المحرر موضوع: بعضُ المآخذ من الحائر على أقوال نذير حبش الثائر  (زيارة 1713 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوركيس مردو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 563
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                          بعض المآخذ من الحائر على أقوال نذير حبـــــش الثائــــــــر !!!!


الأخ نذير حبش المحترم

         لقد إطّلعتُ على مقالاتكَ الست المنشورة في موقع عنكاوا المميّز ، حيث أعلنتَ في اولاها ذاتَكَ زعيماً سريانياً ثائراً ، تهزّكَ العاطفة مشوبةً بالحقد الدفين والمكبوت على المؤسسة الكنسية السريانية بشقّيها الكاثوليكية والأرثوذكسية ، وناديتَ بالعار عليهما قبل العار على الآشوريين والكلدان الذين وصمتهم بالغادرين لإخوتهم السريان ، وبالمتقاسمين للغتهم وحضارتهم وجعلوا وجودهم مقترعاً بينهم ، ربّما كان لكّ الحق في الثورة على المؤسسة الدينية السريانية لتقاعسها في الدفاع عن حقوق شعبها ، وكذلك على الآشوريين الذين لم يتآمروا ويغدروا بالسريان فقط بل استهدفوا الكلدان قبلهم ، ولكن الكلدان سرعان ما تداركوا الامر وردّوا تآمرهم الى نحورهم ، بينما السريان كانوا غائبين عن الساحة ، فلا حق لكَ أن تهاجم الكلدان بهذا الصدد ! .


         في مقالتكَ الثانية تعمّدتَ الإبهام حيث لم تُسمّي القانون الذي سنّه السريان الآراميون في بلا د الرافدين ؟
إذا كنتَ تقصد به ( شريعة حمورابي ) فإنك بذلك ترتكب جُرماً تاريخياً ، وتنتحل حضارةً بابلية كلدانية ، لا علاقة للآراميين بها لا من قريب ولا من بعيد ، فلا تجري بعيداً وراء وهمِكَ الخيالي ، فحقيقة من هم سريان العراق معروفة لدى أحفاد الكلدان مؤسسي كنيسة المشرق ، لقد كان آباؤكم وأجدادكم جزءاً من أبناء كنيسة المشرق الكلدانية حتى ظهور هرطقتي نسطوريوس واوطاخي في القرن الخامس ، حيث تمرّد أسلافكم وكانوا قلّةً ضئيلة على إخوتهم أبناء كنيسة المشرق بسبب انجرارهم وراء البدعة الاوطاخية ( المونوفيزية ) ممّا حدا بإخوتهم  الذين كانوا يُمثّلون الأغلبية الساحقة لآتخاذ قرار تبنّي البدعة النسطورية المناقضة للمونوفيزية كردّ فعل معاكس ، وبذلك انشطرت كنيسة المشرق الى شطرين متناحرين ، دخلا في صراع دموي مرير ، كان النصر فيه حليف النساطرة بزعامة مطرانهم الشهير برصوما مطران نصيبين ، حيث استطاع طرد المونوفيزيين من جميع أنحاء المملكة الفارسية ، ولم يُبق لهم إلا كنيسة تكريت ، فاعتبره المونوفيزيون عدوّهم الأول ووصفوه بألقابٍ بذيئة ووقحة مُثبتة في أرشيف كنيستهم . ومن هذا يتّضح أن السريان العراقيين يعودون باصولهم الى الكلدان أبناء كنيسة المشرق ، ولا يمكن اعتبارهم إلاّ طائفة كنسية منفصلةً عن امتها الكلدانية بشقيّها الأرثوذكسي والكاثوليكي ، هذه هي الحقيقة التاريخية ، وفي ذات الوقت لا اعتراض للكلدان في إصرار السريان على أنهم وبعد مرور كل هذه المدة الطويلة ،قومية لها تاريخ وحضارة ! ما تمنّيتَه تمنّاه الكلدان للذهاب سويةً وبتسمياتنا الثلاث < الكلدانية والسريانية والآشورية > إلا أن العنصريين أدعياء الآشورية ، جُنّ جنونهُم وتآمروا مستخدمين كل أساليب الغش والخداع لتغييب اسمي الكلدان والسريان وإثبات الاسم الآشوري لوحده في الدستور كممثّل لعموم الشعب المسيحي في العراق ، ضاربين بعِرض الحائط حتى التسمية المُرقّعة ( الكلدوأشورية ) التي ابتدعوها ليناوروا بها سياسياً ،وإذ لم تنجح مناورتهم تنصّلوا عنها ، تلك التسمية الهجينة التي لا انتماء لها لا تاريخياً ولا جغرافياً . ولذلك ليس من العدل أن تتهم الكلدان بجُرم ارتكبه غيرهم !


