معول تحطيمنا نمسكه بأيدينا
العديد من الاسئلة في الذهن. عن ما يجعل امتنا وشعبنا ووطننا يظل مستعبدا ويبقى رازحا ً تحت نير المحتل. قد يمكننا تفهم اسباب بعضها، وقد يستعصي علينا ادراك بعض الاسباب الاخرى.
المراقب لشعبنا يتلمس فيه حب الوطن والاعتزاز به. بالامس عمت البهجة والفرح الغامر قلوب ابناء شعب الرافدين بعد فوز منتخب العراق الرائع بكرة القدم واحتلاله الصدارة في مجموعته ضمن تصفيات كأس أمم اسيا.
تجلت مظاهر هذا الفرح من خلال خروج ابناء العراق الى الشوارع في بغداد والمحافظات والاهازيج تصدح من حناجرهم متحدين بذلك الاخطار والارهاب والسيارات المفخخة. كان تعبيرا عن فرحهم ورفعهم اعلام العراق عفوياً وبدون تحريض من أي جهة. اختلط ابناء الوطن الواحد وتلاحمت قلوبهم وامتزجت اهازيجهم. لا يحس ولم يحس المراقب للأمور وجود أي فوارق سواء أكانت طائفية او مذهبية او عرقية او قومية. الكل ملأت قلوبهم البهجة. الكل هلهلَ الكل غمرتهم الفرحة.
كان ما جرى بحق صدمة لاعداء الشعب والوطن، كان بمثابة رسالة لكل الحاقدين على هذا الشعب المغلوب على امره. هذا الشعب الجريح الذي يعاني من الجور ويقاس في كل يوم وكل ساعة من المرارة، ويعيش في ظل ظروف لا تحتمل، ويكابد ويأن تحت وطأة المحتل والارهاب.
حقا هذا الشعب تجلت فيه مظاهر التلاحم والتآزر. شعب ليس هو من يعمل على فرقته. ولكن اعدائه هم من يزرع الفتنة والفرقة، ويعمل جاهداً لتحطيم هذا الشعب المحب المتلاحم المرتبط بمصير واحد في كافة تشكيلاته وتنوعه الطائفي والمذهبي.
ولكن بعد كل هذه المظاهر والمشاعر الصادقة. هل ندرك او يدرك غالبية ابناء شعبنا إننا نساعد الاعداء في تحطيمنا؟ وبدون ان ندرك ذلك من خلال العمل الغير واعي والانانية المفرطة.
وهنا سأتناول جانب مهم وحيوي نسعى من خلاله وبدون ان نعي الى تحطيم تقدم وطننا وتطوره . وهذا يتأتى من خلال تفاصيل مصالحنا الشخصية والانية على مصلحة الوطن والشعب.
نرى العديد من ابناء هذا الشعب يسعى للنجاح والفوز بالغش والخداع والاحتيال وما الى ذلك من السبل والوسائل. وهنا اتحدث عن ظاهرة تسريب أسئلة الامتحانات الوزارية للصفوف المنتهية. والتي حصلت وبشكل فاضح وعمت معظم مناطق العراق ومدارسه.
السؤال هو : من الذي وقف وراء ذلك ؟ ومن هو المستفيد من ذلك ؟
الجواب هو : على الجميع ان يدرك ان الأيادي الخفية التي تعمل على تخريب وتحطيم وتجزئة هذا الوطن الواحد في وبكل تأكيد من عمل وخطط ونفذ ذلك.
اما من هو المستفيد الجواب بالتأكيد هم الأعداء أنفسهم.
وذلك من خلال تدمير العلم والتقدم ولو سألنا كيف يحصل ذلك؟ سنجيب انه من خلال الغش والمكر والاعتماد على الاحتيال والنجاح المزور واحتلال المراكز المتقدمة من قبل غير مستحقيها. اضافة الى تحطيم معنويات المجدين والمستحقين. كل ذلك يساهم في تدمير العلم وجر الشعب الى طريق التأخر و السقوط العلمي والاخلاقي والابقاء على هذا الوطن يرزح تحت نير المحتل وبعض مرتزقته واعوانه.
الخلاصة : السنا نحن من يمسك معول تحطيمنا بأيدينا؟ ألسنا نحن او اغلبيتنا نساعد ونسهل الامور لأعدائنا لتنفيذ مخططاتهم اللعينة؟ وذلك من أجل انانيتنا ومصالحنا الشخصية والانية. سؤال اطرحه وعليكم مناقشته...........
جمال جرجيس لاسو
القوش
