المحرر موضوع: رد على تصريحات غبطة البطريرك  (زيارة 1754 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل sargon22

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
    • مشاهدة الملف الشخصي
ردا" على تصريحات غبطة البطريرك زكا الأول عيواص
وقراءة تاريخية تصحيحية
استهجن الكثير من أبناء شعبنا الآشوري ( سريان - كلدان ) وعلى الأخص طائفة السريان الأرثوذكس من التصريحات التي أدلى بها غبطة البطريرك زكا عيواص لصحيفة النهار البيروتية بتاريخ 12 حزيران 2005 تحت عنوان ( الإسلام والمسيحية تكامل تاريخي في بناء الحضارة العربية ...... ) واستعرض بما معناه نحن شعب عربي واحد ودمهم يجري في عروقنا , وان المسيح عربي سوري ....... .
نحن في المنظمة الآثورية الديمقراطية / تيار الإصلاح / نستغرب من حدة الحساسية التي أبداها شعبنا تجاه غبطة البطريرك وتصريحاته من حيث أنها ليست بجديدة لغبطته , فقد عبر عنها مرارا" وكذلك غيره من البطاركة ورجال الدين المشارقة . ان حقيقة الاستهجان لا تكمن من منظورنا عند غبطة البطريرك زكا عيواص وتصريحاته , إنها تكمن حقيقة بمعضلة هذا الشرق بكل مكوناته ( التاريخية – العقائدية – السياسية والاجتماعية والثقافية ) والتي لم تخضع الى الشفافية والحقيقة العلمية والإنسانية ,وان دقة الظروف الراهنة لها الدور الأساسي لأي حراك ( سياسي – ديني – مجتمعي ) . ولاستجلاء هذه الحقيقة لا بد من العودة قليلا" والتذكير بما آلت إليه أوضاع الشعوب والأقليات اليوم في المنطقة من جراء سياسات لم تنظر إلى حقوق جميع المكونات ( قومية ودينية ) ولأكثر من قرن إلا من زاوية المصالح الاستعمارية وأنظمة الحكم وإيديولوجياتها .
يقول الباحث جورج قرم : إن علاقات السيطرة والتبعية ( القوة ) هي التي كانت تتحكم بتعايش المجتمعات أقليات وطوائف , وان الأقليات المسيحية في ديار الإسلام هي التي ستكون في أكثر الأحيان أشد تنغيصا" أكثر من اليهود بحكم الصراع على النفوذ الذي سينشب مرارا" وتكرارا" بين الغرب المسيحي والدول الإسلامية ( من الصليبيين – الانتدابات الاستعمارية ...... ) ولن مسيحي الشرق لا يشعر بالارتباط بأمة بالمعنى الحديث للكلمة في ظل الحكم العثماني حتى في ظل الانتداب السياسي الأوروبي حيث كان ولاءه الأوحد للكنيسة – الأمة – وكان يعيش باطمئنان في حمى طائفته , كان قبل كل شيء وفي الأساس والجوهر مسيحيا" تابعا" لطقس معين / أرثوذوكسي – كاثوليكي / وما كان يعترف برباطه الإقليمي ( كسوري أو لبناني أو عراقي أو فلسطيني ..... ) مفهوم الأمة والقومية كان معلقا" رغم مظاهر التمايز ( لغة – تراث – ثقافة ... ) مثل مسلمي الشرق / سني – شيعي / لا يشعر إلا بالارتباط بأمة إسلامية لها شعائرها .
إن عدم استطاعة الأديان أن تعبر عن حضاريتها في عصرنا هذا وفي زمن صراع المجتمعات والتيارات السياسية والقومية من قيادة المجتمع تلجأ إلى أخذ التاريخ الحضاري القديم للشعوب القومية والتظاهر بها ونسبها لهم حتى لو كان على حساب الشعوب المسلوب منها هويتها والمنكرة عليها .
وان أنظمة الحكم العربية عبر توجهاتها القومية كانت أسوء من العثمانيين في العصر الحديث عبر حكمهم الطويل للمنطقة اذا استثنينا فترة الحرب العالمية الأولى 1914-1918 حيث كانت سياستها تجاه القوميات والطوائف الدينية تبقي على النزعه المحافظة خصوصا" لدى البطاركة , هذه النزعة حذر من خطرها أبان عهد الاستقلال والمساومة عليها من قبل دول الانتداب بالتضحية بها مقابل ولاء الأنظمة الجديدة لها , هذه النزعة المحافظة للبطاركة التي كانت مفيدة وضرورية ومحتمة في زمن الاستبداد التركي أصبحت تتنافى مع نظام الحكم السياسي على أساس الاستقلال الذاتي والتوجه القومي العربي .
