المحرر موضوع: دور فناني شعبنا في القضية القومية!  (زيارة 1064 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
دور فناني شعبنا في القضية القومية!!!
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا

في حفلة غير عادية اعاد المغني الكبير، مغني فلكوري شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني)  سركون هرمز ذكريات مرة وحلوة على اذهاننا وذلك يوم الجمعة الماضية 7/12/2007  في قاعة بروك وود في مدينة ملبورن- استراليا.

قد يتسائل البعض ماذا تعني بذكريات  حلوة ومرة؟ وما علاقاتها بقضية القومية؟

نعم لقد ظهر سركون هرمز مع كوكبة من المغنيين الملتزمين بالقضية القومية لشعبنا منذ بداية عقد السبعينيات من القرن الماضي مثل اشور سركيس وايوان اغاسي والبيرت روئيل والمرحوم بيبا والمغني شموئيل بر شموئيل وغيرهم

في هذه الامسية التي استمرت الى الساعات الاولى من الصباح اطرب الحاضرين واحيانا ابكى البعض منهم  باغانيه المتميزة بلحن الطرب والخكة السريع مثل خكا الشيخان و خكا الامريكي وخكا يقورا وخكا البيلاتي.
اعاد على مسامعنا بصوته الشجي الحي والشخصي بعدما كان اغلب الحاضرين فقط يستمعون الى اغانية عن طريق كاسيت المسجل او فديو، تلك الاغاني التي تحمل معها ذكريات خاصة عند كل واحد من جيل الخمسينات والستينات.
ذكريات مرة لاننا تعودنا سماع هذه الاغاني في الحفلات الزواج والعامة والسفرات الجامعية والمناسبات الشخصية ونحن في بلدنا الام وها نحن اليوم  نسمعها و نحن بعيدون الاف الاميال عن اهلينا ،ووطننا في حالة يرثى لها من حرب اهلية طائفية ، وشعبنا قد تشتت الى اربعة اركان العالم وقادتنا السياسين والروحانيين  لازالوا في اشد حالة فراق فيما بينهم.
 قد يتذكر البعض من الاخوة  القراء،  في بداية الحرب العراقية الايرانية كان قد وصلتنا  مجموعة كبيرة من الاشرطة من الخارج ، منها شريط سركون هرمز الثالث في نفس الوقت يكن هناك حفلات عديدة ومناسبات فرح كثيرة في بداية الحرب  بسبب كثر الشهداء الذين سقطوا من ابناء شعبنا في تلك الحرب المشؤومة (خاصة السنة الثانية من الحرب- معارك شرق البصرة)،  في نفس الوقت كان لاغاني هذا الشريط الوقع الكبير على نفوس شباب الجامعي  ذلك الزمان فحينما غنى المطرب سركون هرمز هذه اغاني القديمة اعاد جمالها وذكرياتها على ذاكرتنا .
الشيئ الاخر المهم الذي لابد ان اذكره هنا ، ان هذه الحفل كان فيه حضور متنوع من الكلدانيين والاشوريين والسريان ولم يكن هناك بين الحاضرين تلك الفواصل التي نراها في اورقة السياسيين وبعض الكتاب المتطرفين وبعض المحطات التلفزيوين او الاذاعية وحتى بعض رجال الدين الذين يقومون عادة بنكران طرف  اخر من مكونات شعبنا، حتى المغني الكبير في بداية الحفل قد غنى اغنية شمل فيها كل تسمياتنا القومية.

هنا لابد نشير  ايضا الى كلمة الحق بأن المغنيين الكبار قد قاموا برسالة مهمة لشعبنا  في ذلك الزمان وذلك وبادخال الاغنية بلغتنا الام سورث الى كل بيت والى قلب شاب وشابة وقد اوقدوا  بهذا  مشاعر القومية في شرايين الشبيبة وشدوهم الى الشعور القومي والهوية الذاتية بشعبنا.  انا اظن كانت هذه رسالة من الحلقات المهمة ( ان لم اقل الاهم في نهاية قرن العشرين) في تاريخنا في فترة زمنية قاسية مرت علينا  بسبب حكم صدام الاستبدادي ضد كل من يقوم بنشاط قومي او سياسي .
في الختام نقول اذا كان شعبنا من كافة مكوناته قد التقى ويلتقى في مثل هذه المناسبات دون تحفظ ويفرح ويحزن معا دون تميز، أليس من الحق ان يكون لهؤلاء الفنانيين مكانة خاصة في قلوبنا بسبب شموليتهم وموضوعيتهم في اداء رسالتهم ؟.
اليس من المعيب على قادتنا من كافة الجهات ان لا يستطيعوا زيادة التقارب واللحمة بين مجموعات  شعبنا  كما يفعل سركون هرمز او جولينا جندوا او غيرهم ؟واليس من المعيب بان يحرض بعض قادة مجتمعنا!!! بان لا يحضر  غيرهم حفلة المغني الفلاني لانه لا يتمسك بطريقة تفكيرهم او بالاحرى ليس متطرف مثلهم.
ايها الكتاب الاحرار المعتدلون ايها الفنانون ايها الرسامون ايها المسرحيون  ايها الصحفيون والمذيعون عليكم تقع مسؤولية حماية الامة الواحدة من الضياع وليس غيركم !!!!!!! ليكن الله في عونكم في تحمل هذه المسؤولية.