المحرر موضوع: لِماذا يَجبْ أَنْ نُخَلِّدْ المُناضل توما توماس؟  (زيارة 14238 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Salim Marogi

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 8
    • مشاهدة الملف الشخصي
لِماذا يَجبْ أَنْ نُخَلِّدْ المُناضل توما توماس؟    
                     

بقلم/ سلام مروكي
لو تصفحنا تاريخ شعوب العالم لوجدنا بان لكل شعب رموز خالدة  تميّزت بقيم وإبداعات إنسانية فذّة أسهمت في كتابة  تاريخها المشرق لتبيان دورها الخلاق وكفاحها في سبيل إرساء  وتطوير وصيانة ودعم حضارة بني البشر على هذه المعمورة.  فتخلّد  الشعوب تلك الشخصيات بشتى الطرق من بناء الأضرحة الكبيرة ونحت التماثيل العملاقة وتسمية مرافق ومنشأت ومهرجانات بإسمها .....الخ، لتصنع من سماتها وإبداعاتها  منار تهتدي اليها الاجيال القادمة  لتنهل من  عطائها الخلاّق  وتقتدي بالقيم الإنسانية السامية التي تحلّت بها. إن دورهذه الشخصيات يعزز إنتماء الأجيال الى سلالة أولائك الاجداد الذين أنجبوا تلك الرموز.   فهنالك من تميز بالإدارة الحكيمة  وشجاعة البلاء في ساحات الوغى،  ومن نبغ بإحدى العلوم فإبتكر وإخترع أشياء ساهمت في دفع عجلة تقدم مجتمعاتها الى الأمام  أو أبدع بإحدى الفنون أو الاداب ليزيد وجدان الإنسان نصاعة وتحضّرا،  ومنها من إتخذ من الدين وثوب التقوى منبرا ليقود بني قومه الى الهدى ومحبة الله.                                                                                                                                   

لقد رفد شعبنا الكلداني السرياني الاشوري حضارة الانسان في وادي الرافدين وعلى مدى ألاف السنين بالعديد من هذه الرموز التي أبلت بلاءا حسنا في تطوير وتحسين الحياة البشرية. فلقد سنّ حمورابي أولى الشرائع في تاريخ الإنسان  وبنى أشور بانيبال أكبر مكتبة في عصره وإزدهرت بابل وزهت بجنائنها المعلّقة التي شيدها ملكها المشهور نبوخذ نصر ويسرد لنا تاريخنا القديم العديد من هذه الرموز التي أضحت ذخرا عزيزا  وكنزا ثمينا ومنارا مشعا  لكل من إنتسب الى قوم هؤلاء الفطاحل. ولإدامة إستمرارية الأحفاد على خطى الأجداد وكنتيجة للتغيرات التي تتطرأ على مسيرة تطور المجتمعات يتوجب أن يقوم الشعب بتزكية الشخصيات الفذّة والخلاّقة لصياغة رموزا جديدة وحديثة منها تتلائم إبداعاتها ومأثرها ومبتكراتها مع مسيرة حركة المجتمع لا فقط لتكريمها لما قدّمته للمجتمع بل لتخليدها لتكون قدوة وقوّة لتحفيز الأحفاد لتسلك خطاها، ومن هذا المنطلق أود بمقالي هذا تناول شخصية المناضل توما توماس النادرة،  لما يتسم به هذا الرجل من صفاة إنسانية فريدة تقنعنا دون تردد  في الذود والإسراع  في تخليد شخصه ذخرا حديثا لشعبنا ورمزا شامخا  لبني قومنا في هذا العصر العصيب.                                                                                               

كان للقيم الإنسانية المثلى التي أمن بها وتربّى عليها المناضل توما توماس دورا أصيلا في صقل وبناء شخصيته الفريدة. لقد بنى من سلوكه اليومي ومن أسلوبه الخاص في التعامل المباشر مع دقائق الحياة، شخصية أسطورية إستمدّت سماتها من مبدأ التضحية بكل غالٍ ونفيس في سبيل رفع شأن القيم والمبادى التي أمن بها وناضل من أجلها. لقد كرّس جُلَ إهتمامه  لكسر القيود وفك الأغلال التي تدنّس كرامة الإنسان وحريته. كان قائدا مقداما شجاعا، ما تزال جبال وهضاب شمال العراق تحكي بطولاته وإستبساله في مقارعة قوى الظلام المشبوهة التي كرست سياساتها وفرضت هيمنتها لإخماد حلم وحركة التطلّع لبناء حياة حرّة كريمة للإنسان في عراقنا الحبيب. كان مربّيا فذّأ وقائدا مقداما ومعلّما وفير العطاء في مجال عمله، دمث الأخلاق بتصرفه، مسامحا في أشدّ قوته، وعنيدا في أضعف حالاته.  تخلّدت مأئره وأقواله في قلوب كل من تعرّف عليه وسار على دربه. كان إنسانا غيورا على القيم التي أمن بها،  مناضلا وطنيا متفانيا  لوحدة تراب العراق، وفيّا أشدّ الوفاء لتطلعات بني قومه. فلقد أضحى إسمه مبعث الرعب بين صفوف أعدائه، والطمأنينة والسلام بين صفوف  أهله ومحبيه، فهو لم يقهر ولم يتقهقر يوما لذلك لقبه العديد ممن عاصروه وعاينوا مواقفه البطولية وسمعوا أقواله الحكيمة بجيفارا العراق.                       .                                                                                                                         
لقد كسى حياته بحلّة نسجها بعرق جبينه من خيوط الحلم والمعرفة من الإخلاص والتضحية من الشجاعة والصبر من التواضع والإباء من الكفاح  وحب الحياة.  تبنى فلسفة الجهاد والنضال من أجل القيم التي توحّد مصير الإنسان وترفع من شانه.  فلم يتوانى يوما،  ولم يضعف لحظة ولم يستسلم أبدا. يبقى حقا  هذا المناضل جبلا شامخا وأسطورة خالدة إستحق بجدارة نيل قلوب لا فقط أبناء بلدته العريقة القوش بل قلوب كل أبناء شعبنا  الكلداني السرياني الأشوري  وكل العراقيين من أقصى شماله الى أدنى جنوبه وعلى إختلاف إنتماءاتهم وأعراقهم وأطيافهم.                                                                                                             

