المحرر موضوع: الجزء الثاني من لقاءات القائمين على الندوة العلمية في مدينة لينشوبينك السويدية  (زيارة 1471 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Edison Haidow

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 651
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألجزء الثاني من اللقاء الذي أجرته أذاعة آشور في كوتنبيرك مع القائمين على الندوة العلمية في مدينة لينشوبينك للفترة 10 ـ 11  من أيلول  2005

أجرى اللقاء /  أديسون هيدو

في الجزء الأول تطرقنا في الحديث عن المجلس القومي الآشوري الكلداني السرياني في لينشوبينك  وكذلك  عن الأمور الفنية الخاصة بالندوة التي عقدت هناك  واسباب انعقادها والمساهمات التي قدمت فيها  .. في هذا الجزء نتحاور حول الوحدة المنشودة  وقضية التسمية التي كانت محور نقاشات الندوة  ...
                                                     


ـــــــ توجهت الى الأستاذ  داود بت أبونا  وبدأت معه الحوار بالسؤال التالي :
رابي داود ... لقد طرح في الندوة سؤالا  كبيرا  وهو عن  السبل والطرق اللازمة  لتوحيد شعبنا ... برأيك  هل يأتي التوحيد عن طريق المؤسسات القومية أم الدينية ؟

انا باعتقادي نحن بحاجة الى جميع الطرق والسبل لنصل الى هدفنا و كما يقول المثل [ كل الطرق تؤدي الى روما ] كل أنسان مؤمن بالوحدة ومحب لهذا الشعب وله القدرة على العمل يستطيع أيجاد طريقة أو وسيلة ما  يستطيع بها من المشاركة والمساهمة  .. فالذين يعملون في المؤسسات الدينية يستطيعون المشاركة و كذلك الذين يعملون في المؤسسات القومية ... نحن المحسوبين على الشريحة المثقفة من ابناء شعبنا نستطيع ان نعمل من خلال الأندية او الجمعيات أو بطرق أخرى  .. وحتى الأنسان البسيط  له القدرة على العمل أذا ما  منحت له الفرصة الكاملة  .. وشعبنا بالرغم من عمق الخلافات الموجودة فيه ان كانت دينية أو مذهبية او ماشابه فانه شعب مخلص ومحب لبعضه ويعمل ويسعى الى تحقيق  اهدافه بكل تفان واخلاص ....... 
 
ـــــــ ولكن هل تعتقد بأن  [ قياديي ]  شعبنا يعملون بهذا الأخلاص ... لنأخذ أمثلة من الواقع .. لنتطرق الى قيادات كنائسنا ... البطريرك مار دنخا  الرابع بطريرك الكنيسة الشرقية يصر على التسمية الآشورية ولا بديل لها  وموقفه ثابت .. ومار عمانوئيل الثالث دلي بطريرك الكنيسة الكلدانية يصر على التسمية الكلدانية.....  ومار زكا عيواص بطريرك الكنيسة الأرثوذوكسية صرح وقال نحن عرب ... اين نحن من هذه التناقضات .. الى اية جهه نميل ... واين هي الحقيقة برأيك  ؟

شعبنا يستطيع ان ينظر الى الجهه التي يراها هي الصحيحة ... لأن اليوم هو يوم النور و الحقيقة .. انه ليس محتاجا الى أحد .. ليس ضروريا ان ينظر الى هذا البطريرك او الى غيره مع احترامي الى كل رجال الدين الأجلاء واحترامنا الى كنيستنا التي اعتبرها كنيسة واحدة بالرغم من انقسامنا الى عدة مذاهب ........

ـــــــ ولكن رابي داود وعذرا للمقاطعة ... الكنيسة لها سلطة روحية .. وسلطتها قوية ؟

نعم لديها السلطة ... ألذي يحدث الآن هو انتشار القيم و المفاهيم الدينية بعد زوال او تراجع  أو أنحسارالكثير من المفاهيم والنظريات العالمية  ...  والدين بصورة عامة يستقطب الكثيرين وشعبنا بالرغم من احترامه للكنيسة  لكن القسم الأكبر منه لا يتفق مع ما تفرضه من مفاهيم واملاءات  وخاصة الأصرار على التقسيم وادعائهم باحقيتهم كل حسب مذهبه ...
ولو تطالعون دراسة الأستاذ ميخائيل بنيامين التي قدمت اليوم في الندوة ستلاحظون بان أكثر من 80  في المائة من شعبنا يصر على أننا شعب واحد ولهم الأستعداد بالتضحية والتنازل عن الكثير من المسائل في سبيل الوصول الى طريق الوحدة ان كانت عن طريق الأسم المركب او الثلاثي أو اية صيغة يتم الأتفاق عليها ما بين أحزابنا ومؤسساتنا القومية والدينية ... لذلك اعتقد بان النسبة الأكبر من شعبنا لا تتفق ما يطرحه رؤساء كنائسنا .

