المحرر موضوع: القيد وأناشيد البطولة - قصة نفق سجن الحلة المركزي - الحلقة الرابعة  (زيارة 1537 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Naeem Alzuheyri

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 11
    • مشاهدة الملف الشخصي
القيـــــــــــد  و أناشيــد  البطولـــــة
قصة نفق سجن الحلة المركزي
الحلقة الرابعة
نعيم الزهيري
اول الغيـــــــــــــــــــث
سالــم يكشــف خيــط الضــوء في العتمـــــــة

انقشع الغبار عن السماء وصحى الجو بعد هدوء العاصفة الرملية التي استمرت يومين كاملين ولايوجد من يتكهن متى تعود ثانية... نفض السجناء افرشتهم من الاتربة الحمراء المتراكمة عليها وكنسوا القاعات واعادوا ترتيب افرشتهم وادواتهم ثانية... لقد كان مساء خريفيا جميلا وهادئا، وخلف احدى القاعات ازيحت اكوام التراب الخفيف وفرشت البطانيات السوداء واعتمرت جلسة ممتعة قدم فيها الشاي الاسود، خمرة الثوار، كما يسميه الخالد فهد، وكان زاد الجلسة الرفاقية اللذيذة هو الاحاديث الممتعة مع الضيف الجديد ( الشيخ ) عن الوضع السياسي واعادة تشكيل المنظمات الحزبية وربط المقطوعة منها خاصة بعد ان خرج عدد لا بأس  به من الشيوعيين من السجون. اذ بعد انقلاب تشرين الثاني 1963 واسقاط حكومة الحرس القومي وايقاف القتال في كردستان والتقارب مع الجمهورية العربية المتحدة انذاك، وتخفيف الضغط عـن الشعب واطلاق سراح المحتجزين السياسيين الذين انهوا محكومياتهم واغلاق بعض الدعاوي.. حدث نوع من الاستقرار النسبي وعاد البعض من الكوادر الحزبية والنقابية والديقراطية سرا الى الوطن فاخذ الحزب يضمد جراحاته العميقة ويعيد بعض تشكيلاته ويرتب بيته من جديد. وفي تلك الفترة ايضا طرحت فكرة تشكيل حزب سياسي للفلاحين، طرحت الفكرة للنقاش والتبلور... في تلك الجلسة استأثرت فكرة تشكيل حزب للفلاحين باهتمام الجالسين ودار نقاش جدي بينهم حول طبيعة هذا الحزب، اهدافه، برنامجه، نظامه الداخلي، ابرز قيادييـه.
قال احد الجالسين :
ـ  قبل كل شيء علينا ان نفكر هل نحن بحاجة لمثل هذا الحزب؟ ام ان منظماتنا الفلاحية قادرة بالتعبير عن ارادة الفلاحين وامكانية تحشيدهم وتنظيمهم للدفاع عن مصالحهم ..؟ فان كنا بحاجة الى مثل هذا الحزب علينا ان نفكر بطبيعته واهدافه وبرنامجه ومن سندفع من كوادرنا المهتمين بالمسألة الزراعية والعاملين في الريف ليكونوا لبنات اساسية في تشكيله...
ـ  نحن غير قادرين على استيعاب الريف مهما كانت تنظيماتنا قوية وواسعة. نحن بحاجة الى مثل هذا الحزب لملئ ساحة الريف وسوف لن يكون نقيضا لحزبنا .بل ظهيرا له وعلى غرار حزب الفلاحين في بلغاريا...
ـ  قال آخر :
ولماذا نستنسخ تجارب الاخرين ..؟
ـ نحن لا نستنسخ ، بل نستفيد من تجارب الاخرين. التجارب تراث وملك لكل البشرية... لقد علمتنا الماركسية اللينينية ان الحزب هو ضرورة موضوعية ينبثق من ارادة طبقة او فئه اجتماعية واسعة من المجتعمع يعبر عن اهدافها ومصالحها القريبة والبعيدة، وبذلك فهو طليعة طبقة وليس مجموعة من الاشخاص يجلسون ويشكلون لهم حزب ان مثل هذا الحزب سيذوب ذوبان قطعة الملح في الماء ، في اي منعطف يمر به.
