المحرر موضوع: المناضلة نزيهة الدليمي تؤبن تحت ظلال الراية التي قتلتها  (زيارة 936 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل رزاق عبود

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 390
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المناضلة نزيهة الدليمي تؤبن تحت ظلال الراية التي قتلتها


يوم 16/11/2007 وكغيري من عشرات الحاضرين استمعت الى كلمات التأبين، وقصائد "الرثاء" التي ليس لها علاقة بالمناسبة في مقر نادي 14 تموز في ستوكهولم/ السويد. توالي على منصة الحديث الكثير من رفاق، ورفيقات دربها، ومن زميلاتها في تاريخ النضال النسوي في العراق، والكثير ممن عاصروها، او التقوها، او سمعوا، اوقرأوا عنها، او عملوا معها. استمعنا ايضا الى الكلمة المؤثرة التي تضمت نعي الفقيدة الكبيرة جليلة الهاشمي. القتها ابنتها ذكرى التي خنقتها العبرات اكثر من مرة. فالخسارة جسيمة. مناضلتان كبيرتان في تاريخ الحركة النسوية، والوطنية، والشيوعية العراقية. عانتا الويل، والظلم، والسجن، والتشرد، والمطاردة، والموت تغربا من النظام الذي غيرعلم ثورة تموز المجيدة. العلم الذي جمع الرموز الوطنية لتاريخ، وحضارة شعوب وادي الرافيدن. وفي غمار الحرب ضد ايران، والكويت، والحركة الوطنية العراقية وضع صدام بيده الدموية عبارة "الله اكبر" التي استخدمها غزاة العراق قديما، واستخدمها صدام لقمع انتفاضات شعبنا. ورغم ان التأبين حسب الاعلان المنشور على المواقع الالكترونية ينظمه نادي 14 تموز، ورابطة المرأة العراقية، التي ساهمت الشهيدة في تاسيسها تحت اسم جمعية تحرير المرأة العراقية، ثم رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية. الاسم الذي تغير بعد ثورة تموز الى رابطة المرأة العراقية، التي لازالت في مقدمة المناضلين في سبيل الحقوق الكاملة للمرأة العراقية. وفي هذه المناسبة اقترح، بتواضع، اعادة الاسم القديم بعد أعادة أضطهاد القرون الوسطى للمراة العراقية في ظل حكومات المحاصصة الطائفية .

 