حيث انتقل المجتمع من وضعية الرعية إلى حالة المواطنية ( خصوصا" لدى الأقليات في عهد الاستعمار الأوروبي وتشكل الدول المستقلة ) حيث حولت الأقليات من رعايا أجانب في عهد العثمانيين إلى رعايا عرب في دولة الانتداب وما بعدها ( الدولة المستقلة ) والتي كان من المفترض أن تعمل هذه الدول بأنظمتها الجديدة على تكثيف البحوث التاريخية والاجتماعية في مشكلة الأقليات ومعضلة الطائفية للتعرف على أسبابها ونشوئها وتشكلها التاريخي والاجتماعي الذي ترافق عبر التاريخ , لحل هذه الإشكالية الوطنية لئلا تتحول ظاهرة الأقليات إلى ورقة ضغط ابتزازية في يد الدول الغربية ووسائطها في الداخل .
ولم يتم الانهيار النهائي للإمبراطورية العثمانية بلا آلام ومذابح كما حدث للآشوريين والأرمن , لم تخرج القوميات من النفق المظلم بعد فشل ( سيفر لوزان  باريس  سايكس بيكو ) تلك المعاهدات التي أتت على حقوقهم ولم تأتي على تحقيقها لأن لعبة الأمم ومصالحها في وراثة الإمبراطورية العثمانية اقتضت أعطاء الشرعية لمن يحقق الولاء والتبعية لها , وبالتالي ما أعقب ذلك من دول مستقلة أثبتت عجزها المأساوي بنظامها الطائفي التقليدي من تحرير الأقليات ان باتجاه – الانصهار والاندماج .
                       - إعادة تكوين قومياته القابلة للحياة .
ويضيف أيضا" السيد قرم عن مأساة المسيحية الشرقية : بأنها ضحية اضطهاد دائم , تكمن في أنها عانت من المهانة أكثر مما عانت من العنف والتنكيل وساومت أكثر مما حاربت وفاوضت أكثر مما قاست وأخيرا" انصاعت وانثنت أكثر مما نزفت .
لا يتسع المجال هنا لذكر تاريخ الآشوريين ومن تمايزهم وتماسكهم القومي في الحفاظ على تلك الخصوصية والهوية القومية عبر تاريخ حافل بالمعاناة والتقهقر التدريجي في الوجود والحفاظ على هذا الوجود والذي لمسوه من جميع الشعوب التي وفدت على المنطقة من فرس ورومان وعرب وتتار وعثمانيين وأكراد وفرنجة وغيرهم .
وان كان قدر المنطقة أن ينتهي الشعب الآشوري بأن يحكم من قبل العرب ثانية" بعد التتار والعثمانيين والدول الاستعمارية الأوربية فليس لدينا ما نعيب نحن الآشوريين عليه من جراء ذلك , ان لنا مع الأخوة العرب تاريخ طويل من التعايش , والتلاقح والتداخل الثقافي والفكري والاندماج الاجتماعي والاقتصادي تاريخا" طويل ولا ننكر بذلك مقومات الحفاظ على خصوصية مكوناتها تلك لكليهما من ( الدينية – الثقافية – الفكرية واللغة والتراث والتقاليد ... )
يقول الباحث الآشوري فتح الله جرجس المحامي : ليس هناك اضطهاد أعظم من سلب الفرد هويته القومية والعمل على إذابته عنصريا" , وابتلاع الأعراق والقوميات بهدف القضاء على مقوماتها في الدفاع عن حقوقها إن كانت باسم العروبة أو التتريك أو التكريد أو التفرس , ان هذه إساءة إلى القيم والمبادئ الإنسانية , كثيرون حاولوا التفريق بين المكونات القومية للشعب الآشوري ( سريان كلدان ) وتفكيك وحدتهم والإنكار عليهم حق الادعاء القومي , ومن اعتبارهم طوائف مسيحية فقط , والواقع التاريخي والأثنو جرافي واللغوي يلغي هذا التفريق ويعيب عليه , إن الآشوريين لديهم تراث فكري وحضاري إنساني مكتوب يربط ويتواصل ( ماضيها بحاضرها ) .
إن سياسات الإلغاء والإلحاق والتضليل التي مورست وبشكل منظم على الآشوريين والإنكار عليهم هويتهم كانت وما زالت السبب في خلق حلة التذمر تجاه هذه السياسات ومن يقف وراءها وليس تجاه العنصر العربي بمفهومه المجتمعي والإنساني , إن تلك السياسات بممارساتها المجحفة لم تطال القوميات في حقوقها وانما كافة المكونات بحرياتها على أقل تقدير, فالفكر الناصري والذي تطابق مع الفكر البعثي في الدفاع عن العروبة منم المحيط الى الخليج وعبر منظومة شعب واحد فكر واحد نظام واحد , وكذلك القومية السورية من البحر إلى الخليج ( سورية الكبرى ) من المشروع الهاشمي في عهدة الانكليز إلى سعادة بعهدة الألمان ومن ثم أنظمة الحكم العزوبية التي مارست سياسات اقصائية بحق الأقليات والطوائف وتحت شعارات ( مناهضة الطائفية والعشائرية والحركات الشعوبية والانعزالية ...... ) . والمؤسف ان هذه التيارات السياسية كان للقوميات والطوائف المسيحية حضورا" أساسيا" فيها من التأسيس إلى البنى القاعدية والقيادية والتي كان لها دورا" تحريضيا" لا يستثنى في تخوين قومياتهم وطوائفهم ومحاربتها وإلحاق الضرر بها على المستوى الوطني وتجنبوا باقي المكونات وكان ذلك جليا" في الجزيرة السورية والعراق ولبنان .
