المحرر موضوع: لا فرصة لي للتصويت ، لكن مهما كان فسأقول لا  (زيارة 1408 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Adris Hanna

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 110
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لا فرصة لي للتصويت ، لكن مهما كان فسأقول لا


 

طالعنا نحن العراقيين سكان المهجر ، تصريحات الدكتور فريد أيار ، بإمكانية انتخاب عراقيين من الخارج وتصويتهم على الدستور !

لقد كنت شخصياً مرتاحاً قبل هذا التصريح ، لإنه قيل سابقاً أن عملية التصويت ستكون فقط للعراقيين داخل العراق . أما الآن وبعد هذه التصريحات ، وجدتُ نفسي معنياً بالأمر أنا أيضاً. مع أنني واثق تماماً أنه لا مجال لتحقيق هذا الكلام إذ لم يبق للتصويت سوى أسبوع واحد وأنه من المحال إيجاد مراكز للتصويت ، فيكون هذا التصريح هوائياً ، لا واقعية فيه.

لكن رغم ذلك ، لن يمنعني أحد من كشف أفكاري ، فأجد نفسي أمام عملية التصويت لهذا الدستور العراقي الجديد . لذا وجب عليّ الإمعان في ظروفنا الحالية والتي يوشك أن يولد فيها هذا الدستور المرتقب .. فأقول إن حالتنا بائسة حقاً ، وأمور كثيرة تشغلنا قبل التفكير بالدستور ، والذي يجري هو أخطر من ذلك بكثير .

 

يشدني تفكيري للانتخابات التي تمت في مطلع هذا العام 2005 من أجل البرلمان العراقي . وكيف استفحلت أكبر عملية تزوير في منطقة سهل نينوى . فكان تخطيط بعض المستفيدين من أجل تحويل صناديق الاقتراع من المسيحيين إلى جهات أخرى ، لا داعي ذكرها .. إنني أعتصر من الألم إلى الآن مما جرى . لقد توفّقوا في تزويرهم ، وإلى اليوم لم يكشفهم أحد وهم بالتأكيد شخصيات مرموقة لهم مكانتهم في مجتمعنا العراقي اليوم .

لقد حاولت فهم ما جرى ، لكن مع الأسف لم أر سوى أن الخطر المحدق في العراق يتأتى من بعض أبنائه ممن يساومون حتى على صناديق الاقتراع ، لكي يربحوا قليلاً أو كثيراً من الدولارات !

كيف لي أن أصوّت على دستور نتج في مثل هذه الظروف ؟؟ أأوقع على هذه الخيانة العظمى وقد رأيتها بأمّ عيني ؟؟

من جهة أخرى أرى أنا السرياني ان إخوتي الكلدان والآشوريين قد تخلوا عنّي بمجرد أنهم  قد حققوا مآربهم في كتابة إسمهم في الدستور دون إسمي . قبل أن تولد وثيقة الدستور العراقي الجديد ، كان لنا ههنا في ستوكهولم لقاءات بين الكلدان والسريان والآشوريين ، وكنّا متعاضدين فيما بيننا من إجل نيل حقوقنا من خلال الدستور العراقي الجديد . لكن بمجرّد أن طرحت الوثيقة وفيها اسم الكلدان والآشوريين دون السريان ، لم يعد أحد يتصل بي . ليس من أجل أن يدافع عن حقي المستغل ، ولا حتى من أجل مواساتي !! لقد كان لهم هذا انتصاراً ، وسيصوّتون (( بنعم )) ، لا لشيء سوى لأن أسمهم يرد في الدستور !

إي دستور يكون هذا الذي يمحي السريان ؟؟ وهل من قابلية لدستور أن يبتلع اسم شعب كوّن الحضارة ولعبها دوراً مرموقاً ، ولا يزال حيّاً يُرزَق ؟ أيريد الدستور سحق السريان وهم لا يزالوا على قد الحياة . لا يمكن أن يُبتلعَ السريان ، لأن تاريخهم معروف ! أشكر الله أن الكلدان والسريان والآشوريين لا يزالوا يحافظون على جزء من الحقيقة ، فيتكلم الجميع بالسورث ، وكلهم سورايي !! يا للسذاجة !! كيف تتكلمون السورث وتقولوا أنكم سورايي ، وأنتم لا تعترفون بأصلكم جميعاً ! إنه الجهل المطبق .

أأصوت بنعم للسذاجة في محو السريان من الدستور ؟ أأصوت بنعم لمن زوّر انتخابات البرلمان ، ولم يقبل حتى بالاعتراف بما جرى ؟؟

أأصوت لدستور يناقض نفسه بنفسه ؟؟ ففيه جملة تقول (( لا يمكن تشريع قانون يتناقض مع الشريعة الإسلامية )) تكفي هذه الفقرة أن تمحي وجودي المسحيي كله ، فلن يكون من كنيسة ولا من تعليم مسيحي ، ولا من حرية التعبير عن الدين والمذهب والفكر ، سوى ما يوجد في الشريعة الإسلامية !

كيف استطيع القبول بهذا الدستور المتناقض مع نفسه ؟؟

حالتنا بالتأكيد أسوأ من الدستور نفسه  فعراق اليوم ممزَّق منهوك ، تتناهشه كل القوى . الكثير منهم يدّعي مدّ يد العون والمساعدة للعراق ، لكن الكثير منهم  يفعل ما هو بالعكس تماماً !

فيا عراق اليوم ، هل بات للصبر من مجال ؟ هل من دواء يفيد لهذه الحال ؟

نعم ، يكون عندما تصفو النوايا ، ويعمل الكل للخير والسلام ، فوق المصالح الشخصية والمكاسب الذاتية .

عراقنا بحاجة لبذل ذواتنا بصدق نوايا وبتظافر الجهود وليس بالنّيل من بعضنا البعض .   

أشكركم جميعاً من أجل كل ما بذلتموه من أجل الدستور ، لكنني ، إن أعطيتُ فرصة ، وأنا عالم أصلاً بأنني لن أُعط ! فإنني سأصوّت بلا !

الأب أدريس حنّا – ستوكهولم