المحرر موضوع: الشهيد الدكتور فيليب -ابو بيشوي -  (زيارة 855 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل wepmike

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 45
    • مشاهدة الملف الشخصي

اقوى موقع إخبارى مسحيى
الموقع نفتوح للجميع إلى حين
نرجو التسجيل



لسبب لا يعلمه ألا الله اضطررت للذهاب إلي قسم الطوارئ في مستشفي قريب لمكان سكن صديق في احد دول الكفر. وبالطبع ممكن أن تتخيلوا لو كنتم في مصر مبارك ستجدوا في المستشفي بائعي اللب الإفرنجي و غزل البنات الأشقر و المغات الأحمر اللي معمول بشحم الخنزير و الشاي الأخضر من فصيلة الملوخية وغيره من سماسرة الدم و الاعضاء و سماسرة الشقق المفروشة والغريبة كلهم يتكلموا إنجليزي وفرنساوي وسعودي .

وجدت بالدليل العملي الواقعي ما هي النظافة و النظام وماذا تعني كلمة المعاملة كبشر. شيء محزن وكدت ابكي من شدة تأثري من رؤية المؤمنين ( المسلمين ) يستسلمون إلي ملائكة الرحمة من الكفار والأطباء اليهود. يخففون ألامهم وهم في نظر مرضاهم كفار وجب عليهم قتلهم. ما علينا بسبب حاله الغم كانت مسيطرة علي تفكيري وإحساسي بأن العمل القبطي لا أمل منه ولا أمل فيه ولا رجاء في تحقيق أي إتحاد. وأفكر جديا أنني كنت فعلا مجنون أحلم أنه سيأتي اليوم الذي تتوحد فيه كلمة وصف الأقباط.

ومن شدة وغمرة الألم و الحزن بعد قراءة مقال الأستاذ الميري لم ألحظ وجود رئيس قسم الطوارئ ذو اللهجة الصعيدية وانتبهت علي صوته يقول أهلا بالأستاذ جورج المصري الكاتب الوطني الغيور فقلت له نعم أنا جورج أنما حكاية كاتب دي مشكوك فيها أنما وطني وغيور علي وطني فهذه شهادة اعتز بها و أحيا لها .
بعد لحظة قلت للدكتور...أسف أنا لم أتعرف علي حضرتك يا دكتور ؟ قال أنا الدكتور ع . ح رئيس قسم الحالات المستعصية. وقال ليه لا سمح الله يا أستاذ جورج بتقول انك مش كاتب ولا حاجة. يا راجل أنت بتخليني أشعر أن فيه حد بيقول كل اللي في قلبي ونفسي أقوله من زمان.

قلت له بصراحة يا دكتور انا يأست من أخواتي العاملين في العمل القبطي مفيش حد بيطيق أخوه وعلي طول مختلفين وكل واحد صح و كل أخواته غلط مفيش واحد يبل ريق أخوة ويشجعه ولو بكلمة . وكل يوم الواحد يصدم في علم من أعلام الأقباط وينهار في نظري والمشكلة انه ينهار ويهدم أخواته معاه ومن اليوم قررت أن انفض يدي من موضوع الكتابة في أي موضوع يهم أو يخص القضية القبطية.

فقال الدكتور ع. ح طيب من فضلك أسمعني الأول وبعدها قرر أن كنت تكف عن الكتابة أو عن الدفاع عن أخواتك الأقباط. فقلت له نعم أتفضل أنني مصغي أليك إلي أن يأتي دوري في الكشف.

قال الدكتور ع . ح في زيارتي الأخيرة لأحد الشخصيات الهامة أثناء مرضه طلب مني وبإلحاح أن أقدم شهادتي للعالم علي ما قدمه ألأقباط من شهداء في العصر الحديث.

