المحرر موضوع: فضائية عشتار .. هي العراق وهي الخَيار  (زيارة 1088 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي الحسناوي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 80
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
فضائية عشتار .. هي العراق وهي الخَيار


علي الحسناوي
Ali2155@yahoo.com


لم اكن قد شاهدت فضائية عشتار من قبل, ليس لاني من (روافض) المشاهدات الفضائية, ولكن طبيعة المهمات الحياتية ومتطلبات البحث الاكاديمي والتقصي عن حقائق جديدة لا تُعطي والحالة هذه متسعا من الوقت بغية مشاهدة (معلبات الهواء البرامجية).
ثم ان مرض (الصداع الفضائي) لابد وان يحتلّ رأسي ويغزو تلافيف دماغي بعد كلّ إنتقالة لي فيما بين الفضائيات التي تتسابق في إظهارعراقيتها وتُزايد على مهنيتها من خلال إلغاء عراقية الآخر حتى يُخيّل إليّ احيانا من انني في سوقٍ فضائي لا ينتهي إلا باستخدام الصَحَن أو الدش في حفلة تشريب فضائية غنية باللحم الحيواني بدلا من اللحم البشري الذي يأتي به الصَحَن من مشارق الارض ومغاربها.
ومن محاسن الصدف ان تعود بي علاقاتي الرياضية, ومن خلال قناة فضائية عشتار بالذات,  الى جذوري الاجتماعية (المسيحية) وذلك بعد مساهماتها الفعّالة في تسليط الضوء على نشاطاتنا العراقية التصميم والعراقية الهدف ومن خلال تواجدها في وقت وموقع الحدث.
سادت في الآونة الاخيرة توجهات (فضائية) استلهمت شعارات النفط العنصرية الخائبة من خلال الاعلان عن قناة الكرد للكرد وقناة العرب للعرب. ثم تعددت الفضائيات فيما بعد, مستلهمة نفس الشعار السابق,  معلنة العمل وفق خطة (كلٌّ يبكي على ليلاه) وهي تعمل وبكل ما أوتيت به من قوة ومصادر تمويل على ابعاد ليلى العراق عن قيسها المسكين بالعربي أو جوليت العراق عن روميو بالمسيحي أو نه سرين عن كاكا حمه بالكردي مرورا بآخر حبة لؤلؤ في عقد العراق المفصّص بالجواهر المتنوعة الاشكال والاحجام.
ان الارتباطات المهنية هي التي دفعتني الى البحث عن افضل (ناصب) وخبير كي يعينني على إدخال رقمية فضائية عشتار الى جهازي الذي اصبحت قنواته اكثر عددا من الدول المنتمية تحت لواء الامم المتحدة.
طالعت عشتار على مدى يوم كامل حتى ضاق البيت بالعراق ليخرج منه عبر الشبابيك الى البيوت المجاورة, فمن الأبوذية الى السويحلي والعتابة ومن الجوبي الى الدبكة ومن خوني الى اخي الى كاكا ومن ديخوت الى جوني الى سلامات ومن محمد (ص) الى مشيحا (ع) ومن شكرا الى سباس الى بسيما الى تشكّر حتى أحسست خلال ذلك اليوم بأني انما كنت قادما من ابي غريب (حيث يسكن اخي) الذي لم يعُد يسكن هناك نحو الشاكرية (حيث سكنت انا) عبر جسر الجمهورية ماشيا نحو البتاوين الى مدينة الثورة الى كراج النهضة نحو كركوك لأدخل اربيل ثم عينكاوا فالقوش الى السليمانية دون ان تستوقفني سيطرة وهمية أو حقيقية طائفية كانت أو غير طائفية ولم يتحدث إليّ جندي اميركي (سكن انفاق نيويورك من قبل) ثم تعلّم بعض العراقية في معسكرات جورجيا.
ايها السيدات والسادة لا تشتروا اجهزة جديدة كي تستوعب فضائيات اخرى, فالبقاء لعراقية عشتار الفضائية دون منازع وهي قطعا سوف تبقينا على عراقيتنا كي نُبقي الدين في العُلا وننشر في الارض السلام حيث لا يُمكن لبشرٍ ان يكون عبداً لسيّدين في آنٍ واحد. فأما الله أو المال. اللهمّ اني صائم.