المحرر موضوع: هل كان يوجد " لغة أم " للبشرية ؟ و ما هو إسمها ؟  (زيارة 1594 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل henri bedros kifa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 653
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

   
 
هل كان يوجد " لغة أم " للبشرية ؟ و ما هو إسمها ؟

لقد أعاد ألأخ أحمد مارديلي نشر بحث عنوانه " أصل اللغات "
منشور في موقع ألقامشلي موجود على هذا ألرابط


http://www.kamishli.com/smf/index.php?topic=13877.0

ينطلق صاحب ألمقال من مواقف دينية بألنسبة له ، آدم هو
أبو ألبشرية ، و يؤمن بحدوث ألطوفان و بلبلة ألألسن . كما يرفض
نظرية أن أللغة ألعبرية هي أللغة ألأم للبشرية ، لكنه يرتكب بعض
ألأخطاء في تسمية وتا ريخ أللغات ألقديمة سوف أعرض بعضها .
لقد طرح صاحب ألمقال مشكلة ما هو إسم أللغة ألأم للبشرية ؟

أحب أن أذكر ألقارئ أن الفيلولوجيا PHILOLOGY أي علم
دراسة أللغات يعتمد على ألنصوص ، و نحن نجهل متى بدأ
ألإنسان بألنطق ؟ في ألماضي كان ألعلماء ( رجال ألدين ) يؤمنون
أن عمر ألإنسان على ألأرض هو حوالي 6000 سنة بينما تطور
ألعلوم في ألعقود ألأخيرة تثبت أن عمر ألإنسان حوالي مليون سنة.
و هنالك هياكل عظمية تعود إلى 35 ألف سنة و أخري 100 ألف
سنة وبعضها إلى أكثر من 500 ألف سنة !
نحن لا نعتقد بوجود لغة أم واحدة للبشرية تفرعت عنها بقية
أللغات ، لأن ألإنسان ألقديم عاش في مناطق مختلفة و بألتالي
طور عبر ألزمن عدة لغات قديمة .
هنا أحب أن أذكر ألقارئ أن ألأوروبيين لا يستطيعون دراسة
تاريخهم ألقديم ( لعدم وجود كتابات قديمة ) وإن نصوص ألرومان
بأللغة أللاتينية هي حديثة نسبيا إلى أللغات ألسومرية و ألهيروغليفية
3500 سنة ق.م و حتى ألأكادية 2500 ق.م أقدم نص لاتيني قد
يعود إلى حوالي 500 سنة ق.م !
أن ألإيمان ألديني قد يدفع ألبعض بتصديق وجود لغة أم للبشرية
بعض ألكنائس ألإنجلية لا تزال مصرة على أن تاريخ ألإنسان
هو 6000 سنة وهذا مخالف لتاريخ ألإنسان ألعلمي . نحن لسنا
ضد ألإيمان ألديني ولكن ضد ألنظريات غير ألعلمية مثل وجود
لغة أم للبشرية و أننا نستطيع - بدون نصوص - أن نعرف إسم
تلك أللغة ألأم ؟

كما ردد صاحب ألمقال عدة مرات تعبير " أللغة ألبابلية "
فتارة كانت أقدم من ألأرامية و طورا أحدث منها ، لا بل وردت
في ألفقرة ألأخيرة كأنها أقدم من ألسومرية !
لذلك كان ردي ألمتواضع محاولة كي نتمسك بألتاريخ ألأكاديمي
لتطور أللغات و أسمائها ألعلمية .
سلام و محبة إلى ألأخ ahmad mardli ألموقر


موضوع شيق للغاية ، ليتك ذكرت إسم ألباحث . عندي بعض
ألملاحظات حول تاريخ أللغة ألسامية ألأم . من ألمؤسف إن
صاحب هذا ألمقال يستخدم تعبير أللغة ألبابلية و هو يقصد أللغة
" ألأكادية " .
من ألمدهش أن صاحب هذا ألمقال يحاول أن ينتقد فكرة
أن أللغة ألعبرية هي لغة أدم ( و طبعا هذا غير صحيح حتى إن
قصة آدم و حواء هي قصة رمزية - خرافية ) ألمشكلة أنه عندما
يعدد أللغات ألسامية فهو يكتب :
" ‌ب) العبرانية: ومنها اللغة العبرية الحالية لليهود، وكذلك الفينيقية، والقرطاجية."
" وكذلك الفينيقية" ؟ هذه ألجملة قد توحي للقارئ أن أللغة
ألفينيقية أي ألكنعانية هي مشتقة من ألعبرية أو أنها أحدث بينما
في ألحقيقة أللغة ألكنعانية هي أقدم بكثير من ألعبرية !
ملاحظة ثانية : كتب صاحب هذا ألمقال :
" الآرامية: ومنها اللغات البابلية، والكلدانية، والسريانية، ويرى بعض علماء اللغات أنها لغة واحدة تطورت في مراحل زمنية متفاوتة."
من ألمهم أن نعرف تاريخ ألتسمية ألبابلية : لقد عرف ألشرق
شعوب عديدة منها ألشعب ألسومري و ألأكادي و ألحثي و ألميتني
و غيرها و لكن لا يوجد شعب إسمه ألشعب ألبابلي أو لغة إسمها
أللغة ألبابلية ! لقد أطلق ألفرس تسمية " بلاد بابل " على بلاد
أكاد ( جنوب و وسط ألعراق ) بعد قضائهم على ألدولة ألكلدانية
سنة 538 ق.م . وقد إستخدم ألعلماء أليونانيون تعبير " ألشعب
ألبابلي " علما أن ألقبائل ألكلدانية و ألأرامية قد إستوطنت هذه
ألبلاد منذ حوالي 1000 سنة ق. م .
أما ألمصادر ألسريانية فقد حافظت على إستخدام ألإسم ألقديم
" بيت أراماي " أي بلاد ألأراميين .
ألجدير بذكره أن علماء ألأشوريات ASSYRIOLOGY قد
نقلوا ألتسمية ألبابلية عن أليونانيين وهم يقصدون ألشعب ألأكادي
ألعظيم صاحب أقدم لغة سامية ( شرقية) في ألعالم ألقديم .

