لماذا لا يثق الشعب العراقي بأية حكومة ؟
الشعب العراقي لا يثق بأية حكومة , جريا على معاناته مع الحكومات السابقة , منذ انقلاب شباط 1963 المشؤوم, ولحد الآن , ويعتبر كل الحكومات نسخة من التي سبقتها حتى وان تغيرت لهجتها , وما تعلنه من
برامج واهداف ,فالناس اصبحت افكارها مشتتة لا تعرف الصالح من الطالح , وترى كل التناقضات قد تجمعت
في تصرفاتهم ومواقفهم , والذين يزورون العراق من المغتربين يرون العجب واشياء لا يصدقها العقل ومنها :
- ما تنشره الصحافة الآن لا يصدقه الشعب , ربما 20% منه في احسن الأحوال ., جريا على ما سبق .
- الشك موجود لدى كل الأطراف .
- منظمات المجتمع المدني لا يستطيعون العمل لاْنهم يقتلون .
- قصور الاعلام المضاد للأرهاب خوفا من جرائم الأرهاب , الذي قتل العشرات من الاعلاميين .
- يوجد الان 42 فضائية , والاحزاب الحالية مدعومة من الخارج .
- سواق الأجرة يكذبون على نقاط السيطرة , لعدم ثقتهم بها , فقد يكونوا على علاقة بالأرهابيين .
- الأحزاب والمنظمات يعملون حسب متطلبات العمل ( البزنس ) , ولمصلحتهم وليس لمصلحة العراق .
- افضل رصيد وطني عند الامريكان هم الشيوعيون .
- الطائفية جلبها الامريكان , عند بداية تشكيل مجلس الحكم المؤقت على أسس طائفية .
- زيارة بوش الاْخيرة للعراق , يقول للعالم انه لا يتركه لقمة سائغة للأرهابيين ودول الجوار المتربصة .
- بعض المسيحيين يمدحون جماعة الصدر ..
- اصبحت الأنفجارات وصوت اطلاق النار , اشياء معتادة فالناس غدت لا تهاب , وتذهب في طريقها
غير مكترثة .
- الناس تعول على العلمانية وابرازها ’ كطريق الخلاص من هذه المحنة .
ما تقدّم اعلاه ليس رأي كل الناس بالضرورة , وليست احكام قطعية , ولكن رأي الغالبية العظمى من الناس
نقله لنا بأمانة المغتربون العائدون من زياراتهم لأرض الوطن , فقد اختلط الحابل بالنابل كما يقال , فما العمل ؟
- على العراقي أن يكون اكثر وعيا ليميز بين الأمور ويعرف صالحه , فلا يطلق الاحكام جزافا وتعميما .
- على الحكومة تنظيف ساحة الشرطة والجيش من الخونة ,الذين يقدمون المعلومات للأرهابيين ,
- الغاء كافة الميليشيات التي تحمل السلاح , لتكون السيطرة للدولة فقط .
- اشراك المنظمات التي تعتبر نفسها مقاومة وطنية في العملية السياسية , منعا من سفك المزيد من الدماء
- تشجيع شيوخ العشائر لمقاومة الارهابيين وعلى راسهم القاعدة , وطردهم من العراق .
- الموظف او المسؤول أن يكون ممثلا لكافة العراقيين وليس لطائفته فقط .
- نبذ الطائفية ومحاسبة كل من يدعيّها او يعمل بها , وتكريس الخدمة للعراق , كل العراق .
- الأخبار عن كافة العناصر الأرهابية ومخبريهم ’ ولئلا تكون لهم ملاجىْ يختبئون فيها ,
- تقديم محفزات مالية لكل من يعطي معلومات صحيحة عن امكنة تواجد الارهابيين وخططهم .
- تشجيع وتقديم النصح والارشاد للمغرر بهم للعودة الى الصف الوطني والمشاركة في بناء العراق .
- اجراء المقاربات في وجهات النظر , والتنازل المتبادل للألتقاء , ودفع العملية السياسية الى الأمام .
- نبذ التخوين والعمالة على اساس الدين او الطائفة او المذهب او القومية ,فالوطني هو من يخدم ويقدم
ويضحي دون تمييز او محاباة , بل بالعدالة الاجتماعية وحسب القوانين , ومراعاة الضمير .
النقاط اعلاه ليست نهائية ويمكن اضافة الكثير غيرها , ولكن تنفيذها هو الأهم , نسأله تعالى أن يلهم من
بيده مقاليد الأمور والسلطة الحكمة والرأي السديد ’ وكل انسان تقع عليه نوع من المسؤولية حسب موقعه
ومكانته , والكل يجب أن يعمل بالحق ولا يسكت عنه . ( فالساكت عن الحق شيطان اخرس ) . وختاما نقول :
كفاية للدماء العراقية الزكية التي تراق , فهل من مجيب ؟ نتمنى ذلك من الأعماق .
بقلم- منصور سناطي