامعة من احدث الجامعات، يوم لم يكن في العراق جامعة واحدة بل كلية طب بغداد التي بقيت الاعلى بسبب الانكليز حين رفضها الوزراء العرب. اما الاساتذة في الهند فقد كان عدهم اكثر 1000 مرة من عدد تقننولوجيي مصر واهل ذاك الزمان من العرب. ان طفرة الهند ليست طفرة اليوم وكذلك كان الامر في كراجي فظهر من مخلفات الاستعمار الشاعر محمد اقبال ومحمد على جناح وآل بوتو ومنهم بنازير بوتو التي نمت في كلية للراهبات وليست في مدارس الظلام اصحاب اللحى المطلية بالحناء وهم الآن المسيطرون على الباكستان. في الهند عند رحيل الانجاس الانكليز كان مالا يقل عن مائة جامعة وآلاف الكيليات المتخصصة يوم لم يكن في بلاد العرب غير جامعة امريكية في الاسكندرية وجامعة امريكية في بيروت وكانتا شعلتان في الظلام عدا كليات الجزويت في بيروت في اعلى مستوياتها ولم تكن آنذاك جامعة واحدة في بغداد وربما كان هناك جامعة واحدة في دمشق تدرس العلوم بالعربية وطب ابن سينا الذي كان شعلة في زمانه لكن عفى عليه الزمن منذ قرون.

للاسف ان الكثير من اساتذة زماننا لا يقرأون خارطة التاريخ بعيونهم بل يتحدثون التعميم متمسكين على الاغلب بلغة لم تنل حظا من الانفتاح. واستشهد بعضهم بالديمقراطية الآن وكيف تزدهر بها كندا ناسيا او متناسيا ان الديموقراطية ليست ديموقراطية صناديق، بل اناس يفهمون لغة الحوار ولا يستخدمون النعل كما فعلوا باياد علاوي اول رئيس وزراء عراقي بعد التحرير، لم يتوانى الصدريون باللحاق به بهدف قبيح عندما كان يزور ضريح الحسين في النجف. وفي كندا  الكلاب الكندية اعلى معاملة  من اصحاب الرأي في الباكستان اذ يقتلون العباد في الكنائس والجوامع الشيعية. اننا نعيش الآن عصر بنلادن القديس والصدر نصف المؤله. الصحفيون الذين هم في اعلى قوائم الانفتاح يمارسون البنلادية والصدرية. انني اقرا الصحف العربية الصادرة في بلدان الرحمان واكثرهم  من خريجي جامعات الكوفيات والعقل السلكية العامرة حملة النقالات المتلفزة، حتى المنفتحون تجدهم يزيدون الحريق احتراقا في الشوارع وتجدهم ينفعلون انفعالا بسبب جملة قيلت على التلفزيون ولا يتحملونها،  فتبدأ مظاهرات الشوارع يقوم بها اناس يحملون اعواد كبريت في عقولهم فيحرقون المخازن والمنشآت متبئين لغة التخريب من القاهرة حتى الباكستان، والاكثر جنونا ان الكتاب ومنهم كاتب اختصاصة الفلسفة وهو شارد من بلده العربي تحميه بلاد الكفار يبدأ بالانتقاد دون ان يستطيع القول للحراقين والمخربين هذا ليس من العقل خوفا من الطرد من الجريدة العربية العالمية التي تصدر في لندن. يبدأون بسلاسل من المقالات تزيد النار سعيرا وكنت اكتب لهم عبر الانترنيت (ايها الكرام ان العقلاء يتحاورون اما الفجار فيحرقون ويخربون) كما فعل هولاكو. اقول لكم الحق ان كل فرد منا هولاكو حتي المثقفين بفقة ابن تيمية هم هولاكو هذا الزمن وعراقنا الحبيب الآن يسير في عصر هولاكوات وخانات تفجير الاسواق البريئة تحت اناشيد الرحمن. في مصر الحديثة كل واحد منا يعرف فتاوي ومقترفات الازهر بمصادرة كتاب (الخطاب والتأويل) للمفكر المصري المتحرر من دائرة ابن تيمية وغيره. انه نصر حامد أبو زيد الذي كفره الازهر، ثم طلقوه من زوجته وبين حين وآخر يحرقون كتبا بالتحريم.                                     

