المحرر موضوع: كهرباء خضراء من طواحين الهواء  (زيارة 1987 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل TOMA SHAMANI

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 200
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كهرباء خضراء من طواحين الهواء

توربينات المراوح الهوائية في جزيرة (سامسو) في الدانمارك ستغطي مائة بالمائة مما يحتاجة 4200 فرد وهم سكان الجزيرة من الكهرباء وستكون نموذجا حيا لانتاج الطاقة النظيفة. اما في كندا ارض التقنولوجيات العالية فقد بدأت جزيرة سانت لورنس لانتاج الكهرباء من الهواء في اقامة مشروع يسمونه بالحقل الهوائي لانتاج 27 ميغاواط من الكهرباء وهو اول مشروع في منطقة نيوفاوندلند ولبرادور الكندية. والواقع ان هذا المشروع هو بداية لاكثر من 25 مشروع لانتاج الطاقة النظيفة بقوة 2.767 ميغاواط من الكهرباء بفعل الرياح يجري بناؤه الآن في كندا. وفي كندا الآن يجري انتاج 1.588 ميغاواط من الكهرباء بفعل الرياح لسد حاجات 480 الف دار. الواقع ان كندا تملك رصيدا من الرياح في ممتداتها الواسعة من المحيط الاطلسي حتى المحيط الهادي ومع ذلك فان ما ستنتجه كندا من الطاقة المنتجة بفعل الرياح لايغطي اكثر من 4% مما تحتاجه كندا من الطاقة الكهربائية. اما الدانمارك فانها تنتج الآن 20% مما تستهلكه من الطاقة من المراوح الهوائية، واسبانيا تنتج 9% والمانيا 6 – 7% مما تحتاجانه من الطاقة الكهربائية من فعل الرياح. وفي العالم غدت طاقة الرياح الكهربائية ظاهرة عالمية زادت بنسبة 25 –  30 % عما انتج في العقد الأخير، ويبدو ان هذا الأتجاه آخذ في الازدياد ففي عام 2006 بلغ الانتاج العالمي من الطاقة من فعل الرياح 74 الف ميغاواط من الكهرباء.     

 

الطاقة الكهربائية المتولدة من اشعة الشمس او الرياح طاقات نظيفة جديدة لم يلتفت لها العالم، الا في هذه الايام بعد ان تدهورت الارض، هواء وماء وغذاء  بالدرجة الأولى بسبب الحرق الهائل للنفوط والفحم وتواجد الملايين من السيارات في مدن العالم المختلفة في الهواء والارض العوالق المحروقة السامة وبسبب التكاثر السكاني الرهيب النهم في الاستهلاك وما يخلفه من مخلفات سامة ترمى في البحار والانهار. وحاجته للطاقة لتدوير الحياة انحدرت البيئات الحياتية الى التلف والاستنزاف من نبات وحيوان وانسان. التكاثر الحياة على الارض، الذي ادى الى قطع الغابات فاختفت اغلب غابات الامزون التي كانت الرئة الحقيقة للارض باشجارها الكثة التي تبتلع الغازات السامة لتحيلها الى اوكسجين ولهذا فان الاندفاع الى الرياح والطاقة الشمسية غدى امر لابد منه، حيث أن مزارع الرياح ليس لها أي تأثير سلبي على المحيط، لا بل إن وجودها يمكن أن يكون عاملاً أساسياً لتخليص الارض من محنها، حيث يستطيع الناس العيش في محيط هواءه وماءه وغذاءه انقى حيث يصبح منحة للاجيال القادمة.

 

