المحرر موضوع: وآسفاه ايها المسكين ... هذا الحلم لن يتحقق  (زيارة 1692 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كوهر يوحنان عوديش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 460
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
وآسفاه ايها المسكين ... هذا الحلم لن يتحقق
كوهر يوحنان عوديش

في هذه الفوضى التي تعم بلدنا العراق، منذ سقوط النظام السابق، يمكن القول بأن المسيحيين كانوا من اكثر الفئات المتضررة بصورة عامة وبلا مقارنة من كافة النواحي، فعدم وجود حكومة مركزية قوية تفرض الامن وتطبق القانون، بهذا فقط تكون حقوق الاقليات والناس البسطاء محفوظة، ادى الى تهجير الاف العوائل وقتل الكثير من ابناء شعبنا غدراً.
وما زاد الطين بله كوننا اقلية ومقسمين على انفسنا الى طوائف ومجموعات واحزاب (مصلحجية) يعد عدد اعضائها باصابع اليدين ، الامر الذي ادى الى عدم توحيد الخطاب السياسي وتأسيس او تشكيل مرجعية سياسية او دينية موحدة لشعبنا ككل (الكلداني السرياني الاشوري)، وبذلك ضيعنا ونضيع نحن شعب العراق الأصيل فرصا كثيرة كان يمكن استغلالها لتثبيت حقوقنا القومية دستورياً.
لا يمكن لاي كان ان يعمم صفة الانتهازية على جميع العاملين في الساحة القومية، خصوصاً عند الحديث عن وحدة شعبنا وحقوقه القومية، فلا احد يستطيع ان يهمل او يغض النظر او يتناسى ويحرف التاريخ الطويل للبعض من سياسيينا الذين حاولوا وجهدوا كثيرا لتحقيق هذا الهدف، وايضاً لا يمكن لنا ان نتجاهل الاقلام الشريفة التي تناولت هذا الموضوع بجرأة وشفافية بعيدا عن الصراعات الحزبية والافكار التعصبية، حيث كان هَم اصحابها تحقيق حلم الاجداد والاحفاد والذي هو نيل شعبنا لكامل حقوقه المشروعة على ارضه التاريخية بدون نقصان او منية من احد.
في خضم الصراعات السياسية والحزبية والقومية وتشريع الدساتير في عراقنا الجديد، كان الاجدر بأبناء شعبنا والمسؤولين الحزبيين والحكوميين توحيد خطابهم السياسي، لاثبات مشروعية وعدالة مطالبنا القومية بدلا من الركض وراء الالقاب ومن ثم السقوط في هاوية الصراعات السياسية والفكرية، التي كانت سبباً رئيسياً لوضعنا في خانة الضيوف والمقيمين وابناء الجالية الاتية من اقاصي الارض.
هناك دعوات واجتماعات ومؤتمرات (وجلسات قهوة بين احزابنا القومية ورجال الاعمال)، لتشكيل مرجعية سياسية لشعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) وتوحيد خطابنا القومي لنيل كامل حقوقنا دون نقصان من ضمنها حقنا في الحكم الذاتي في مناطقنا التاريخية، لكن لم يسأل أي من الهؤلاء كيف السبيل الى ذلك ؟؟؟ نعم ندعو وننادي ونكتب ونناقش ونصرخ ومن ثم نعود فنستنجي !!!
ما فائدة الدعاء والكلام والصراخ والمناداة اذا كان ممثلينا وقادة احزابنا القومية والذين يعتبرون انفسهم مسؤولين !!! متمسكين بكراسيهم الدوارة وافكارهم البالية ويخافون التضحية، الكلمة التي اضحت مجردة وشقت افواههم من كثرة ترديدها في المناسبات (وحتى بدون مناسبة يتحدثون مع انفسهم ويقولون في دواخلهم :- لقد ضحينا كثيراً ونستحق هذا النعيم!!).