التاريخ الذي يقرأونه تاريخ صدئ وهو الان اكثر صدأ في عقول بعض الاساتذة العرب، ان قيام عصر التنوير في العصر العباسي لم يهبط عليهم من السماء. ولو قرأوا التاريخ بعقلانية حقيقية لشاهدوا ان عصر الراشدين والامويين لم يات بكتاب علمي واحد، وكل الكتب التي دونت ابتدعها طرفان متقاتلان، طرف يكيل الكيل له مدحا بالقناطير ويرمي العيوب والدنائة للآخر بالاطنان. اما الطرف الآخر فيكيل لنفسه ما قام به المقابل واكثرُ ثم يلطم وجه الآخر بكل القذارات والدنائات. حتى اصبح التاريخ تاريخ ثرثرة وبطيخ. في هذه الفترة اعاد التاريخ نفسه في اعلى انواع التشقق بالنقائض التي انعكست من دنيا ذاك الزمان ولم يسلم منها الشعر لسان العرب كما في (النقائض) في الشعر الذي كان بمثابة جرائد العرب التي كانت قبل ذلك تعلق على جدران (الكعبة). اشعار (النقائض) في ذاك العصر طالت الكبار والانساب وهي كثيرة في مادتها في التعيير والتعايب في الانساب القبلية منها (فغض الطرف انك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابأ) هذا التعايب لايزال قائما حتى في هذا الزمن. وليس هذا بالغريب الآن فان واحدا من هذه العقول المتخلفة يكتب كتابا هنا في تورونتو يصف فيه (عثمان الذي تستحي منه الملائكة) اليس هذا (عصر النقائض) انه الانعكاس لما حدث في عصري الراشديين والامويين هنا في تورونتو فكيف الامر في الناس هناك.                                                                 

احد اصحاب الكلام القي هنا في تورونتو خطبة حماسية دخلت افئدة من تجمدت ادمغتهم بالتاريخ المجمد في ثلاجات الكلمات المجمدة،  يقول انه لايؤمن بالحماسيات لكنه مارسها في كندا. اشاد بحضارة بابل وآشور لكنه  قال ان الحضارة العباسية سامقة واعلى من حضارة بابل وآشور دون ان يميز بين الزمنين، وجعل الحضارة العباسية نزلت نيزكا من السماء دون ان يدري او يتجاهل القول بان اهل العراق السريان هم الذين ترجموا مدونات الطب والقلسفة من اليونانية الى السريانية، وبقيت قائمة في المخلفات العلمية السريانية في العراق. وابرزها مدرسة جنديسابور الطبيه ومشفاها وكان معترفا به في العصر الفارسي، وعندما اوجد المنصور بغداد، كان اول ما قام به الاستعانة بالسريان فاستدعى جورجيس بن بختيشوع الى بغداد فبدأت اكبر حركة ترجمة من السريانية الى العربية، اما ترجمات الكتب السريانية فلم يشر لها، التي شكلت اكبر ديناميكية ترجمة حتى تاريخ ذاك الزمان. في بغداد ظهرت فترتان في ترسيخ الطب والفلسفة، هما فترة الترجمة من السريانية الى العربية التي بقيت شعاعا والفترة الثانية هي فترة الهضم والتاليف وهذه حركة اري من نتائج ابداعاتها ما استطيع ان اقول قيام (مدرسة بغداد الطبية في العصر العباسي) وهذه من تسميتي اذ سهى عن تشخيصها حتى الكتور كمال السامرائي في كتابة في تاريخ الطب العربي، تلك الحركة الديناميكية اولدت حقا (مدرسة بغداد الطبيةفي العصر العباسي).  وهي ديناميكية لم تقم حاضرة عربية بعدها حيث دهورها اصحاب بيوت الحريم والخصيان. اذ يعرف الدراسون ان بغداد في هذه الفترة كانت المنار وان الكتب التي ترجمت من السريانية احتكرتها تاريخيا بغداد فقط كما ان المصادر التي اعتمدها الاطباء العرب حتى الاندلس كانت كتبا من ترجمات واساتذة بغداد. كان ابو القاسم الزهراوي صاحب كتاب (التصريف لمن عجز عجز التأليف) في الاندلس، جراحا بحق في عصره وكان نتاجا لكتاب الفاضل المولد (بولص الاجنطي) وكانوا يسمونه في بغداد الفاضل وتعني في لغة ذاك الزمان الثقة. كان كتاب الفاضل (الاجنطي او الاجنيطي) مصدرا لبروز  ابو القاسم الزهراوي، اذ آخذ من موسوعته المترجمة في بغداد فصل الجراحة وابدع فيها، وقد ذكرته مرة في مقالي عندما كنت في ملحق (طب وعلوم) في (جريدة الجمهورية) اثر قيام الجراح الشهير برنارد باول زراعة قلب في انسان في العصر الحديث. رسوم الادوات الجراحية التي اوردها  (التصريف لمن عجز التأليف) نقلت الى ايطاليا واخذ بها بعض الزمن.  لهذا ينبغي عدم التبجح باننا اننا اننا.

