المحرر موضوع: سر قوة الأيزيدية !!  (زيارة 972 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Zouher Abbod

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 66
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
سر قوة الأيزيدية !!
« في: 00:16 03/09/2007 »
سر قوة الأيزيدية !!

 

زهير كاظم عبود

 

لمن ستعطون ظهوركم وانتم تجعلونها عارية ، فتتعب أكتافكم من الأحمال ، وتتعب أرواحكم من الخوف والرعب والهلع ، ويتعب أطفالكم في ليل بهيم ونهار غادر ؟  وتحتارون في اللجوء الى أماكن قصية لاتصلها البهائم البشرية ، لن يتعب أعداؤكم ولن تمل أياديهم الملوثة بدمائكم ، لن تتوقف قلوبهم الممتلئة قيحا ومخلفات ، وعقولا لاتمت لبني البشر بأية صلة ، كيف ستأمنون الجهات الأربعة والكل بانتظار أن يكون له قصب السبق في قتلكم ، وها قد جئتكم من آخر صفحات التاريخ بعد إن خربت مدنكم ودولكم ، وأخذتكم بقية الصفحات تحشركم في زوايا الجبال والكهوف التي عاشها أجدادكم ، تسرقون لحظة النهار  ويسرق الزمن أعماركم ، وتخفون تاريخكم كله تحت أطمار التراب وفي صدور بعض منكم ما تشيب له الولدان ، ويحتفظ كبار السن ما يمكن ان يضيع ، فتضيع منكم حقائق كثيرة بكثرة المحنة ، وتتشوه فيكم معالم الجمال والمحبة ، سلسلة من المذابح التي خصكم بها الجيران والأخوة الأعداء ، وأنتم تقدمون القرابين لمن لايشبع ، وأنتم تقدمون الأضحيات لمن يشرب من دمها ، وتستمرون في الدعاء بأن يحفظ الله كل البشر بما فيهم البهائم التي ماتوقفت عن اللهاث خلفكم وقتل الفقراء والعزل والضعفاء والأطفال منكم .

لمن تعطون ظهوركم ولم تزل آثار الحراب الغادرة ، وبقايا الرصاص العثماني والفارسي والعربي منقوشة في أجسادكم ؟ وكيف لكم إن تحصدوا الحنطة والشعير والزيتون وتطعموا الجياع ؟

كيف يمكن ان تمضوا في طريق الحياة وانتم تحملون كل  هذا التاريخ الممتلئ بالدماء والمذابح ؟ كيف لكم إن تطمأنوا وحملات الغدر التي ذبحت حتى طفولتكم  ، وبعثرت بيوتكم البسيطة وأتلفت حتى عدة الطبخ العتيقة ، وخربت مزارعكم ومنعت أحلامكم !! فهل بعد كل هذا لكم أحلام مثل باقي خلق الله ؟؟

من أين لكم كل هذا الصبر ؟  وكيف تعلمتم الصمت والقدرة على إعادة ترتيب الحياة ؟ من علمكم كل هذا التسامح والطيب وانتم تعيشون القناعة وشظف العيش .

يافقراء المال وأقوياء الصبر  ، ياضعفاء الحال وأشداء الأيمان ، كيف لم تمسحكم تلك الحملات الدموية من وجه الأرض كما فعلت مع غيركم ؟ كيف لم تجعلكم تهربوا نحو حدود الصين تلوذون بأقصى الأرض تتعبدون ربكم الأعلى ( خدا ) الواحد الأحد بحراسة كونفوشيوس  حيث يعالج الآم الدنيا وإمداد الروح المشرقة ، ولكن ظهوركم على الأقل محمية من الغدر !!

كيف يمكن لكم إن تعتقدوا ان الله الذي تعبدون هو اله جميع الناس ؟  وهو الواحد الأحد ، وقتلتكم يرفعون أسم  ربهم الذي لايشبه رب الأديان وليس له بصلة .

تحاكون السماء مباشرة دون وسيط ، وتحل البركة في قراكم الفقيرة ، وحين ينتشر الجراد بين بيوتكم تطردونه دون أذى فيرحل بعد إن يأكل زروعكم وينقل لكم الجدري ، ولأنكم تؤمنون بتقمص الأرواح والحلول فلن تفنى دنياكم ، ولن ينتهي مجتمعكم ، وزمنكم كفيل بإثبات تلك المعادلة ، فقد سطرتم من المجازر والمذابح التي لم تلفت سوى نظركم وحدكم ، وهو موتكم وحدكم ولامقابر لكم مثل كل شعوب الله ، ما تبقى لكم من مقابر الأجداد تلوذون به لعمل الخير واستذكار الأرواح التي لم تزل هائمة .

