المحرر موضوع: نينوى والموصل المسيحية - الحلقة الثالثة -  (زيارة 2741 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل josef1

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4780
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
نينوى والموصل المسيحية - الحلقة الثالثة-
من هم المسيحيون الذين كانوا يسكنون الموصل عند الفتح الاسلامي ؟
لاشك ان المسيحين الذين سكنوا الموصل من السريان الشرقيين الذين تجمعوا حول الدير القديم فيها،وقد يكون فيها سريان غربيون ايضا (سريان ارثوذكس).خاصة بعد امتداد حدود سورية الرومانية موطنهم الاصلي، نحو المنا طق الشرقية .إلا ان تسرب السريان الغربيين في حدود الموصل وهي منطقة سريانية شرقية أصلا لخضوعها للإمبراطورية الفارسية ،فلو اخذنا بما جاء في قصة مار بهنام الشهيد نجد بعض السريان هربوا من اضطهاد يوليانس الجاحد سنة 360 – 363 م وجاءوا من منطقة آمد (ديار بكر)الى منطقة الموصل نينوى، وهناك من يشير الى وجود عدد من الارثوذكس حسب تفاصيل دير مار متى القريب من الموصل وبالنسبة للارثوذكس فقد ازداد عددهم من جراء ما انضم اليهم من بني مذهبهم الذين سباهم الفرس في حملاتهم الموفقة على الامبراطورية البيزنطية كما حدث قبل ذلك،لدى استيلائهم على الرها عام 602- 603م .إذ من غير الحتمل ان يرغب الفرس في إبقاء غرباء بالقرب من حدودهم .ولا اثر ايضا لاي من التجارالارثوذكس التسعمائة الذين رافقوا جيوش هرقل الظافرة سنة 627م فإننا لا نجد جالية ارثوذكسية قوية في الموصل قبل منتصف القرن السابع الميلادي والجدير بالذكر ان مسيحي الموصل سابقا كان يطلق عليهم اسم الجرامقة .

الموصل عند الفتح العربي الاسلامي
لنتسأل كيف كانت علاقة المسيحيين بالفاتحين المسلمين،لقد استقبل المسيحيين العرب الفاتحين في بادئ الامر مثل المحررين،والتقليد الموصلي الذي استشهد به المسيحيون في وقت لاحق لانقاذ احدى كنائسهم ،يدعي انهم فتحوا ابواب المدينة امام العرب لكي ينجو من طغيان البيزنطيين ،وعند تعيين (مار عمه) جاثليقا لكنيسة المشرق في نحو سنة 647م ،برغم كبر سنه . ادعى البعض ان اصدقاءه العرب هم الذين عملوا على تعينه،إعترافا منهم بالخدمات التي قدمها لهم عند استيلائهم على الموصل ،فإنه في ذلك الوقت كان اسقفا لنينوى .فزود الجيوش العربية بالمؤونة الضرورية.ويذكر ان الفاتحين العرب كانوا يمنحون اهل البلاد الاختيار بين الاسلام او دفع الجزية او السيف.وقد حدثت احداثا هنا وهناك بعد الفتح ،منها مثلا مقتل رهبان دير قيدار أو دير الابيض في جبل ماردين.وقد اصدر الحجاج في عهد الخليفة عبد الملك سنة697م امرا يقضي باستعمال اللغة العربية في دوائر الدولة وحصر الوظائف العامة بالمسلمين،الامر الذي حمل العديد من المسيحيين على اعتناق الاسلام،وهذا قد اخل بنسبة الديانات،فاصبح الغالبيةللاسلام.وقبل منتصف القرن السابع حدث امر هام،وهو ان الموصل الفتية،تقدمت حتى على الصعيد المسيحي،على حساب نينوى القديمة او ما كان قد تبقى منها،وكان ذلك بعد عام 637م عام الفتح العربي،وانتقل الكرسي الاسقفي من نينوى الى الموصل واول اسقف للموصل،بعد ان كان اسقف نينوى،هو ايشو عياب الثالث الحديابي الذي سيصبح بطريركا لكنيسة المشرق عام649م ،ومنذ ذلك الحين اخذت المسيحية تتضاءل فوق اطلال نينوى،ومع ذلك سيظل دير مار يونان قائما مدة طويلة واخر ذكر لهذا الدير ورد سنة 932م .
ملاحظة :ساتطرق في الحلقة الرابعة عن كنائس الموصل المندثرة والتي تحولت الى جوامع،والكنائس القديمة والحديثة.
                                                                            يوسف حودي