وليس هذا فحسب ففي لبنان التي وصفها لي احدهم بانها دولة طوائف، متناسيا ان لبنان كان سويسرا الشرق، حيث الحرية للجميع حتى سباها عبد الناصر فحرض الشمال فحدثت الصدامات المجنونة ثم ادى ما ادي اليه اليوم حيث  القتال قائم باذن من الله. يقتلون الاحرار بالتفجيرات وبالطمع السوري في لبنان والدولارات الاحمدي نجادية في وقت تشيع البطالة في ايران بمباركات العمام السود. وقد القوا القبض مؤخرا على احد عملاء حزب الله في بغداد قيل عنه انه كان يتلقى 3 ملايين دولار شهريا فمن اين جاء بهذه الدولارات أطال الله عمر حكومة اصحاب العمائم السود في ايران. لبنان الذي وصفه احدهم بدولة الطوائف ناسيا دول الطوائف في الاندلس ومنهم المرابطون الموحدون الذين تقاتلوا بينهم من اجل الغنائم والسبي ثم انتجوا الكارثة التي نبكي عليها  بدموع حارقة. لبنان دولة الطوائف تناسوا فيها دور النخبة اللبنانية التي ايقضت دمشق والقاهرة من سبات المخدر العثماني. الحركة العلمية التي حدثت في لبنان في نهاية القرن الثامن عشر من فريق لبناني احدهم  نجم الثقافة بطرس البستاني 1818 الذي يعتبر حنين بن اسحق الثاني الذي رأس مدرسة الترجمة في العصر العباسي. بطرس البستاني الف معجم (المحيط) وهو اول قاموس في العربية محييا بها اللغة العربية التي تجمدت من عقول اصحاب العمائم في الازاهر، وانتج انسكلوبيديا (دار المعارف) وهي اول موسوعة في دنيا العرب. وليس البستاني وحدة هو الموقظ للفكر العربي المخدر بل مجموعة كبيرة منهم هم نتاج المدارس الحديثة آنذاك، وهي مدارس مسيحية في وقت كانت في دمشق الكتاتيب قائمة باحتكارية العثامنة وكانت المقروئات تعتمد تأبط شرا وصريع الغواني وابن ابي الكلام بالاظافة الى ماردده ابن تيمية ولا ننسى ما فعله الباشا الوالي العثماني في تعليق الاحرار في شوارع دمشق ومنهم عدد من اللبنانين الذي حملوا الفكر النير.