ـــــــ الآن هناك حملتان نتابع تفاصيلها وتطوراتها ومجرياتها عبر الأنترنت .. الأولى وهي النداء الموجه الى الآباء الروحانيين وأبناء الكنيسة الكلدانية .. قابلها رد فعل وحملة سميت بالحملة الكلدانية في كاليفورنيا ...  كيف تقيم هاتان الحملتان .. وايهما هي الأقرب الى واقع  شعبنا ؟

في الحقيقة عرض النداء  الذي اطلقه الأساتذة جميل روفائيل وسامي بلو ونوئيل رزق الله علي من قبل أحد ألأصدقاء قبل أن ينشر في صفحات الأنترنت ولكنني تحفظت في المشاركة فيه في البداية بالرغم من تطابق محتواه بالنسبة للوحدة المنشودة كهدف مع  توجهاتي  ... لم أكن مستعدا ان اوقع عليه لأنه باعتقادي كانت ستثير حالة من النعرات والحزازية كما حصل ... ولأنه في الحقيقة  لا  نستطيع  ان  نلوم بطريرك الكلدان فقط  بما صرح به .... بطريرك الكنيسة الشرقية ومعه المجلس الكنسي كان اول الذين صرحوا بأننا آشوريين فقط  والكلدان والسريان ما هم الا مذاهب كنسية في كنيستنا الشرقية ........

ـــــــ عفوا رابي داود  ...المعروف بأن  بطريرك الكنيسة الشرقية يلتزم برأي ثابت وصريح  .. بعكس مار عمانوئيل دلي الذي يتميز بآراء ومواقف مختلفة ومتذبذبة ... وهذه ليست خافية على أحد .. وليس بالضرورة أن يكون هذا سؤالي وانما انقل وجهة نظر الكثيرين ....  هل تعتقد بأن هناك ضغوطات وتأثيرات خارجية على هذه المواقف وخاصة بعد جولته الأخيرة  الى دول العالم ؟

الكنيسة الكلدانية لم تتعامل بالسياسة وليس لها تلك التجربة السياسية التي بها تستطيع ان تتفاعل مع الأحداث والتطورات وكذلك الكنيسة السريانية..  وهذه حقيقة لم آتي بها من عندي .. هاتان الكنيستان وأغلب اتباعهما [ من الذين عملوا في السياسة ]  لم يكونوا الا من ضمن الذين عملوا في أحزاب السلطة كحزب البعث .. أو في المناطق الشمالية من العراق الذين عملوا في صفوف الأحزاب الكردية أو في الأحزاب الوطنية الأخرى كالحزب الشيوعي العراقي  ...   لم يكونوا يعترفوا بأي وجود قومي تحت أي مسمى بسبب مراعاتهم لضروفهم وتواجدهم في مناطق  كانت واقعة تحت ضغوطات السلطة كما في سهل نينوى حيث الأغلبية من الكنيسة الكلدانية والسريانية { اللهم بعض المحاولات الفردية هنا وهناك } ... بعكس الكنيسة الشرقية التي كانت  متحصنة  في جبال هكاري منذ القدم  وكان لها الفرصة الأعظم للتعامل مع السياسة وأحداثها ... والبطريرك كان قائدا روحيا وزمنيا للكنيسة الشرقية الى الحرب العالمية الثانية  .. كان يقود نضال الشعب الآشوري في سبيل التحرر ونيل الحقوق وتقرير المصير بالرغم من أخطائه ... بينما الكنيسة الكلدانية كانت بعيدة كل البعد عن السياسة ..... أبناء شعبنا من الكلدان الذين كانوا يريدون الدخول في المعترك السياسي القومي .. كان يقابله رفضا أو تحذيرا من قبل الكنيسة .. واول تجربة لهم بأعتقادي في العمل القومي حصلت بعد سقوط النظام البعثي في العراق وزوال الدكتاتورية والتغيير الذي حصل وبروز الآلية الجديدة في العملية السياسية من الديمقراطية وألأنتخابات وما شابه ... ربما يتسائل البعض ويقول بأن مار عمانوئيل الأول قبل ستين سنة أو أكثر كان في مجلس الأعيان .. هذا صحيح ولكنه كان معينا من قبل الحكومة وليس عن نتيجة الأنتخابات ..عين  ممثلا عن طائفة مخلصة للنظام الملكي ... لذلك فأن تذبذب مواقف مار عمانوئيل دلي الآن هو نتيجة عدم خبرته السياسية وربما كانت هناك ضغوطات خارجية عليه ولكني لا استطيع أن أجزم بذلك .
ولو رجعنا الى سؤالك عن النداء الى الأباء الروحانيين والحملة الكلدانية فانني مع توجهات النداء حيث المناداة بالوحدة لجميع مكونات شعبنا هو الطريق الصحيح  وهو الأقرب الى واقع شعبنا  ولست مع انقسامه الى مسميات منفصلة عن بعضها .

