المحرر موضوع: متى ننفجر نحن؟  (زيارة 1124 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ياقو بلو

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 21
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
متى ننفجر نحن؟
« في: 00:56 16/11/2007 »

متى ننفجر نحن؟

ياقــو بلــو

 

تقول كل المعطيات ان الوضع الامني في الوطن العراقي يسير في سبيل الهدوء,حيث ان نشاط الجهات المعادية للسلام والمحبة صار يتراجع امام التكاتف الحاصل بين البشر الذين يشرفهم الانتماء الى  هذا الوطن الذي مازالت الكلاب تلعق دماء ابنائه على قارعة الطريق او بين بقايا اطلال الدور التي سقطت نتيجة تعرضها الى قنابل ازلام الشيطان التي لا يحلو لها سوى التعشعش في الاقبية المظلمة

كما تقول تلك المعطيات ان المسيحيين الذين تفرض عليهم عقيدتهم نبذ العنف والتحلي بالمحبة ما زالوا اهدافا متميزة يطالها الشر بين الفينة والفينة,سواء كأفراد او كجماعات,وهذا بالنتيجة يدخلنا في تناقض يصعب الخروج منه دون تحديد اسباب دوافع فعلة الشر والنتائج التي يحققونها من افعالهم هذه ومضمون الرسالة التي يصرون على ايصالها ولمن

ان يخطف مسيحي ويطلق سراحه مقابل فدية نقدية بات من الامور الشائعة في هذا العراق الذي ما عاد احد يعرف اليد الحقيقية التي تقرر مقدراته والى اين تسير,ان يعرض على عائلة مسيحية في بغداد او الموصل او البصرة او اية مدينة عراقية ناموس الخيارات الثلاثي الاركان -التحول الى الاسلام او دفع الجزية او وجوب مغادرة البيت- بات ايضا امرا لا يثير انتباه احد لكثرة ما قيل فيه على مدى اربعة عشرة قرنا بطولها وعرضها,اما ان تستهدف مدنا مثل باغديدة وتللسقف في زمن الهدوء النسبي هذا فأن الامر يستحق وقفة طويلة لاجل التمعن فيه وتبريره

تعودنا ان نسمع ان اعمالا مثل تفجير السيارات المفخخة او تلك التي ينفذها انتحاري بشكل فردي يقوم بها الاسلاميون وبقايا ازلام صدام حسين او المخابرات العاملة لحساب الجهات الصهيونية والصليبية الى آخره من قائمة الاسماء الطويلة,ولو اردنا ان نوازن بين ما حصل في تللسقف قبل ايام معدودات واعمال الجماعات التي اتيت على ذكرهم سوف نجد ان طرفا المعادلة يتنافران بحدة,إذن من الفاعل؟من هو صاحب المصلحة الحقيقي ؟من هي الجهة المستفيدة الوحيدة من هكذا سلوكيات تسلب اهل تللسقف حق الاصطفاف الى جانب بقية من يماثلوهم العقيدة الدينية والقومية؟

تقول الاخبار ان السيارة انفجرت امام مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني اي نفس موقع الانفجار السابق,انا لا اريد ان اتطرق الى الخسائر لان وسائل الاعلام تكفلت بذلك مشكورة انما السؤال المحرج هو:ما هو مبرر وجود مقر لهكذا حزب قومي في مدينة لا ينتسب ولو واحد من ابنائها الى القومية التي يمثلها هذا الحزب لا حاضرا ولا ماضيا؟ولو تبرع احدهم طواعية واجابني فأن اجابته كما انا متأكد سوف لن  تخرج عن ترديد كلمات عاف عليها الدهر من امد بعيد او اقله من يوم سقوط النظام السابق

عابوا على البعثيين ضغطهم على المواطنين او اغرائهم لاجل الانخراط في صفوف حزب اليعث العلماني كما كان يحلو للمتشددين في الدين تسميته,وهما هم يمارسون افعالا هي نسخة طبق الاصل من ممارسات البعثيين,والا قولوا لي يرحمكم الله ما معنى ان يوجد حزب في مدينة لا ينطق احد ابنائها لغة القومية التي يمثلها هذا الحزب؟وما معنى ان تنفجر سيارة في مدينة هي ابعد ما تكون عن محاور الصراع الحقيقي على السلطة؟

