المحرر موضوع: هل الكلدان بحاجة إلى (هرتزل) على شاكلة (عامر فتوحي) !؟!  (زيارة 2447 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نذير حبش

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 61
    • مشاهدة الملف الشخصي
هل الكلدان بحاجة إلى (هرتزل) على شاكلة (عامر فتوحي) !؟!

نذير حبش

ألقاريء الكريم أولاً وقبل كل شيء لا أحد يعتقد بأننا نضمر حقداً للكلدان ، لسبب بسيط جداً بالنسبة لنا هم (أنفسنا) ، أي سريان حصلوا على إسمهم ـ لأي سبب كان ـ وكانت لغتهم بطبيعة الحال اللغة السريانية وما زالت. هذه المقدمة المنطقية التي إنطلقنا منها في المقال السابق ، والتي لم يفهمه عامر فتوحي ، فردّ  بطريقة تدل على مدى عجزه.

ونرد عليه ، ولن نضيّع وقتنا على أوهامه أكثر من هذا المقال.
ألمعروف أن سلاح العاجز هو الشتيمة. ولم نحصل على أيّ ردٍ علمي منه ، بل ما حصلنا عليه سرد من الثخيرة الهائلة من الشتائم التي يملكها فتوحي ، ومحاولة من الإنتقاص من الآخرين ، ومحاولة إقصاء الآخرين بطرق صدّامية ، وبإدعائه الساذج بأن (مفتاح باب علم الرافدينيات) هو بيده وحده ، فلا أحد غيره يحاول أن ينبس ببنت شفة !!

لن أدع القاري الكريم أن يمل ، فسوف أفصّل نقدي بشكل موضوعي ـ فالقضية بالنسبة لنا هي دفاع عن لغتنا وقوميتنا السريانية بشكل علمي ، وبجدل علمي بسيط ، ولا ندعي الكمال ، ويكون النقد على الشكل التالي:
1 ـ تقييم كتاب عامر فتوحي الذي ذكره وإستنجد به دون أن يذكر محتواه ـ طبعاً فتوحي يعرف لو يذكر محتواه تفوح ريحته وسوف يعرف القاريء من هو وما طبيعة عقلية عامر فتوحي ـ كي يبرهن للقاريء وجه نظره ، كي نعرف ما قيمة هكذا كاتب ينادي أن الكل ليس له حق الكلام . ولو وضعنا فتوحي مع صدام حسين في ميزان واحد لكان صدام بالنسبة له دكتاتوراً قزماً .
2 ـ نقد وتحليل على بعض شتائمه بشكل مقطعي.
3 ـ سوف ندخل الكاتب عيادة فرويد ، لكي نعرف لماذا تنكّر لقومية ولغة آبائه وأجداده وآمن كما يقول بقدره الكلداني. علماً أن الإخوة الكلدان أنفسهم والآشوريين يقرّون بأن لغتهم هي اللغة السريانية ، وكما قال المحترم (هنري كيفا) ((أصبح ملكياً أكثر من الملك)) !!
4 ـ ألإستشهاد ببعض المصادر العلمية الأجنبية التي إستنجد بها الكاتب. على الرغم من أن من قرأ مقالتي السابقة ، لم تدور حول التاريخ بقدر ما دارت حول مقولة منطقية (( أللذين هاجروا ـ زائد ناقص منتصف الألف الرابع ق.م إلى العراق كانوا سرياناً إذن لغتهم كانت اللغة السريانية ). سوف نستشهد بصاحب موسوعة قصة الحضارة (وول ديورات) ، وكذلك (س. هـ . هوك). ويبقى كلامنا عن العالم بالرافدينيات كما هو (أ.د. أحمد داوود). وبالإضافة لما قرأتموه من مقالات الباحثين المحترمين هنري كيفا ونجيب ياكو .
5 ـ حوار حر.