ان حزبنا خير معبرعن ارادة الفلاحين ولم يعرف تاريخ العراق السياسي حزبا طرح برنامجا لحل المسألة الزراعية وتطوير الريف كالذي طرحه حزبنا. وكذلك لم يعرف الريف العراقي نضالات فلاحية قادها غير الشيوعيين العراقيين...خذوا مثلا وقوف حزبنا الى جانب حركة فلاحي الناصرية في عام 1935 ، المعروفة بتمرد ريسان على الحكومة وكيف ساندها الحزب الشيوعي العراقي وهو في بداية تشكيله فاصدر بيانا تضامنيا مع الحركة ووضع نسخة من البيان على منضدة وزير الدخلية انذاك. وقد لوح الوزير بالورقة قائلا ان هذا المنشور هو اخطر بكثير من بنادق ريسان.
وجمعية اصدقاء الفلاحين في العمارة في اواسط عقد الاربعينات. وقد شكلت بمبادرة من الحزب الشيوعي و من بعض الوجوه الديمقراطية وتطوع محامون للدفاع عن الفلاحين وتمشية معاملاتهم في المحاكم مجانا. كما تم استئجار خان لايواء الفلاحين القادمين من الريف للمبيت فيه. كما لعب الحزب الشيوعي دورا هاما في توجيه واسناد انتفاضة آل ازيرج في ريف العمارة في عام 1952  وكذلك اسناد نضالات فلاحي دزيي في اربيل. وقاد الحزب نضالات فلاحي الشامية في عام 1954 التي طرحت ولاول مرة مطلب قسمة الحاصل على اساس المناصفة بين الملاكين والفلاحين.. وغيرها من النضالات العنيدة والهامة الاخرى كنضالات فلاحي ثلث الجزرة في الكوت ،ونضالات فلاحي المجر الكبير في العمارة للوقوف ضد تنفيذ قرار  حكومةعبد الكريم قاسم القاضي بارجاع الاقطاعي مجيد الخليفةالى المنطقة. ألم يكن حزبنا هو القائد الحقيقي للفلاحين.!؟ وأن برامجه معروفة من حيث دقتها وواقعيتها، فاي حزب غير حزبنا يمتلك نظره اعمق واشمل من نظرة حزبنا؟ اما على النطاق التنظيمي الديمقراطي لا الحزبي. ألم يكن حزبنا اول من شكل الجمعيات الفلاحية بشكل سري في عام 1956  ألم يكن هو المؤسس والراعي الحقيقي لاتحاد الفلاحين الذي انعقد مؤتمره الاول في عام 1959 ...اننا لانريد ان نعطي قيادة الريف والحركة الفلاحية لحزب برجوازي صغير نؤسسه نحن وندعمه، وغدا سينحرف ويضع مصالحه الذاتية فوق مصلحة فقراء الفلاحين وبالتالي يتحول الى حزب ضد ا لفلاحين لالمصلحتهم ..
ـ  آخر..
لكن الآ تجد ان للفلاحين بكل فئاتهم فقراء ومتوسطين وأغنياء وحتى صغار الملاكين  هدف واحد ومصالح مشتركة ولو آنية وليس للمستقبل البعيد..؟ تشعب النقاش وكثرت الاراء في هذا الموضوع دون التوصل الى رأي مشترك ولا حتى متقارب ! وقد حسم النقاش رأي احد الكوادر الفلاحية المعروفة قائلا :
ـ الموضوع هام جدا ويحتاج الى وقفة طويلة وتفكير ودراسة معمقة ومسؤولة. نحن بحاجة ماسة الى ربط نضال الريف بنضال المدينة. او كما نسميه في ادبياتنا " تحالف العمال والفلاحين " كما درج عليه حزبنا.. على كل حال من الافضل ان تبقى هذه الفكرة قيد التفكير والدرس....
