المحرر موضوع: العراقيون يبحثون عن سلطان يخافون عليه لا منه !  (زيارة 840 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نبيل قرياقوس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 261
  • الجنس: ذكر
    • ياهو مسنجر - you_nabil90@yahoo.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
العراقيون يبحثون عن سلطان يخافون عليه لا منه !
لو كان المبدع العالم الراحل علي الوردي حياً ، لما فاته ان يدرس ويحلل ويستنتج الحكمة والعبر من قصة فوز العراقيين الجرحى بكأس أمم آسيا ، واظن انه كان سيحدد أحد أهم عوامل فوزهم بانعدام الخوف من السلطان وحب اللاعبين لمهنتهم بدوافع شخصية مشروعة اولاً وبدوافع انتمائهم لشعب يريدون له الفرحة والنصر ثانياً وذلك خلق انساني لاخلاف عليه.
لم يكون الخوف ابداً سبباً لانجاز أي عمل او نشاط انساني مبدع ، والذي يُنجزَ خوفاً فارغٌ من المعاني الانسانية وهدمه قد لايستغرق لحظات...
اتجه الغربيون منذ عقود الى تحريم تخويف الانسان بل حتى الطفل لأن تربيته بالاخافة تنشأه انساناً يعاني خللاً خطيراً ما في احد جوانب حياته الرئيسية.
حبذا لو انتبه كل الاداريين والمسؤولين في الدولة العراقية دون استثناء لهذا الدرس وليراجعوا أنفسهم وهو يصدون ثلاث ركلات جزاء يضطر العراقيون لاختبارهم بها ، الركلة الاولى هي قدرة المسؤول على صد نزواته غير المشروعة تجاه حقوق المواطنين والمال العام عموماً ، والركلة الثانية قدرته على صد نزواته الجسدية وعلاقاته الطائفية وعلاقات النسب والقرابة بموظفيه أو مراجعيه والركلة الثالثة قدرته على ترك منصبه أو وظيفته حينما يعرف بأنه يُسَير خطأ من مسؤوله أو أنه غير قادر على تحقيق المصالح المشروعة للعراقيين، ومسؤولاً يثبت جدارته في صد الركلات اعلاه هو من يبحث عنه العراقيون لانه لا يخيفهم بل بالعكس سيخافون عليه لأنه يمثلهم فعلاً.
ان مراجعة المسؤول لنفسه صعبة وشاقة طالما وجد من ( وعاظ سلاطين ) يحيطون به غاسلين له دماغه موهمين اياه يومياً بانه خير من يصد الركلات...
ان قراراً جريئاً من الدولة بادخال اسلوب الانتخابات السنوية على مستوى دوائر الدولة بدءا باختيار الوزير وانتهاء باصغر مسؤول امر قد يشل يد الوعاظ ويمنح شعبنا امل الفوز بكأس لن نرى النور بدونه الا وهو كأس بدء الاصلاح الاداري !

                                                          المهندس نبيل قرياقوس عم بولص 
                                                                17/8/2007