المحرر موضوع: مار افرام ... اكثر من لقب !  (زيارة 2762 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل متي كلو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 190
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مار افرام ... اكثر من لقب !
« في: 05:01 24/09/2005 »
مار افرام ... اكثر من لقب !
بمناسبة مهرجان مار افرام الخامس في ملبورن – استراليا
متي كلو

إذا لم يختلف النور،
فالظلمة لا تقوة على الظهور
وإذا لم يلم النور أشعته ،
فالظلمة لا تبسط جناحيها السوداوين،
مادام الكرى بعيدا عن عينك أيها الساهر ،
فالظلام لا يمكنه أن يسود عليك
هذه بعض الأبيات للشاعر السرياني الكبير وعملاق الأدب – نبي السريان – قيثارة الروح القدس – ملفان الكنيسة الجامعة – شمس السريان – القديس مار افرام الذي يستحق اكثر من هذه الألقاب ، لأنه يستحقها بجدارة لما قدمه للكنيسة من جهد ومؤلفات مازالت مصدرا مهما للباحثين عن التاريخ الكنسي وأشعارا لحنت بالحان شجية متميزة صدحت قلوب أبناء الكنيسة في كل مكان .
ولما مكانة مار افرام في التاريخ الكنسي قررت الكنيسة الكاثوليكية في بداية القرن العشرين  أن يقام له تذكارا كل سنة .
ولد القديس في مدينة نصبين في القرن الرابع من أسرة مسيحية * ، ورسم شماسا في مدرسة مدينته وتعلم وعلم في مدرسته قبل أن ينتقل إلى المدن الأخرى . عاش متواضعا ناسكا محبا للصمت والعزلة ، غارقا في حب المسيح ، وكنيسته المقدسة وهنالك من يروي بان مار افرام  قد حدثت له حادثة في صغره وغيرت مجرى حياته ، حيث طارد بقرة كانت دخلت حفلهم وأخرجها خارج الحقل لكي لا تسبب أي أذى في الحقل ... وعندما جاء صاحبها يفتش عنها؟ قام افرام بإهانة الرجل ! وعندما كان يبتهل إلى الله ، سمع صوتا ( إذا كنت بريئا من هذه التهمة ، فلست بريئا من كل ذنب ) وتذكر أهانته لصاحب البقرة وقرر أن يهاجر العالم المحيط به وينصرف إلى عبادة الرب والتعليم بتعاليمه.
كان مار افرام منذ صغره عاشقا للكتاب المقدس وعندما نشأ استمع إلى الأسقف يعقوب النصيبي ، وتعمد على يده ورسم شماسا ، وقضى سنوات طويلة في التبشير والتدريس.
عندما هاجر إلى الرها ، عمل بكل نشاط في التعليم والتبشير وكل الأمور التي تخدم كلمة الرب وانكب في التأليف، واشتهر بتلحين الأناشيد والتراتيل واقترنت مدرسة الرها المشهورة باسمه لأنها عاشت عصرها الذهبي تحت إدارته.
عندما حلت المجاعة في مدينة الرها وعلى أثرها انتشر مرض الطاعون ، كان مار افرام أول المهتمين بالمرضى وتقدم كل ما في وسعه لهم من المواساة واطعام الجائعين ومعالجة المصابين حتى أصيب هو أيضا وانتقلت روحه الطاهرة إلى راعيها في حزيران سنة 273 م ، ودفن في مقبرة الغرباء بناء على وصيته .
انتشرت مؤلفاته في جميع أنحاء العالم وتركت أثرا بليغا في تعاليم الكنيسة وخاصة أشعاره التي مازال الباحثون يكتبون عنها( في سبيل الشعر تمرد مار افرام على الوحدة وهجر حياة الأفراد في الجبال ، ومج العيش معتزلا في الصحارى) و( يدافع عن حث الكنيسة شعرا ، يقارع أهل البدع شعرا، يعلم ويعظ شعرا ) ولا تقل بقية مؤلفاته جودة عن الشعر ، من شرح الإنجيل والمواعظ والخطب والأبحاث والقصص الدينية
* تختلف المصادر في اصل مار افرام ، منهم من يقول انه سليل كهنة الأوثان .