المحرر موضوع: حلٌ.. لكنْ مسكوتٌ عنه  (زيارة 855 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حلٌ.. لكنْ مسكوتٌ عنه
« في: 18:10 20/08/2007 »
حلٌ..  لكنْ مسكوتٌ عنه


عبدالمنعم الاعسم
malasam2@hotmail.com


بكلمة موجزة، إذا لم تكن الاطراف السياسية المتنفذة مستعدة للتخلي، بشكل جماعي، عن امتيازاتها ومكاسبها، وقلْ نصف تلك الامتيازات والمكاسب، وقُلْ  ربعها،  او بعض فتاتها، فاننا سائرون لا محالة الى الكارثة، غدا او بعد غد.
 آنذاك ستكتشف هذه الاطراف ان تلك الامتيازات والمكاسب والاسلاب لا تعدو عن كونها قبضة رماد، او قبض ريح، كما يقال، وستدفع هي، قبل غيرها، الثمن الباهض لهذا العناد، وتجر معها شعارات التغيير والتحرير واعادة الامن والبناء الى المحرقة وتدفع العراق، في نهاية المطاف، الى الاستقالة عن الخارطة.
 المطلوب لكي نتدارك الغرق، هو الدخول في تنافس آخر في الهواء الطلق ، غير هذا التنافس اليومي على المصالح الفئوية التي تُمطّ  عادة الى فتنة اسمها "ارادة الناخبين".. تنافس على التضحية بجزء من تلك المصالح، لكي نميّز بعد ذلك الحريص على انقاذ البلاد عن غيره، والمعنيّ بتوفير دماء الملايين عن سواه، والصادق في خوفه على الشعب عن المتآمر على طيبة نفوسنا وحيرتنا ومآسينا.
 لا حاجة للاستدراك والقول ان انفلات الاوضاع الى نقطة اللاعودة وانقذافها خارج الانضباط، وانهيار مشروع الدولة الجديدة، لن يعود بالخير والكسب على اولئك الذين يرقصون فوق الجثث ويفجرون السيارات ويبيعون نسف الجسور وشبكات الماء ومحن العراقيين بسعر الخردة في الاسواق العربية، ولا على اولئك الذين يراهنون على "المقاومة" ان تنطّ الى السلطة فسيجدونها جحيما او حفلة انتحار، ولن يعود بالخير، قطعا، على جيراننا الذين اتقنوا لعبة الخداع معنا، ومع انفسهم، بصدد جدوى تدمير العراق فوق رأس الامريكان حجرا فوق حجر. 
انه الحل المسكوت عنه، او المتهرَب منه، او المتآمَر عليه من قبل اطراف اللعبة الذين يتحدثون عن الازمة بكلام جميل ثم يلقون تبعتها على الاخرين، ويدعونهم الى التراجع والتضحية وهم لا يتراجعون ولا يضحون.
والاكثر، والافظع، من هذا، غانهم  بدلا من التنافس على التضحية (انتباه!) يعلنون بالصوت والصورة انهم يريدون المزيد من الاسلاب، ويمعنون في ايذاء مشاعرنا حين يضفون على هذه الاسلاب اسم "مصلحة الشعب" وعلى تلك المواقف صفة "المبدئية" وعلى ذلك التجييش ودق طبول الحرب كذبة "التكتيك" ونجد ان الجميع، وعلائم النعمة بادية عليهم، يغرف مجده وامتيازاته في النهار  من ذل الملايين وقوتهم ومكابداتهم وطوابير امواتهم، ويقضي ليله بالصلاة  وذكر الله، او تدقيق "الصادر والوارد" من الثروة الحرام، وفي تجهيز التصريحات والاكاذيب ليوم آخر.
في تجارب اخرى لحروب المصالح الفئوية وانشقاقات الزعامة وشراساتها، كما حدث في الصومال ويوغسلافيا السابقة وبعض دول الشرق الاقصى، خرج فرقاء الصراع بموصوف "اسياد الحرب" عارا ابديا موقع عليه بدماء الضحايا وخراب البلاد وعويل الامهات.. ويبدو اننا على موعد مع  اولئك الاسياد، إن لم يجربوا الحل العملي: ان يضحّوا بمصالحهم الانانية.. قبل فوات الاوان.
ــــــــــــــــ
كلام مفيد:
"إذا رأيت الامير سمن بعد الهزال فاعلم انه خان رعيته وخان ربه".
              مالك بن دينار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جريدة(الاتحاد) بغداد