يقول الكاتب والمحلل السياسي أبرم شابيرا : إن عقدة الخوف من السياسة لدى الآشوريين تولدت نتيجة الاستبداد السياسي والقومي والثقافي والديني والنفسي المتراكم ( فعلا" وزمنا" ) لدرجة الترهيب والترغيب .
ان سياسة فرض الوقائع ( تاريخية – قومية – ثقافية .... ) هي سياسة منافية للفكر الإنساني والشرع الدولي , لم تكن مقبولة في المواثيق الدولية سابقا" حتى تقبل اليوم , إن تلك السياسات التي ألقت بظلالها على أبناء القوميات والطوائف وبطريقة انتقائية جورا" وعسفا" شديدين , جعلتهم ينظرون بعين الشك والريبة من أصحاب تلك السياسات في صيغ التعايش والمواطنة والوئام والسلام التي تفرضها المصلحة الوطنية في وحدتها مع حفظ الخصوصيات والتعددية والتساوي في الحقوق والواجبات دون تمييز .
إن وقائع اليوم ترفض منطق الرعايا ( شرعا" – إنسانيا" – حقوقيا" ) يستنهض بمن عانوا من وطأة السيطرة والإلحاق والحرمان من أمنها وكرامتها وحريتها , والمؤسف لتجد مع هذا المتغير أن يظهر من يحاول أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء وخصوصا" من أبناء هذه الأقليات بالعزف القديم وبنطق الدونية من أنهم رعايا – علوج عوضا" عن الدفاع عن خاصتهم كمواطنين متساويين مع الآخرين دون تمايز ( عرقي – ديني ) .
نحن الآشوريون لا نقبل بالسياسات الشوفينية من إلغاء وتهميش وصهر نرفضها لأنفسنا كما نرفضها لغيرنا , شجبنا أعمالها وأفكارها في خطابنا السياسي والديني رفضناها عن أخوتنا في الجولان وفلسطين والبلقان واندونيسيا وأينما تظهر هذه السياسة التي يندب لها جبين الإنسانية جمعاء أي" كان معتقدها وعرقها .
وفيما يخص التداخل القومي بالديني في حياة شعوب الشرق , فله مبلغا" عظيما" من عوامل الصهر والاندماج حيث كان من المستحيل على من يغير دينه دون أن يغير قوميته , ومن أن الشعوب على دين حكامها , كما حدث للآشوريين جنوب العراق ( البصرة ..... الكوفة ..... وغيرها ) وأهل سورية من دمشق حتى حلب وغيرها لم يتبق من آشوريتهم من المقومات شيئا" سوى أسماء مدنهم وقراهم .
إن مفكري علم الاجتماع اليوم يقرون أن الأديان التي حررت الإنسان من الأوهام والخرافات كان لها بصماتها التي لا تمحى في تحرير الإنسان وفكره , أما اليوم تحول الإيمان الديني إلى صيغة جامدة متحجرة لا حركة فيها ولا حياة لها وأصبح كل دين ذا صفتين تبتعدان عن جوهره الأولى مادية ( لإضفاء  الشرعية والنفوذ ) . والثانية سياسية : ( مسيرة بحكم وقائع جغرافية وسياسية وثقافية تمليها النزعة الفردية لا وقائع شعوبها ) .وبذا خسرت الأديان فعاليتها في حياة الناس كافة وان رجال الدين في أغلب البلدان والبيئات هم من اللذين حملتهم الحياة العصرية المعقدة على انتهاج           ( سياسة دينية ) تحفظ لهم خط رجعة في معترك الصراع الدنيوي , فتفقدهم بالتالي كل إيمان صحيح وعمل خير ومنفعة الناس وكيف يفكر بالخير من جعل الدين نفسه سياسة يحافظ بها على قوته وسلطانه والعكس صحيح فيمن اتخذها خيرا" في منفعة وحماية شعوبهم فهناك رجال دين دافعوا بكل ثبات لنصرة شعوبهم المظلومة والمقهورة وكان هذا التلازم في الدفاع عن الوجود ذو وجهين ( قومي  وبالتالي ديني ) والعكس صحيح , فكما تبين ان الاجتثاث الديني للشعوب ذات العقيدة المسيحية يعني اجتثاثا" قوميا" ( فلا عقيدة مسيحية بدون شعب مسيحي ) . فالشهيد البطريرك مار بنيامين شمعون ذهب ضحية موافقه الرافضة للمساومة على قضية شعبه وكذلك المطران يوحانون