 أعتقد بأنّ الوقت قد حان لكي ينهض وجهاء الشعب الكلداني السرياني الأشوري والمهتمون بهذا الموضوع  من شعبنا العراقي الأبي للتباحث والتشاور مع أولاد وذوي فقيدنا الراحل الأجلاء  وكل محبيه الأوفياء حول الصيغة المثلى التي يتوجّب إتباعها لتخليد هذا العملاق الصّلب الذي سخّر وكرس زهرة حياته فداءا للمبادى التي تدعم كرامة وحرية الانسان في العراق،   لتكون روحه سورا وسدّاً منيعا لحماية شعبنا ومأثره نبراسا لهداية جيلنا وشجاعته سيفا  ودرعا لأحفادنا. ومن هذا المنطلق أطلب بروح أخوية مسؤولة من كل المحبين والمهتمين بهذا الموضوع المشاركة في  إبداء أرائهم السديدة ومقترحاتهم الرشيدة  لتتظافر كل الجهود الخيّرة والنوايا الحسنة لرسم وصياغة الخطة المثلى لتخليد هذا الرمز الفريد ومن ثمّة  تقديمها الى الجهة المعنية لتنفيذها.                                                                                                                   

إنّ الشعب الذي لا يجلّ رموزه يندثر وسريعا ينقرض

سلام مروكي
ملبورن/أستراليا
salim_maroki@hotmail.com


غير متصل SABAH ALMAGHARI

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 99
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ سلام تحياتي للجميع :
كما ذكرت ان شعبنا الكلداني السرياني الاشوري عبر تاريخه الطويل منجم للرجال العظام ، وبكل المقاييس وبمختلف المجالات ، وفي تاريخ العراق الحديث كان للكثير  من ابناء شعبنا المتميزين دورا كبيرا في بناء صرحه ، رجال دوله ، رجال دين ،  مناضلون سياسيون ، ادباء ، علماء وغيرهم الكثير ، كل هؤلاء يستحقون التخليد والتمجيد انهم رموزنا وفخرنا ، ومنهم المناضل الراحل توما توماس ، فهو احد رموزنا الذي يجب ان يخلد ، فبالاضافه الى كل ما ذكرت من صفات ومزايا المناضل توما توماس فان الرجل كان يملك شعور قومي بشعبه الكلداني السرياني الاشوري يتناغم هذا الشعور مع فكره الشيوعي وترجم هذا الشعور الى نضال ومد يد المساعده لتنظيماتنا وتقديم النصح والمشوره الخ ، ناضل من اجل حقوق شعبنا وحقوق كل مكونات العراق المظلومه . كما  كان يؤمن بوحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، وكان ابنا بارا واصيلا لبلدته القوش ، وهذا لايتقاطع مع حبه للعراق ووطنيته ، كان يمتلك قلبا كبيرا يتسع لحب الجميع .
كان مناضلا كبيرا الا انه تميز عن مناضلي حزبه بعمله في الانصار ، ذلك المنعطف المهم في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي ، الكثير من مناضلي ومؤرخي تجربة الانصار يعتبرون المناضل توما توماس اهم شخصيه نضاليه في هذه التجربه ،لشجاعته وذكائه وسعة افقه وسرعة بديهيته وثقافته العسكريه وخصوصا في الحرب الشعبيه .
حاز الراحل توما توماس على احترام وتقدير كبيرين عند معظم قوى العراق السياسيه والاجتماعيه وكانت كلمته مسموعه ويؤخذ برايه . فقد كان له حضور متميز ليس في حزبه وابناء شعبنا فحسب بل لدى الجميع .
تميز الراحل بنكران ذات فريد ، فطوال تجربته النضاليه الكبيره و العميقه لم يفكر بمجد شخصي او ربح مادي او منصب زائل ، بل كان نضاله : ايمان بقضيه وموقف حياتي وتضحيه لشعب وترجمه لفكر ، الاسباب التي ذكرتها اخ سلام والاسباب التي ذكرتها انا ، وغير هذه وتلك فان المناضل توما توماس خالد في ضمير شعبناوخالد في ضمير كل العراقيين وخالد في لوح التاريخ .
صباح ميخائيل برخو
استراليا ــــ سدني

