المحرر موضوع: يوم تاريخي للمصالحة في المالكية:  (زيارة 3593 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل A D O

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 129
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يوم تاريخي للمصالحة في المالكية:
 الجمعة 2-11-2007
تكريسا لجهود متواصلة ومضنية بذلتها المنظمة الآثورية الديمقراطية وأحزاب الحركة الكردية في سوريا ورجال الدين والمجالس الملية في المالكية، تم انجاز المصالحة بين عائلة الفقيد جوان محمد الذي توفي إثر الشجار المؤسف الذي وقع في مدينة المالكية مساء 2 نيسان 2007، بين مجموعة من شباب أكراد ومسيحيين، والتي نتج عنها أحداث مؤسفة تقصد البعض من ورائها افتعال فتنة تؤجج روح العداء بين الشعب الكردي وشعبنا الآشوري السرياني الكلداني، هادفة إلى ضرب العلاقات الإيجابية بين الشعبين وبين مكونات المجتمع بشكل عام، كادت وقتها أن تشكل خطرا على السلم الأهلي بالمدينة. وقد كانت هذه المصالحة ثمرة للعلاقات الايجابية بين المنظمة الآثورية الديمقراطية ومجمل أحزاب الحركة الكردية، وانتصارا لروح الأخوة ولقيم العيش المشترك بين شعبينا وفي مجتمعنا السوري بشكل عام.
وقد انطق موكب كبير من مدينة القامشلي باتجاه المالكية صباح يوم الجمعة، ضم وفد المنظمة الآثورية الديمقراطية، والمجلس الملي لطائفة السريان الأرثودكس،  ووفد أحزاب الحركة الكردية ضم ممثلي أحزاب التحالف الديمقراطي الكردي، وأحزاب الجبهة الديمقراطية الكردية، والمجلس العام للتحالف الديمقراطي الكردي، وحزب آزادي الكردي وحزب الإتحاد الديمقراطي الكردي. زار الوفد المشترك أولا الخيمة التي نصبت قرب الكنيسة حيث كان في استقبال الوفد نيافة المطران متى روهم وكهنة الطوائف المسيحية في المدينة والمجلس الملي وجمع غفير من أهل المدينة، وبعد استراحة قصيرة توجه الجميع سيرا على الأقدام في موكب مهيب نحو موقع خيمة العزاء قرب بيت الفقيد جوان محمد. حيث كان في استقبالهم ذوي الفقيد وحشد شعبي ضم الآلاف. وهناك ألقيت الكلمات التالية :

