المحرر موضوع: من ينصف السريان ؟  (زيارة 1602 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. بهنام عطااالله

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1509
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من ينصف السريان ؟
« في: 23:43 24/09/2005 »
من ينصف السريان ؟
دستور يقر بوجود اللغة السريانية ولا يعترف بالسريان

د. بهنام عطاالله
                       
(نشر المقال في جريدة (صدى السريان) العدد(11) ايلول 2005)
بعد معارك شفافة تارة وحامية أخرى ، وبعد مخاض عسير جاءنا المولود الجديد ، الذي انتظرناه بفارغ الصبر ، ففي كل مرة كنا نقرأ دستوراً يتسرب عن طريق وسائل الإعلام ، يختلف عن سابقه ، مما يدل على أن المشاحنات والانسحابات والترميمات والتصليحات والمعارك التي حدثت في (المطبخ الصغير) كانت حامية جداً، واخيراً جاءت الطبخة الأخيرة  فكان الدستور الجديد ، بالرغم من العديد من التحفظات التي صدرت من لجنة صياغة الدستور .
ومع وجود ثغرات عديدة فيه إلا أن ما سنلفت النظر إليه ، هو وجود ثغرة لا يمكن أن تقبل من احد مطلقاً ، فكيف بلجنة تتكون من (55) شخصاً القيت على كاهلهم صياغة دستور جديد للبلاد سيستمر مع المواطن لعشرات لا بل لمئات السنين ، يثبت حقوقهم وواجباتهم وما للوطن عليهم ..
فمن خلال قراءة بعض الفقرات والتي تتعلق حصراً بأبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري ، نلاحظ تناقضاً واضحاً فيما طرحه ، حيث تؤكد المادة (4) من الباب الأول ، أولا : اللغة العربية واللغة الكوردية هما اللغتان الرسميتان للعراق ، ويضمن حق العراقيين بتعلم أبنائهم بالغة ألام كالتركمانية أو السريانية أوالارمنية في المؤسسات التعليمية الحكومية على وفق الضوابط التربوية .. الخ ، كما أكدت المادة (4) من رابعاً : على أن اللغة التركمانية واللغة السريانية لغتان رسميتان أخريان في الوحدات الإدارية التي يشكلون فيها كثافة سريانية .. وهنا يجب أن تضع خطاً تحت (يشكلون) ، من هم الذين يشكلون كثافة ، ألا يوجد شعب وكيان تابع لهذه اللغة هو (السريان) . الم تكن اللغة إحدى مقومات أية قومية ؟؟ سؤال نطرحه أمام المعنيين لدراسته وتمحيصه.
أن ما يثير (العجب في دستور الغضب) ، هو عدم الإشارة إلى (السريان) بجانب الكلدان والآشوريين في محاولة واضحة لتهميشهم واذابة دورهم التاريخي والحضاري، حيث اشارالفصل الرابع (الإدارات المحلية) المادة (121) على ما يلي : يضمن هذا الدستور الحقوق الإدارية والسياسية والثقافية والتعليمية للقوميات المختلفة : (كالتركمان والكلدان والآشوريين) .. الخ ، حيث تغافل الدستور عن ذكر (السريان) ، وتجاهل إنه في موضعين منه قد أشار صراحة إلى اللغة السريانية كلغة رسمية .. انه تناقض ما بعده تناقض .
هكذا يقرْ الدستور باللغة السريانية وفي موضعين ، لكنه ينكر وجود السريان بجانب (التركمان والكلدان والآشوريين) من جهة أخرى .
 ومن هنا نستطيع أن نؤكد إن لجنة صياغة الدستور تجهل تاريخ السريان ، وما هو فضلهم على الإنسانية عموماً والعرب خصوصاً .. وما قدموه للحضارة الإنسانية ، وهذا ما لم نستطيع الاحاطة به في مقالة عابرة بل نحتاج إلى مجلدات ومجلدات .
هل هذا كل ما كان ينتظره (السريان) من لجنة صياغة الدستور ؟ هل يجوز أن تذكر اللغة السريانية مرتين في بنود الدستور ؟ بينما ليس لهم كيان . وهل يجوز أن تكون هناك لغة بدون كيان وتاريخ وحضارة وجغرافيا ؟ قطعاً إن الراسخين في الحقد ، والذين باعوا أنفسهم لغيرهم ، هم الذين أعلنوا أن (السريان) ثقافة فقط وليست قومية ، وهؤلاء أذناب يعملون ضد أمتهم ، وان التاريخ سوف يحاسبهم إن عاجلاً أم آجلاً ، وهم معروفون للجميع بحقدهم على السريان .. بالرغم من انهم سريان رغم انوفهم . كما يحمل شعبنا السرياني رجال الدين من السريان الكاثوليك والارثوذكس مسؤولية ذلك ، لعدم تحركهم في الوقت المناسب كما فعل رجال الدين من الكلدان والاثوريين ..
وأخيراً ..الم يكن من واجب لجنة صياغة الدستور أن تضع دستوراً ينصف الجميع ، فهل يجوز أن تستعار قومية معينة ، لغة غير لغتها ؟؟ سؤال نترك إجابته للجنة صياغة الدستور الموقرة .. وهنا ليس لنا إلا أن نقول .. عجيب دستور .. غريب لغة ... فمن ينصف السريان  يا ترى؟[/b]