المحرر موضوع: حق الاختيار وحقيقة التعددية  (زيارة 1340 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وديع زورا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 290
    • مشاهدة الملف الشخصي
حق الاختيار وحقيقة التعددية

الهوية القومية تعطي الانسان شعورا بالهوية والانتماء وتساعد على ادراك ان له مكانة وانه ليس نكرة
انما يشترك مع عدد كبير من البشر في جملة المعطيات الثقافية والحضارية والتاريخية التي تخلق لديه
شعورا بأن له شخصية وكيانا

السؤال الذي يطرحه ( الكلداني والاشوري والسرياني ) لنفسه عندما يبداء سؤال في الهوية والله ما
عارفين نحن اشوريين ولا كلدان ولا سريان ولأن السؤال كما يقول المنطق ينبني اصلا مغلوط فمن
الطبيعي ان تأتي نتيجة الاجابة على السؤال مغلوطه فصيغة السؤال تفترض الاجابة بأحد الخيارات
فأما ان نكون اشوريين وبالتالي لسنا كلدان وأما ان نكون كلدان فلسنا اشوريين وأما ان نكون سريان
فلن نكون لا اشوريين ولا كلدان وهنا يبداء التنافر والتناحر فانصار الانتماء الاشوري يرون ان وجودهم
لا يستقيم الا بنفي الانتماء لكل من الكلدان والسريان وانصار هذا الانتمائين يرون ان وجودهم لا يتحقق
الا بنفي انتمائهم الى الاشوريين ولهم تاريخهم وحضارتهم

ان الرؤية التعددية القائمة على الاعتراف بالاخر والعمل الجماعي المشترك هي ازمة ثقافية قبل ان
تكون ازمة ديمقراطية سياسية والمؤسف اننا كلنا رهائن لهذه النظرة الاحادية العوراء التي تقودنا الى
المزيد من التافر والتناحر حتى مفكرينا ومثقفينا لم يسلموا من الوقوع في هذا المستنقع الاسن

لذلك ارى ان الذي يقول نحن اشوريين الحق كل الحق ان يعتز بأشوريته كما يشاء بشرط الا يمارس
اشوريته على حساب الاخرين والذي يقول انا كلداني له الحق ومطلق الحرية ان يعتز بكلدانيته والذي
يقول انا سرياني له مطلق الحرية ان يعتز بسريانيته من الضروري الاعتراف الكلي بألاخر كخيار وجودي
في اطار مبداء ما نسميه حق الاختيار وحقيقة التعددية البشرية والابتعاد عن محاولات تذويب الهويات
والاستعلاء وادعاء امتلاك الحقيقة التاريخية

نأمل ان يفيق اصحاب القرار ويعيدوا حسابتهم لأنهم في كل الاحوال خاسرون وانني ارى امكانية التفاهم
بين الواننا ممكنة وناجحة لو نملك النية الصافية للعمل معا اي ان لا نطلق شعارات في وقت معين كتكتيك
لتجاوز ظرف معين فكل محاولة دمج لمجموعة من الهويات وتحويلها الى هوية واحدة هذه المشاريع المحددة
سلفا لرسم معالم هوية جديدة تحمل كل مخاطر القمع الاجتماعي والنفسي بشكل مباشر او غير مباشر
انها تزرع في اللاوعي صدمة الاكراه التي تجعل احتمال ولادة مسخ ذي هوية مضطربة وغريبة

ان الاعتراف بألاخر كما هو واحترام مشاعره وادراك هذا التنوع واقع اقتضته الحكمة الربانية


زورا وديع