دولباني ومواقفة المشرفة في الدفاع ومساندة شعبة وبلسمة آلامه ومشرديه من جراء المجازر وحملات التطهير التي قام بها العثمانيين والأكراد إبان الحرب العالمية الأولى . وهناك شواهد كثيرة لرجال الدين ( أي دين ) لا تحصى في كافة بقاع العالم في هذا المضمار سلبا" أوايجابا" وتاريخ الشعوب لا يحفظ إلا مكانة المخلصين ,  وللأخوة الأرمن باع قديم في هذا المجال كما يقول الأب ميسيريان  أنه ذهب بهم الحال أي الأرمن إلى سحب اعترافهم بالصفة القومية الأرمينية عن كل من  يعتنق مذهب جديد وهناك تجربة القبارصة اليونان المتمثلة بمواقف المطران مكاريوس والمطران كبوشي الذي تعرض غالى النفي والاعتقال على خلفية الدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني . وكذلك في أمريكا اللاتينية وما سمي ( لاهوت التحرير ) الذي قاده رجالات الدين في التحرر من أنظمة الحكم المركبة من قبل الامبريالية العالمية .
تقول وزارة الخارجية البريطانية 1860 م عن مسيحيي تركيا والشرق الأدنى : أن السلطات المسيحية أو الرؤساء الروحيين وأحبار الكنيسة هم أكثر جشعا" ونهما" , وأشد طغيانا" واستبدادا" في دائرتهم الصغيرة من الموظفين الأتراك في دائرة أوسع , ويرتكب الأساقفة والمطارنة من أفعال الاضطهاد والطمع بحق أتباعهم ما لو أرتكبه الأتراك لثارت ثائرة جميع أنصار المسيحيين , وان للسكان المسيحيين من دوافع الشكوى من جور رجال دينهم وأحبار كنيستهم أكثر بكثير مما لديهم من دوافع الشكوى من جور الأتراك .وهذا القول مردود عليه من قبل الكاتب الآشوري جرجس فتح الله المحامي إذ يقول : إن الآشوريين ( سريان - كلدان ) خاضوا ويخوضون كفاحا" مريرا" لإخراج طموحاتهم السياسية والقومية من الطوق الديني , واعتقد أنهم نجحوا في ذلك فبعد أن كانت الحماسة القومية للآشوريين تقاس ( سابقا" ) بمدى تعلقهم ببيعتهم ورجال دينهم , وبعد أن كان هؤلاء ( رجال الدين ) حملة مشاعل الطموح القومي والدفاع عنه , انعكست اليوم فصار ولاء رجل الدين القومي يقاس بمدى تعاونه مع الهيئات والأحزاب السياسية والدينية وإيمانه بأهدافها التي تدافع عن وجود وهوية أبناء كنيستهم .
نحن هنا لا نكفر أحدا" أو ندين تحديدا" أحد وانطلاقا" من مبادئنا ومنطلقاتنا الفكرية نسلم بأن العقائد الدينية لا تسمح لأحد أن يناقش أو يحرف أو ينقد مبادئها الدينية السماوية المقدسة والتي لا جدال عليها . وان القائمين على الشعائر الدينية منهم من يخطئ ومنهم من يصيب , فنحن عندما نعارض رجال الدين ليس معنى ذلك أننا ضد الدين كما يحاول البعض أن يفسر من ( المغرضين واللذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر ) نحن نوقر رجال الدين لأنهم يمثلون ويجسدون مبادئ دينية سمحاء , لكن عندما يتسترون وراء هذه المبادئ لتحقيق أغراض سياسية تأتي بنتائج سلبية وسيئة بحق شعبهم واللعب بمصيره , عندها يحق لكل السياسيين والشرفاء من كل حدب وصوب أن يظهروا إرادتهم وآرائهم لصحة أو خطأ الموقف والرأي بحقهم , فلا يستطيع أحد مصادرة حق الشعب الآشوري في الدفاع عن هويته وانتمائه وحتى عقيدته الدينية .
إن المناخ العاصف على المنطقة وما يمليه من متغيرات تتدرج تحت مسميات ( ديمقراطية – إصلاحية – استحقاقات ..... ) لها أبعادها السياسية ومؤثراتها الأقليمية أيجابا" أو سلبا" على حياة الشعوب والأنظمة , تحث بالولوج لمرحلة انعطافية هي قديمة جديدة تستدعي الوقوف عند فواصل مقومات البقاء واستحقاقاتها .