ولاننسنى مصر في عهد غير بعيد حين كانت الجرائد تدور في الاطار العثماني، انشأ سليم تقلا واخيه بشارة تقلا (جريدة الاهرام) التي لم يكن في زمانها حتى وريقة تقرأ الاخبار من المحيط الى الخليج بالشكل الحديث، الاخوان هبطا من لبنان الانفتاج الي مصر التي لم تستيقظ بعد، من سبات عصر كافور الاخشيدي عصر الحريم والخصيان. اليوم يذكرون اصحاب العقول المحنطة صاحبي العمامتين محمد عبدو وجمال الدين الافغاني فقط ولا يذكرون ولا يرون دور  جريدة  (الاهرام) كشعلة تنوير في الصحافة، كانت فوق كافة الجرائد في الوطن العربي ولم يكن هناك جرائد في المعنى الصحيح، حتى شرذمتها الناصرية ولم تعد اهراما كما كانت حرة لا اسيرة. اتذكرها منذ حداثتي وكنت اجد صعوبة في شرائها لان ذلك كان فوق طاقتي اذ كانت تصل البصرة بالسيارات والقطار وكنا نقرأها بعد اكثر من اسبوع. ولن يتذكروا دور دار (الهلال) التي اسسها جرجي زيدان النازح من لبنان 1882 فبقيت عامرة لاكثر من 100 عام وكنت اتابعها ايام نشأتي في مكتبة البصرة العامة الوحيدة، بما كان فيها من مقالات حديثة بالاظافة الى طباعتها الانيقة ومن ينسى من المثقفين المقتطف التي اصدرها الشوام  ويقصدون اللبنانيين، فعرف فيها القراء الدكتور شبلي شميّل 1885 لبناني من طلائعي النهضة العلمية العربية، خريج (الجامعة الأمريكية) في بيروت في الطب ثم استقر في القاهرة، وكان أول من أدخل نظرية داروين إلى العالم العربي ولم تكن الشام في حاجة لها، ولم يكن آنذاك ولا حتى الآن من يعرفها فهي كفر وهي من كتاباته في المقتطف ثم مؤلفه (فلسفة النشوء والارتقاء).  ومن المقتطف تعرف العالم العربي النائم بالتخدير العثماني على النجباء خليل مطران، ومترجم إينشتين الدكتور نقولا الحداد، والشاعر عادل الغضبان، والصحفي كريم ثابت و حبيب جاماتي، و إدجار جلاد مؤسس جريدة (جورنال ديجبت) الفرنسية في مصر في وقت كان فيه الازهر مشغولا بصدمات التقدم فيما يجب اصداره من فتاوي هل زرق (الانسولين) حرام ام حلال وماذا قال عنه ابن تيمية، ويسردون حتى الآن ما قاله وما لم يقله محمد عبدو وجمال الدين الافغاني وكانت دمشق لاتزال تعيش عاصمة للامويين. هذه هي لبنان التي ايقضت ديار النائمين هذه لبنان التي جعلوها الآن صومالا ثانيا.

لو نظر باحث اكاديمي عقلاني لوجد ان العقل في الشرق وقع في حالة تحجر لكثرة ما ضخ فيه من مقولات عفى عليها الزمان، مقولات صيغت خلال قرون ولاتزال الآن حية ترزق في الكثرة الكاثرة. لم يعد العقل عقلا والاصح القول ان الرؤوس غدت قحوفا عظمية مجوفة وما فيها ادمغة عصور حجرية محشية ببلاستيكات الماضي او طينا مفخورا مليئا بما قاله آباء الثرثرة وهي لاتزال قائمة في الكتب المعصفرة وفي الحوارات والجمل المتداولة الآن وهي مزدحمة باعلى انواع الفايروسات، اكثرها آت من التحجر الموروث القاتل ليس في الافراد بل المجتمعات القائمة الآن جسما لا عقلا، الصحون والاطباق والقدور والمقليات الفضائية اصبحت نفطا وكبريتا في افئدة الشباب فهناك الملايين من الشباب مستعد ان يفجر نفسه، بعضه من باب الوطنية غير المدروسة واكثره لنيل مكافئات الاخرة حيث تستقبلة 77 حورية في فنادق الدرجة العظمى في الآخرة مع فياغرا مجانية، حتى قيل ان ان حوريات الآخرة قد قل عددهن وان المتفجرين الاخيرين اصابتهم الخيبة لانهم وجدوا هناك سبعة اسرة عليها سبع حوريات لسن حوريات بل بعضهن عرجان وقل رصيد الفياغرا. كل ذلك بفعل الرقائق الدماغية التي يضعها في الادمغة جراحوا العمائم السود والبيض. الامية في الشرق العتيد لم تعد كما هي في مفهومنا الكلاسيكي بل انها امية جديدة يتولى نشرها اؤلئك الدكاترة اصحاب العقل والدشاديش المكواة بمكواة  تنتجها الشركت الامريكية وتباع في المولات السعودية. هؤلاء الدكاترة  خريجوا جامعات ام العمائم وغيرهم من حملة شهادات لا اله الله هولاء الآن هم المسيطرون على في التلفزيونات، تلفزيونات تحرم على المذيعة ابتسامتها الحوائية التي خلقها الله فيها لانها اغراء جنسي لاصحاب الكوفيات والعقل.

