المحرر موضوع: الجهاد .. أيها المسيحيون !  (زيارة 1443 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماجد عزيزة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 759
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الجهاد .. أيها المسيحيون !
« في: 18:38 13/09/2007 »
الجهاد .. أيها المسيحيون !

ماجد عزيزة

 

هل يمكن أن نشكل مليشيات مسيحية للدفاع عن أهلنا وأرضنا وحقوقنا ؟ هل يمكن أن يعلن رؤسائنا الكنسيين الجهاد ضد قوى الإرهاب ؟ هل يمكن أن نحمل السلاح لمواجهة الشر الذي يحاول قتلنا وتهجيرنا ؟ اسئلة طرحها علي شاب في مقتبل عمره يبدو انه تصفح في وقت قريب شيئا عن الحروب الصليبية ..

ربما أن تلك الصور التي حملتها كتب التاريخ عن المقاتلين الأوربيين الذين كانوا يحملون سيوفهم ورماحهم وعلى صدورهم رسمت صورة الصليب هي التي ترسخت في أذهان العديد من الشباب المتحمس للدفاع عن أهله وأرضه وحقوقه . لكن تلك الحروب ( الصليبية) لم تقم البتة باسم المسيح أو باسم الله أو الكنيسة ، فلم نقرأ أبدا نصا في الإنجيل يدعو لمجد الله وتعظيم اسمه القدوس برمية رمح أو ضربة سيف لكن بكلمته المقدسة ، فنحن المسيحيين ومنذ موت مسيحنا على الصليب من أجلنا نقاتل بالكلمة .. وما أطعمه من قتال .

انا أعرف أن غالبية الحروب في العالم ( إن لم تكن جميعها ) نشبت واشتد أوارها وراح فيها ملايين البشر كضحايا ، من أجل الإستحواذ على مغانم الأرض ، أو للتوسع واستعمار الأرض والشعوب ، أو لتأسيس امبراطوريات وممالك يتمتع بها المنتصر .. لكن أعرف أيضا أن المسيح لم يعلمنا أن نحمل السيف ونقاتل من أجل مثل هذه الأطماع لأن ما اراد تأسيسه والفوز به هو نحن الذين نؤمن بأن مملكته ليست في هذا العالم ( اجاب يسوع مملكتي ليست من هذا العالم ) . فهو الذي أمر تلميذه ( بطرس) بأن يرد سيفه إلى غمده يوم جاء الجنود لإعتقاله .

نحن نعي تماما أن الجيوش التي جائت من أوربا ( يوم قوتها) انما جائت لإستعمار الأرض والشعوب ، وانها قاتلت وقتلت جميع من واجهها من ( مسيحيين ومسلمين ) في أورشليم – القدس على حد سواء ، وما الصلبان التي كانت تضعها على صدورها إلا ( إشارة فرقة) ، فالمسيحي الحقيقي هو من آمن بتعاليم السيد المسيح وليس من علق اشارة الصليب أو ملأ بيته بالصور والأيقونات . وما حدث ويحدث الآن هو تكرار لنفس العملية ، فليس الجيوش التي احتلت العراق جائت بأمر المسيح يسوع ، بل لإطماعها الإقتصادية والسياسية وتوسعها في الأرض للسيطرة على المملكة الزمنية .

اما جوابنا على سؤال هل يمكن أن يعلن رؤسائنا الكنسيين الجهاد ضد قوى الإرهاب ، فهو ( كلا) لأن الجهاد في المفهوم المسيحي هو المحبة التي تؤدي إلى أن نعيش حياتنا المليئة بالسلام مع خالقنا ومع الناس ، فلم يأمرنا المسيح بقتل اعدائنا أو حتى بغضهم بل على العكس أمرنا أن نحب كل الناس .. حتى أعدائنا .. الم يقل لنا في انجيل القديس لوقا : اجتهدوا ان تدخلوا من الباب الضيق . فاني اقول لكم ان كثيرين سيطلبون ان يدخلوا ولا يقدرون . فالجهاد في المسيحية موجود لكنه ضد الأمور التي تأتي عكس اراده الله الخالق والتي أمرنا بها في وصاياه مثل ( الزنى والقتل وشهوات الجسد..) .. لذا فالجهاد في المسيحية لا يعني ان نرفع سيوفنا ونسافر ( من عكا إلى مكة ، ولا من الرباط إلى تورا بورا ، ولا من نجد أو دمشق أو أصفهان إلى بغداد والموصل ) لنذبح اهلها ونستيبح أعراضهم ..الجهاد في المسيحية هو نداء المحبة والسلام والخير لجميع البشر والذي نادى به السيد المسيح يوم قال لنا :  تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وانا اريحكم.