المحرر موضوع: علم العراق .. رسالة مفتوحة إلى أبناء الشعب العراقي  (زيارة 3014 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Amer Hanna Fatuhi

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 124
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
علم العراق .. رسالة مفتوحة إلى أبناء الشعب العراقي
أخواتي وأخوتي في العراق


تحية وأحترام وبعد ،
ألفت عنايتكم الكريمة إلى أنه في عام 1985 / 1986 دعت لجنة تابعة إلى ديوان الرئاسة عن طريق دائرة الفنون التشكيلية كافة الفنانين التشكيليين العراقيين والمهندسين المعماريين لتصميم علم وطني جديد للعراق فقمت بتقديم تصميمين أبعد أحدهما (B) لعدم توافق الألوان المستخدمة فيه مع شروط المسابقة التي أشتملت على ما يزيد من ألف تصميم ، وقد ترشح تصميمي الآخر لعام 1985م (A) مع تصاميم عدد من الفنانين العراقيين المعروفين إلى المرحلة النهائية ، ثم رشح التصميم (A) فيما بعد للمرتبة الأولى ، ولأسباب طائفية وعنصرية وشوفينية لا تخفى على الكثيرين فقد تم إلغاء المسابقة بأمر من صدام حسين شخصياً .

أنظر مقترح تصميمي علم العراق (في أسفل الموضوع)
من اليمين لليسار التصميم (A) الذي رشح للمرتبة الأولى في مسابقة عام 1985م ، ثم التصميم (B) لم يدخل إلى مسابقة عام 1985م لعدم الإلتزام بشرط الألوان.

في عام 2004م أرسلت عن طريق الإعلامي المعروف الدكتور صفاء صنكور (وبمبادرة شخصية مني) مقترح علم العراق الوطني الجديد (تصميم عام 2002) آخذاً بنظر الإعتبار التأكيد على الجوانب الوطنية التي تخص كل العراقيين وإهمال الجوانب ذات الخصوصيات الدينية أو العرقية (C) ، كما أرسلت ذات المقترح للسيد عبد الحميد الكفائي الناطق الرسمي لمجلس الحكم الإنتقالي الموقر (أنظر مقترح علم العراق الجديد رقم 1 في أسفل الموضوع) .

وفي يوم 28 آذار عام 2004م أتصلت بي إذاعة ال (BBC) للتحدث على الهواء عن مبادرتي تلك لمقترح علم العراق الجديد (C) ، وكان من ضمن المشاركين في الحوار السيد رئيس الجمهورية العراقية الموقر الأستاذ جلال الطالباني ، كما شارك في اللقاء الذي بثته الإذاعة البريطانية على الهواء المؤرخ المعروف عبد الرزاق الحسني والسياسي العراقي المقيم في بريطانيا الأستاذ السامر علاوة على رئيس الفرقة السمفونية العراقية أو موزع لحن النشيد الوطني العراقي . وفي ذلك البرنامج الذي بث مباشرة على الهواء منحت الفرصة لكي أكون أول المتحدثين (بصفتي مصمم علم العراق الجديد وصاحب المبادرة الأولى التي لم يقدم على مثلها أي فنان عراقي غيري) ، تلاني في الحديث سيادة الرئيس مام جلال الطالباني الذي تحدث لمرة واحدة فقط !