ساد الجلسة صمت قصير كسره الشيخ بتغيير موضوع الحديث قائلا :
لنفكر بموضوعنا في السجن وهل من المعقول ان ننتظر من الحكومة ان تطلق سراحنا..؟ اللهم الا بمعجزة اي مثلما صار في ثورة الرابع عشر من تموز/1958 ومع ذلك لم يطلق سراح السجناء السياسيين مباشرة بل طلب عبد السلام محمد عارف منهم  اعطاء البراءآت ثمنا لاطلاق سراحهم علما ان لا يوجد في السجون انذاك غير الشيوعيين والمحسوبين عليهم. ولكن تحت تأثير المد الثوري الجماهيري رضخت حكومة الثورة فأصدر عبد الكريم قاسم عفوا عاما وشاملا عنهم دون قيد او شرط ، وأعيد المفصولون السياسيون الى وظائفهم وتعويضهم لكن المفصولين من الشيوعيين الذين عادوا الى وظائفهم رفضوا اخذ التعويضات وتبرعوا بها الى خزينة الدولة واكتفوا بالرجوع الى الوظيفة، عدا شخص واحد استلم التعويض  فصار مثار استنكار وتندر من قبل الاخرين...
لعق خلف شفتيه وانتصب في جلسته ومسد شاربه الاسود الكثيف وقال:
ـ يارفيق بالامس كنت تتحدث عن ضعف السلطة وقوة حزبنا فلماذا لا تندلع ثورة وتستلم الطبقة العاملة الحكم وتطلق سراح السجناء..؟ علق احد الجالسين:
ـ خرجت الدرة من فم خلف، ابتسم الجالسون وكرر خلف السؤال وبغضب هذه المرة. (خلفّ) عامل بناء اشتغل منذ صغره في معامل الطابوق ولم تسعفه الظروف لمواصلة الدراسة فقد تعلم القراءة والكتابة في المدارس الاهلية وهو متعصب جدا للطبقة العاملة ولنظريتها. رغم قلة فهمه لهـا. كان يعتبر النظرية الماركسية قرآنـه الذي لايقبل المناقشة والتعديل. وان الاتحاد السوفيتي قبلته التي يصلي عليها. وكان يعتبر الصين محرفة للنظرية وغالبا ما كان يناقشه افراد من الذين تأثروا بالاتجاه الصيني في نظرتهم حتى وان كانوا على صواب وآرائهم صحيحة، يقف خلف ضدهم في النقاش واحيانا كانوا يفتعلون النقاش لاثارته فبما انهم " صينيون " فهم على خطأ مبين، كما يراهم خلف! ويقف ضدهم وضد افكارهم ال "جامدة " المهم لديه هو انه يردد اسم الطبقة العاملة والنظرية الماركسية اللينينية والاتحاد السوفيتي العظيم !!
رد الشـيـخ على سؤال خلف بشيء من الحنان :
ـ يارفيق خلف نحن نريد ثورة، الحكومة تمام ضعيفة لكن الظروف لم تنضج بعد لم تتكامل لحد الان فقاطعه خلف وبنفس الانفعال:
ـ يارفيق اي ظرف لم يكتمل الان، الموضوعي لو الذاتي؟ اذ كلما نضج ظرف واحد يتخلف الظرف الاخر عن النضج وهكذا.ألا تقل متى ينضج الظرفان سوية..؟ الاحسن قولوا لا نريد ان نقوم بثورة وخلصونا!! ثم التفت الى الجالسين حوله هازا" يـده وقـال :  يتركون التفكير بالثورة ويفكرون بتشكيل حزب للبرجوازية !! هيه ياربي! وترك الجلسة تشيعه النظرات......