ليس كل ما يكتبه الإنسان ذو قيمة علمية ، وبالمقابل ليس المطلوب من الشخص أن يكون ما يكتبه بالضرورة نهاية العلم في ذلك الموضوع. أليوم تستطيع قراءة عشرات المقالات حول موضوع معين بواسطة الإنترنت.
عنوان كتاب عامر فتوحي هو من عناوين (ألف ليلة وليلة) و (حكايات جدتي) ، ( ألكلدان منذ بدء الزمان ) !!
لو إفترضنا جدلاً أن الكاتب جلس لنيل شهادة ما على هكذا بحث ، سوف يحصد الفشل من اللحظات الأولى ، ويثير سخرية الآخرين عليه. إذ يُقال له : هذا عنوان كهنوتي غير علمي، فكيف يكون محتواه !
ألأنبياء حينما تكلموا عن (بدء الزمان) و (نهاية الزمان) لم يعطوا كلمة الفصل ، بل جوابهم كان عقلانياً : (هذا لا يعلمه إلاّ الله وحده) . أما العلماء فلا أحد يجرأ أن يزعم بأنه يعرف متى بدأ الزمان، أللهم عدا عامر فتوحي !!

تحليل ونقد على رده الغير العلمي والفاقد لأي ذوق حضاري.
ما دمت حاولت وفشلت في إستخدامك للنقد اللغوي سوف نعطيك أول درس في ذلك.
يقول فتوحي ((برغم إنشغالي ..فقد قرأت موضوعكم .. والحق فقد كان بودي التحاور معك لو كنت أهلاً لذلك ، ولكن ما منعني حقاً هو يقيني من عدم تخصصك في مجال التاريخ من ناحية ، ومن ناحية أخرى إستخدامك لبعض العبارات الغير المتحضرة كاللعب على الآخرين. وعيون السيدة نجاة التي لا أعرف من هي ، وتهمة التزييف (تزييف ماذا ؟) ، ناهيك عن ترديد التهم الساذجة التي مللنا منها .. ومنها تشبيهنا للعروبويين البعثيين .)).
إنتهى هذا المقطع من كلام عامر فتوحي.

واضح جداً بالنسبة لنا أن الكاتب عامر فتوحي لا يحتاج فقط إلى نظارات لذهنيته بل أيضاً لعيونه. فهو لم يستطع حتى قراءة النص الذي كتبته بصورة جيدة.

أما عن النظارات الذهنية التي يحتاجها لقصوره الذهني :
1 ـ أول دليل على قصوره الذهني ، أنه لا يعرف تاريخي الشخصي في العلم والتحصيل الدراسي !
2 ـ إقراره بأن المقابل غير أهل للتحاور : يقول (( كان بودي التحاور معك لو كنت أهلاً لذلك )).
 أولاً أنا لست في موضع حوار معك، إنما رد على نص كتابة معينة ،(نص) ظهر على موقع إنترنتي. ومقالتي سياسية وُظّفت فيها قوانين علم المنطق. فأنت وأنا وغيرنا لا نعرف المقابل من هو ، ولا يهمني من يكون. وهذا أول برهان لقصورك الذهني في المعرفة، فأنت لا تعرف المقابل على صفحات الإنترنت لكي تكون في حالة حوار شخص لشخص معه! ربما هو مؤسسة أو حزب أو مجموعة إختصاصيين. ما عليك معرفته: لديك نصاً مكتوباً ترد عليه.

3 ـ ألدليل الآخر لقصور الكاتب الذهني : ألحكم المسبق ( عدم أهلية) المقابل ، وبدون أن يقدم فكرة مقابلة علمية ـ لما طرحه المقابل بشكل علمي رصين ـ مما يجب أن نشكك في صحّتك النفسية أيضاً.

أما قصورك البصري وحاجتك للنظارات البصرية:

فأنا كتبت عبارة [ الآن يلعب الكاتب عامر فتوحي اللعبة ذاته ] . أي العبارة مرتبطة بالنص الذي سبقها. وقصورك البصري ليس أقل من قصورك الذهني، لأن النص الذي سبق العبارة يتكلم عن شخص آخر أراد حصر تاريخ الأمة السريانية/الآرامية/العربية (من القرون الوسطى حتى اليوم). نقدتّه وحمل برنامجه من شاشات التلفزة ورحل، وهذا ليس سراً ولسنا هنا للتباهي ، فالأمة العربية السريانية الرافدينية  أمام هجمة شرسة لإنهاء حضارتها مهددة بالإلغاء بكاملها من قِبل الأجنبي ـ بإسم الديمقراطية ـ فكيف إذا جاء أحد من أولاد الرافدين يساعد في ذلك.
1 ـ أن الصحافة الحالية تستخدم كلمة (يلعب) يومياً عشرات المرات، وهي كلمة لا تنافي الذوق الآخلاقي ، وتوظيفها حسب الجملة، ونحن نكتب مقالة صحفية. والأهم من ذلك ـ رغم الديمقراطية المعقولة ، التي أراها إلى حد الآن ـ في موقع عنكاوا كوم ، فأنا أختار ( المنبر الحر) ، لأن هذا يعطيني مرونة في الكتابة.
2 ـ ألدليل الآخر لقصورك في الرؤية : تكلمت عن الإخوة الآشوريين وأعطيت لهم جواباً مشفّراً [ من أجل عيون ست نجاة تكرم عيون الأمة الآشورية كلها] . ألجملة ليست لك ، إقرأ النص جيداً . وألأهم من ذلك كلمة (ست) تعني المربية حسب المعنى العراقي. ألموضوع أرسلت بعض الجهات الآشورية لي (إي مايل) بمعنى نوع من الإعتذار ، عندما كتبت بشكل قاسي على شخص صرّح دون حياء ، أنهم طلبوا من جلال الطالباني إقصاء إسم السريان كقومية وإبقائها كلغة فقط. فبعض الجماعات تنصّلت من قول هذا الشخص، وجاوبتهم بالشكل المشفّر. وعادت بعض المنظمات الآشورية تعلن المعنى ذاته بما يخص تصريح الأشخاص.

ألتخصص
يقول (( وهو يقيني من عدم تخصصك في مجال التاريخ)).
لم نعرف ما هو قصد عامر  فتوحي بالتخصص ، وما هو مدى هذا التخصص ، وأي تاريخ ؟! ألعالم الضليع ، الذي صور له خياله الغير السوي ، يسهل عليه الأمر  مجابهة الأشخاص الغير المختصين بالحقائق العلمية ، أَليس هذا هو المنطق ؟ فهل الباحث الذي يملك مادة علمية، أم المستفلس يلجأ إلى الشتيمة فقط ولا غير الشتيمة ؟!

أنا أعرف نفسي ، أقرأ وأكتب، وإذا كنت أنت فعلاً مختص بالتاريخ كما تدعي أَلم تسمع بـ (جورج سمث) ، ألذي علم نفسه بنفسه، وكان يعمل مساعداً في المتحف البريطاني على إصلاح الرُّقم ، الذي فكّ شفرة الخط المسماري وترجم الرقيم 11 من الملحمة الأكادية ،  وله يعود الفضل في قراءة التراث الرافديني الهائل ؟!

يصرّح من بيده ( مفتاح علم الرافدينيات)  فتوحي ـ ما فائدة الإسم إذا كان العقل مغلق ؟! ـ يصرح دون أدلة ودون براهين ، ولا يملك سوى روح الصدّامية في الديكتاتورية في إتخاذ القرارات وعلى الآخرين قول (آمين)، يعلن بأعلى صوته : (( بأن ليس هنالك من أمة سريانية ولا من هم يحزنون ، ولو كانت هنالك حقاً مثل هكذا أمة لكنت أول الداعين لها )).
من هذه النبرة نستطيع الإستدلال على نفسية صاحبها، ونستطيع أن نقرر بأن صاحب هذا الكلام مصاب بمرض (البرااسما) ، أي تبني الشخص لفكرة ثم تقمّصها على أرض الواقع، متخيلاً ذاته أنه بالفعل تلك الفكرة . كأن تتخيل أنك عالم في مجال ما ، وتتلبس الفكرة في سلوكك وتصرفاتك مع الآخرين، كما يفعل عامر فتوحي.
مقدم برنامج يقول لعالم بحجم (فاروق الباز) : أنت وصلت إلى كذا .
يقاطعه العالم فاروق الباز ويرد : لا لا ، نحن فريق !
عامر فتوحي مصاب بتضخم الـ(أنا) ـ تضخم الكبد أصبح سهلاً ، ألمصيبة أن تقابل شخصاً مصاب بتضخم الأنا ـ حين يقول (( لكنت أول الداعين لها))، ومن تكون أيّها السيد !؟!  ألأمة السريانية موجودة على أرض الواقع وحاضرة بشعبها وتاريخها ، ولا تستمد وجودها من هذا الشخص أو ذاك ، ولا من هذا الكاهن ولا من ذاك المطران.
ثم يضيف (( وببساطة متناهية لأنني مثلك سرياني الطقس كاثوليكي المعتقد)).
لا يعاني الكاتب من البراسما بل أيضاً من الشيزوفرينيا أيضاً ـ وهذا راجع برأي إلى ما ذكره من أنه ثنائي الإنتماء العائلي ، هذا بالنسبة له طبعاً ـ فوجد في الأمم ( الكلدانية) (حضارة مستقلة) ، في توهمه هو ، وفي والده (السرياني) ( حضارة أخرى) ، فوقع بهذا الإنفصام.  فهو قد عاش صراعاً داخلياً ، فراح ينحاز إلى ألأم بشكل واضح ، وتتجلى بشكل لا لبس فيه (عقدة أوديب) ، فيقتل الأب حين ينزل الحضارة السريانية (حضارة الأب) منزلة غير قومية وغير لغومية ـ منحازاً بذلك إلى لقب الأم (الكلدانية) ـ بالنسبة لتوهمه فقط. معتقداً أن كلمة طقس متعلقة بـ (الليتورلوجيا) الدينية فقط دون أن يدري أن مفهوم (سرياني الطقس) ، تعني ( سرياني اللغة) ، إذ يقول (( لأنني مثلك سرياني الطقس))!!