غير متصل Sleiman Yohanna

  • اداري منتديات
  • عضو فعال
  • *
  • مشاركة: 61
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ سلام المحترم
أحسنت على هذه المبادرة الرائعة لأن وعي الشعوب يقاس بمدى تكريمهم وإعتزازهم وتعلمهم من ابطالهم الذين سبقوهم في الدروب الصعبة من اجل رفعة شأن اجيالهم المقبلة وان ننسى تلك الجهود الجبارة في اي حقل كان لهو مؤشر على التردي الثقافي والحضاري المؤدي الى المسالك المظلمة لذا فأن هؤلاء الابطال الذين كانوا سببا للحياة والحرية والأمل في الأزمنة الرهيبة و في احلك الظروف لأمتنا يستحقون كل التكريم في حلقات التاريخ اللاحقة ليكونوا حافزا للتضحيات والإقدام من قبل الأحياء لأن الحصاد كثير لهذا الشعب المستهدف وجعل ذكراهم عمودا من دعائم مسيرة النضال والتقدم وبذا نبرهن اننا حقا شعب حي يدرك قيمة التضحية والحياة ويقينا ان طرحك اليوم لهو الخطوة الاولى من اجل تبني باقي الابطال منهم ابطال الايمان لكنيسة المشرق ومنهم ابطال المهمات الصعبة امثال البطل آغا بطرس البازي والبطل ملك هرمز جكو وغيرهم الذين يزخر تاريخنا الممتد في عمق التاريخ بهم ونأمل ان يأتي اليوم الذي نرى متحفا يشمل اجنحة واقسام تؤي مآثر وقيم وفكر كل الذين وجب ويجب تكريمهم ذخرا للأجيال ولي ثقة كبيرة بأن أبنائنا واخوتنا في القوش الصامدة التي انجبت الكثير من الابطال أمثال توما توماس ان يبادروا  في زرع بذرة الاندفاع والمبادرة من اجل اقامة هذا الصرح الذي سيكون وقعه المعنوي كالصخرة التي ستزرع الامل من اجل التشبث بتلك الارض التي تستحق كل الجهود لأنها قصة التاريخ والدماء الزكية والبريئة التي روت تلك الارض لحد الاشباع.
وأنني مستعد للتبرع ماديا تجاه هذا المشروع وهذا اضعف الايمان
وتقبل مني كل الاحترام والتقدير
اخوكم
سليمان يوحنا

غير متصل thaera_hedo

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 159
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اخي سلام سلمت على هذه المبادرة الطيبة في تخليد هذا الصرح الكبير الذي اقترن اسمه ب القوش واسم القوش به هناك يا اخي العزيز من يخلد ذكراه بعدة طرق غير الاضرحة والتماثيل فتضحياته تستحق التكريم والتخليد ففي القوش تقيم مباريات كرة القدم على اسمه وفي كل سنة تمر على رحيله يقام في القوش حفل تابيني لذكراه ويلقى العديد من القصائد تامعبرة عن صموده ورجولته وتضحيته فبارك الله في كل شريف يفكر بهؤلاء الابطال

غير متصل عماد شامايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 78
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ سلام
بعد التحية والسلام
شكرا لك ولمبادرتك الرائعة التي وضحت فيها مدى حبك وحرصك على اناس ناضلوا وضحوا من اجل حب الوطن والمبادئ والشعور بمسؤلية المواطنة والحفاظ على قيمها ومبادئها لذا يجب تدوينها في التاريخ لئلا يأتي جيل بعد جيل وحرصا على اهمالها ونسيانها بل يجب ان تدون وتذكر لمدى الاجيال....لأن مثل هؤلاء الرجال او الشخصيات الذين كان لهم دورا مهما في بناء تراثنا وتاريخنا المعاصر..... وتاريخنا الذي انجب رجال عظماء في مجال العلم والادب والسياسة....الخ والمناضل توما توماس واحداً من هؤلاءالمناضلين والقادة المعروفين والذي كان له دورا كبيرافي تاريخنا الماضي والحاضر والمستقبل وكان يسير بخطوات جبارة لا من اجل قضية واحدة بل من اجل الوطن وجميع اطياف الشعب العراقي كي يكون مدرسة لما بعده من الاجيال في سبيل القضية......وتخليد هذا القائد وامثاله من الرجال انه لكنزٌ في رصيد شعبناالكلداني الاشوري السرياني
عماد شامايا....كنـــدا