في هذا التوقيت تتفاجىء الأواسط الآشورية ومن احدى المكونات الأساسية لتركيبتها القومية , اذ يعلن غبطة البطريرك عمانوئيل دلي راعي الكنيسة الكلدانية مطالبا" ( جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق ) بتاريخ 7 حزيران2005 الاعتراف بالقومية الكلدانية كقومية ثالثة في العراق , وعلى وجه السرعة وبعد خمسة أيام وبتاريخ 12حزيران يصرح غبطة البطريرك زكا عيواص راعي كنيسة إنطاكية وسائر المشرق للسريان الارثوذوكس إننا شعب عربي .......  ووقفت الجماهير الآشورية إزاء هذه التصريحات ومفارقاتها من الحيرة والاستغراب شأنا"
1-   كنيسة الكلدان وعبر راعيها ومن بغداد ( العراق الجديد ) تطالب بهوية قومية كلدانية وهي ذات التوجهات الدينية وميولها الغربية منذ منتصف القرن السادس عشر بانشقاقها عن كنيسة المشرق الآشورية .
2-   كنيسة السريان الأرثوذكس وبنزعتها المشرقية المحافظة ومن دمشق تعلن عن عروبة شعبها .
هذه الأستفهامات تثير تساؤلات نتمنى من سيادة البطاركة الإجابة عنها لاطلاع أتباعهم على حقيقة الأمور ومجرياتها لكي لا تشط بعيدا" في تقديراتها وثقتها برعاة كنيستهم .
إن الهوية القومية ليست ملك للسلطات الدينية إنها تخص الشعب الآشوري بكل مرجعياته السياسية والدينية  والمجتمعية المستقلة , وان هذه الكنائس على تعددها تشكل تكامل وحدوي قومي كهوية ( الكنيسة الكلدانية – الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والكاثوليكية – الكنيسة الشرقية الآشورية بفرعيها – الكنيسة المارونية وغيرها ) لا يمتلكون الحق بتعريف كنائسهم بهويتها القومية منفردين , فإطلاق أي تسمية له شأن قومي سياسي لما له من منعكس على باقي الكنائس كونها من أرومة قومية واحدة , فيما تبقى ..... فمن حق كل راعي لكنيسته حرية توجهاتها الدينية والتعليمية والثقافية وعلاقاتها ومجالها الحيوي الذي تستشيط  به .
إن تناحرنا على موضوع الأخذ بأي تسمية صالحة لشعبنا من هذه التسميات القومية ( الكلدانية – السريانية – الآشورية ) قد وضعتنا في متاهة ومعضلة ولم نخرج من هذه التسميات التي نفتخر بها جميعا" عنوانا" لوحدتنا توافقا" لنقبل بالعروبة ونحن بذلك لا نتحامل على العرب والعروبة فكما العربي لا يقبل أن تفرض عليه هوية غريبة كأن يصبح هنديا" – باكستانيا" – انكليزيا" هذا حق طبيعي , فكذلك الآشوري لن يقبل بفرض هوية عربية عليه رغم احترامه لها ودفاعه عنها وإخلاصه لها ضمن واجباته الوطنية .
من هنا نريد أن نقف عند بعض النقاط التي أدلى بها غبطة البطريرك زكا لصحيفة النهار لأنها تثير بعض الأستفهامات وتحتاج إلى كثير من التوضيح ليقبل السريان بعروبتهم .
·   معظم نصارى مكة واليمن ونجران من السريان :
إذا سلمنا بأن أهل شبه الجزيرة العربية هم من المسيحيين العرب لا السريان نتساءل كيف تم اجتثاث الدين المسيحي وأين ذهبت أديرتهم ومورثوهم من ذوي القربة بالدم الواحد الذي يجري في عروقهم .
·   أهل سوريا والعراق كذلك...... اضطهدوا من قبل الفرس والرمان البيزنطيين ...... والمجامع الخلقدونية 451م نتيجة لدعواتهم التحررية والوعي القومي الذي دب في صفوفهم كان وراء محاولة إبادتهم ونفيهم ..... في سوريا الطبيعية :
نسأل غبطة البطريرك عن هذا الوعي القومي الذي ظهر في تلك الحقبة وتحديد هويته القومية لا الجغرافية ولماذا هذا التعويم بعدم ذكر هوية الشعوب كخصوصية للتعريف بها قبل الإسلام والاكتفاء بذكر انتمائها الجغرافي فقط .
·   يعتبر الموطن الأصلي للشعب العربي المسيحي والمسلم شبه الجزيرة العربية ... ومنها خرجت جماعات إلى العراق وسوريا وسائر الهلال الخصيب .
