المحرر موضوع: علم ودستور ومجلس امة كل عن المعنى الصحيح محرف  (زيارة 1590 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رزاق عبود

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 390
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
علم ودستور ومجلس امة  كل عن المعنى الصحيح محرف

 

الشاعر الوطني العراقي النبيل، معروف الرصافي، وصف النظام الملكي البائد، ومؤسساته الصورية وصفا دقيقا ببيت الشعر اعلاه. لو عاد اليوم لاعتقلوه، ووصفوه بالارهابي، او الصدامي، او المعادي للعملية السياسية، لاتهموه بالكفر، وقد تجرأ وتنبأ بما يجري الان. لقدموه لمحكمة شرعية، قاضيها جاهل، واتهموه بالزندقة، وحكموا عليه بالرجم. لو كان الرصافي حيا اليوم لبصق في وجوه حكامنا الجدد بسبب طائفيتهم، وعنصريتهم، وميليشياتهم التي تزرع الموت، والدمار، والتخلف في شوارع العراق الذي احبه.

 

فما الذي تغير فعلا بعد سقوط الصنم. ابقي على الاسم المشوه لجمهوريتنا العزيزة الذي ابتدعه خيال صدام المريض بغمزة  من حاشيته المخصية. "جمهورية العراق" بدل الجمهورية العراقية لترفعهم الهمجي على المرأة، وبسبب كرههم، واسيادهم، القدامى/الجدد، وتحسسهم من ثورة 14 تموز، التي اسقطت الملكية، واقامت الجمهورية العراقية بدعم شعبي ليس له مثيل في تاريخ العالم. وابدلوا علمها الذي خطه الفنان العراقي الخالد جواد سليم. العلم الذي تضمن كل الوان القوس قزح العراقي عربا، واكرادا، وتركمانا، وقوميات اخرى. فكانت الوانه حزمة ورد عراقية فواحة. لكن الطائفيين اصروا على علم صدام الموروث من المقبور عبدالسلام عارف، ووحدته الثلاثية، التي لم تر النور، ورغم تخلي سوريا، ومصر عن علم الوحدة الوهم. وشوهه بعبارة "الله اكبر" التي تذكر بالحروب، والغزو، وقمع انتفاضات الشعب العراقي، وهي مفردة الارهابيين المفضلة، ومفخخاتهم الاجرامية، واحزمتهم الناسفة التي تحمل كلها ماركة "الله اكبر". اعترافا منهم بفضل صدام عليهم. ابقوا شعار العدوان البدوي، الجاهلي، البربري، الذي وضعه صدام حتى في غرف نومه لانه مولع بالقتل، والدماء، حافظوا على النسر المتوحش، رمزا يذكر الشعب بعدوانية حكامه الجدد، وتخلفهم، ودمويتهم مثل المفترسين القدامى. في حين ابتدع الفنان جواد سليم رمزا، وشعارا لجمهوريتنا،  وبلدنا، ووطننا اختصر، وتضمن كل تاريخ، وحضارة، وشعوب وادي الرافدين. اما الدستور الذي فصله الصفوي همام حمودي، واخاطه الثعلب فؤاد معصوم. فليس له علاقة بتوحيد العراق، ولا قانونا اساسيا للامة، ولا وضع اسسا صحيحة لوحدة، وسلامة ارض الوطن. بل مجموعة الغام مهيئة للانفجار، وتحطيم البنيان العراقي في اية لحظة زرعتها مجموعات طائفية، وقومية، متعصبة، ومتعنتة. اشتركت الايديولوجية، والدين، والسياسة، والطائفية، والتعصب القومي، والتخلف الاجتماعي في رسم خطوط الدستور وابعد القانون، والقانونيين وهما الطرفين الوحيدين الذين يضعان الدستور في كل تاريخ الشعوب. وحتى دستورهم المشوه هذا لم يحترموه. فرئيس الجمهورية يتصرف، وكأنه حاكم فعلي بسلطات، ومستشارين، وقرارات، وامتيازات، وصلاحيات، وتعيينات، وارشادات، ومكرمات، وفرمانات. في حين حدد الدستور مهمته بالتمثيل الفخري. ونص الدستور ان المسؤولين الكبار، واعضاء البرلمان يجب ان لايحملوا جنسيات اجنبية. لكن اغلب مسؤولينا من رئيس الجمهورية، واحد نوابه، ووزراء، ومستشارين، ونواب رئيس الوزراء هم مزدوجي الجنسية، ولا نعرف، ولائهم لمن. وهي مخالفة صريحة للدستور. ونفس الحال ينطبق على الكثير من اعضاء مجلس النواب. بل ان معظمهم لا يسكن العراق، وجائوا اليه بعد الاحتلال فقط. في حين ان الدستور الذي صاغوه ، وصوتوا عليه يشترط على النائب ان يكون عراقي الجنسية. واغلب النواب لا يعرفهم الناخب، ولم يصوت لهم بل صوت لرئيس، او زعيم، او امام، او شيخ القائمة. ناهيك عن التزوير في نتائج الانتخابات، والطريقة التي تمت بها الدعاية، والعملية الانتخابية. واغلبية النواب لا تنطبق عليهم شروط التحصيل الدراسي بل ان الكثير من "نوابنا" اميين، ولا زالوا يبصمون عند استلام رواتبهم. وهم انفسهم، ويا للسخرية يناقشون، ويعدلون، ويسنون قوانين التربية، والتعليم، والثقافة، والعلوم، والتكنلوجيا وغيرها. في بلد الحروف، والحضارات الاولى. نوابه يجهلون الحروف، ولم يسمعوا بالحضارة. اما نسبة "الحريم" المسكينات، المهضومات الجناح فحدث، ولا حرج. "اسمك بالحصاد ومنجلك مكسور" بس اسمهه نائبة تاخذ راتب، ومخصصات، وعدهة حماية، وسيارات، وتبوس ايد السيد صباحا ومساءا. على فضله، ونعمته السخية.

مسكين يا عراق، تباع في سوق النخاسة ممن باعوا انفسهم للاجنبي القذر!!