كل الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات التي عقدت كانت فاشلة نسبياً ولم تحقق الامنيات المرجوة ولا الشعارت المعلنة والملصقة هنا وهناك التي تدعو الى الوحدة والمطالبة بحقوقنا القومية و ... و....، وفشل هذه اللقاءات ليس لعدم وجود اناس نزيهين !!! ومخلصين !!! (ما شاء الله الساحة مليانة بس مختلطين) من ابناء هذا الشعب, بل لان المجتمعين هؤلاء هم ممثلي الاحزاب والكتل السياسية وغيرهم من الاشخاص ذو نفوذ (اقصد بهؤلاء اصحاب العمارات والشركات والقصور الذين صاروا مناضلين وسياسيين ومثقفين من درجة اولى بضربة حظ، يا رب زد وبارك لولا نضالهم وتفانيهم واخلاصهم في العمل السياسي كنا في عداد الموتى والمفقودين او نقف في الشوارع نمد الايادي)، وهؤلاء لا تهمهم مصلحة الشعب او معاناته او تاريخه او نمط وصيغة الحكم التي يحق لشعبنا المطالبة بها وتطبيقها، لانهم اجتمعوا اصلا لتوزيع المناصب!!! لان كل الحاضرين في هكذا لقاءات يفكرون بالمنصب وما يجلبه معه من مال قبل ان يفكروا بمستقبل امة على حافة الضياع، لذلك لم نشهد أي نجاح لاي من هذه المحاولات الوحدوية لانهم كانوا يتخاصمون وينسحبون او يختمون الاجتماع قبل انعقاده لاختلافهم في توزيع المناصب، وهذا هو السبب الرئيسي الذي ابقانا مختلفين ومتفرقين لحد الان كل يمشي في درب يوازي درب الاخر. 
قبل مدة قصيرة لا تتعدى الشهر سمعت خبرين مضحكين مبكيين، اولهما، وهو الاهم، عن الكاهن في منطقة (......) الذي طلب من الحاضرين الانتظار بعد انتهاء قداس يوم الاحد، وعندما شرع بالحديث بدأ بشرح محنته المالية !!! ان راتبه لا يزيد عن 300000 ثلاثمائة الف دينار (فقير) وسيارته بحاجة الى تصليح (مسكين) وغيرها من الامور المتعلقة بالكاهن وعائلته (مساكين لم يذوقوا طعم اللحم منذ سنين)!!!، لذلك طلب من الرعية مساعدته (اما الفقراء والمساكين فلهم الله والمسيح .......).
اما الثانية تتعلق باحدى تنظيمات شعبنا القومية!! (وما اكثرهم هذه الايام حيث كل فرد من ابناء شعبنا يستند على حزب معين ليقف على رجليه)، قام التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم ................. في محافظة ...... بالاعلان عن تأسيس شركة استيراد وتصدير يمكن للمواطنين من ابناء شعبنا المساهمة فيها، وتكون حصتهم من الربح معتمدة على مقدار المبلغ المستثمر في الشركة التي يكون مديرها مسؤول العلاقات في التنظيم المذكور، وبذلك جمعوا مبلغاً من المال واختفوا !!! (خوش تجارة) وعندما ذهب المواطنين المخدوعين للمطالبة بمالهم جاءهم الجواب الفوري من مسؤول التنظيم، الذي يكون حاضراً لمثل هذه الحالات - هؤلاء لصوص وليس لنا اية علاقة بهم !!! (الا يحق لنا ان نسمي هذا التنظيم ب- اتحاد النشالين القومي)؟ هذه امثلة بسيطة لواقع الحال الذي يعيشه اهلنا وابنائنا واخواننا في الدين والقومية.
لقد انتهى منذ زمن، عصر جدران الطين وسقوف القش التي كان اجدادنا ينامون فيها مرتاحي البال والضمير، وحلت محلها العمارات والاملاك والطائرات الخاصة وحسابات البنوك...... فمن ايها المسكين يفكر بك انت المظلوم والمشرد ؟؟؟ ومن سيمد يدا ليصافح يدك النازفة ؟؟؟ من سيغطي جسدك النحيف العاري المرتجف ؟؟؟
رجال ديننا الافاضل، ام احزاب المتاجرة التي تتكلم باسمنا وتحصد المليارات لتضاف الى حسابات اعضائها المصرفية؟ ربما لا احد في الوقت الحالي ...!؟ فلولا معاناتنا التي يتاجرون ويشحذون بها، لما تكرشت بطونهم ولاتضاعفت أرصدتهم ...
لا تحزن كثيرا يا شعبي المسكين، لأن هذا الزمن لا يرحم أحدا ! فأنت لست الأول ولست الأخير أيضا ... ولا احد يحمل همومك او يفكر بمآساتك سواك!

كوهر يوحنان عوديش