إلا أن المفاجأة الكبيرة والغريبة حقاً ، كانت تلك التي حدثت عام 2004م وتحديداً بعد ما يقرب من شهرين فقط على تلك المقابلة ، حيث تم (دونما مسوغ فني أو أخلاقي) إهمال التصميم (C) الذي نفذته أيضاً برؤية وطنية عراقية وحرفية عالية (أنظر أسفل الموضوع المقترح رقم 1) بشهادة عدد من الأصدقاء من الفنانين التشكيليين العراقيين المحترفين في أميريكا وكندا وأوربا ، الأنكى من هذا وذاك ، كان في إعتماد مجلس الحكم الإنتقالي المؤقت لتصميم (لا يتعدى في أفضل الأحوال أن يكون أكثر من تعديل على أحد التصميمين اللذين قدمتهما لمسابقة عام 1985م) وهو التصميم (B) المثبت في أسفل الموضوع والمنشور منذ عام 2000م في الصفحة الثالثة من موقع علم الكلدان ، والغريب هنا (أن هذا التصميم المحرف) قد نسب هذه المرة إلى أحد المهندسين المعماريين المعروفين ! .. الذي قام إما بإعتماد نسخة التصميم المتواجدة في وزارة الحكم المحلي أو بتدوير تصميمي للعلم المنشور في موقع علم الكلدان بزاوية 90 درجة ورفع الشمس العراقية واضعاً بدلاً منها الهلال ، وعندما أعترض الجانب الكوردي تم إضافة اللون الأصفر ما بين الخطين الأزرقين ؟!
أما وجه الغرابة هنا فهو في إهمال المجلس لتصميم أصيل والإستعاضة عنه بتصميم محرف ، كما أن إعتماد مجلس الحكم الإنتقالي لذلك الشكل المحرف عن تصميمي لعام 1985م كان أيضاً مجحفاً وتمييزاً بحقي في نقطتين رئيستين :
1- أن تغاضي مجلس الحكم الإنتقالي عن (مبادرة مقترح تصميمي لعلم العراق الحر) الذي تم تناوله وتحليل مكوناته ورموزه الوطنية على الهواء ومن دون إستشارة لجنة فنية متخصصة كان لدوافع تمييزية ومن دون (مسوغ فني أو أخلاقي) .
2- أن إجراء أي تعديل على تصميم متواجد أصلاً وموثق كالتصميم (B) الموثق في وزارة الحكم المحلي العراقي والمسجل فيدرالياً في الولايات المتحدة دون إستشارتي يعد تجاوزاً أخلاقياً ، مثلما يعد خرقاً قانونياً فاضحاً لحقوق الإبتكار .

عموماً ، كان رد فعل الشارع العراقي على ذلك التصميم المحرف والمشوه رادعاً ومباشراً ، إذ رفضته كل القوى المتفتحة مثلما رفضته العامة لدلالاته التميزية والعنصرية (طائفياً وأثنياً) ، علاوة على رفضه من قبل عدد من الفنانين العراقيين الذين كانوا يعرفون خلفية ذلك التصميم .
لكن مشوار معاناتي مع المتنفذين بالقرارات الوطنية في ظل حكومة ما بعد العهد البعثي البائد لم تنته على ما يبدو ! ، إذ برغم كوني المرشح للفوز بمسابقة تصميم علم العراق لعام 1985م ، وبرغم كوني الفنان العراقي الوحيد الذي قدم (بمبادرة شخصية) مقترحاً لعلم العراق الحر في أعقاب سقوط النظام البائد مباشرة أي منذ عام 2003م ، فقد علمت وعن طريق الصدفة حسب (!!) وذلك أثناء التسجيل للأنتخابات العراقية التي جرت مطلع عام 2005م بوجود مسابقة لتصميم علم العراق (وهو المشروع الذي أعمل عليه منذ عام 1985 حتى اليوم) بمعنى ما يقرب من عشرين عاماً ، فقمت بإرسال مقترحين لعلم العراق إلى السيد وزير الثقافة السابق الأستاذ مفيد الجزائري المحترم عن طريق البريد الإلكتروني وهما التصميمان (C&D) مع تصميم شعار الدولة العراقية الجديد ، كما قمت بإرسالهما أيضاً مع تصميم الشعار بواسطة أحد الأشخاص المسافرين إلى بغداد ، حيث تم تقديم التصاميم الثلاثة للسيد مفيد الجزائري المحترم عن طريق مدير مكتبه السيد كامل شياع بواسطة الإعلامي المعروف الدكتور صفاء صنكور ، ومع ذلك لم يردني أي جواب إلى حد كتابة هذا الموضوع ؟!!

المؤلم حقاً هنا ، هو أن حرماني المتواصل من شرف تمثيل وطني الأم العراق سواء كان من خلال الإلغاء التعسفي لمسابقة عامي 1985-1986م التي رشحت للفوز بها أم من خلال إهمال مجلس الحكم الإنتقالي لمبادرتي الفردية والشخصية لعام 2003م (لم يكن بسبب عدم صلاحية تصاميمي) أو (لعدم أهليتي أو تخصصي في المجال التشكيلي) على سبيل المثال ، إذ يعرفني الوسط التشكيلي العراقي جيداً منذ أواخر عقد السبعينات المنصرم من خلال معارضي الشخصية ومساهماتي في المعارض الجماعية وتكويني مع مجموعة من الفنانين المحترفين لآخر جماعة فنية (أفق) التي أطلقت بياناً فنياً متميزاً على الصعيدين الفكري والفني (أتبع حلمك) أعتبره البعض منجزاً فنياً ثورياً فيما عده البعض الآخر تجاوزاً لمسموحات الدولة العراقية وقتذاك . مع ذلك يستطيع من لا يعرفني من القراء الكرام وبكل سهولة زيارة موقعي المثبت في آخر الموضوع .

