المحرر موضوع: شعبـــــــــــــــنا  (زيارة 1514 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل gassan5

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 10
    • مشاهدة الملف الشخصي
شعبـــــــــــــــنا
« في: 13:22 04/10/2005 »


 شعبنا
 بين التنظيمات والاستحقاقات

يسعى الأخيار من أبناء أية امة أن يتطوعوا في عمل تنظيم مهمته صيانة حقوق الأمة وتطورها والدفاع عنها وهكذا بالنسبة للوطن أو أية شريحة قومية أو دينية أو طبقية, وكان هذا الصراع يؤدي دوما إلى مواجهات إعلامية أو نضالية قاسية تصل إلى القمع الدموي, فان ظفر الجانب المناوئ للسلطة القائمة ظفر أيضا بالمكاسب السلطوية حينها وحسب مدى إيمانه بالحرية والعدالة والديمقراطية يبني سلطته وقد ينقلب على مناصري البارحة الذين أزورهم خشية منهم
حديثي اليوم عن نشاط سياسي نعيشه اليوم في عراقنا الحبيب وفي حدود فئة مغبونة دوما قوميا ودينيا وكانت حصتها من الاضطهاد والغبن كبيرة أنهم المسيحيون ( وما ينطبق عليهم ينطبق على الفئات الصغيرة الأخرى كاليزيديين والصابئة ) وحتى التركماني إلى حد ما.
أنا لست بصدد تعامل هذه الفئات مع القوميات والأديان الطوائف الكبرى في الوطن وإنما ما يشغل الجميع في هذه الأيام وخلال هذه المرحلة
الكل مؤمن أن كياننا المسيحي صغير بتعداده نسبة إلى الإسلام والى العرب والأكراد ولكنه كبير بإيمانه انه الابن الأصلي والباني لهذا الوطن والمؤسس لمفاخره من حضارة وتطور وأنه يمتلك حقوقا ومستحقات لا تقل عما تستحقه الفئات الكبرى وانطلاقا من هذه المشاعر ولصدى ما عانت هذه الفئة من غبن واضطهاد أصبحت مثقلة بمشاعر القهر خصوصا وهي مسالمة متعاونة ومخلصة دوما في أداء واجبها العام والخاص ولا تنال مستحقاتها إلا بثمن غال ومتميز من نكران الذات والإخلاص والكفاءة ( وحديثي هذا ينطبق على الفئات الصغرى الأخرى ) .
لذلك قامت بين هذه الفئات تنظيمات وأحزاب سياسية وكان رجالها من اخلص المناضلين وقد تبؤوا مراكز قيادية في تلك التنظيمات ولم ينالوا ثمن تلك التضحيات إلا المزيد من الاضطهاد والإهمال .
بعد التغيير الذي حصل في الوطن بزوال الدكتاتورية عادت الأحزاب إلى الوطن ومنها التنظيمات القومية للفئات الصغرى وراحت تسعى أن تجد لها موقعا في الساحة السياسية وكان لبعضها إمكانية إشغال ذلك المنصب بينما تأسست تنظيمات أخرى بعد السقوط وسعت هي الأخرى للحصول على موقعها ونيل المكاسب التي أصبحت متوفرة عند القيادة الجديدة وقد حصل صراع بين هذه الأحزاب التي قامت بعيدة عن جماهيرها بسبب الظروف الصعبة وسرعة التغيرات في الساحة السياسية فما توفر لها الوقت لتغطي ساحتها الشعبية لكنها كانت تنطق باسمها وتعلن أنها تسعى من أجلها ونتيجة لعدم توافق وتآلف الأسماء التي مثلت أمجادنا في التاريخ، حصلت الصراعات في القيادات التنظيمية خاصة بعد أن انفردت الحركة الديموقراطية الآشورية بالمكاسب لموقعها في مجلس الحكم وشعرت الفئات الأخرى أنها مهمشة ومغيبة لذلك نشطت في أن تتآلف وتتوحد لكنها فشلت خاصة لعدم امكانها توفير التأييد الشعبي رغم تدخل بعض القيادات الدينية .
أنه في ظاهره صراع قومي زج في زحفه الجمهور الذي كان يجب أن تستثمر جهوده في الفترة الحالية لكنه تسبب في انقسامه، هذا ما حصل في السنتين الماضيتين وكل ينادي للوحدة .
