بعد تفشى الحمى القلاعية: أوروبا تعلن «بريطانيا منطقة خطرة».. وتعلن الطوارئ

[Sabah Yalda]

بعد تفشى الحمى القلاعية: أوروبا تعلن «بريطانيا منطقة خطرة».. وتعلن الطوارئ

اكتشاف بؤورة أخرى في مزرعة بريطانية ثانية ووزارة الزراعة بلندن تنفي انتشارها إلى مزرعة ثالثة

لندن: «الشرق الأوسط» بروكسل: عبد الله مصطفى
أعلنت الحكومة البريطانية أمس، أن وجود بؤورة ثانية، للحمى القلاعية في مزرعة بريطانية مما زاد من مخاوف انتشار المرض الذي يعرض حياة الماشية للخطر بدرجة كبيرة. وأعلنت المفوضية الأوروبية أمس حالة الطوارئ واعتبرت بريطانيا منطقة خطرة، واوقفت رسميا استيراد اللحوم والالبان منها.
وأعلن هيلاري بن وزير البيئة البريطانية أن إعدام الماشية المصابة في المزرعة الثانية بدأ بالفعل. وتقع المزرعة الثانية داخل منطقة الحماية التي يصل نصف قطرها الى عشرة كيلومترات والتي أقيمت حول المزرعة الاولى التي ظهرت فيها أول حالات اصابة بالحمى القلاعية الاسبوع الماضي.

ويشكل المرض خطرا مباشرا على صناعة الماشية البريطانية التي تقدر صادراتها من اللحوم بنحو مليار دولار في العام. وقال بن لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي» ان «كبير الاطباء البيطريين سيؤكد قريبا.. ان الاختبارات التي أجريت خلال الليل على عينات.. تؤكد الاصابة بالحمى القلاعية.. علينا ان نتغلب على بؤر التفشي هذه لنضمن عدم وصول المرض الى مناطق أخرى».

وسارعت وزارة الزراعة البريطانية الى نفي ظهور الحمى القلاعية في بؤرة ثالثة في جنوب انجلترا أمس، مؤكدة وصول المرض الى مزرعتين فقط. وتعليقا على ما اذاعه تلفزيون «سكاي نيوز» عن ظهور حالة ثالثة مشتبه بها قالت متحدثة باسم وزارة الزراعة لرويترز ان المعلومة «التي وصلت الى سكاي خاطئة. لا توجد حالة ثالثة مشتبه بها في الوقت الراهن».

وتأكد ظهور مرض الحمى القلاعية الذي يمكن ان تنقله الرياح في مزرعة صغيرة بساري جنوب غربي العاصمة البريطانية لندن يوم الجمعة الماضي. وأعدمت السلطات ماشية المزرعة وأقامت منطقة حماية حولها. ثم تأكد وصوله الى مزرعة ثانية للماشية داخل منطقة الحماية التي اقيمت حول المزرعة الاولى التي ظهر فيها المرض أولا. وهذا أول ظهور للمرض في بريطانيا منذ عام 2001 حين تسببت الحمى القلاعية في أضرار بالغة للمزارعين البريطانيين. وحينها أحرقت السلطات أكثر من ستة ملايين رأس من الماشية، وتكبد قطاعا الزراعة والسياحة الريفية خسائر قدرت بنحو 5.8 مليار جنيه استرليني (17 مليار دولار).

وفي بروكسل أوصت المفوضية الأوروبية ضمن اجراء وقائي وجذري، باتخاذ قرار يقضي بمنع توريد اللحوم الطازجة ومنتجات الألبان والأجبان والمواشي الحية القادمة من بريطانيا إلى باقي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وذلك إثر اكتشاف بؤر إصابات بمرض الحمى القلاعية بين المواشي في مزرعة في منطقة سيري البريطانية.

وأكد فيليب تود المتحدث باسم المفوض الأوروبي المكلف شؤون الصحة ماركوس كبريانو، أن هناك متابعة وثيقة من قبل المفوضية الأوروبية لتطورات الوضع بالتنسيق مع السلطات البريطانية، وسيتم مراجعة هذا القرار اليوم الأربعاء، لمعرفة مدى فاعليته وما إذا كان بالامكان اتخاذ إجراءات أخرى، وذلك في ضوء تطورات الوضع على الأرض. وقال «إن القرار هو حالة طوارئ، إذ أننا نعتبر بريطانيا اليوم كمنطقة خطرة». ورداً عل سؤال حول الخسائر الناجمة عن مثل هذا الحظر، أكد المتحدث «في مثل هذه الحالات، تقوم الدولة المعنية بتقدير الخسائر التي تكبدتها ليقوم الإتحاد الأوروبي، بعد ذلك بدفع ما قيمته 50% من قيمة هذه الخسائر كمساعدات للمزارعين، وعلى السلطات البريطانية تقدير الخسائر الناجمة عن اعدام المواشي، ومنع توريد اللحوم والحيوانات ومنتجات الألبان والأجبان نحو الدول الأعضاء في المنظومة الموحدة، ليستطيع الاتحاد بدوره تنفيذ التزاماته بشأن التعويضات». وأوضح المتحدث أنه من الصعب حالياً التكهن ما إذا كان الوباء انتقل فعلاً إلى بلدان أوروبية أخرى. وقد اتخذت العديد من الدول الأوروبية إجراءات وقائية استثنائية بعد الإعلان عن اكتشاف بؤرة للحمى القلاعية في مزرعة جنوب غرب العاصمة البريطانية لندن. وقررت عدة فرض مراقبة دقيقة على المواشي التي تم استيرادها من بريطانيا خلال العشرة أيام الأخيرة وتجنب تفشي أية عوارض للحمى القلاعية في القارة.

وتصيب الحمى القلاعية الابقار والخنازير وبدرجة اقل الغنم والماعز والحيوانات البرية. ويسبب هذا المرض المعدي جدا بين الحيوانات، فيروسا لا ينتقل مبدئيا الى البشر مع ان بعض حالات الاصابة سجلت في الماضي. وينتقل الفيروس من حيوان الى آخر بالغبار او عن طريق حيوانات مصابة تضم الى قطعان سليمة او تنقلات البشر او استهلاك الحيوانات لمواد حيوانية تحمل هذا الفيروس. ويتم التخلص من الحيوانات المصابة بشكل منهجي.

معلومات عن الحمى القلاعية:

* تصيب الحمى القلاعية عرضا البشر عن طريق الجلد (في حال الإصابة بجرح) وبشكل استثنائي عن طريق الهضم خصوصا عند شرب حليب ملوث قبل غليه. وتبلغ مدة حضانة الفيروس بين ثلاثة وخمسة ايام. وهو يظهر على الانسان بشكل التهاب وبثور في الفم ترافقه حمى وتشققات في البشرة. ويستمر المرض بين ثلاثة وخمسة ايام، وقد تصيب الأشكال الخطيرة منه الرئتين والحنجرة وتؤدي الى اضطرابات في التنفس.

ليس هناك علاج عمليا للمرض باستثناء تعقيم التشققات وتناول المسكنات لتخفيف الالم.

واكتشف هذا المرض في 1910 الباحث فريديريك لوفلر الذي كان قد اكتشف الفيروس المسبب له في 1898. وأدت التجارب التي قام بها حينذاك في غراينسفالد في المانيا الى انتشار وبائي للمرض في المزارع المجاورة، مما سبب غضبا لدى المزارعين. واضطر لوفلر الذي اصبح غير مرغوب فيه، للجوء الى ريمز في البلطيق ومنع الدخول الى الجزيرة.
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=4&issue=10480&article=431640