ألمشكلة ألآن ما يقصد صاحب هذا ألمقال بتعبير " أللغة ألبابلية "
هل أللغة ألأكادية أم أللغة ألأرامية- ألسريانية ألتي أصبحت لغة
ألشرق ومحت أللغات ألسامية ألقديمة من أكادية و كنعانية و عبرية ؟

أولا - أللغة ألبابلية هي ألأكادية
يصبح تعبير صاحب هذا ألمقال خاطئا : الآرامية: ومنها اللغات البابلية ... لأن أللغة ألأكاديةهي لغة أقدم من ألأرامية بأكثر من
ألف سنة وهي لغة مستقلة عن ألأرامية .
ثانيا - أللغة ألبابلية هي أللغة ألمحكية في بلاد بابل في ألعهد
ألفارسي و أليوناني أي أللغة ألأرامية : لقد تعلم أليهود أللغة ألأرامية
في بلاد أكاد ألقديمة أي بلاد ألأراميين بعد أن سباهم ألملك ألكلداني
نبوخدنصر ألثاني .
وهنا يصبح تعبير صاحب ألمقال مقبولا " الآرامية: ومنها اللغات البابلية " أي أن سكان بلاد بابل يتكلمون ألأرامية وهذا ما يعرفه
كل قارئ مطلع .
ملاحظة أخرى : لا يوجد لغة كلدانية ، ألقبائل ألكلدانية ألقديمة
كانت تنتمي إلى ألأراميين و كانت لغتها ألأم أللغة ألأرامية .ألكلدان
ألمعاصرون أحفاد تلك ألقبائل ألكلدانية و ألأرامية يتكلمون أليوم
ألأرامية ألحديثة أي ألسورة .

لقد نشر صاحب ألمقال نصا يذكر فيه أراء بعض ألعلماء ، ولكن
هذا ألنص مليئ بألأخطاء ألتاريخية :
" يرى بعض علماء اللغات أن اللغة البابلية هي اللغة الأم للبشرية، وهي اللغة التي تكونت السومرية منها، كما أن هناك فرضيات أخرى للغة الأم منها السريانية، والعربية، والراجح أن اللغة البابلية هي لغة الناس الأم بعد الطوفان في حدود الألف الرابعة قبل الميلاد"
أ - من ألمستحيل أن نعرف أليوم - رغم تطور علم ألتاريخ
و ألعلوم ألمساعدة - ما هو إسم أللغة ألأم للبشرية لأن عمر
ألإنسان يقدر بمئات ألألوف من ألسنين !
ب - إن ألعصور ألتاريخية تعود إلى أقدم نص مكتوب . وكما ذكر
صاحب ألمقال إن أقدم نص هو سومري يعود إلى 3500 ق.م
و هنا لا نفهم كيف تكون أللغة ألسومرية قد تكونت من أللغة
ألبابلية علما أن ألأولى و ألأقدم هي هندو أوربية و ألثانية هي
ألأحدث و سامية - شرقية ؟
ج - فرضيات أن تكون أللغة ألسريانية أو أللغة ألعربية هي أللغة
ألأم للبشرية هي فرضيات غير علمية وغير صحيحة .
د - قصة ألطوفان هي أسطورة أكادية نقلها أليهود في توراتهم .
و لا يوجد لغة بابلية أقدم زمنيا من أللغة ألسومرية ، أما إذا كان
ألمقصود بألبابلية هنا أللغة ألسومرية عينها ، كان من ألأفضل أن
تسمى بإسمها ألعلمي أي أللغة ألسومرية منعا للإلتباس .

في ألنهاية يعرج صاحب ألمقال على قصة برج بابل وقصة
بلبلة ألألسن ألمذكورة في ألتوراة . و يظهر أن ألقرآن ألكريم يؤكد
هذه ألحكاية .

هنري بدروس كيفا