لقد كانت علة حرماني أيتها الأخوات والأخوة في العراق ، بكل بساطة ووضوح (النظرة الطائفية المنغلقة والتوجهات العروبية العنصرية التي كانت تطبع النظام البائد) ، تلك النظرة التي أهانت العراقيين وأفقرتهم وذبحتهم من الوريد إلى الوريد وفي المقابل أغنت من يتسمون بأبناء الأمة العربية فأعطت خيرنا لغيرنا ، وهيّ ذات العوامل التي حرمتني فيما بعد من فرصة المنافسة العادلة أثناء (مناورات) مجلس الحكم الإنتقالي الملغى الذي كانت واحدة من منجزاته الظلامية القرار 137 السيء الصيت ، ويبدو أن هذا النهج التمييزي الطائفي الشوفيني ما يزال معمولاً به حتى يومنا هذا للأسف ، وإلا ما معنى كل هذه المماطلات وأساليب التسويف والإلغاء الفوقي والمزاجي ؟!!

لقد كنت كما يعلم العديد من المثقفين العراقيين أحد ضحايا النظام البائد الدائميين ، حيث عانيت الأمرين من أجهزته الحزبية والأمنية ، ذلك النظام الذي كانت واحدة من (مكرماته) سحب جنسيتي العراقية وحكمي بالأعدام غيابياً لأكثر من مرة (لمواقفي الرافضة لنهج المؤسسة الثقافية الرسمية آنذاك) وقد نشرت تلك الأحكام في الصحف العراقية ، مثلما نشرتها صحف المعارضة العراقية ولاسيما الصحف اليسارية ، كما تم تثبيت تلك الأحكام في منظمات حقوق الإنسان ومنها مقر منظمة العفو الدولية في لندن .
لذلك أعتقد أنه ليس من العدل أو المنطق أن أحرم كمواطن عراقي وفي ظل نظام (يؤمل منه) السعي بخطى حثيثة نحو الديمقراطية من فرصة المنافسة العادلة ، لا لجريمة إلا لأنني فنان مستقل لا أدخل ضمن حسابات المحاصصة الحزبية السائدة في عراق اليوم ، وأيضاً وهذا هو (الأهم) لكوني (كلداني القومية مسيحي الدين) ، علماً بأن الكلدان دونما إنتقاص من بقية المكونات العراقية المتآخية هم (سكان العراق الأصليين) ، لذلك فأن حقي في المنافسة الشريفة والعادلة هو حق دستوري وأخلاقي ، علاوة على أنه حق مقدس أكتسبته بحكم إنتمائي العراقي العريق .

أخيراً ، أن فرصة تصميم رمز وطني عراقي مسألة لا تتكرر ، لذلك آمل أن تكون لرسالتي هذه أثرها الطيب في فسح المجال للمنافسة الشريفة والعادلة وبخاصة للفنانين التشكيليين المحترفين المتواجدين خارج القطر ، ولاسيما هؤلاء الذين لم يهادنوا النظام البائد أو يقبلوا أي من هباته الملوثة بدماء العراقيين ، مع تمنياتي المسبقة بالموفقية والنجاح لصاحب التصميم الأفضل في أية مسابقة مستقبلية عادلة .

تقبلوا في الختام فائق الإحترام والتقدير .

عامر حنا فتوحي / الولايات المتحدة
فنان تشكيلي وباحث مختص بفنون وتاريخ وادي الرافدين
www.amerfatuhiart.com

إنتباهة : أتمنى أن يصلني على بريدي الإلكتروني (amerfatuhi@aol.com) من مكتب السيد وزير الثقافة العراقي المحترم ما يطمئنني إلى إطلاعه على رسالتي المفتوحة هذه . كما أتمنى أيضاً أن لا يكون للبعثي السيء الصيت السيد عباس جاور أحد الأشخاص الذين ألحقوا الأذى بي إبان النظام االبائد أو أي من أشباهه من أيتام النظام المقبور أي دور في شرف إختيار العلم العراقي الجديد ، لأن التاريخ لا يهادن أو يغفر للمسيئين بحق العراق والعراقيين .

مرفق مع هذه الرسالة المفتوحة أيضاً ، نماذج لعلم وشعار الدولة العراقية الجديدة .

مقترح العلم الوطني العراقي الجديد (رقم 1)

يتألف العلم الوطني الجديد للعراق الحر (C) من مستطيلين أحمر وأسود يتوسطهما مربع أبيض يحتوي على رمز العراق التاريخي (الإناء الفوار) باللونين الأزرق والأخضر .
يشغل المستطيلان الأحمر والأسود نصف مساحة العلم بينما يشغل اللون الأبيض الذي يتوسطهما النصف الآخر للعلم .