إذا يقصد غبطته الهجرات السامية القديمة فيقول جورج قرم : الغرب التزم الفصل عبر مدارسه التاريخية , من فصل شعوب المنطقة عن حضارته وهويته وذلك بوضع عناوين انفصالية ( ساميين – شرق أدنى – هلال خصيب – سورية الطبيعية ... ) أسماء هلامية لمنح قسري لهوية مبهمة . فالنظرية السامية والهجرات السامية والقومية العربية والتي قيل أنها أتت مع من سموا بالنهضويين والمشروع النهضوي ( وكان رواده من المسيحيين والمسلمين ) هو صنيع الغرب الأوروبي لإيجاد بديل شرعي يورثون من خلاله الرجل المريض ( الإمبراطورية العثمانية ) وهذا ما تحقق لهم من وراء هذه الذرائع . وقد أكد كبار المؤرخين أن نظرية الهجرات السامية من شبه الجزيرة العربية هي أضعف النظريات لما توصل إليه علم الأركولوجية حيث أثبت أن البؤر الاستيطانية الأولى لحضارة وادي النيل وبلاد ما بين النهرين أعمق بكثير وموغلة بالقدم أكثر من أرض الجزيرة العربية وأنك لتجد اليوم كثيرون ممن يفندون هذه الأحادية في قراءة التاريخ ويعربون عن أن مصر ليست عربية ومن أنه قد جاءها العرب غزاة مع الإسلام من أمثال السيد قمني وغيره وإذا عدنا بالتاريخ إلى الوراء فنجد المؤرخ ابن خلدون بعد أن جاب وادي النيل وما بين النهرين , أرخ ( أنه أينما يحل العرب يحل الخراب والدمار واتهم مثل غيره ببربريته مثلما فعلوا مع طارق بن زياد فاتح الأندلس عندما شجب استبداد القادة المسلمين وجيوشهم بحق مواطنيه
·   ابتدأت النهضة العلمية العربية في عهد الأمويين ..... والعباسيين من 632 إلى 1258 بسقوط الدولة العباسية على أيدي التتار .
يقول المفكر نيقولا زيادة أن النهضة الحضارية لا تتشكل ببضع عشرات السنين أو حتى قرون ويقول فيليب حتي ( للسريان الفضل في يقظة العرب عامة , ونهضتهم الفكرية في بغداد زمن العباسيين , ما لم يكن مثله لأمة واحدة سواهم , تلك النهضة الفكرية التي غدت ولا تزال معجزة العصر الإسلامي القديم ) .
ان عبارة للسريان دورهم في يقظة العرب ..... ولم يكن لأمة سواهم ...... ألا يعبر ذلك على أنهم أمة حقيقية تجري في عروقها دماء آشوريتها , والتاريخ لا يكتب بجريرة القلم على القرطاس انه تزييف للتاريخ , فمنطق السيطرة والاستعلاء والقوة لا يخلق تواريخ .
·   قدم المغول 1258 م  ..... أحرقوا المكتبات والأديرة والمخطوطات الثمينة ..... ليس خسارة فادحة للحضارة العربية بل أيضا" للحضارة الإنسانية .
ماذا نستطيع أن نفسر حرق موروث الشرق ( مكتبة الإسكندرية ) حيث أوعز عمر بن الخطاب الخليفة الراشد إلى عمر بن العاص بإحراقها عن بكرة أبيها .
·   عانق الهلال الإنجيل .......... الدين لله والوطن للجميع ........ توطيد الوحدة الوطنية ...... التخلص من الاحتلال الأجنبي ...... ذادوا عن حياض الوطن مسلمون ومسيحيون في خندق واحد..... دمهم  يجري في عروقنا  فنحن شعب عربي واحد .
إنها مفاهيم سامية ولا نقول عنها شعارات ونقدر لغبطة البطريرك دعوته لتوطيد الوحدة الوطنية والدفاع عن حياض الوطن وحماية حضارته وشعبه وأرضه وسمائه وله الثبات بالموقف تجاه ذلك وليس غبطته بحاجة الى شهادة من أحد في ذلك , كما لا يستطيع أحد أن يزاود على الآشوريين ( سريان – كلدان ) بهذا المجال فهم الأقدم على هذه الأرض ومن دافع عنها وأغناها حضارة" وعلما" وفكرا" ليس لشعوب المنطقة التي تنعمت معه وأصبحت شريكة" له بالحياة عليها وإنما للإنسانية جمعاء .
نتساءل هنا هل إن قبل الآشوريون بعروبتهم سيقبل العرب المسلمون بهم من حيث أنه لهم تاريخين :
-   تاريخ إسلامي قديم ( بمرجعيته  ) لا يعترف بأن هناك شيء أسمه العرب قبل الإسلام , فالتاريخ العربي هو تاريخ إسلامي بالضرورة وكل ما بعده هو ( أموي – عباسي – فتح عثماني .... ) وما الدعوات الأخرى               / التاريخ القومي الحديث إلا صنيع /.
