المحرر موضوع: مملكة بابل شهدت كتابة أول دستور  (زيارة 1688 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Farouk Gewarges

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 612
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مملكة بابل شهدت كتابة أول دستور

2005 الجمعة 30 سبتمبر
                                     بقلم :  سعد القرش

دراسة عن تاريخ الكتابة تعيد للعراق الفضل في مشرق المعرفة

القاهرة (رويترز) - في حين يشهد العراق جدلا حول مشروع الدستور يأتي كتاب موسوعي عن تاريخ الكتابة ليشير الى أن مملكة بابل شهدت كتابة أول دستور وتكشف المقارنة ما يمكن اعتباره ضعفا لدى النخبة الحالية الحاكمة والمدعومة بالاحتلال الامريكي للبلاد منذ سقوط نظام صدام حسين في ابريل نيسان 2003. ففي كتاب (تاريخ الكتابة.. من التعبير التصويري الى الوسائط الاعلامية المتعددة) يبدو الملك حمورابي الذي حكم بابل (نحو 2123 - 2081 قبل الميلاد) شامخا كأنه يعانق السماء أعلى قمة مسلته التي تضم نحو 280 مادة قانونية وتشريعية أشبه بدستور يعتبره المؤرخون الأقدم في التاريخ البشري. ويضم الكتاب صورا للوحات وجداريات يزيد عمر بعضها على 4500 عام منها لوحة نذور من الحجر الجيري موجودة بمتحف اللوفر بباريس وتعود الى بلاد ما بين النهرين حوالي 2500 عام قبل الميلاد وتصور أحد الملوك وبجانبه حامل كأس الشراب حيث بدأ في تلك الفترة تطور النقوش الرسمية.

في ذلك الزمان الموغل في القدم وقبل نحو 2200 عام من مصادفة قادت مغامرين أوروبيين على رأسهم كريستوفر كولومبس عام 1492 لاكتشاف أمريكا كانت الحضارة في مصر والعراق تعيش ازدهارا في مختلف فنون المعرفة التي سجلتها الكتابة والرسوم والنقوش. ويفرد الكتاب الذي أقامت مكتبة الاسكندرية مساء الخميس احتفالا بمناسبة إصداره صفحة لخريطة للعالم موجودة بالمتحف البريطاني تعود الى القرن السابع قبل الميلاد وفيها يبدو نهر الفرات يصب في الخليج في حين تمثل بابل مركز دائرة في "العالم المعروف وهو بلاد ما بين النهرين". وصدرت الطبعة الاصلية للكتاب في باريس عام 2001 عن دار فلامريون باشراف المفكرة الفرنسية ان ماري كريستان.

والطبعة العربية التي شارك في ترجمتها 18 باحثا مصريا في مختلف التخصصات وحررها خالد عزب نائب مدير مركز الخطوط بمكتبة الاسكندرية تقع في نحو 400 صفحة مزودة بصور لنقوش وخطوط تنتمي الى حضارات وقديمة منها مجموعة قوانين حمورابي وهي مجموعة قانونية نقشت على لوحة من حجر الديوريت وأودعت نسخة منها في مدن كثيرة من مملكة بابل. وتسجل لوحة من مكتبة اشور بانيبال في نينوى التي كانت من أشهر المكتبات في العالم القديم جزءا من ملحمة جلجامش ذلك البطل الاسطوري الباحث عن عشب الخلود في أقدم الملاحم البشرية المكتوبة. وفي هذا الجزء الذي ينشر الكتاب صورة له من الملحمة "يخبر أوتانابيشتيم المثيل البابلي لسيدنا نوح بطل القصة بأمر الفيضان وقد أحدث اكتشاف قصة الطوفان التي تسبق الرواية التوراتية في الكتاب المقدس نوعا من الثورة الفكرية." ويعد اشور بانيبال (668 - 626 قبل الميلاد) من أشهر ملوك الامبراطورية الاشورية وكان قصره يضم أكثر من ألف لوح مسماري وكان يسمى "الملك المثقف". وفي فصل يحمل عنوان (كتبة ما بين النهرين) يشير دومينيك شاربان الى أن تعقيد الكتابة المسمارية قيد استخدامها على نطاق مجتمعي واسع "فهناك فئة صغيرة من الكتاب فقط هم الذين كان في استطاعتهم الكتابة... كان هناك حوالي مئة كاتب في كل الامبراطورية الاكادية."

واستمرت الامبراطورية الاكادية التي أسسها سرجون الاول بين عامي 2360 و2180 قبل الميلاد وكانت أول امبراطورية ضخمة في بلاد الرافدين وشمالي سوريا.

ويستعرض الكتاب عددا من القضايا حول نشأة الكتابة في الحضارات القديمة ومنها الصين وشبه القارة الهندية واليابان وبيرو وفيتنام اضافة الى فصول عن (فك رموز الكتابة المسمارية والكتابة في مصر القديمة) و (من التنجيم الى الكتابة) و(التصوير بالكتابة) مرورا بالكتابة في الحضارات اليونانية والرومانية والعربية ونشأة الطباعة في الغرب وصولا الى (الكتابة وتعدد الوسائط).





--------------------------------------------------------------------------------