المحرر موضوع: المظاهرات وحدها لاتكفي لحقن دماء المسيحيين  (زيارة 758 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جاك يوسف الهوزي

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1114
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
جميل جدا ان نرى ابناء شعبنا المسيحي في الخارج يندفعون بشكل عفوي الى شوارع المدن الكبيره ليعلنون عن غضبهم واحتجاجهم لما يتعرض له اخوانهم في العراق من ابادة واهانات، وهي علامة واضحه على وحدة هذا الشعب ومصيره المشترك.
من محاسن هذه المظاهران، ان ابناء شعبنا ساروا جنبا الى جنب تاركين خلافاتهم المذهبيه والقوميه جانبا لعلمهم بان الخطر يهدد وجودهم ،لانهم جميعا يسيرون على درب واحد هو درب المسيح الذي من اجل اسمه  يذبح اخوانهم ويشردون من العراق، فالارهابيون والتكفيريون وعصابات الموت لايميزون بين المسيحي والمسيحي الاخر اكان كلدانيا، اشوريا، سريانيا ام ارمنيا.
اذن، مافشلت فيه احزابنا السياسيه والقوميه وحتى الكنيسه، وهو لم شمل ابناء شعبنا، نجحت فيه هذه المظاهرات. ورغم دعوة شخصيات سياسيه ودينيه الناس للمشاركه في هذه المظاهرات،الا انها لم تكن لتنجح لولا الشعور العالي بالمسؤوليه للمسيحي العراقي وغيرته على دينه وامته.
ويعلم كل من شارك في هذه المظاهرات بانها لايمكن ان تغير من الواقع المؤلم بشئ، الاانها بمثابة صرخة موجهه الى الضمير العالمي الذي يغض الطرف دوما عن صرخات المستضعفين ولايوقضه سوى الصوت القوي والمدوي.
مثل هذا الصوت القوي لايمكن ان ياتي من مظاهرة هنا او اخرى هناك، قد يتعاطف معها لكنه يبقى مجرد تعاطف وكلام لتخدير المشاعر من منظمات خيريه او جهات انسانيه.
يعرف بعض الذين يعيشون في الخارج بان الحكومات الغربيه لاتاخذ بمذكرة تسلم الى شخص مسؤول بعد مظاهرة ما  اذا كان مضمون المذكره لايتعلق باحداث تجري داخل اراضيها ، وانما تبني رؤيتها وفق تقارير وزارة الخارجيه التي تعتمد على سفاراتها او اشخاص معينين يرسلون لهذا الغرض، وللاسف فان تقارير السفارات تتحدث عن الوضع بصورة عامه، كلها تتحدث عن عراق تمزقه الصراعات الداخليه بين الفئات المختلفه والتفجيرات التي تحصد ارواح الجميع دون استثناء، لذلك لااحد يعير اهتماما خاصا لمعاناة المسيحيين الذين اصبحوا صيدا سهلا للجميع في ظل انعدام الامن .
هنا ياتي دور ممثلي المسيحيين في الداخل من برلمانيين ووزراء ومسؤولي الاحزاب ورؤساء الكنائس، عليهم ان يقدموا مذكره مشتركه شديدة اللهجه للحكومه العراقيه يحملونها فيها مسؤوليتها الاخلاقيه في حماية الاقليه المسيحيه لانهم مواطنون عراقيون وليسوا بضاعة مستورده، ومذكرة اخرى الى جميع السفارات العامله في العراق والجهات المؤثره والمنظمات الدوليه يوضحون فيها مايجري من ابادة للمسيحيين ويطالبونها بالتدخل لحمايتهم ومطالبة حكوماتهم ايجاد حلول للهاربين منهم الى الخارج، الصلوات والدعوات والمظاهرات مفيده ولكنهاوحدها لاتكفي، لابد من عمل مؤثر من داخل العراق.

جاك يوسف الهوزي