المحرر موضوع: الدليل الموسع لأعلام حضارة ما بين النهرين الجزء الثالث  (زيارة 859 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Nabil Maruvge

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 47
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الدليل الموسع لأعلام

حضارة ما بين النهرين

الجزء الثالث

نبيل مروكي

تأليف عزيز احي

 

وهكذا تخلت الحكومة العثمانية المسلمة عن واجبها الوطني المتمثل بالدفاع عن رعاياها واعطت الحق للدول الاجنبية لقاء تحقيق مكاسب معينة كانت تحصل عليها من هذه الدول مما ادى الى وقوع السريان ابناء الامة الاشورية البابلية الارامية تحت رحمة السياسات الاجنبية والمصالح الانانية للسلاطين العثمانيين ولقمة سهلة للنهب والسلب من قيبل الشيوخ والبيكاوات الاكراد والاتراك
وقد لجأ بعض المبشرين الى نشر الفتن وتأليب الاكراد ضد المسيحيين الذين لا يقبلون بمذهبهم الديني ، فأنقسم السريان الشرقيين وكذلك السريان الغربيون والسريان الملكيون وانقسمت الامة الى ملل ومنذ تلك الفترة حاولت كل ملة ان تنفرد بتسميتها الخاصة دينيا حتى ان هذه التسميات اخذت اتجاها قوميا خاصا
واستمر السريان يعانون من الاضطهاد والمذابح عام 1885 م نهاية القرن التاسع عشر تقريبا وبالاخص خلال الحرب العالمية الاولى حيث عانى احفاد الاشوريين من سريان شرقيين وغربيين بشكل خاص الامرين وقد بلغ عدد القتلى والضحايا في طورعابدين وحيكاري اكثر من 100000 مائة الف هاموا على وجوههم خارج الوطن خوفا من الاضطهاد وهربا من الظلم فقد وصلت قوافل المهاجرين الى سنجار مشيا على الاقدام بالاضافة الى هجرات السريان الاشوريين الى فلسطين ولبنان والامريكيتين وروسيا ومصرواليونان وفرنسا والهند ونزوح فئة اخرى الى سوريا والعراق بعد رسم الحدود في الفترة الاخيرة ، تاركين ورائهم مناطق عيشهم وسكناهم باحثين عن لقمة الخبز بعد تشردهم ونهب ممتلكاتهم وارزاقهم
وبعد ان اوقفت الحرب العالمية الاولى اوزارها انتشى الحلفاء من خمرة النصر مقسمين تركة الرجل المريض فيما بينهم وجاءت معاهدة سيفر عام 1920 م وتلتها معاهدة لوزان عام 1924 م لتنص على حقوق الامة الاشورية والتاكيد على قضية الشعب الاشوري بكامله الا ان هذه الامور والمعاهدات بقيت حبرا على ورق بعد تشكيل اللجنة البلجيكية الهنغارية الاسوجية عام 1925 م التي وافقت على ضم الموصل الى العراق لقاء حكم ذاتي اشوري متعاون مع العراق وابقاء حيكاري ضمن السلطة التركية واعادة سكانها والمحافظة على ممتلكاتهم
فمواطن الاشوريين تم تقسيمها بين عدة دول حديثة النشوء وفصلت بينها حدود سياسية ، وقد ساهم الحلفاء مساهمة كبيرة فيما بعد مع حكومة الملك العراق في تنفيذ مأسي عام 1932م التي ادت الى ارتكاب مجازر لا انسانية بحق الشعب الاشوري في العراق لتنعقد بعدئذ جلسة لعصبة الامم المتحدة في جنيف وتغرم العراق بغرامة مالية ولينزح قسم اخر من الاشوريين مرة اخرى ولكن هذه المرة الى الخابور في الجزيرة السورية ، وقد عانى الاشوريين السريان مرة اخرى من هجرة جديدة الى اوربا وامريكا والبرازيل واستراليا ولبنان وغيرها وما زالوا متشتتين في كل اصقاع المعمورة كما شتتهم المذاهب الدينية الى اشلاء متناثرة وان كانت قد بؽA