فقلت له يا دكتور متي حدثت تلك الإحداث؟ فقال في أوائل عام 1993. من 1993 إلي يومنا هذا لم يذكر ما قدمه شهداء الأقباط ؟

منذ سنوات ليست بالبعيدة بدأ عصر استشهاد الأطباء و الصيادلة الأقباط في أسيوط. بسبب رسوخ الفكر الوهابي الاخونجي الذي زرعة السادات في عقول أولادة المتطرفين واعتني به نماه نائبة وتلميذة العبقري الذي صار ابرع منه الملقب بالرئيس حسني مبارك. وقال الدكتور ع.ح كنا نتساقط يوميا لدرجة أنني كنت أودع زوجتي و أطفالي أعانقهم كل يوم قبل أن أذهب للعمل وكأنه أخر يوم سأراهم فيه.

يا عزيزي قررت الهجرة بعد أن سقط 26 طبيب وصيدلي شهداء خلال 3 شهور ومنهم صديقي الحبيب الدكتور فيليب.

كان المتطرفين المسلمين يتربصون للأطباء المسيحيين في الطريق فقررنا ان تغير سيارتنا ونذهب بالموصلات العامة او نغير سيارة كل يوم. وفي يوم بعد أن قرر صديقي فيليب ان يقوم هو بتوصيلي من البيت و الي العيادة و العكس وفي يوم دخل إلي الممرض في غرفة الكشف بورقة مكتوب عليها لقد أستشهد الدكتور فيليب أطلقوا عليه 3 رصاصات قسمت نصف رأسه ومات شهيدا منذ ساعتين.

بكيت من أعماق قلبي حزنا علية ولم أتمالك نفسي من أن أحزن حزنا عميق عليه وعلي أبنه بيشوي الطفل الرضيع و علي زوجته الشابة.

في بداية عملي عملت في المناطق النائية وأثناءها تعرفت علي قس شاب توطدت بيننا الاخوه و الصداقة وكان هذا الكاهن صديقا مقربا لي جدا ومن كثرة إحساسي بالآسي و الحزن لم أقبل التعزية في صديقي فوزي ولم يستطيع أحد حتى صديقي القس أن يثنيني عن شعوري بهذا الحزن وعدم التعزية. وأصبحت أرفع يدي نحو السماء متسائلا لماذا يا ألهي تنظر هذا الظلم وتتركنا بلا حماية و تتركنا نموت و يشرد أبنائنا من بعدنا.

في يوم الأربعين نزلت زوجته مرتدية ملابس بيضاء تحمل في يدها أبنها بيشوي وقالت لنا لقد زارها زوجها فيليب ومكث معها يومين وقال لها لا تحزني أنا في مكان لا يخطر لك علي بال و لم تره عين ولم تسمع به أذن. فتعزي ولا تحزنني لانه بشهادتي صرت في الفردوس منتظرا للقيامة الاخيره من ربنا يسوع المسيح. أطلب منك أن تحافظي علي أبننا بيشوي وتعتني به.

أخواتي أبناء مصر الأقباط من أجل أن ألبي طلب الدكتور ع. ح سأواصل عملي من أجل مصر وحرية المواطن المصري عامة و المواطن القبطي خاصة بعد أن أرسل لي الرب الإشارة بعدم التراجع من أجل سيرة شهداءنا الأقباط الإبطال منذ بداية التاريخ أوعدكم بمتابعة العمل باجتهاد وبكل قوة حتى الحق بكم في فردوس النعيم.

 إلي أخواتي الأقباط انتظروا بقية مقابلتي مع الدكتور ع. ح ليعيد علي مسامعنا تفاصيل هذه المذبحة الاخوانجية التي حصدت أبناء الأقباط من الأطباء و الصيادلة في مدينتنا العريقة معقل القبطية و الرجولة معقل التاريخ محافظه أسيوط.

شهداء الأقباط فخر لنا لأنهم حملوا أسمي معاني الشهادة من أجل أسم الله و من حقهم علينا أن نفتخر بهم.