أما بالنسبة للكلدان وتنظيماتهم فحين حاول إخوتهم استثمار اسمهم في نيل المستحقات التي لم تكن للشعب وإنما للتنظيمات الحزبية كما ذكرنا وأن من نال المستحقات استثمر اسم الكلدان الذي كانوا تحت خيمة زوعا مما حفز وأثار الأحزاب الآشورية الأخرى وكذلك الكلدان والسريان، ومما يؤيد أن هذه المكاسب والمواقع لم تكسب ولم توحد الشعب المسيحي دل على ذلك ما أعطته نتيجة الانتخابات في 31 / 1 / 2005 رغم الإعلام والتأييد الذي نالته قائمة الرافدين كقائمة المسيحيين وكانت حصيلتها 36000 صوت، واليوم مقارنة بالتجربة السابقة وما نحن فيه يبدو أن تلك القائمة لن تنال الأكثر لأنها جابهت مشاكل ومأخذ، عليه وجد الآخرون أيضا أن يكون لهم حظهم وتآلفهم .
لذلك عمد الكلدان بعد أن شاعت وانتشرت نتيجة غبنهم وتهميشهم دفع الكثيرين منهم بالمناداة بالحصة القومية وأنهم ظلموا وهمشوا وأنهم بحاجة إلى وحدتهم والى من ينطق باسمهم وهم يشعرون أنهم الأكثرية، ونظرا لأن الكنيسة هي الملتقى الأكبر فأنتهز الواعون زيارات غبطة أبينا البطريرك عمانوئيل الثالث دلي وطالبوه أن يرفع صوته ويقر بوجود الكلدان القومي ويكرس ذلك في وثائق الدولة وهذا ما حصل لكن الإخوة اعتبروا ذلك انشقاقا وهم غير مبالين لتعدد الأحزاب الآشورية وإنكارهم للكلدان كقومية وعدم اهتمامهم بتآلفهم ووحدتهم .
هنا يجب أن أشرح أمرا ظل موقع نقاش ومداخلات ( اعتمادا على نصوص تاريخية ) منها أن الكلدان أزيلوا عن الوجود وأن من يتسمون بهم هم طائفة أولدتها روما، وهناك من يقول أن الكلدان معترف بهم عند زوعا الذي احتضنهم بتسمية كلدوآشور وهي خير وحدة ولقاء وهذا أيضا بات معروفا لأن المجلس الذي تسمى به كلدوآشور وكانت أهدافه ونيته المخلصة توحيد الشعب المسيحي لكن هذا المجلس افرغ من مسعاه وفعله وتم التأثير عليه ليكون تنظيما يحتضنه زوعا لذلك خرج أكثر المؤسسين مــن عضويته وعوض عنهم زوعا بآخرين .
هنا أود أن أتناول موضوعا إنسانيا بغض النظر عن التاريخ ( ولكل جماعة دلائلها ومصادرها التاريخية ) لكنني أقول أن أية جماعة لها موقعها وكيانها لها الحق أن تقرر وجودها بالاسم والكيان الذي تصطفيه خصوصا إن كان موقعها وتعدادها السكاني ملحوظا بأكثرية كما في وضع الكلدان مقارنة بإخوانهم من المسيحيين، فمن حق هؤلاء وبمنطق الإنسانية أن يكون لهم الاسم والكيان الذي يقررونه ويطالبون بموقعهم وحقوقهم ولا يمكن للآخرين نفيهم أو تهميشهم وفي العالم أمثلة كثيرة لأشخاص أو كيانات انفصلت أو تمحورت مستقلة عما كانت عليه سابقا وخير مثال باكستان وبنغلادش وأنا هنا لست داعيا لانقسام الشعب المسيحي ولي من الكتابات والآراء في المنبر الديموقراطي الكلداني ما يؤيد ذلك كما أن الكلدان أنفسهم يتمتعون بدلائل تاريخية وآثارية ثابتة فعلام نكثر عليهم وحدت وجودهم الكلداني .