وفي هذا بعض من الفضل للمؤسسة الكنسية التي إستمرت في طقسها على إعتماد اللغة السريانية ، الذي قدمته للحضارة السريانية ـ لكن هذا لا يعني أن اللغة السريانية كانت تزول بدونها ، لأن اللغة مستمرة بلغة شعبها الناطق بها والمصادر التي وثّقتها ـ إستمر الطق الكنسي باللغة السريانسة حتى بعد سقوط الكيان السياسي السرياني. هكذا نسمع مثلاً طقس لاتيني ، أي يستخدم اللغة اللاتينية.

وكنا قد قلنا أن الشتيمة والمناورة الغير العلمية ، من شيمة عامر فتوحي المهذّب ! دون أن يقدم أي شيء علمي فيقول (( أمثالك من غير المختصين (بدلالة ما كتبته من أوهام ) أن يصلح لمختصين في مجالات إختصاصهم)). ولمّا كنت ـ كما تتوهم  إنك مختص ـ أَلم يكن الأجدر بك أن تبرهن للقاريء على أن كلامي أوهام ، أفضل من أن تعبّر عن طبيعة تنشأتكَ ؟!
واضح أن عامر فتوحي يحتاج إلى أمور كثيرة ومنا أن يفهم ما هو التاريخ وما لا يمكن أن يحدد التاريخ، وهو الذي يدعي أنه مختص بالتاريخ !
يقول (( ألشواهد التاريخية التي ترجع تاريخ الكلدان إلى أولى مدن ما قبل الطوفان)). يا فتوحي ألطوفان في بلاد الرافدين ليس حادثة تاريخية كي يمكننا أن نحدد التاريخ بها. فهو ليس مثل سقوط جدار برلين مثلاً ، إنما الطوفان كان يحدث دورياً في بلاد الرافدين ، مرة يقسو والأخرى يرحم. والتاريخ الذي تتكلم عنه لم يكن بعد مكتوب في بلاد الرافدين ولا يمكن تمييز (مومياء البقة التي إكتشفها عامر فتوحي) ، أي لا نعرف من أي جنس كانت مومياء تلك البقة . ألبقة جداً مهمة والعلماء يبحثون عن مكروب في القمر أو غيره ، فلا تعتبرها شتيمة.

ينقصك أهم شيء وهي فهم مفاتيح العلم الذي جئت تتوهم إنك قرأته وإستوعبته وأصبحتَ حجةً فيه: ألمفاتيح:
1 ـ أللغة ، 2 ـ ألقومية ، 3 ـ ألنسبة ، 4 ـ ألدين

1 أ أللغة، هنالك لغة نحملها حتى اليوم هي اللغة السريانية، وهو موضوع مقالتي السابقة. فأنا لم أتكلم عن التاريخ ، وواضح إنك قاصر ذهنياً لأنك لا تجيد القراءة والفهم الصحيح للنص. أنا إنطلقت من قاعدة منطقية ( ألحديث يتبع القديم في التاريخ) . وأن الأقوام التي هاجرت إلى بلاد الرافدين كانت تتكلم اللغة السريانية وما زالت حتى اليوم ـ ما أرادوا تزويره المستشرقون ـ بإسم اللغة السامية . وهكذا بقيت وما زالت لغة العراق اللغة السريانية.
نقرأ (( ص8  : ديانة بابل وآشور، لـ س.هـ . هوك ، لقد نهض أمام الباحثين قدر من الريبة كان لا بد من تبديدها، حتى يسلموا بأن وراء حضارة بابل وآشور كان ثمة حضارة أقدم منها عهداً وهي حضارة السومريين. وقد كان هؤلاء غرباء عن الغزاة الساميين [السريان] لغةً وعرقاً ، غلبهم الساميون [ السريان] على أمرهم ، وإستوعبوا إلى حدِ كبير ثقافتهم وديانتهم، فيما ظل الغزاة [ أي السريان] يحتفظون بلغتهم. )).