الرياح عنصر طبيعي متوافر على جميع الاراضي حول العالم  لا تنضب معينها ومتوفرة مجانا، إستغلت طاقة الرياح منذ أقدم العصور في توليد الطاقة اللازمة لتشغيل الطاحونات الهوائية وخاصة هولندا حيث استخدمت لطحن الحبوب مجانا دون مواد تحرق، واستغلت في تسيير السفن في عرض البحار منذ اقدم العصور وعندما اكتشفت امريكا كانت بالسفن الشراعية. وطاقة الرياح هي بالأساس من فعل الشمس, إذ أن أشعة الشمس  تسخن الهواء فيتصاعد الى الطبقات العليا حارا تاركا تحتها فراغا يتم ملأه بالهواء الباردة الذي ينساب كريح. وهذه الرياح تحتوي على طاقة يتم إستخدامها اليوم في توليد الكهرباء على نطاق واسع في أنحاء مختلفة من العالم . الواقع ان فكرة استغلال الرياح لانتاج الكهرباء كانت فكرة قائمة لتوفر النفوط، ولعدم ثبات سرعة الرياح وعدم استمرارها فقد تأخر استخدامها كوسيلة رئيسية من وسائل توليد الطاقة الكهربائية. ان عدم ثبات سرعة الرياح ناتجة عن اختلاف درجات الحرارة في مختلف ايام السنة والرياح المناسبة تحمل كفاءة تصل نظرياً إلى 60 في المائة.                                                               

 

الرياح مادة مجانية متواجدة في كل مكان في العالم. لهذا سعت وتسعى شركات عديدة متخصصة والجامعات والمعاهد العلمية المتخصصة في انتاج الطاقة الخضراء وبتشجيع من كافة الحكومات الى تنشيط الجهود للوصول الى اقصى درجات الانتفاع من الرياح النظيفة والمجانية، ولقد انتشرت حقول الرياح في أوربية وأمريكية، ويوجد حالياً في ألمانيا 1600 مروحة ضخمة، ويؤكد الباحثون أن استطاعة المروحة الواحدة ستصل قريباً إلى 5 ميغاواط. تتألف محطات مراوح الرياح من مراوح ومن توربين بشكل رئيسي. فالرياح تحرك المراوح المربوطة بالمولد الذي يقوم بتوليد الكهرباء، وتعمل المحطات الرياحية عندما تتراوح سرعة الرياح بين (5 -25) مترا في الثانية حسب قانون بيتز. وعندما تكون الرياح ملائمة  يمكن لهذه المولدات العمل حوالي 6000 ساعة في السنة من مجموع ساعات السنة البالغة 8760 ساعة وبقوة تعتمد على سرعة الرياح. اي أن محطة الرياح تعمل بما يعادل 2500 ساعة في السنة. فإن كان لدينا محطة لتوليد الكهرباء من الرياح قوتها 1 MW فهذا يعني أن هذه المحطة تولد حوالي 2500 MWh كهرباء في السنة الواحدة. وتستطيع مثل هذه المحطة تويلد كهرباء يكفي حاجة حوالي 500 بيتا في السنة. كما وإن هذه المحطات يمكنها العمل لمدة 25 عاما.                                                       

 

الواقع لا عجب ان مراوح الرياح ان بدت عملاقة للعيان لان إرتفاع الواحدة من هذه المراوح يتراوح بين 30 و 100 متر. والمعروف ان ألمانيا والدانمارك واسبانيا الرائدة في هذا الميدان, إذ تشكل الطاقة الكهربائية المتولدة من الرياح اليوم حوالي 16% من مجموع الطاقة الكهربائية المنتجة في الدانمارك وتطمح ألى رفع هذه النسبة الى الخمسين في المائة في عام 2030. ومن المؤمل أن تشكل الكهرباء المولدة من الرياح نسبة عشرة بالمئة من مجموع الكهرباء المنتجة في العالم في العام (2015). وقد أُنشِئَت أول حقل للرياح عام 1979، وكانت تتكون من 38 ارتفاع كل مروحة منها 15 متراً بانتاج 150 كيلوواط وبحصيلة انتاجية قدرها 80%..           




هناك بعض السلييات في انشاء حقول منها انها تحتاج مساحات كبيرة قد لا تكون متوفرة في كثير من الاحيان, بالإضافة االى ذلك فانها تحمل معها ضجيجا في دورانهاغير ان الجهود جارية لتخفيف هذا الضجيج بحيث لايسمع الى بالقرب مراوح الرياح. بيد ان هذا الامر لا يبدو بالعائق فانتاج طاقة نظيفة من مراوح الرياح ببعض ضجيجها اهون امرا من شرور انتاج طاقات النفوط التي سممت البيئة والارض التي تبدو الآن عليلة مريضة منهارة الاعصاب.                                                                                       
توما شماني – تورونتو

  عضو اتحاد المؤرخين العرب