في هذه الأجواء سعت التنظيمات الكلدانية لتكون اتحادا داخليا باسم البيت الكلداني أو اتحاد القوى الكلدانية بأمل أن تنقذ جماعتها من التشتت الذي سبب خذلانها خلال التجربتين السابقتين علما أن المنبر حين دخوله هذا الاتحاد دعا دوما إلى اتحادات أخرى آشورية أو سريانية لتقليل تبديد الأصوات في مجال الانتخابات إن تم توحيد القوائم وفق تلك الاتحادات وكم يكون رائعا إن التقت تلك الاتحادات وذللت المصاعب لتآلفها .
أما الادعاء أن وحدة التنظيمات وتآلفها هي وحدة القومية فذاك بعيد عن الحقيقة لما وجدناه من انفصال وانفكاك بين التنظيمات وقت التجربة حتى ظهر جليا للشعب أن هذا الصراع ليس بين القوميات وإنما صراع الأحزاب على المكاسب المتوخاة .
هذا ما انتبه له المنبر الديموقراطي الكلداني قبل تأسيسه وفي مجال حواراته ونقاشاته مع مؤيديه وأصدقائه الذين اشبعوا منهاجه وأهدافه دراسة متأنية بنظرة فاحصة للواقع وكان أهم ما شخصوه هو أن التنظيمات وبسبب ظروف تأسيسها هي بعيدة عن جماهيرها وكذلك بسبب الواقع السياسي الصعب في الوطن لم يتسن لها دراسة واقع الشعب ومتطلباته والدفاع عنه، إنما انشغلت بصراعاتها لكن المنبر أيضا أنتبه إلى هذا الأمر وكان من تطلعاته في منهاجه استثمار امكانات أعضائه وأصدقائه في المهجر مادية كانت أو تقنية أو حضارية لتوريدها إلى الوطن بأعمال مشتركة مع أبناء الوطن الذين بإمكانهم تقديم جهودهم وسواعدهم وقابلياتهم لإقامة مشاريع مهمة مشتركة ولتكون لهم أعمال ومشاريع هم أسيادها وهذا أسلوب عملي حقيقي لخدمة قواعدنا الشعبية وللوصول إليها وتلبية متطلباتها الضرورية .
أما اتحاد التنظيمات الكلدانية جاء إنقاذا لفرصة قائمة باستثمار الوجود الكلداني وساحته السياسية وملء الفراغ الذي يكتنف وسطه الشعبي الكبير وهنا علي أن المح إلى ظاهرة مقلقة في أوساط شعبنا لمستها وأنا في مهمة جمع الأسماء المطلوبة لتسجيل كياننا السياسي, وقد زرت أكثر من خمسين عائلة فهالني ما وجدت من يأس وخوف وتردد وسلبية تجاه أي عمل سياسي لفقدان الثقة به أو بكل تغيير، لأن ما حصل في الوطن بعد الدكتاتورية أثر تأثيرا سلبيا على الجماهير التي لم تجد أي متنفس يؤملها بالأفضل، لذا علينا اخذ هذا الأمر المهم والكبير بنظر الاعتبار لرعاية جمهورنا وتوعيته بالواقع القائم لعدم تبديد أصواتنا بعد أن نكون قد اخترنا الأشخاص المؤهلين لتمثيلهم .
وهنا أعود واكرر لنصل أن الكنه الحقيقي من الصراعات التي دامت أكثر من سنتين ولم يصل أصحابها إلى النتيجة المرجوة لأنها كانت صراعات بين التنظيمات استغلت الأسماء القومية, بينما كانت بعيدة عن قواعدها الشعبية ولا زالت تسعى وتحاول من اجل أن تكسب تلك القواعد للفوز بالمواقع المرتجاة, وهذا لن يكسبها ثقة ألآخرين, عليه ليعمل كل في حقله ويفلح في توعيته ليضمن مشاركته بعد أن يكون قد وحد صفوفه كما فعل الكلدان، ولا خوف على علاقاتنا القومية إذ لابد أن تأتي الفرصة حين نفلح في مسعانا ونحصل على ثقة شعبنا, فان اتحدت أكثر الأحزاب الآشورية وهكذا السريانية يكون الأسهل أن يجلس الثلاثة حول مائدة صغيرة واحدهم يسمع الآخر بسهولة.
وحتى أن بقينا بثلاث قوائم تكون نسبة تبديد الأصوات اقل بذلك نضمن وصول العدد الأكبر من ممثلينا إلى المواقع المطلوبة                 
                                                       

                   
                                                                              سعيد شامايا
                                                                            4 / 10 / 2005