المحرر موضوع: نداء إلى شبيبتنا المسيحية  (زيارة 1501 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

نداء إلى شبيبتنا المسيحية

جميعكم يرى ويتلمس مدى حاجة شعبنا اليوم إلى مَن يقف إلى جانبه في أزماته. وأنتم يا شبابنا المُبارك بالغيرة والحماس والتقوى، أكثر الناس تحسساً لذلك لما تختبرونه من تحديات وفي مختلف المجالات. أنتم واعون أن مثل هذه الأوقات إنما هي أوقات نعمة إذ فيها يصرخ الله مثلما قالها لموسى: "إني قد رايت مذلة شعبي ... وسمعتُ صُراخه بسبب مُسَخريه، وعلمتُ بآلامه، فنزلتُ لأنقذه ... (خر 3: 7 – 8). فالرب يدعونا جميعاً لنلتزم مسؤوليتنا تجاه شعبنا الذي يبحث عن مَن يُكرسون له ذواتهم وحياتهم في خدمة أصيلة وصادقة ليرافقوهم في مسيرة الحياة الإنمسانية والاجتماعية والثقافية والإيمانية. وباتت هذه الحاجة تتعظم يوماً بعد آخر. ويكفيكم أن تتجولوا في قرانا المسيحية، وتزوروا كنائسنا في الداخل والخارج، ووتلتقوا أناسها الطيبون لتشعروا أن  ربنا يدعوكم من خلالهم لتتبعوه وتُرشدوهم لتبعاته، فتُسهوا أنتم أيضاً معه في شفاء جراح شعبه في تعبّد صادق ومُحب.

من هنا أوجه النداء إلى شبيبتنا المباركة وفي هذا الزمن الصعب حيث يسعى البعض لإسكات صوت الخدمة الكهنوتية والرهبانية بقتل وإضطهاد مكرسيه كما فعلوا مع ابونا بولس وابونا رغيد وشمامسته، وأهانوا غيرهم كثيرون. أوجه النداء إلى الشباب والشابات ليُفكروا جديا في تكريس الحياة الكلي في خدمة كهنوتية أو رهبانية في عهد شركة مع ربنا لحمل بُشرى إنجيله إلى فقراءه. دماء الشهداء، ودموع المٌضطهّدين، رعاية الأب بولس وإبتسامة الأب رغيد كلها دعوة من إلهنا وملكنا لنكون معه ومع شعبه.

كما وأطلب من الجميع حثَّ أبناءهم وبناتهم عبر التشجيع والكتابة والإعلان والإعلام ليكون لشعبنا خُدام كما يليق بتاريخ وأرث ومكانة كنيستنا. رعاية الدعوات ونمّوها ليست مسؤولية الكنيسة فحسب، بل مسؤولية الأب والأم والأخ والأخت والصديق، وكل مؤمن مُلتزمٌ بإيمانه ويُريد لهذه الكنيسة أن تنمو وتأخذ دورها ومكانتها.

فإلى كل مَن أنهى الدراسة الإعدادية بكل فروعها فما فوق، ويشعر بأنه قادرٌ على أن يُسهم بما أعطاه الله من نِعمٍ وبركات، ويحس أنه مدعو للتباعة في طريق الخدمة له الإتصال بكاهن الرعية ليُدله حول كيف له أن يُواصل المسيرة. أو أن يتصل بنا في مقر الدير الكهنوتي المؤقت في عنكاوا (مبنى مطرانية الكلدان) وسنكون على استعداد للقاءه وسماعه وإرشاده، فننتظركم.

الأب بشار متي وردة المخلصي
مدير المعهد الكهنوتي البطريركي