-   تاريخ قومي حديث وضعت أسسه من قبل ما سمي بحركة النهضة القومية العربية من مسيحيين ومسلمين متغربين في فترة الصراع الأوروبي العثماني في المنطقة فالتاريخين لا يقبلا بالتعددية الطائفية بأشكالها                   / دينية قومية أثنية عرقية / إلا ضمن مفهوم الإلحاق والتبعية العروبية متجاهلين حتى النصوص القرآنية التي تقر بالتعددية وإنهم لا يأتون على ذكرها إلا تبريرا" لا حقا" ( يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا" وقبائل لتعارفوا ..... إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا" ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ....) هؤلاء واضعي المناهج التعليمية وإرساء ثقافة المجتمع على أساس حفظ التاريخ ومكوناته البشرية , فتجد وبأبسط مثال عندما يستعرضون ..... أجدادنا العرب القدماء .... هجرات سامية من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد ما بين النهرين ووادي النيل وسواحل المتوسط من .... سومريين أكاديين آشوريين فراعنة كنعانيين فينيقيين ..... ويتوقف التاريخ في المناهج عند الميلاد ولبدأ مجددا" مع مطلع القرن السابع الميلادي أو القرن الأول الهجري , و أين تاريخ شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام كمنهاج تعليم وأين تاريخ الكوفة والبصرة ودمشق وحماة وحلب  وتواريخهم قبل الإسلام . حتى في التاريخ الحديث وقبل أربع سنوات تكرر مشهد يحكم بالمطلق على كل من يحاول حجب الحقيقة واجلائها في ديار بكر استقدم الأب يوسف أقبولت راعي احدى الكنائس السريانية الأرثوذكسية في تركيا للمحاكمة بعد توقيفه لفترة بدعوى إثارة ما يشبه فتنة عندما صرح معلنا" مسؤولية الأتراك العثمانيين في القيام بمذبحة جماعية بحق أبناء شعبه 1914-1918 حقيقة" لم يقف أبناء جلدته وكنيسته تلك الوقفة التي تتناسب وحجم الحدث وفظاعته وما سببه من مأساة يعاني منها الشعب الآشوري و من نتائجها الكارثية حتى اليوم كان السبب بعدم ظهور هذا الموقف إلى الطوق المضروب عربيا" على السلطات ( دينية وسياسية ) لوجهة عدم خلق إشكالية بين دول مجاورة ونحن نقول إذا كان الدم العربي يجري في العروق أين هي العروبة ( شعوب وحكومات ) من حرب الإبادة بحق الآشوريين والتي ذهب ضحيتها ما يقارب النصف مليون 1914- 1918 ما عدا الأرمن على يد الأكراد والأتراك , أمام حدث كهذا ان الأمة العربية من المحيط إلى الخليج وعبر صراعها مع القوى الخارجية والعدوان الإسرائيلي لم تضحي بنصف ما ذهب ضحيته من الآشوريين بتلك الأعوام الأربعة مستثنين من ذلك من شردوا وهجروا من وطنهم وتفريغه , وأين هم من مجزرة سيميل التي ذهب ضحيتها أكثر من أربعة آلاف مواطن عام 1933 م حيث اعتبرت أبشع جريمة في العراق الحديث واتخذت تاريخا" للاستبداد العسكري الظالم في العراق بحق شعبه هذه المجزرة التي نفذتها الحكومة العراقية المتمثلة بالعرب والأكراد وبإشراف انكليزي ... إن مناهج التعليم العربية تدرس حادثة قتل فرد على حمامة / حادثة دنشواي / إبان الحكم الانكليزي لها وقعها ..... أين العرب من حوادث الجزيرة السورية وتفريغ الآشوريين من منطقة عامودا معقلهم وإرهابهم في وضح النهار عام 1937 م أين العرب من أخوتهم في المهجر والمنافي يعانون الانصهار في مجتمعات غريبة عنهم يحلمون ويموتون على ذكرى وطن لم يستطع أن يحقق أمنهم ويحافظ على كرامتهم وهويتهم أين العرب من الدفاع عن أخوانهم الآشوريين ورفع الغبن عنهم حتى ولو إعلاميا" إن الآشوريون ومنذ القرون الأولى للميلاد اتخذوا العقيدة المسيحية دينا" وجابوا الأرض شرقا" وغربا" شمالا" وجنوبا" لنشر التعاليم المسيحية مرفقة" بثقافتها الموغلة بالقدم ( لغة" – تراثا" .... ) كان لها هويتها رغم فقدانها السلطة ككيان سياسي إلا أنها كانت حافظة لتلك الهوية رغم انقسامها إلى شطرين
-   الكنيسة السريانية / الآشورية / المشرقية تتبع الفرس
-   الكنيسة السريانية /الآشورية / تابعة روما والبيزنطيين ولأكثر من سبعمائة عام من حكمهم لم يصبح شعبنا لا فارسيا" ولا رومانيا" بيزنطيا" رغم اشتراكه معهم بالعقيدة الدينية , وعندما قدم الإسلام إلى المنطقة وحكمهم لها أكثر من /500/ عام وليأتي من بعدهم التتار المغول ومن ثم العثمانيين وغيرهم ولأكثر من / 700 / عام لم يصبح شعبنا لا عربيا" ولا تتريا" ولا عثمانيا" لكنه أصبح منهكا" من سياسات وحركات الشعوب وغزواتها التي طالت وطنه بيث نهرين وأصبح مثقلا" بالانشقاقات الطائفية الدينية والمذهبية خدمة" لمصالح الدخلاء على المنطقة .