عرفنا ان الذي لا يقرأ ولا يكتب اميا او امية، وفي شرقنا بالاظافة الى هذه الامية فان االكثرة الكاثرة من الشباب مبرمجين بشظايا دماغية لا عقلانية مسمومة بسبب الامية الحديثة التي نعانيها، انها امية القرن الحادي والعشرين التي تجعل حتى من الاساتذة الهابطون في هذه الديار حيث اكثر مصاب بوباء الثرثرة والعليائية التاريخية اذ نسرد التاريخ كما سرده اصحاب العمائم واللحى، كنت في حديث مع مثقف هنا اجابني ان الحمامات اوجدناها نحن في الاندلس دون ان يعي ان الحمامات ورثها التاريخ من الرومان. وواحد قال لي نحن الهابطون هنا وهو لاعب دومينه مزمن في مقهى لحشاشي الشيشة، قال لي لدينا الان عددا من حاملي جائزة نوبل اثنين ولو استخدم جزءا من عقله ودرس الامر لوجد ان الاثنين حاملي جائزة نوبل لو كانا في مصر لما كانا من حملة جائزة نوبل.   

ولو تتبع المرء ما جرى منذ التخلص من صدام لوجد ان الاعاصير التي هبت على العراق نشترك نحن العراقيين اولا قبل غيرنا فنحن في 99% منا نعيش عصور الماضي بسبب تيبس حجيرات الدماغ، عالمنا تصومل وتافغن والان قد تعرقن فيه العراق اما لبنان الانفتاح فهو الآخر قد تلبنن يقتل الواحد اخيه باشارة من الاستعمار ولازلنا نعتبر صدام شيخا واماما فاضلا الآن تلقاه 77 حورية في الجنان. اتذكر يوما اقيم معرض دولي هنا زرته عندما كنت اعمل لراديو كندا الدولي وفي الجناح الاسرائيلي احضروا بعيرا في ركن من اركان جناحهم وكان في احسن حال في وقت يستنكف السعوديون من عرض بعيرا واحد لهم في اي ركن في العالم لانهم الآن بسبب النفوط يمتطون سيارات البونتيك الفارهة المكندشة ونساءهم يدر في المولات ملتحفات وهم لايزالون يعتبرون ابوال البعران دواء تشفية من كل الامراض حتى السرطان وهذا ماينشر في صحف السعودية في القرن الحادي والعشرين وفي ابحاث جامعاتهم. (لقد قتلتنا النحن).                                                                           

نحن نحن نحن ليت هذه العبارة التي نمجد بها انفسنا تمحى من اللغة العربية. اننا نعيش عصر التشرذم الثقافي يقول جماعة فوكوياما انه صراع بين الحضارات، انه في الواقع صدام بين الحداثة والجهالة، عالم يعيش متطلعا الى كل ماهو مستقبلي، وعالم يسير به الزمن الى امام وهو يتطلع الى الخلف. وبعضهم يرى انه العنصر الاسمى اصلا وفصلا لو تطلعوا الى التاريخ لوجدوا ان هولاء الذين يتمنطقون بهذه العبارات لم يكونوا الا احفاد مسبيات بعن في اسواق النخاسة. انهم يتحدثون عن التاريخ والتاريخ عندهم شوربة عدس وبطيخ.                                                                                                                       توما شماني – تورونتو                                                                                                                                عضو اتحاد المؤرخين العرب