المحرر موضوع: في وادي السليكون.. المليونيرات لا يشعرون بأنهم أثرياء  (زيارة 800 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sabah Yalda

  • الاداري الذهبي
  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 32867
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي


في وادي السليكون.. المليونيرات لا يشعرون بأنهم أثرياء

2% من العوائل الأميركية تمتلك ملايين الدولارات





توني برباجالوا، 44 عاما في بيتِه بكاليفورنيا، استطاع خلال العقدين الماضيين جَمعَ 3.6 مليون دولار وهو رغم حظه السعيد يشعر بالَقْلق كغيره من الأميركيين من التكلفةِ المُرتَفِعةِ للرعاية الصحيةِ وضغوطِ تَوفير أموالِ أكثرِ للتقاعد («نيويورك تايمز»)
 
مينلو بارك (كاليفورنيا): غاري ريفيلن *
وفق أي تعريف، باستثناء تعريفه هو وربما تعريف جيرانه هنا في وادي السليكون، حقق هال ستيغر ما يريد. وستيغر (51 عاما)، وهو ممثل كرنفال، أودع ما يزيد على مليوني دولار في مصرف. والبيت الذي تبلغ قيمته 1.3 مليون دولار، الذي يمتلكه هو وزوجته والواقع في مكان مطل على المحيط الهادي مدفوع الثمن. ولدى الزوجين مبلغ صاف من المال يصل الى حوالي 3.5 مليون دولار مما يضعهما ضمن فئة الاثنين في المائة من العوائل في الولايات المتحدة. غير ان ستيغر يواصل كل يوم عمله في ما يسميه زميل له «مناجم الملح في وادي السليكون»، حيث هو مدير تسويق لشركة تكنولوجيا، وما يزال يكافح من اجل تحقيق هدفه الكبير. وفي معظم الصباحات يمكن رؤيته عند منضدته بحلول الساعة السابعة. وهو يعمل لمدة 12 ساعة في اليوم عادة ويضيف 10 ساعات أخرى في عطلة نهاية الأسبوع.
ويقول ستيغر «أعرف ان اشخاصا ينظرون من الخارج سيسألون لماذا يواصل شخص مثلي عمله على هذا النحو الشاق. ولكن ملايين قليلة ليست الآن كما كانت في السابق من حيث القيمة. ربما في السبعينات تعني الملايين القليلة نمط حياة شخص غني ومشهور، يعيش في بيت كبير. لكن الأمر لم يعد على هذا النحو».

و«وادي السليكون» مليء بأولئك ممن يمكن أن نسميهم مليونيريي الطبقة العاملة، ممن يعملون بدأب مثل ستيغر، وما زالوا يعملون بذلك الدأب. وحياتهم غنية بالفرص، وهم يستمتعون بوظائفهم على العموم. وهم محصنون ضد القلق والمتاعب التي تصيب معظم الناس الذين يعيشون مثل الفقراء.

ولكن الكثير من أمثال هؤلاء الأفراد الطموحين من نخبة العصر الرقمي ما زالوا لا يفكرون بأنفسهم باعتبارهم أثرياء على نحو خاص، جزئيا لأنهم محاطون بأشخاص يمتلكون ثروة أكبر.

وعادة ما يدفع للمدراء التنفيذيين عشرات الملايين من الدولارات سنويا، ويمكن لمدير صندوق ان يحصل على مليار دولار سنويا، فان اولئك الذين يحصلون على عدد قليل من ملايين الدولارات غالبا ما يرون ثروتهم ضئيلة، وهو انعكاس لمكانتهم المتواضعة في العصر الذهبي، حيث مئات الألوف من الأشخاص يراكمون ثروات أكبر بكثير. وقال غاري كريمن (43 عاما)، وهو مؤسس (ماتش دوت كوم)، وهي شركة معروفة لخدمات المواعيد، ان «كل واحد هنا ينظر الى الناس الذين هم أعلى منه. الأمر مثلما في الوول ستريت، حيث يوجد كل هؤلاء الاشخاص الذين يمتلك كل واحد منهم سبعة ملايين دولار ويتساءلون عما هو خاص بالنسبة لهم عندما يكون هناك جميع الأشخاص الذين لديهم مئات الملايين من الدولارات».

وقدر كيرمن صافي امواله بعشرة ملايين دولار. وهذا يضعه في النصف الأعلى من نسبة الواحد في المائة بين الأميركيين وفقا لمعطيات عن الثروة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ولكن بالكاد بين كبار الأثرياء في مدن مثل بالو ألتو ومينلو بارك وأثرتون. ولهذا فانه يعمل لمدة تتراوح بين 60 الى 80 ساعة اسبوعيا لأنه لا يعتقد، حسب قوله، بأن لديه ما يكفي من المال حتى يشعر بالارتياح.

وقال كيرمين «أنت لا شيء هنا ما لم يكن لديك 10 ملايين دولار». ومن الطبيعي أنه ليس كل شخص هنا يشاطره هذا الرأي. ولم تعد سيليستي بارانسكي، المهندسة البالغة 49 عاما، والتي تمتلك ما يقرب من خمسة ملايين دولار، والتي تعيش مع زوجها في مينلو بارك، تشعر بالقلق بشأن تخصيص أموال لدراسة طفليهما في الكلية. ومنذ وقت طويل توقفت عن القلق بشان موازنة المال الذي لديها. وعندما أدى بها العمل لمدة 18 ساعة في اليوم وهي تدير قسما للهندسة فيه 1200 من العاملين الى الشعور بالارهاق والفراغ، غادرت وأعطت لنفسها اجازة لمدة 12 شهرا. غير انها شأن مليونيريي الطبقة العاملة الآخرين في وادي السليكون لديها قلق بشأن مستقبلها المالي. فقد عادت بارانسكي، التي كانت تمتلك ما يقرب من 200 مليون دولار قبل انهيار سوق التكنولوجيا، الى العمل في مارس (آذار) الماضي.