-   ثم ما لأهمية والضرورة للعقيدة المسيحية وتعاليمها من قومية المسيح اليوم ؟ إن كونه كما جاء ليس يهودياً فهو لم يكن رومانياً ولا فارسياً ولا عربياً لأنه كما يقول غبطة البطريرك : (( إن المسيح ما تكلم سوى اللغة السريانية وان أهل بيته كانوا يتكلمون بها حتى سيدتانا مريم العذراء وأن الأناجيل كتبت بها وهي الحاضنة لكنائسنا بتراثها الليتورجي الطقسي والثقافي الذي حفظه لنا آباؤنا عبر التاريخ )) . أما عن كونه سورياً فمقهوم سوريا التاريخي يعني الآشوريين شعباً ( هوية قومية ) . فكما يقول رينان وتوينبي أن ( ASSYRIAN) أو سوريا ( أسيريان ) هو اللفظ اللاتيني الدقيق للشعب الآشوري . ونسأل أخيراً هل إشكالية هوية السيد المسيح هي من إشكالية تسمية الشعب الآشوري اليوم ؟
نحن على يقين من هذا التوجه بالتعميم على هوية ( السريان ..... عروبتهم ) له من الأسباب الخارجية من التأكيد بالمطلق ونجزم أنه لا يوجد من الأسباب الداخلية لكنائسنا وشعبنا ( الدينيين والسياسيين ) أي مؤشر بذلك نحن نكن احتراما" مسبوقا" لكافة رجالات الدين  وعلى كافة المستويات ولمواقفهم الوطنية في التعبير وإخلاص الشعب الآشوري لأوطانهم , وقد تلمسنا ذلك عند غبطة البطريرك زكا عيواص لا لحقيقة مشاعره وأحاسيسه الصادقة تجاه أبناء كنيسته ( السريانية الأرثوذوكسية ) فقط وإنما تجاه كل المكونات الدينية والقومية على المستوى القومي والوطني والإقليمي والدولي , ناهيك عنا نحن في المنظمة الآثورية الديمقراطية من خلال قيامه بدور فعال ومسئول في إظهار حقيقة التوجه والحرص الوطني البعيد عن أي سياسة مشبوهة تستهدف الوطن سورية أرضا" وشعبا" ونظاما" عندما تعرضت كوادر المنظمة إلى الاعتقال السياسي عام 1986 .
نحن الآشوريين ( مسيحيين مشارقة ) حافظنا على عقيدتنا الدينية تلك من خلال هوية شعبنا الآشوري في الدفاع والحفاظ عليها ورفعنا لواءها عاليا" رغم كل المظالم والعذابات التي لحقت به من جراء ذلك , إلا أنه بقي صمدا" معتدا" بنفسه ( والعكس صحيح ) حافظنا على هويتنا القومية من خلال عقيدتنا الدينية / كنائس ورجال دين / لغة" وتراثا" حضاري فكريا" ثقافيا" علمي وتقاليد .... من بابل إلى آشور إلى الرها ونصيبين وأنطاكيا رغم تاريخ مدمى بالاضطهادات والألم .
فما الضير عندما يظهر أي رجل دين آشوري ومن أي مذهب يجاهر عبر أي منبر ( ديني – إعلامي ) على خلفية هويته القومية وبشك عفوي من ناحية كونها حقيقة تاريخية وعندما نفتخر بهويتنا لا يضعنا ذلك خارج موقع الاحترام للهويات القومية الأخرى , لأن قيمنا الفكرية والثقافية والدينية والقومية تفرض علينا ذلك قبل الواجب الوطني فتاريخ شعبنا خير شاهد على ذلك , ومن الإجحاف الإنساني والحقوقي طمس هويات الشعوب عبر سياسة انسلابية ملأها الذوبان بالآخر وانسلاخه قوميا" ودينيا" وثقافيا" , ومن المفجع والكارثي أن تجد أبناء تلك القوميات على مختلف المستويات من يتبنى هذه السياسات ليس فكرا" بل ممارسة" بحق هويتنا , عوضا" عن المطالبة بالحرية لها وصونها .
المنظمة الآثورية الديمقراطية
                                                                                                    تيار الإصلاح
12/6/6755آ
12/9/2005 م