ويقول شيخ المؤرخين الأجانب (وول ديورات) صاحب قصة الحضارة (( وفي عام 1854 أزاح عالمان إنجليزيان الثرى عن مواقع مدن أور ، وأريدو وأرك. وكشف العلماء الفرنسيون في أواخر القرن التاسع عشر عن أنقاض لكش وعثروا بينها ألواح نقش عليها تاريخ الملوك السومريين، وفي أيامنا هذه كشف ولي ألأستاذ بجامعة بنسلفانيا وكثيرون غيره من العلماء عن مدينة أور العتيقة حيث أنشأ السومريون كما يلوح حضارة لهم قبل 4500 ق.م. / قصة الحضارة ص 14، مجلد أول، نشأة الحضارة. )).
هؤلاء هم السومريون اللذين سبقوا ـ حسب المؤرخين ألأجانب ـ ألف عام ( الغزاة الساميين) كما يسموننا ، أي السريان). فالتواريخ التي تتكلم عنها لا وجود لها إلاّ في مخيّلتك وحدك، وهنالك من الخيال ما هو علمي ومنه ما هو مَرَضَي ! أي زائد ناقص ـ حسب المؤرخين ـ منتصف الألف الرابع ق. م.(قبل الميلاد) ، ولو أضفت الألفي عام الميلادية تكون منذ (5500). وهذا التاريخ قابل للنقاش، لكن تبقى القاعدة المنطقية كما هي ، أي لغة الهاجرين كانت اللغة السريانية ، التي مازالت مستمرة حتى اليوم.
تأمل في إسم (سركون، شاركون) الأكدي ، هو إسم مركّب من (سر) و (كون) ، و( سر) قد تكون الأصل ( راء مزدوج، أي (سيرر ، مع حروف العلة طبعاً) لأنه مضاف على الكون. وإذا كان( سر) كما يقول العالم (أ.د. أحمد داوود) تعني (السيد) فتكون ) سيد الـ (كون)، وقد تكون الكون هي نفسها ما نقصد بها اليوم.
إقرأ : يقول (هوك) : وهو يعرض لمصادر دراسته لديانة بابل وآشور التي سوف يعتمد عليها ويستعين بها في دراسته لهذه الديانة ((ثمة مجموعات كبيرة من النصوص السحرية ، كالمجموعات المعروفة بإسم مقلو
MAQLO و شُربو SHURPU )).
تستطيع أن تقارن وتبحث في جذور المفردتين مع اللغة السريانية الحية والمستمرة حتى اليوم ، بهاتين المفردتين. فاللغة هي كلام منطوق ذو معنى . والمفردة هي عبارة عن عدد من ألأصوات قد تتكون من جذرين أو أكثر. أما أصوات العلة ، أي الحركات فقد تطول وقد تقصر ، لهذا تظهر وتختفي وتتحول أيضاً.
فشربو تفهم أنها ثلاثية الجذر (ش.ر.ب) ومقلو (م.ق.ل) . فإذا تغيرت أصوات العلة من الواو إلى ألألف أو أُشتُق من الجذر على سبيل المثال (شربت) ، ألجذر مازال هو هو ، أي اللغة تفسها. فالأقوام التي دخلت بلاد الرافدين لغتهم كانت سريانية وما زالت حتى اللحظة. إذا قلت (قديس) (قاديشو) (قاديشا) (قاديشت) ألجذر هو (ق.د.س) ،(س=ش حسب اللهجة). فاللغة كانت وما زالت اللغة السريانية.

