المحرر موضوع: بيــان بمناسبة السابع من آب عيد الشهيد الآشوري  (زيارة 1308 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل A D O

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 129
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

بيــان بمناسبة السابع من آب
عيد الشهيد الآشوري

ارتبطت الشهادة ارتباطاً وثيقاً بحياة الشعب الكلداني السرياني الآشوري، الذي دفع كل استحقاقاتها ومترتباتها بروح الإيمان والعطاء والتضحية، تعبيراً عن التعلق بالحياة ونبذ ثقافة الموت. ومن أجل ضمان استمرار وجوده الحضاري والإنساني، قدّم قوافل من الشهداء سقطوا دفاعاً عن هويته وتمسكه بانتمائه القومي والديني. ولعل أخطر وأقسى اختبار مرّ به وجود هذا الشعب، تمثّل في جريمة الإبادة الجماعية (السيفو) التي ارتكبتها السلطات الاتحادية التركية عام 1915 في حقبة الحرب العالمية الأولى، وراح ضحيتها حوالي نصف مليون إنسان من أبناء شعبنا، أزهقت أرواحهم في طور عبدين وهيكاري وآمد وماردين وأورميا والرها وآزخ.. في واحدة من أبشع جرائم العصر، طالت أيضاً مسيحيو السلطنة العثمانية من الأرمن واليونان. ومازال صدى هذه الجريمة يتردد في المحافل الدولية، لأنها أدت إلى تغيير المعالم الديمغرافية للمنطقة واجتثاث الوجود المسيحي منها بشكل شبه كامل. وكذلك بسبب إصرار الحكومات التركية المتعاقبة على التنصل من مسؤوليتها القانونية تجاه الضحايا والمجتمع الدولي في آن ٍمعاً باعتبار أن هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم. ولم تتوقف مآسي هذا الشعب عند هذا الحد، بل توالت ولم يمنح شعبنا فرصة لمداواة جراحه وتجاوز محنه، إذ سرعان ما انقضّ الجيش العراقي بقيادة المجرم بكر صدقي على بلدة سيميل المسالمة في السابع من آب عام 1933، وأوقع بأهلها الأبرياء مجزرة رهيبة، حيث فتك بالنساء والأطفال والشيوخ، وقضى جرّاء ذلك ما ينوف على خمسة آلاف إنسان. وحصلت هذه المجزرة تحت أنظار سلطات الانتداب البريطانية، وجاءت رداً عنيفاً ودموياً من قبل الحكومة العراقية على المطالب السلمية لشعبنا بتحسين أوضاعه وضمان حقوقه القومية المشروعة في الإطار الوطني. وفتحت المجال أمام العسكر للتدخل في السياسة، وقادت إلى مأسسة ثقافة العنف وجعلها قاعدة للتعاطي مع كل ما يتعلق بقضايا التنوع القومي والسياسي والديني أو في العلاقات مع دول الجوار، وجرّ هذا الخراب على العراق والمنطقة واستجلب قوى الاحتلال الأجنبي، وحالَ دون قيام دولة وطنية عصرية تقوم على أسس العلمانية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وينعم فيها جميع أبنائها بالعدالة والمساواة وفق مبدأ المواطنة.
إن ما يتعرض له أبناء شعبنا وعموم المسيحيين في العراق المحتل، وفي القرن الحادي والعشرين من عمليات قتل وخطف وتطهير وتهجير قسري واعتداء على الكنائس والأملاك من قبل ميليشيات وقوى التكفير الظلامي الإسلامي، يعيد إلى الذاكرة جميع المآسي التي حلّت بهذا الشعب، ويشير إلى استمرار قوى التعصب والتطرف الديني المقيت بنفس الذهنية التي اقترفت جريمة الإبادة الجماعية في مطلع القرن العشرين، ويؤكد إصرارها على تنفيذ مخططها الرامي إلى إفراغ العراق والمشرق من سكانه المسيحيين الأصليين الذين بنوا مع إخوتهم المسلمين ومن باقي الأديان حضارة المنطقة، وأسسوا ثقافة التسامح والتآخي والعيش المشترك.
لا شك أن سكوت وتنصل شركائنا والحكومة العراقية والمرجعيات الإسلامية، ومعها المجتمع الدولي، من مسؤولياتهم في حماية المسيحيين، ووضع حد للمظالم الواقعة عليهم يضع الجميع أمام مأزق أخلاقي خطير ويلحق بهم شبهة التواطؤ مع قوى التعصب الظلامي الساعية إلى الهيمنة على العراق والمنطقة ودفعها إلى المزيد من الاقتتال والتناحر، وجرّها إلى خيارات تتعارض مع تطلعات شعوبها في الأمن والسلام والاستقرار وبناء أوطان ديمقراطية عصرية مزدهرة.
إن استذكار عيد الشهداء، واستحضار تضحيات شهدائنا مار شمعون بنيامين وآشور يوسف وفريدون آتورايا وتوما أودو وبشار حلمي بوروجي وفرنسيس شابو، وجميع شهداء السيفو وسيميل والشهداء الذين سقطوا مؤخراً في العراق، ينطوي في هذه المرحلة على أهمية استثنائية بالنسبة لشعبنا، ليس من أجل نبش الماضي وإثارة الأحقاد، أو الاستسلام إلى اليأس والإحباط، وإنما تمثُّل واستلهام القيم والمبادئ التي ضحّى من أجلها شهداؤنا، واتخاذها إطاراً لتوحيد جهود وطاقات أحزابنا وكنائسنا ومؤسساتنا في الوطن والمهجر، والتحرك معاً وعلى جميع المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، من اجل لفت الأنظار للمأساة المفتوحة التي يعيشها شعبنا في العراق والضغط من أجل إيقافها، وكشف مخاطرها على مستقبل التنوع والتعايش في المنطقة برمتها. وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بتضافر جهود جميع القوى المخلصة في شعبنا والتعاون مع جميع شركائنا وقوى الخير والسلام في الوطن.
تحية إجلال وإكبار لأرواح شهداء الشعب الكلداني السرياني الآشوري وشهداء الوطن والقوى المحبة للسلام.
الخزي والعار للقتلة والمجرمين وأعداء السلام والإنسان.

سوريا – أوائل آب 2007                          المنظمة الآثورية  الديمقراطية                                                                                                                                         
  6757 المكتب السياسي