ـــــــ كما ذكرت بان البطريرك كان قائدا روحيا وسياسيا لشعبنا لعقود طويلة  وحصل ما حصل من أخطاء ... كيف تنظر الى هذا الجانب .. هل انت مع تدخل رجال الدين في السياسة أم لا  ؟

أنا أعتقد لو أبتعدوا عن مركز القرار لكان الأحسن ..  وليس عن السياسة .. لأنهم جزء من هذا الواقع  وفي الأخر هم بشر يتفاعلون ويتجاوبون مع الأحداث السياسية ... ولكن ليكونوا بعيدين عن أتخاذ اي قرار ..   ليكونوا لنا آباءا روحانيين فقط ..  ليقتصر دورهم على أعطاء النصح ولا يتدخلوا في اتخاذ القرار.... وليدعوها لأصحابها  من السياسيين وأصحاب الشأن  .

هنا تداخل الكاتب نبيل البازي حيث قال :
ألوضع العام الجديد أعطى دورا كبيرا للمرجعيات الدينية لتأخذ مكانها وبقوة في الهيمنة على مقدرات الأمور وقد انعكس هذا أيضا على وضعنا [  كسورايي ] ...  فبدأت المرجعيات الشيعية و السنية وكذلك مرجعياتنا ألآشورية والكلدانية بتنصيب نفسها ممثلة عن رعاياها ان صح التعبير في الساحة السياسية وأتخاذ القرار .. لذلك فهو انعكاس للفرز السياسي العام الذي حصل في العراق .. انه أنعكاس  للظواهر الجديدة التي تحصل لدى مجمل الشعب العراقي .

ألأستاذ موشي داود قال :
أنا أعتقد بأن ألأنسان هو [ روح  و جسد ] .. بزوال أحداها لن يكون انسانا وهكذا الكنيسة لتكن كروح لجسد هذا الشعب .. تستطيع الكنيسة من تهذيب أحزابنا ومؤسساتنا من سياسية واجتماعية وثقافية عن طريق الآباء الروحانيين أي رجال الدين .. ليكونوا كقياديين لنا لطريق الحق .. المتحزبون هم دائما في صراع أزلي ويأتي دور رجال الدين هنا  لجمعهم و أرشادهم وايصال سفينة شعبنا الى  بر الأمان .

ــــــ أستاذ نبيل ... لنأتي الى موضوع آخر وهو مفهوم أو ظاهرة التعصب عند البعض من ابناء شعبنا .. ان كان تعصبا قوميا أو مذهبيا ... كيف تقيم توجهات  هؤلاء  ؟
انا من رأي  كل مرحلة لها أناسها .. اليوم برزت حالة التعصب من قبل ما يسمى بالمتشددين او المصطلح الذي استخدمته قبل فترة وهو القوميين الجدد .. من رأي المتواضع هو أن يتداركوا الأمر بسرعة ويفكروا بطريقة أخرى بديلة لهذه التي تفوح منها رائحة التزمت والتعنصر .. البعض يتصور بانه عندما نتكلم عن قضية الوحدة معناه اننا نتنازل عن الهوية .. ليس بأستطاعة أحد كائن من يكون ان يلغي او ان يتنازل عن هويته او يستطيع ان يجردنا من هويتنا .. فهنا يجب ان نعمل بطريقة تساعدنا على ان نكون سوية  بدون انقسامات داخلية .. التي  تبرز عن طريقها  الكثير من الردود النفسية من قبل المتشددين تجعلنا غير قادرين لأن نصل الى لغة الحوار والنقاش العلمي ..
ويومنا هذا هو يوم ابداء الرأي والأستماع الى الرأي الآخر بكل شفافية ومرونة وبدون اي تعصب .. نستطيع أن نتفاهم ونصل الى صيغة مشتركة توافقية ... فدعوتي [ وهذا رأي الأغلبية بأعتقادي ] الى المتشددين والمتعصبين أن يكونو أكثر مرونة في التعامل والتفاهم مع الآخرين .

ــــــ شكرا جزيلا لكم ... هل من كلمة أخيرة ؟
أجاب رابي موشي ..... لدي كلمة اوجهها الى أدبائنا وكتابنا ومثقفينا وفنانينا  ومؤسساتنا القومية والدينية والى جميع شرائح شعبنا وهي دعوة المساهمة في عقد أو المشاركة في هكذا ندوات علمية لأننا كأمة لن نستطيع النهوض والوصول الى مستويات الأمم الأخرى الا عن طريق العلم والأدب والثقافة  والحوار العلمي الملتزم ..
وكلمة شكر أوجهها لك أخي أديسن ولأذاعة آشور على حضوركم ندوتنا هذه وتغطيتك الرائعة لها مع امنياتنا لكم بالموفقية والنجاح ....