استمر الشيخ في حديثه غير مبال بما قاله خلف، نحن نفكر حاليا في كيفية التخلص من السجن ونساهم في العمل مع رفاقنا، كنت مصمم على تنفيذ فكرة الهروب ولكنني لم اتمكن منها، لامن معتقل التسفير في السراي ولا من معتقل السماوة ولا من السيارة، الحراسة مشددة جدا والقيود عاصية على الكسر او الفتح وحتى من هنا، من نقرة السلمان ارى ان الهروب صعب جدا كما ترون انتم. ألا تتذكرون الشهيد صلاح الدين احمد، انه ضابط نشط ويعرف المنطقة جيدا... لكنه توفي في الطريق ولم يقطع سوى عشر كيلومترات على طريق نقرة السلمان ـ النجف فلو كنت في سجن آخر مثل سجن الحلة او سجن العمارة او غيرها ، مثلا، لكان الوضع اسهل ، ربما كان اسهل، لان اخرين تمكنوا من الهرب من هناك... ثم سرح قليلا واضاف: ما قيمة الهروب الفردي، انه على اهميته في تخليص مناضل للحزب، يبقى الهروب الجماعي افضل لانه يخلص عدد اكبر من السجناء  وله تأثير كبير على معنويات الناس وعلى الحزب، ومن جانب آخر يفضح السلطة ويجلسها على الخازوق كما يقال...!! لقد سمعت ان في سجن الحلة جرت محاولة حفر نفق ولكن صرف النظر عن المحاولة، لااعرف لماذا ...؟ غنى، كل على ليلاه ، وغنى ســالــم  :

                    يلرايـح للحـزب خـذنــي             وبنــارالمعـركــة ذبـنـي
                    بركَبتي ديـن اريـد اوفيـه             علـى اعـوام المضـت منـي

وشكلت تلك الامنيات والتصورات الصامته في الاذهان جوقة موسيقية منسجمة اساسها التحرر من القيد وتنفس هواء الحرية.
كان سالم طيلة الجلسة مستمعا، لم يتحدث بشئ، لكن حديث الشيخ عن النفق وسجن الحلة اثار شجونه وحفزه على القول:
ـ كنت في سجن الحلة المركزي وهناك طُرحت فكرة حفر نفق على عدد محدود جدا من الرفاق...
ـ ومن اي مكان ؟ فكل ارض السجن مصبوبة بالاسمنت...
ـ لايارفيق، في غرفة الطبابة الصغيرة الواقعة في القلعة الجديدة من السجن، غطاء بالوعة ، الظاهر كانت الغرفة تستعمل كحمام وتواليت ثم اهملت وتحولت الغرفة الى غرفة لمعالجة المرضى من قبل رفاقنا، فاذا رفعنا غطاء  " البالوعة"  نرى مايشبه البئر، ومنه يمكن الحفر الى الخارج... لكن الفكرة الغيت لاسباب عديدة وفي مقدمتها كيفية صيانة السر، سيما وان السجن مكتظ، وليس كل السجناء على درجة واحدة من الانضباط والوعي، ثم كيفية معالجة التراب وهي مشكلة المشاكل، وغير ذلك من الامور المعرقلة الاخرى، فهي عملية معقدة جدا ومستحيلة التطبيق.
لم يعلق احدا على قول سالم، ويبدو ان فكرة الهروب قد استحوذت على الرؤوس، وانفضّت الجلسة عندما ودعـت الشمس اخر دقائق النهار.
حفرت كل كلمة قالها سالم مكانا في ذهن الشيخ، فسافر مع افكاره الى سجن الحلة المركزي وتراءت له خارطة السجن ومواقع السجانين، رغم انه لم يسبق ان رآه من الداخل الا انه يعرف موقعه تماما. كما مرّت بذهنه شبكة التنظيمات الحزبية وغير الحزبية في المدينة وضواحيها واريافها، كان يعرفها بشكل جيد عندما كان عمله الحزبي في منظمة الفرات الاوسط ، يعرف البيوت الحزبية، يعرف وجوه المدينة المتعاطفة مع الحزب، يعرف مداخل المدينة ومخارجها، يعرف كل شبر وشئ فيها.
سبح السجن في ضوء القمر الذي تلألأ قرصه باستدارة كاملة في صفو السماء، في تلك البقعة النائية من الصحراء الغربية للعراق، وكان صمت رهيبا  فرض سيطرته السحرية على كل شئ... كانت القاعات العشر تنتصب في صفين متقابلين، صامته وكأنها جنود في حالة استعداد.. ومن بعيد تبدو الارض المحيطة بقاع سجن نقرة السلمان، مثل قمة مستوية لجبل شامخ، تشكل دائرة شبه مقفلة يتمنطق بها السجن.