3 ـ ألنسبة: ألمستشرق ضللكَ وضلل الكثيرين [انه تلاعب بالألفاظ كما كانوا السوفسطائيون يفعلون. يقول لك (لغة آكاد) و (لغة بابل) و(لغة كلدو) ، وأمثالك من يعانون من القصور الذهني ـ والقصور الذهني مصطلح علمي وليس شتيمة  كما تفعل أنت ـ يعتقد أمثالك، أن هنالك لغة آكاد ولغة بابل ولغة كلدو  وهكذا. لكن الحقيقة ـ وألمستشرقون كانوا يعرفون ذلك ـ ألحقيقة العلمية هي (سريانية آكاد) و(سريانة بابل) و (سريانية كلدو). إذا قلت اليوم ـ ولإنك تعاني من القصور الذهني سوف نوسّع قليلاً ـ إذا قلنا اللغة المصلاوية نفهم أن هنالك لغة خاصة بمدينة الموصل غير اللغة العربية المشرّفة ـ بنت السريانية ، لكن الحقيقة لدينا ( عربية الموصل) و(عربية بغداد ) و (عربية البصرة).
هذه هي النسبة بالنسبة للغة، أما فيما يخص نسبة الشخص إلى المدينة أو الجغرافية فلا يدل على القومية : نقول البابليين ، الكلدانيين ، فهذا لا يعني قوم بعينه ، لأن بابل نفسها بالفعل كانت من عدة قوميات  ولغتها سريانية . فكان فيها السرياني والسومري والفارسي على أقل تقدير. وهكذا لو قلنا اليوم (مصلاوي) ليس بالضرور أي يكون عربي سرياني لأن هنالك أكراد وغيرهم.
4 ـ ألدين : ببساطة حتى يستوعب عامر فتوحي ، هو شريعة ومعتقد لا علاقة له بالقومية واللغة. لهذا الكاثوليكية مثلاً ، هي مثل الحزب الشيوعي ( أممية) لا تهتم بالقومية. يقول عامر فتوحي (( أنا مثلك سرياني الطقس )) لا مشكلة ، ألطقس يرتبط بالدين ، أما (سرياني) أي هذا الطقس لغته سريانية.
أما سوريا التي ( عقّدتْ) فتوحي ( ولله شنو ... إسألوا ماذا فعل السوريون بأخي في الدير )) !! انت باحث كما تدعي أم ... ألباحث لا مجال للعواطف الشخصية لدى الباحث. لو يكرهني السريان جميعهم أبقى سرياني وأموت سرياني ,اعرف أن العروبة مرحلة مشرّفة إنبثقت من السريانية، ثم أخدم أمتي السريانية بالإسلوب الذي أراه صحيحاً، وليس المطلوب أن يرضى عني الجميع.

نكرت أصلك وقوميتكَ ولغتك ولغة أجدادك ووسخت تاريخ بيت شندخ ـ كما تقول النظيف ـ بسبب السوريين. نعطيك حقيقة علمية : أن سوريا الحالية هي جزء بسيط جداً من بلاد السريان. ألسريان لا ينتمون إلى سوريا بل العكس سوريا هي التي تنتسب إلى السريان. فالأرض العذراء لا إسم لها بل تستمد تسميتها من الشعب والحضارة.
فكل التسميات الدينية (سوراي وسوريايا وسورايي وغيرها)  هي الأخرى إستمدت تسميتها من الأصل، لأن سوريا إستمت تسميتها من الأصل : ألسريان.

حوار حر
سوف أكتفي بنصف مقالتي لأنها (كافية وزيادة)، وأستعير وصف إستخدمه الصحفي الشهير (عبد الرحمن الراشد) قبل يومين  في جريدة الشرق الأوسط في وصف (وزير داخلية العراق) مصطلح ((ردح سوقي)). فعلاً عامر فتوحي يذكّرنا بردح (عوالم) شارع محمد علي في المسرحية المصرية. يقول (( أنا فلان، وشندخ بريخا.. وإسأل فلان وفلان..وربع قرن .. وصدام حكم علي بالإعدام ووو وأخيراً يدعوك : إذهب إشتري كتابي)) !!

أنت باحث أم دلّال ؟! ((روح إشتري كتابي)) ، إنك تكتب عشرة أسطر نراك تهذي وبإسلوب تجاوزته حتى القبائل الهمجية ! فأي علم تستطيع أن تنتج ؟! ألذي يملك مادة علمية حقيقية ينزلها على الإنترنت.