وسوية مع شريكين أسست شركة للبرامج الإلكترونية تحت اسم فيتامين دي، واستقالت بسبب الليالي المؤرقة وحالات التوتر والإجهاد التي كانت بانتظارها. واعترفت قائلة «أسأل نفسي طيلة الوقت: لماذا افعل هذا؟». وقالت إن العمل منذ بداياته دائما يمنح حماسا قويا. لكنها وزوجها البالغ من العمر 62 سنة استنتجا أن عليها أن تلتزم به إن هما أرادا الاستمرار في الحياة التي ظلا يستمتعان بها هنا.

وتوصل الزوجان في الفترة الأخيرة إلى اتفاق يسمح للسيدة بارانسكي لخمسة أعوام على الأقل من أجل تلبية حاجياتهم الأساسية. وقال ديفيد هتيغ مخطط العقارات في مينلو بارك والذي قدم استشارات لأثرياء من وادي السليكون خلال عدة عقود: «الناس هنا لا يشعرون بالأمان إن كانوا يمتلكون فقط مليونين أو ثلاثة ملايين دولار».

والكثير من أصحاب الملايين المتواضعين يشعرون هنا بالذنب أحيانا بسبب توفر قدر كبير من النقد تحت أيديهم. وتلعب الموهبة دورا مهما في النجاح المالي لكن ذلك يتطلب اختيار الوقت والمكان المناسبين. قالت مارلين هولاند السيكولوجية من مينلو بارك والتي تقدم استشارات لنخبة وادي السليكون منذ 25 سنة: «هم يدركون أنهم إن اضطروا للانتقال إلى مكتب آخر فإن الأمور ستسير بطريقة مختلفة تماما».

وهذا هو الفرق الكبير ما بين أصحاب الملايين العاملين وأصحاب المليارات الذين يعدون الأغنى في الولايات المتحدة والذين يعدون أنفسهم أعمدة المجتمع وهم يستحقون الحصول على مئات الملايين من الدولارات بل المليارات التي هي في حوزتهم الآن.

قال المهندس بروس كارش، 51 سنة، والذي يقدر صافي ما يمتلكه ما بين مليونين وأربع ملايين دولار: «الكثير من الأموال تأتي بطريقة عرضية. الأفراد لا يخططون كي يصبحوا أصحاب المليارات مسبقا».

وتعتبر بارانسكي واحدة منهم. فهي ابنة استاذ جامعي توفي حينما كانت في سن الثانية عشرة وتركت امها كي تربي ثلاثة أطفال، وبدأت دراستها من أجل أن تصبح موسيقية. لكن المخاوف من الدين دفعها كي تحول دراستها نحو الهندسة حيث تمكنت من الحصول على ماجستير في الهندسة الالكترونية. قالت: «أنا أسأل نفسي دائما هل استحق ما حصلت عليه؟ لكنك تشعر بأنك لا تستحق لأن المال الذي في حوزتك كثير جدا». لكنها ليست الوحيدة التي تسأل نفسها أسئلة من هذا النوع، فهولاند قالت إنها تعمل عادة مع أصحاب الملايين الذين يرون أنهم كوفئوا بطريقة أفضل بكثير من آخرين مثل المدرسين الذين يسهمون بطريقة أكبر منهم.

وجاء الحظ السعيد لبارانسكي حينما حلت على عمل كرئيسة مهندسين في هاندسبرينغ وهو مصنع متخصص بإنتاج الأدوات الخاصة لمن هو أعسر (يستخدم اليد اليسرى) في سبتمبر 1999. وقبل انتهاء عام 2000 سمحت الأسهم التي اشترتها في وادي السليكون أن تصبح واحدة من أثرى هذه المنطقة.

لكن بارانسكي لا تهتم بملابسها أو حليها وهي تبدو مثل بقية جيرانها. واشترت هي وزوجها في بداية عام 2001 بيتا متهالكا وقديما بسعر 1.95 مليون دولار في مينلو بارك وكانا يعرفان أنهما سيهدمانه. ولذلك أنفقا مليون دولار آخر عليه خلال السنوات القليلة اللاحقة لبناء بيت أحلامهما.

وتعترف بارانسكي بأنها أكثر ثراء من الكثير من جيرانها حتى وإن كانوا اساتذة أو مديرين جامعيين أو موظفي شركات، إذ أنهم يجاهدون بصعوبة كي يتمكنوا من دفع الفواتير عليه في هذه المنطقة الغالية التي تبعد 30 كيلومترا جنوب سان فرانسيسكو. قالت بارانسكي: «لا أعلم كيف يتمكن الناس من العيش هنا براتب عادي».

وقالت بارانسكي إن مربية أطفالها تستأجر شقة في بالو ألتو، وهي تدفع لها راتبا يعتبر سخيا وأعطتها مفاتيح سيارتها القديمة «ساب» حينما اشترت أخرى جديدة. مع ذلك «فأنا لا أعرف كي تتمكن من البقاء على قيد الحياة هنا».

وقال محامي العقارات هتينغ ملخصا حالة الكثير من المقيمين هنا: «نحن نقيم في بيئة نادرة. والناس هنا يفقدون الشعور بالقدرة على تصور كيف تبدو بقية العالم» قياسا بمنطقتهم.

* خدمة «نيويورك تايمز»

http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issue=10478&article=431336
مرحبآ بكم في منتديات عنكاوا كوم