لم تزل توصي بأن تنشروا المحبة والخير في صلواتكم ، وتغالون في محبتكم لأعدائكم وأعداء البشر ، فثمة ضوابط بين الإنسان والبهيمة ، وما يصلكم على الدوام تلك البهائم التي دمغت عقولها بدمغة التأريخ ، فلكل حقبة تاريخية بهائمها ، لم يتبق لكم من كل هذا التاريخ الطويل والعريض سوى تلك القرى النائية والبائسة والتي بقيت من مخلفات التاريخ الغابر ، ولم يتبق لكم سوى تلك البيوت العتيقة المتداعية التي تميزكم ، وهي القناعة التي تحل في أرواحكم .

وفي تلك القرى المنسية تلاحقكم غربان الشر وبهائم مصابة بسعار ، تفوج وتتدافع حتى تصل الى أفقر أماكنكم وأكثرها حاجة لقنينة غاز أو غالون من نفط أو كيس من طحين حتى يمكن ان تشبع الفقراء ويصمت الجياع والأطفال .

كيف يمكن إن تعوزا الحقائق التي سطرت كلماتها بمداد أحمر من أجساد أهلكم ، وكيف يعي الناس ما صار عليكم ، بل وما سيصير ، فأنتم المشاريع القادمة والأرواح المنذورة فلا تلتفتوا الى الوراء ، فالحياة هي حياة الروح لاالجسد كما تقولون ، ولهذا متيقنين أنكم باقون ، تحلقون فوق قباب لالش وبيوت أهلكم في شنكال وشيخان وبعشيقة وبحزاني ، سيان عندكم أن كنتم أو صرتم ، فقوانين الالهة لايغيرها البشر ، وإرادة الله لاتوقفها إرادة المخلوق .

ولأن بيوتكم خاوية فأنها سهلة التهديم على رؤوسكم ، ولأنها خاوية فلعلة تركها بسرعة حتى لايضطركم القتلة أن تتحاصروا داخلها !! ولأنها مشروعا للهدم والأحتراق والتخريب فقد جعلتموها مبنية من طين .

لكنها الروح التي لاتنتهي ولاتموت وتبقى تحوم فوق أماكنكم المقدسة ، ولكنها الروح التي تفارق الجسد فتلبس جسدا أخر ، فكيف يمكن إن يتم القضاء عليكم ، تعيدون دورة الحياة وفقا لتقمصكم أجسادا أخرى ، فيتعب القتلة وحملة الخناجر والبنادق وكل البهائم المفخخة التي تريد بكم السوء ، ولكن أرواحكم تبقى دون أن تسجل في الأحصاء .

يافقراء الأيزيدية كتب عليكم الموت ذبحا أو خنقا أو غدرا كما كتب على الذين قبلكم من أخوتكم .

ويافقراء الأيزيدية النار والسيوف والبنادق والبهائم كلها تتربص بكم المنون ، وأنتم لاتلتفتون ورائكم !!

لاتدعوا جثث الأطفال مرمية على تراب كر عزير أو سيبا شيخ خدر ، أو فوق  أرض الموصل ، فتلوثوا التراب وتدنسوا المنطقة .

أحملوا قتلاكم بسرعة فلم يعد الدمع نافعا لكم ، كمالم يعد الأسى يليق بتلك المجاميع التي رحلت ممزقة الأشلاء ، لاتحتاروا في لملمة اشلاء الضحايا ، فالروح لاتعبأ بتمزيق الجسد ، وثمة حرقة في الروح حين تتلمس جسدها وتغادره الى جسد آخر ، معفرة بالتراب ومعمدة بالشمس ومباركة بكل الطقوس والأضرحة والسبقات .

يامن تبقى منكم لم يقتل حتى اليوم ، قصائد الشعراء لاتفيد الضحايا  وكتاباتنا لاتداوي الجراح  ولاتعيد الأطفال الحلوين لمهاتهم ولا الرجال لزوجاتهم ، والتبرعات المادية لاتشفي الغليل ولاتحجب الغل في أرواح البهائم ، يامن تبقى منكم سهوا كيف يمكن لظهوركم ان تكون عارية ؟؟

دعونا نحصى الضحايا ونعد المقتولين ذبحا منكم ، ودعونا نكتب اسماؤهم فوق تراب شنكال أو لالش ، لعل ذبحهم يتوقف ، ولعل غلهم يهدأ ، وأنتم تحملون سركم الأبدي في التقمص والحلول مرة أخرى .

دعوا واحدة من عيونكم مفتوحة  لاتغفو فثمة مجزرة قادمة وظهوركم عارية !! وثمة بهائم بشرية  لم تزل تركض خلفكم تتحين الفرص للأنقضاض في كل زمان ومكان ، تنهش لحمكم احياء وتأكلهم جثثا متروكة في العراء وتشرب من دمكم .