هل كان الفعل رسالة الى الحزب الديقراطي الكردستاني يا ترى؟ام رسالة من الحزب المذكور الى اهل تللسقف الودعاء الذين صار لصوتهم اليوم اهمية في كفة الموازنات والمراهنات بين حكومة ما يسمى بالاقليم والاحزاب القومية المسيحية بكل تسمياتها؟

ان منطق العقل والحكمة يقول:لو كانت هذه رسالة الى الحزب المذكور فمن من؟لانه لا التيارات الدينية المتشددة ولا بقايا البعث ولا الشيطان نفسه له مصلحة بتنفيذ فعل ساذج مثل هذا في تللسقف,لان الاهداف التي في متناول الجهات هذه اكثر اهمية من مقر الحزب المذكور في تللسقف,ولإتهابل واقبل منطق ان الذي جرى كان رسالة الى الزعماء الاكراد,ولكن ورغم هبلي هذا يبقى عندي سؤال ساذج جدا الا وهو:اشيع في حينها ان وجود بعض فصائل البيشمركة في المدن والقرى المسيحية هو مجرد لحماية هذه القرى من استباحتها من قبل الاسلاميين خاصة بعد شيوع المذهب الوهابي بين عرب اهل القرى المحيطة بها,وهذا المذهب كما عرف عنه انه اكثر المذاهب الاسلامية سلفية وتشددا,ولاعد الى سؤالي الساذج جدا:اذا كانت هذة الفصائل غير قادرة على حماية مقرها فكيف سيتسنى لها حماية مدينة يمكن الدخول اليها من عشرات المنافذ وفي وضح النهار دون رقيب او رادع؟

تقول الاخبار انه خلال الانتخحابات فرضت هذه الفصائل المؤمنة بالديمقراطية على القرى المسيحية واقعا مريرا جدا,حيث جعلتهم امام خيارين كان احلاهما يوم ذاك امر من العلقم:اما التخلي عنهم او التصويت لقائمتهم,والتخلي عنهم كان يعني واستنادا الى تجارب كثيرة سابقة ان يحتاط اهل هذه القرى لشر هذه الفصائل,لا بل ان الامر وصل الى حد الاستهتار بعشرات الاف من الناخبين الذين حرموا اساسا من الادلاء بأصواتهم لعدم وصول صناديق الاقتراع اليهم او منعوا من الوصول اليها

تقول الحقائق:ليس هناك ما يمنع الاسلاميين المتشددين من الوصول الى اي هدف يرمز الى المسيحية في كل مدن العراق ربما بأستثناء المدن التي حظيت برعاية خاصة من المحتل,حيث لا زالت الكثير من الكنائس في بغداد تقيم الشعائر الدينية والوصول الى هذه الكنيسة او تلك واي تكن الاحتياطات الامنية اسهل من الوصول الى تللسقف واكثر اثارة للشهية الشيطانية,وهذا يعني ان دافع الفعل لم يكن دافع ديني مطلقا

اذن اجدنا متفقين على ان الفعل لم يكن رسالة الى القيادات الكردية ولا كان تعبيرا عن ارادة دينية ضد اهل تللسقف المسيحيين,وهذا يعني ان الاحتمال الاخر هو الارجح,اي انه رسالة من الاكراد الى اهالي تللسقف للسبب الذي اتيت عليه آنفا وهو اهمية صوت اهل تللسقف ومدى فاعليته في طبخة الموازنة بين كفتي الصراع القائم بين الداعين الى الغاء طموحات الناطقين بالسريانية وجعلها رهينة الرحمة الكردية التي تذكرنا ببطولات الامير بدرخان وبين الداعين الى وجود حقيقي للناطقين بالسريانية ولكن ضمن مشروع الوطن الواحد الذي يتكفل بصيانة حقوق الجميع ويطالب الكل بنفس الواجبات فيما يخص الانتماء

ان الرسالة التي توقف حاملها في تللسقف البارحة سوف لن اتفاجأ مطلقا ان يأتي ساعي جديد غدا ليقف في باطنايا ويناول اهلها رسالة مشابهة وبعد غد باقوفة وهكذا حتى يتعظ كل الخارجين على الارادة الكردية التي عبر عنها الملا بختيار افضل تعبير حين جعلنا مجرد ضيوف ثقلاء على المائدة الكردية

اللهم اشهد اني قلت ما قلت دون ان اصبو الى مجازاتي بناقة او جمل انما اكراما لوجهك الكريم

 

ياقو بلو اسحق الباطناوي

yakoballo@yahoo.co.uK