ترك ابراهيم وهو كادر فلاحي من كربلاء، ومحسن معلم من الناصرية وهو كادر حزبي ايضا ومعجب بما يجري في الجمهورية العربية المتحدة، بقيادة جمال عبد الناصر، من اجراءات وقوانين، القاعة المزدحمة شبه المظلمة وجوها الخانق من شدة الازدحام، ومن دخان السجائر ورائحة اعقابها ومن الغازات الكريهة التي تنبعث من بطون البعض، وراح الاثنان يتمشيان في الساحة الترابية الواسعة، يعبان من الهواء النقي انفاسا عميقة.
قال ابراهيم:
ـ  ماطرحه الشيخ قبل اسبوع اثار ولايزال يثير نقاشات حادة في السجن.
ـ  ماذا تقصد، سأل محسن؟
ـ  اقصد تشكيل حزب للفلاحين... اي حزب... اي فلاحين؟
قالها متهكما. واردف:  يقول لينين:
ـ " ادخل من اليسار تخرج من اليمين" لكن شيخنا ابو علي دخل من اليمين ولايريد ان يخرج منه. ألم يكن هو المسؤول الاول عن خط آب التصفوي..؟
ـ قال  محســن:
ـ يا أخي، لكل اصيل كبوه، كما يقال، لماذا نحاسب اشخاص؟ الخطأ خطأ الحزب كله، اقصد قيادة الحزب، وصحح هذا الخطأ بعد تسعة شهور. وكما انت عايشت الاحداث والوقائع السياسية والتاريخ، تحدث في منعطف سياسي حاد اجتهادات مختلفة كرد فعل للاحداث، ففي اواسط عام 1959. حيث المد الجماهيري بعد ثورة الرابع عشر من تموز، وكانت الاحزاب السياسية في العراق انذاك، بين معارض من الاحزاب القومية والبعثيين واخرين، وبين من جمّد نشاطه السياسي كالحزب الوطني الديمقراطي مثلا، بقي حزبنا وحده في الساحة، وتعرف جيدا انحراف حكومة قاسم وخطابه في كنيسة ماري يوسف عندها صارت البلبلة في قيادة الحزب، فكانت القواعد الحزبية وبعض اعضاء اللجنة المركزية تفكر بشكل، ومعظم اعضاء اللجنة المركزية الاخرين يفكرون بشكل اخر ، ورسمت سياسة الانسحاب المنظم التي قمعت ثورية الجماهير، وبالرغم من ان قيادة الحزب اصدرت تصحيحا، بعد ذلك، لكن ذلك لم يعلن، بل ظل على الورق فقط  تحت ذريعة " حتى لاتحدث بلبلة فكرية..!! وهنا رفعت القوى المعادية عقيرتها، ازلام العهد الملكي الرجعية، والسلطة الجديدة التي لم تطهر نفسها من العناصر العفنة، شركات النفط، الملاكون الذين تضرروا من الاصلاح الزراعي، الدول المجاورة، كدول حلف بغداد المقبور، وقد استفادت هذه القوى ، وباسناد من عبد الناصر من هذه الاوضاع، فامتلأت السجون ثانية واستشرس الهجوم ،الهجوم على المنظمات المهنية والديمقراطية، وبعدها اشتعلت الحرب ثانية ضد الشعب الكردي.. لقد هيأ قاسم بنفسه الفرصة الذهبية للاطاحة بحكومته فقُتِل هو وقتل الالوف معه وبعده...!!
ابراهيم:
ـ انني اعرف ذلك حق المعرفة ولم انس الظروف العالمية التي ساعدت على ذلك، مثل التخبط النظري، التطور اللارأسمالي، الاتجاه الاشتراكي، التقدم الاجتماعي، وغيرها من النظريات... هم ينظّرون ونحن نطبّق، هم يصفقون ونحن نرقص على اللحن الذي يريدونه، ولكن، عليّ ان اسال، اما كان على الحزب ان يسير بالجماهير الغفيرة الى الامام في الدفاع عن مصالحها، فاين صارت مسيرة المليون في ايار 1959، والمقاومة الشعبية والمنظمات المهنية الاخرى، كل تلك القوى الشعبية الجبارة انهارت بسرعة، لماذا؟ بالطبع لان قائدها تهاون، غفا، تراجع، سمّيه ماشئت..!!؟
يتبع
[/b][/size][/font]