تسألتَ في مقالتكَ الثالثة < إذا لستَ سريانياً فمن تكون ! ؟ >  أيها السرياني العراقي إنكَ سرياني طقسياً وكلداني قومياً ، لأن السريان العراقيين بشقّيهم لا يمتّون الى آراميي سوريا بأية صِلةٍ ، اولئك الذين نبذوا اسمهم الآرامي واستبدلوه بالاسم السرياني الذي أطلقه عليهم اليونانيون الغرباء ،  فلا تنسب سريانيتكم الى الآرامية التي تنكّرَ لها أصحابها ، ثمّ إن المشاهير الذين ذكرتهم هم كلدان أصلاً وعِرقاً ، وإن برديصان ومار أفرام عاشا في زمان ٍ سبق ظهور البدعة المونوفيزية بما يقارب القرن ونصف القرن ، ولا يمكن الإنكار بأن الطائفة السريانية قد أنجبت  بحق
العديد من الادباء والمفكّرين والفلاسفة والأطباء والشعراء والفنانين والمترجمين .


الاستاذ نذير ، المثل الذي ضربتَه ضمن مقالتكَ الرابعة بأن الأذى الذي يمارسه القريب ضد قريبه هو أقسى بكثير من أذى الغريب ، وللأسف فقد حاول الذين يدعون أنفسهم آشوريين تحميل الكلدان والسريان الأذى بكل ما استطاعوا من قوة التزوير والتشهير والمراوغة ، وكما ذكرت آنفاً فقد انتبه الكلدان الى تآمرهم قبل فوات الأوان ، ولكن السريان مع الأسف لم يحركوا ساكناً ، ولذلك اكرّر أن لا تُلقي باللائمة على الكلدان وتُشركهم في جريمة  دعاة الآشورية وأرجو أن تتّضح الصورة أمام الإخوة السريان ،  إن شلّة سعيد سيبو وفاروق كوركيس ، هم بعض أبناء الكلدان المُغرّر بهم من قبل أدعياء الآشورية الجاحدين لأمتهم الكلدانية نُلقبهم بالمتأشورين ، وهم أكثر عداءً للكلدان والسريان من أسيادهم ، وبهم انيطت مهمة نُصرة التسمية المسخ (الكلدوآشورية ) التي نبذها الكلدان نبذ النواة .


لا اريد الدخول في النقاش الدائر بينكَ وبين الباحث عامر فتوحي ، لأن النقاش قد ابتعد عن المنطق الحضاري وتحوّل الى صراع شخصي ، وهو ما لا أستسيغه على الاطلاق ،  ولو قارن أي قاريء محايد ردودكما المتبادلة لتبيّن له أن بينكما عداءاً سابقاً كان ناره خامداً  وفجأةً التهب دون مقدّمات ، ولا أدري أيها الاستتاذ نذير ما الذي أثارك في مقالة عامر فتوحي التي انتقد فيها توجهات فضائية عشتار ، ولماذا تبرّعتَ بالرد سالباً حق السيد جورج منصور الذي من المفروض أن يبادر بالرد أولاً ، ألا يعتبر ذلك تحرّشاً مباشراً منكَ  بالسيد عامر فتوحي الذي  تعتبره سريانياً و قد تنكّر بتقديرك لسريانيته وأردتَ الانتقام منه ؟ ألا تؤمن بحرية الانسان في  اختياراته وقناعاته ؟ . لم أجد في ذخيرة فتوحي التي وصفتها ( بالهائلة بالشتائم) أية إساءةٍ أو تجريح أو شتيمة ، بينما أفرغتَ في حقه كل ما تحويه ذخيرتك المترعة بالشتائم ، إن الانتقاص الذي أسهبتَ فيه بحق عامر فتوحي في ردّك الأخير ، لم ألحظ مثله في موقع عنكاوا منذ سنين أن حدث بين إثنين ، في أي عصر نحن الآن ؟  هل ترى الأمر يستوجب كل هذه التهجمات ؟ واسمح لي أن أصفها بالصبيانية ! من العار أن يصل الحقد بإنسان اليوم الى هذه الدرجة من الغليان ! إني أرى أن تُراجع ضميركَ وتبادر للاعتذار من الاستاذ عامر حنا فتوحي ، وبكل جرأة  لأن الاعتراف بالخطأ  هو فضيلة وليس شيئاً مُهينا ، متذكراً أن المسيح الرب له المجد أوصى في انجيله المقدس أن لا تغرب الشمس على إساءتكم للقريب  ، وأخيراً أسأل الرب القدير أن يُحيي فيك روح المحبة التي وحدها تُزيل الحقد والانتقام من قلوب البشر  .



الشماس كوركيس مردو
في 7 / 10 / 2005