الألوان المستخدمة في العلم : هي الأحمروالأسود  والأبيض والأزرق وهي الألوان التي أستخدمها أسلافنا العراقيون في صروحهم الجبارة المسماة بالزقورات والتي يعدها العلماء اليوم ذروة العمارة في العالم القديم ومن أشهر تلك الزقورات (برج بابل) الذي يعد من عجائب الدنيا السبعة . أما اللون الأخضر المستخدم في الإناء الفوار فيرمز لوادي الرافدين رمز الخصوبة والحضارة والمدنية . بينما ترمز الحزمة اليمنى من المياه الفوارة لنهر دجلة الخالد وفروعه والحزمة اليسرى منهما لنهر الفرات الخالد وفروعه وترمز حزمتي المياه بمجموعها للتجدد والخيروالوفرة  والرفاهية التي يتميز بها العراق على مدى تاريخه الطويل .

ويرمز المستطيل الأسود إلى العراق الذي يوصف لكثرة خيراته بأرض (السواد) كما يشيراللون الأسود أيضاً إلى الصبروالتحمل ، بينما يرمز الأبيض إلى الصفاء والإنسجام وتآخي العراقيين ، كما يرمز الأحمر إلى حيوية العراقيين وطاقاتهم الخلاقة اللامحدودة وبالتالي ترمز الأشكال والألوان بمجموعها إلى العراق (الوطن .. الأرض والناس والتاريخ الزاهر) وبأنه مهد الحضارات وعنوان رقي البشرية .
وهي رموز تؤكد على المحبة والتسامح والتآخي والمساواة والإنتماء للهوية الوطنية العراقية العريقة .. التي تخص كل العراقيين على تنوعهم العرقي والطائفي ، ذلك أن العراقيين الأوئل هم دون جدال بناة الحضارة وأن العراق العزيز ( وطن كل العراقيين ) هو موئلها .

مقترح العلم الوطني العراقي الجديد (رقم 2)

يتألف العلم الوطني الجديد للعراق الحر (عراق كل العراقيين) من مستطيلين أزرقين يتوسطهما مربع أبيض يحتوي على رمز عراقي عريق (الشمس / النجمة العراقية) بالألوان الأحمر والأصفر والأزرق .
يشغل المستطيلان الأزرقان نصف مساحة العلم بينما يشغل اللون الأبيض الذي يتوسطهما النصف الآخر للعلم .

الألوان المستخدمة في العلم : هي الأحمروالأصفر والأزرق  والأبيض .

يرمز المستطيلان الأزرقان إلى نهري دجلة والفرات الذين ينبعان من الشمال ويصبان في الجنوب واللذين يرمزان بدورهما للخصوبة الدائمة والتجدد والحياة ، بينما ترمز الخلفية البيضاء للصفاء والإنسجام وتآخي العراقيين ، أما الشمس / النجمة العراقية فتدل على السمو والنبل ، وتدل الألوان الثلاثة الرئيسة (الأحمر والأصفر والأزرق) التي تشتق منها جميع الألوان الثانوية على أصالة الحضارة العراقية التي تعد مهد الحضارات البشرية وحجر الزاوية في بناء الحضارة الإنسانية .
والتصميم بشكل عام يربط ما بين عراقة التاريخ العراقي ومستقبله المشرق ، كما يمثل  وبإيجاز (إشراقة الشمس العراقية على بلاد ما بين النهرين) .

مقترح الشعار الوطني العراقي الجديد

يتألف الشعار الوطني الجديد للعراق الحر (عراق كل العراقيين) من رمز (الشمس / النجمة العراقية) بالألوان الأحمر والأصفر والأزرق (أنظر الشرح في مقترح علم العراق رقم 2) .
تحتوي النجمة على الرمز الرافدي القديم الذي يمثل الأناء (الأخضر) فيه وطننا الأم العراق فيما تمثل حزمتي المياه (الزرقاء) اليمنى واليسرى نهري دجلة والفرات الخالدين ، أما الكفين المتشابكتين فترمزان لتآخي العراقيين وتكاتفهم وإحتضانهم للعراق بلد الخيرات والخصوبة والتجدد والحياة ، الذي يشرق بشمس حضارته الأصيلة على كل البشرية منذ مهد التاريخ .
في الأسفل عبارة (الجمهورية العراق) بالأبيض على خلفية ذهبية .[/b][/size][/font]