كل اللذين تحركهم عقدة الشعور بالنقص يلجأون إلى تهويل الأمور وخلط الزيت بالماء رغماً عن أنف الحقيقة العلمية. ما صلة اللغة السريانية الرافدينية بنضالك الشخصي الذي لم نسمع عنه من قبل ؟! ما علاقة عمتك المحترمة وربط شخصيتك يأشخاص محترمين سريان لهم إسمهم في عالم العمل والنضال من أجل إعلاء إسم السريان والعمل على نيل حقوقهم ؟! ما علاقة ذلك إن لم تكن تحركك عقدة الشعور بالنقص ؟!
عقدة الشعور بالنقص ، حين يلتجيء أي شخص إلى قومٍ ليس قومه ، يزايد على المزايدين ، ونعود إلى ما قاله الأخ (هنري كيفا) ، يصبح (( ملكياً أكثر من الملك)).
نتذكر العار والمنبوذ من قبل أهله (طه ياسين رمضان)، حين عارض طارق عزيز ـ إبن القومية  الرافدينة ، ونعته بأن (ذو ميول غربية) ، لمّا كان قد أدرك طارق أن أمريكا جادة في الحرب ، وعلى العراق التفاوض. إعترض الأجرب طه. نحترم الكردي ـ حتى إذا خالفناه في الهدف ـ عندما يدافع عن حقوق بني قومه، لكن ماذا يفعل (تاه ، أقصد الفعل الماضي وليس كيفية لفظ الإخوة الأكراد للفظة) ، ماذا يفعل (تاه ياسين) بين العرب البعثيين ؟!
ألإنسان يجب أن يقول : أنا أنا ، بضعفه وقوته. لا حاجة للإنسان السوي أن يربط شخصيته بوالده أو قريبه أو إبن عمه أو زوجة رائعة !!

أخيراً أجدك تشكل إحراجاً للجهات التالية:
1 ـ للسريان المحترمين وأولاد مدينتك السريانية ( بغديده) عندما يعرف الآخرون إنك من أب بغديدي ، وبالأخص الأشخاص المحترمين اللذين أقحمت أسمائهم بشكل صبياني ، أَليس هذا هو المصطلح الذي نعتني به وكررته على الباحث المهذّب والذي جاوبك بشكل علمي ، وليس مهماً أن يكون عبقرياً : ألباحث المحترم هنري كيفا ؟
وقام الأشخاص المحترمين بالتبرء منك بشكل حضاري حينما نشروا مقالة (ألسريان شعب حي).
2 ـ أي شخص لا يملك ملَكات ذهنية تؤهله أن يكون باحثاً ويلجأ إلى أساليب الشتم والتهريج والردح ، يتقزز منه الباحثون الحقيقيون.
3 ـ أللذين إلتجأت إليهم ، بعد أن نكرت قومية ولغة آبائك وأجدادك ، أي الكلدان أنفسهم ! حيث يضعون علامات إستفهام على إخلاصك بعد خيانتك لأهلك، لأن الخائن لأهله يشمئزّ منه المحترمون إلى درجة التقيّء والخثيان.

ألكلدان هم حقيقة واقعة ويرغبون الإستقلال بتسميتهم ، وهم أحرار في ذلك ، إذا بدأ تاريخهم قبل الميلاد أم بعده. فنتسائل أخيراً : هل الإخوة الكلدان بحاجة إلى أبي رغال ، يلفّق لهم تاريخاً وهمياً ويكون لهم بمثابة ( هرتزل الكلدان ) !؟!

ونهايةً أقول ، إلى كل سرياني آرامي واعٍ ، بدون الهوية القومية السريانية ، لن تكونوا أكثر من بهيمة ـ آسف للكلمة ـ يحلبها هذا المطران وذاك. وما يتشدقون به من شعارات الوحدة ، هو إقصاء ومسح هويتك ووجودك.
ألوحدة تعني إحياء الأجزاء وتنشيطها كي تؤدي عملها بالكامل وإستقلاليتها عن بعضها البعض أولاَ ، ثم التناغم مع بعضها البعض.
أعضاء الجسد خير مثال لذلك ، فلا يمكن إقصاء القلب أو الكبد إلخ وتعيش بالرأس فقط. هذا ما أراده جمال عبد الناصر وصدام حسين ، أرادوا إلغاء كل مكونات الأمة لصالح تسمية واحدة ، وبالتالي كانوا يفرغون الأمة من محتواها الحضاري ، ولتصبح العروبة كقشرة بيض فارغة من محتواها. كانت النتيجة هذه الأوضاع المؤلمة التي نعيشها.

06 - 10 - 2005