كانت الكلمة الاولى لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي. وهذا ليس غريبا، فالفقيدة قيادية في الحزب وربت اجيالا من الشيوعيين، والشيوعيات الذين هتفوا باسمها في شوارع العراق ومدنه الفقيرة، والكبيرة. ولم اسمع كلمة لرابطة المراة. وهذا امر غريب. والاغرب في كل هذا ان يتم التأبين تحت ظل العلم الفاشي المقيت الذي كان احد اسباب فقداننا لهذة المناضلة الصلبة. نادي 14 تموز المشارك في التأبين(لم تكن له كلمة) ورابطة المرأة العراقية ليستا منظمتين رسميتين. وليسا تابعين لاي جهاز حكومي او ديبلوماسي يضطرهما لرفع علم الفاشية، الذي ورثه النظام الطائفي، وتمسك به. وهناك سفارات عديدة، ومنظمات كثيرة لا تلتزم بهذا العلم العار. ولا اجد مسوغا لتمسك نادي 14 تموز(ليس 14 رمضان) ورابطة المرأة العراقية، والحزب الشيوعي العراقي ان يرفعوا هذا العلم المقيت في مناسبات شعبنا الوطنية، او المناسبات الاممية، او الخاصة بالنادي، او الرابطة، او الحزب الشيوعي العراقي. وألاخير اكثر المعانين من مطاردات الاجهزة الفاشية التي رفعت هذا العلم الذي لم يكن لشعبنا رأي في اختياره، عكس ما جرى لعلم ثورة تموز 1958. واذا كانت المجاملات الرسمية تقتضي من بعض الموظفين الرسميين في العراق، او الخارج الوقوف مضطرين تحت هذه الراية المشؤومة. فليس هناك من بروتوكول، او مرسوم يلزم القوى الوطنية، او المنظمات الشعبية خاصة التي عانت من قمع سلطات العلم. فالحزب الشيوعي له رايته الحمراء، وكان يمكن ان تظلل الحفل التابيني. ولا ادري ان كان قد اتفق على علم وطني للحزب كما الحال في كل الاحزاب العالمية. ولرابطة المرأة المناضلة كذلك شعارها الذي أختطه على ما اعتقد الفنان الكبير محمود صبري . وهو يزين كل نشراتها، وكراريسها. واذا كانت دولة السويد "فقيرة" لهذا الحد بامكانيات الطباعة لتصوير شعار كبير للرابطة، او الحزب كان يمكن خط لافتة كبيرة تؤبن الشهيدة. ويكون لون القماش احمر، او ابيض، او اسود، او صورة عملاقة للفقيدة. كاللافته التي رفعت في ساحة "سيرجل توري" بعد فوز المنتخب العراقي بكاس اسيا. تناسب حجم نضالاتها، وتضحياتها، بدل ان يرهق عيوننا التعبى منظرعلم صدام خلال الوقت الذي مر ونحن نستمع لقصص النضال على خلفية علم القمع الرهيب. الامر يذكرني بمطالبة فرانكو بلوحة الجيرنيكا لرفعها في قصره. وقد رفض، كما هو معروف، الفنان الشيوعي بيكاسو اعادة اللوحة الى اسبانيا طالما ظل فرانكو في الحكم، وطالما لم تعاد الجمهورية الى اسبانيا. اللوحة اعيدت بعد ان تعهد الملك الاسباني خوان كارلوس نفسه انه سيقف بوجه أية محاولة انقلابية لاعادة الديكتاتورية. واعيدت الى المتحف الذي كان بيكاسو مديره قبل ان يهرب من فاشية فرانكو بعد ان ظلت لاربعين عاما تزين جدران مكتب الامم المتحدة في نيويورك. فهل ستوافق رابطة المرأة العراقية، والحزب الشيوعي العراقي على ازالة نصب الحرية ايضا من ساحة التحرير، بسبب المجاملات الرسمية؟؟

 

على قوى شعبنا الوطنية المناضلة مثل الحزب الشيوعي العراقي، ورابطة المراة العراقية، والمؤسسات الثقافية في الخارج ،في الاقل، مثل نادي 14 تموز في ستوكهولم استعادة رموز ثورة تموز، وامجاد، ونضالات شعبنا بدل تلويث اسماء، واجساد، ونعوش شهداء الشعب برداء القتل الذي خطه صدام. انا شخصيا سانسحب من اي فعالية يرفع فيها هذا العلم العدواني المتخلف. ولن احضر أي فعالية يرفع فيها علم الحرب هذا. واناشد الجميع ممن عانوا من الاضطهاد، والتشرد، والغربة، وناضلوا ضد الفاشية، وتحملوا التضحيات، وقدموا الشهداء بسبب تلك الراية العدوانية ان يفعلوا نفس الشئ. على منظماتنا الوطنية حزبية، او مهنية، أوثقافية، او فنية، او انسانية ان تبادر الى فرض ارادة التيار الشعبي الرافض لهذا العلم العار. لنجعل من حركة رفضنا هذه وسيلة لاستعادة الوجه المشرق لعراق تموز، والخير، والتقدم، والتسامح، والتعايش، ونبذ القيم المتخلفة الدخيلة على ثقافة شعبنا. وآمل، ان لاتدنس ذكرى فقيد اخر، او مناسبة ما، بظلال علم الحروب والغزو الصدامي مرة اخرى. بل يرفرف علينا علم 14 تموز الذي صممه فنان الشعب الكبير جواد سليم في مسابقة وطنية عامة اختير بعدها علما للجمهورية العراقية الخالدة.

ارجو ان لا "يزعل" منظموا التأبين من ملاحظاتي هذه، فالعراق من وراء القصد!!