كلمة باسم منظمات الأحزاب الكردية بالمالكية ألقاها الأستاذ دارا أحمد، كلمة باسم أحزاب الحركة الكردية ألقاها الأستاذ محمد إسماعيل، كلمة للشيخ معصوم ديرشوي، كلمة للمنظمة الآثورية الديمقراطية ألقاها الرفيق بشير سعدي، كلمة ذوي الفقيد ألقاها شقيقه محمد علي، وكلمة لنيافة المطران متى روهم. وكان عريف الحفل الأستاذ محمود صفو.
وقد ركزت الكلمات على التمسك بقيم العيش المشترك والوحدة الوطنية وتعزيز روح التسامح ونبذ التعصب والتطرف بكافة أنواعه. وأشادت بالموقف الإنساني الرائع لذوي الفقيد باستجابتهم لنداء الحركة الكردية من أجل المصالحة تعزيزا للسلم الأهلي والعلاقات الأخوية في المجتمع كون هذه الخطوة جسرا نحو بناء مستقبل آمن لأبنائه. فقد ورد في كلمة آل الفقيد التي ألقاها شقيقه محمد علي (--- نزولا عند رغبة الحركة الكردية ، قررنا أن نعقد الصلح ، لكي نساهم في منع أية فتنة بين أبناء مجتمعنا ، واعتبرنا دم فقيدنا فداء للعلاقات الأخوية بين شعبينا الكردي والسرياني ،ولذا فنحن تنازلنا عن ما تسنه العادات من دية أو غيرها لأننا نعتبر أن مصلحة شعبينا أكبر وأهم من ( الدية ) فقد كان إبننا وقدمناه قربانا وفدية لشعبنا .. ).
وألقى نيافة المطران متى روهم كلمة جاء فيها : يقول الكتاب المقدس : ما أجمل أن يجتمع الأخوة معا .. أشكر الذين تكلموا قبلي على كلماتهم الرقيقة والتي تضمن معاني المودة والوطنية واخص بالذكر الشيخ محمد معصوم ديرشوي ، نحن نجتمع اليوم لنشكر بيتا كريما وأسرة عزيزة فقدت فلذة كبدها وزهرة شبابها... جوان ، عزائكم عزائنا مصيبتكم مصيبتنا ،إنني حزين معكم ولكنني فرح لهذا السلام والعفو الذي يليق بكم فانتم تستحقون مني كل المحبة والسلام ، لأنكم أثبتم لمجتمعكم بأنكم أسمى بكثير من الحقد والكراهية .. الله الذي هو السلام وهو المحبة ،أشكر والد جوان ، والدته ،وأخوته، وخاله السيد ( عمر سيد)  وأرجو من الله أن يعوضهم بأولاد صالحين ، عوضا عن المغفور له الذي قدموه قربانا للوطن والمحبة ، ولا بد أن أشكر أيضا جهود النخبة في هذه المحافظة وجهودهم الحثيثة للتوصل إلى هذا الصلح ، كما شكر كل من ساهم في إنجاز هذا الصلح من أحزاب وشخصيات وفعاليات، وقال أن هذا الحدث هو رسالة إلى العالم والى جميع الأخوة المغتربين لنقول لهم نحن الذين اجتمعنا هنا إن الحلول لا تأتي بالآلة العسكرية ولا بالقتل والإرهاب ، فأفضل الحلول عند الله هو العفو والتسامح والتصالح .
كما ألقى الأستاذ عبد الحميد درويش ( سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا ) ، جاء فيها  :إن من يحب مدينته ديريك ( المالكية ) ومن يحب محافظته الجزيرة وبلده سوريا ، ومن يناضل من أجل العرب والأكراد والسريان ، ينبغي أن يحارب بدون هوادة التطرف والتعصب القومي والديني والمذهبي ،وان من تعز عليه سوريا ويعمل من اجل ازدهارها وتقدمها يجب أن يحافظ على الأمن والاستقرار فيها وأن يصون الوحدة الوطنية فيها .. والوحدة الوطنية وحدها تؤدي إلى الازدهار والى تقدم بلادنا . وما قامت به هذه العائلة اليوم من تضحية تصب في هذا الاتجاه ، ولا أريد أن أطيل عليكم فقد ذكر الأخوة قبلي ما كنت أود ذكره .  إنني مرة أخرى أدعوكم جميعا إلى التآخي والتسامح والمحبة فيما بيننا لنساهم معا في تطور بلدنا وتقدمه وفي تعزيز روح التآخي والمحبة بين جميع أبناءه .. أشكركم جميعا ، والسلام عليكم .
وألقى الرفيق بشير سعدي مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية الكلمة التالية: ما أجمل وما أبهى أن نجتمع سوية تحت سقف واحد، نحن أبناء هذه الأرض الطيبة، عربا وأكرادا وأرمنا و" آثوريين سريانا وكلدانا "، مسلمين ومسيحيين، كلنا سوية أبناء بيت واحد، هو سوريا، نعمل من أجل بنائها وبناء مستقبلنا على ثراها، مستقبل قائم على الحرية والعدل والمساواة، مستقبل  يتساوى فيه الجميع في الحقوق دينيا وقوميا، في ظل هوية وطنية واحدة، هي هوية الوطن سوريا، بيتنا جميعا، تجمعنا ثقافة التسامح والاعتدال، وقيم العيش المشترك.
اليوم نكتب سوية في حفل الصلح هذا ، صفحة ناصعة في تاريخ بلدنا، ستبقى ذكراها وعبرها في ذاكرة أولادنا وأحفادنا من بعدنا،  حيث تنتصر اليوم كما انتصرت في نيسان الماضي أيام وقوع الحدث نفسه، إرادة المحبة على الكراهية والتسامح على الانتقام، والوحدة والتوافق وقيم العيش المشترك على التنابذ والتفرقة والانقسام. لم يأتي ذلك من فراغ، بل هي إرادة ورثناها من آبائنا وأجدادنا من قبلنا، فلولاها لما بقي هذا التنوع على هذه الأرض، لقد قبل آباؤنا بعضهم بعضا رغم التنوع في الدين والمذهب والقومية، وعلينا أن نبني على قيمهم حاضرنا ومستقبلنا.

اليوم تنتصر إرادة الخير فينا جميعا، في ساحتنا السياسة والاجتماعية والدينية، وهذا مؤشر تفاؤل لحاضرنا ومستقبلنا، إرادة الخير والاعتدال هذه هي الضامنة لحماية جودنا ومستقبلنا جميعا، ولن يحميه قوة سواها. وما يجري من حولنا يؤكد حقيقة ما نقوله.

 جاء هذا الصلح اليوم أيضا نتيجة جهد كبير وإرادة قوية لقوى التعقل والاعتدال، وتغلبها على نوازع وتيارات التعصب والتطرف التي بدأت تنتشر في بعض شرائح مجتمعنا، وهي خطر علينا جميعا، علينا أن نكون يد واحدة في التصدي لها، أيا كان مصدرها وأيا كانت دوافعها وشعاراتها، دينية أم قومية، فالتطرف وحش يقتل صاحبه أولا.

جاء هذا اليوم أيها الأخوة أيضا بفضل تعاون وكرم وتضحية ذوي الفقيد جوان، فقيدنا جميعا، والدا ووالدة وأخوة وأخوات وأقرباء، الذين تغلبوا على آلام جراحهم ومشاعر حزنهم من أجل الصلح والصالح العام. وبفضل تعاون وتسامح وحكمة كافة أطراف الحدث أيضا.

ستستمر الحياة أيها الأخوة وفيها الحلو وفيها المر، ستجري حوادث وهذه طبيعة الحياة، بهذه الإرادة الطيبة الحية سنتغلب على الصعاب ونحل مشاكلنا، ولا خيار لنا غير ذلك، وهو الخيار الصحيح .

الشكر الجزيل لكل من شارك في هذا الصلح أحزابا ورجال دين وشخصيات مستقلة، لن نسمي الأسماء فهي معروفة للجميع ، والشكر أولا لذوي الفقيد، فقيدنا جميعا، وشكرا لكم جميعا.

وبعد انتهاء مراسم الصلح في خيمة أهل الفقيد توجه الجميع بموكب كبير برفقة ذوي الفقيد سيرا على الأقدام إلى خيمة المطرانية، حيث اختتمت مراسم الصلح بتناول الغذاء سوية في مأدبة ضخمة أعدت للجميع.